المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بابُ أذكارِه بعدَ استقرارِ عزمِه على السَّفر


عبير محمد بدر
03-30-2019, 10:22 PM
كتاب دعاء للمسافر للعمرة (https://www.gheir.com/%D8%A3%D8%AF%D8%B9%D9%8A%D8%A9/57550/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9)

اعلم أن الأذكار التي تُستحبُّ للحاضر في الليل والنهار واختلاف الأحوال وغير ذلك مما تقدم تُستحبّ للمسافر أيضاً، ويَزيدُ المسافرُ بأذكار فهي المقصودةُ بهذا الباب، وهي كثيرةٌ منتشرة جداً، وأنا أختصرُ مقاصدها إن شاء اللّه تعالى، وأُبوِّبُ لها أبواباً تناسبها، مستعيناً باللّه، متوكلاً عليه‏.‏

بابُ الاستخارة والاستشارة

اعلم أنه يُستحبّ لمن خطرَ بباله السفرُ أن يُشاورَ فيه مَن يعلمُ من حاله النصيحة والشفقة والخبرة ويثقُ بدينه ومعرفته، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏159‏]‏ ودلائلُه كثيرة، وإذا شاورَ وظهرَ أنه مصلحةٌ استخارَ اللّه سبحانه وتعالى في ذلك، فصلَّى ركعتين من غير الفريضة ودعا بدعاء الاستخارة الذي قدَّمناه في بابه‏.‏ ودليلُ الاستخارة الحديث المتقدِّم عن صحيح البخاري (1)‏ ، وقد قدَّمنا هناك آداب هذا الدعاء وصفة هذه الصلاة، واللّه أعلم‏.‏

بابُ أذكارِه بعدَ استقرارِ عزمِه على السَّفر‏.‏

فإذا استقرَّ عزمُه على السفر فليجتهدْ في تحصيل أمور منها‏:‏ أن يوصي بما يحتاج إلى الوصية به، وليُشهدْ على وصيته، ويستحلّ كلَّ من بينه وبينه معاملة في شيء، أو مصاحبة، ويسترضي والديه وشيوخه ومن يُندب إلى برّه واستعطافه، ويتوبُ إلى اللّه ويستغفره من جميع الذنوب والمخالفات، وليطلبْ من اللّه تعالى المعونةَ على سفره، وليجتهدْ على تعلّم ما يحتاج إليه في سفره‏.‏ فإن كان غازياً تَعَلَّمَ ما يَحتاج إليه الغازي من أمور القتال والدعوات وأمور الغنائم، وتعظيم تحريم الهزيمة في القتال وغير ذلك‏.‏

وإن كان حاجّاً أو معتمراً تعلَّمَ مناسكَ الحجّ أو استصحبَ معه كتاباً بذلك، ولو تعلَّمها واستصحبَ كتاباً كان أفضل‏.‏ وكذلك الغازي وغيره، ويُستحبّ أن يستصحبَ كتاباً فيه ما يحتاج إليه‏.‏

وإن كان تاجراً تعلَّم ما يحتاج إليه من أمور البيوع ما يصحّ منها وما يَبطل، وما يحلّ وما يَحرم، ويُستحبّ ويكره ويباح، وما يَرجحُ على غيره‏.‏ وإن كان متعبِّداً سائحاً معتزلاً للناس، تعلَّم ما يحتاج إليه في أمور دينه، فهذا أهمّ ما ينبغي له أن يطلبه‏.‏ وإن كان ممّن يصيدُ تعلَّم ما يحتاج إليه أهلُ الصيد، وما يحلّ من الحيوان وما يَحرمُ، وما يحلُّ به الصيد وما يَحرم، وما يشترط ذكاتُه، وما يكفي فيه قتل الكلب أو السهم وغير ذلك‏.‏

وإن كان راعياً تعلَّم ما يحتاج إليه مما قدَّمناه في حقّ غيره ممّن يعتزل الناس، وتعلَّم ما يحتاج إليه من الرفقِ بالدّوابّ وطلب النصيحة لها ولأهلها، والاعتناء بحفظها والتيقّظِ لذلك، واستأذنَ أهلَها في ذبح ما يحتاجُ إلى ذبحه في بعض الأوقات لعارض وغير ذلك‏.‏

وإن كان رسولاً من سلطان إلى سلطان أو نحوه اهتمَّ بتعلّم ما يحتاج إليه من آداب مخاطبات الكبار، وجوابات ما يَعرض في المحاورات وما يحلُّ له من الضيافات والهدايا وما لا يَحلّ، وما يَجب عليه من مراعاة النصيحة وإظهار ما يُبطنه وعدم الغشّ والخِداع والنفاق، والحذر من التسبّب إلى مقدمات الغدر أو غيره مما يحرم وغير ذلك‏.‏

وإن كان وكيلاً أو عاملاً في قراض أو نحوه تعلَّم ما يَحتاج إليه مما يَجوز أن يشتريه وما لا يجوز، وما يَجوز أن يبيعَ به وما لا يجوز، وما يجوز التصرّف فيه وما لا يجوز، وما يُشترط الإِشهاد فيه وما يجب وما يشترط فيه ولا يجب، وما يجوز له من الأسفار وما لا يجوز‏.‏

وعلى جميع المذكورين أن يتعلَّم مَن أراد منهم ركوبَ البحر الحالَ التي يجوز فيها ركوبَ البحر، والحال التي لا يجوز، وهذا كلُّه مذكور في كتب الفقه لا يليق بهذا الكتاب استقصاؤه، وإنما غرضي هنا بيانُ الأذكار خاصة، وهذا التعلّم المذكور من جملة الأذكار كما قدَّمْته في أول هذا الكتاب، وأسألُ اللّه التوفيقَ وخاتمة الخير لي ولأحبائي والمسلمين أجمعين‏.‏
بابُ أذكارِه عندَ إرادتِه الخروجَ من بيتِه‏.‏

يُستحبّ له عند إرادتِه الخروجَ أن يصلِّي ركعتين ‏:‏

1/519 لحديث المُطْعِم ‏(2)(‏في الأصل ‏ ‏المقطم‏ ‏ قال الحافظ‏:‏ هو سهوٌ نشأ عن تصحيف إنما هو المُطْعِم، بسكون الطاء وكسر العين‏.‏ الفتوحات الربانية 5/105‏)‏ بن المقدام الصنعاني ‏(‏في الأصل ‏ ‏الصحابي‏ ‏ قال الحافظ، إنما هو الصنعاني، نسبة إلى صنعاء دمشق، وقيل‏:‏ بل إلى صنعاء اليمن، ثم تحوّل إلى الشام‏.‏ وكان في عصر صغار الصحابة، ولم يثبت له سماع من صحابي، بل أرسله عن بعضهم، وجلّ روايته عن التابعين؛ كمجاهد والحسن‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ "(‏في الأصل ‏ ‏المقطم‏ ‏ قال الحافظ‏:‏ هو سهوٌ نشأ عن تصحيف إنما هو المُطْعِم، بسكون الطاء وكسر العين‏.‏ الفتوحات الربانية 5/105‏)‏ بن المقدام الصنعاني ‏(‏في الأصل ‏ ‏الصحابي‏ ‏ قال الحافظ، إنما هو الصنعاني، نسبة إلى صنعاء دمشق، وقيل‏:‏ بل إلى صنعاء اليمن، ثم تحوّل إلى الشام‏.‏ وكان في عصر صغار الصحابة، ولم يثبت له سماع من صحابي، بل أرسله عن بعضهم، وجلّ روايته عن التابعين؛ كمجاهد والحسن‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ "(‏في الأصل ‏ ‏المقطم‏ ‏ قال الحافظ‏:‏ هو سهوٌ نشأ عن تصحيف إنما هو المُطْعِم، بسكون الطاء وكسر العين‏.‏ الفتوحات الربانية 5/105‏)‏ بن المقدام الصنعاني ‏(‏في الأصل ‏ ‏الصحابي‏ ‏ قال الحافظ، إنما هو الصنعاني، نسبة إلى صنعاء دمشق، وقيل‏:‏ بل إلى صنعاء اليمن، ثم تحوّل إلى الشام‏.‏ وكان في عصر صغار الصحابة، ولم يثبت له سماع من صحابي، بل أرسله عن بعضهم، وجلّ روايته عن التابعين؛ كمجاهد والحسن‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ " رضي اللّه عنه
بابُ أذْكَارِه إذا خَرَج‏.‏َ

قد تقدَّمَ في أول الكتاب ما يقولُه الخارجُ من بيته، وهو مُستحبٌّ للمسافر، ويُستحبُّ له الإِكثار منه، ويُستحبّ أن يودّع أهله وأقاربَه وأصحابَه وجيرانه، ويسألهم الدعاء له ويدعو لهم‏.‏

1/521 وروينا في مسند الإِمام أحمد بن حنبل وغيره، عن ابن عمر رضي اللّه عنهماعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏إنَّ اللّه تَعالى إذا اسْتُودِعَ شَيْئاً حَفِظَهُ‏"‏‏.‏‏(6)

2/522 وروينا في كتاب ابن السني وغيره، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مَنْ أَرَادَ أنْ يُسافِرَ فَلْيَقُلْ لِمَنْ يُخَلِّفُ‏:‏ أسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ الَّذي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ‏"‏‏.‏(7)

3/523 وروينا عن أبي هريرة أيضاً،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا أرَاد أحَدُكُم سَفَراً فَلْيُوَدّعْ إخْوَانَهُ، فإنَّ اللَّهَ تَعالى جاعِلٌ فِي دُعائِهِمْ خَيْراً‏"‏‏.‏

والسنَّة أن يقول له مَن يودّعه‏:‏

4/524 ما رويناه في سنن أبي داود، عن قزعة قال‏:‏قال لي ابن عمرَ رضي اللّه عنهما‏:‏ تعالى أُودّعك كما ودّعني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأمانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ‏"‏‏.‏‏(8)

قال الإِمام الخطابي‏:‏ الأمانة هنا‏:‏ أهله ومن يخلفه ومالُه الذي عند أمينه‏.‏ قال‏:‏ وذكر الدِّين هنا لأن السفر مظنّة المشقة، فربما كان سبباً لإِهمال بعض أمور الدين‏.‏ قلتُ‏:‏ قَزعة بفتح الزاي وإسكانها‏.‏

5/525 ورويناه في كتاب الترمذي أيضاً عن نافع عن ابن عمر قال‏:‏كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا ودّع رجلاً أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدعُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ويقولُ‏:‏ ‏"‏أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأمانَتَكَ وآخِرَ عَمَلِكَ‏"‏‏.‏‏(9)

6/526 ورويناه أيضاً في كتاب الترمذي عن سالم؛أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفراً‏:‏ ادْنُ منّي أُودّعك كما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يودّعنا، فيقول‏:‏ ‏"‏أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأمانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ‏"‏ قال الترمذي‏:‏ هذا حديث حسن صحيح‏.‏ ‏(10)