المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “التيف”: حبوب تتحول إلى غذاء ذهبي لبقية العالم؟


عبير محمد بدر
05-23-2019, 09:43 PM
بذور التيف (https://www.gheir.com/%D8%B1%D8%B4%D8%A7%D9%82%D8%A9/27971/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%81%D8%8C-%D8%AD%D8%A8%D9%88%D8%A8-%D9%87%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%82%D8%A9!)::-

إثیوبیا– تحت شمس حارقة یدوس قطیع من الأبقار في حلقة وسط كومة كبیرة من التیف
الذھبي لطحن ھذه الحبوب الرئیسیة في الغذاء الإثیوبي... والطریقة ھذه ضاربة في القدم.
التیف وھو من عائلة الذرة البیضاء المزروعة خصوصا في منطقة القرن الأفریقي وإثیوبیا
واریتریا المتجاورتین، جزء لا یتجزأ من الإرث المحلي.
یستخدم التیف لصنع ”الاینجیرا“ وھي طلمیة تستھلك في كل الوجبات، وھو تالیا مادة أساسیة
حیویة لسكان ھذا البلد الذین یعتبرون من الأفقر في العالم. لكن التیف یلقى رواجا متزایدا أیضا
في الغرب لدى اتباع التغذیة العضویة الذین یحبذون أن تحل ھذه الحبوب المغذیة جدا ومن دون
غلوتین محل القمح.
ویوضح سولومون شنینالوو مدیر مركز الأبحاث الزراعیة حول التیف في دیبره زیت قرب
ادیس ابابا ”الاثیوبیون فخورون بھذه الحبوب لأنھا جزء من ھویتھم لكن التیف بات یجذب
الانتباه“ خارج حدود البلد أیضا.
وما تزال ھذه الحبوب غیر معروفة جدا خارج المنطقة، باستثناء دوائر ضیقة نسبیا تضم طھاة
مشھورین ونجوما ھولیودیین یبحثون عن أغذیة سلیمة أكثر، یستخدمون التیف مطحونا على
شكل دقیق لصنع البسكویت والخبز والعجینة.
لكن بالنسبة للبعض فھي قادرة على الإطاحة بالكینوا ”الحبة الذھبیة“ في جبال الأندیس والمغذیة
جدا ھي أیضا والخالیة من الغلوتین والتي باتت نجمة متاجر الأغذیة العضویة والتجارة العادلة
في الدول الغربیة.
ویقول خالد بومبا رئیس الوكالة الإثیوبیة لتحویل القطاع الزراعي ”لا یخلو التیف من الغلوتین
فقط بل إنھ مغذ جدا. وكثیرون باتوا یعتبرونھ (غذاء خارقا)“.
والتیف الغني بالمعادن مثالي أیضا لمرضى السكري أو الأشخاص الذین یعانون من اضطرابات
في الامتصاص المعوي بسبب عدم تحملھم لمادة الغلوتین.
وھذه الحبة المقاومة جدا یمكن أن تنبت في سھول كما على ارتفاع ثلاثة آلاف متر في مناخ
جاف أو تحت أمطار غزیرة وھي تتكیف خصوصا مع جغرافیة إثیوبیا وھضابھا العالیة.
لكن بسبب محاصیلھا غیر الكبیرة وعدم تطویر أنواع بذورھا، ما یزال التیف من البذور
”الیتیمة“ خلافا للأرز والقمح والذرة التي كانت وما تزال موضع أبحاث علمیة كثیرة. ویواجھ
المزارعون الإثیوبیون الذین یزرعونھا تالیا صعوبة في تلبیة الطلب الداخلي.
وقد سمح إدخال 19 نوعا جیدا وتحسین التقنیات الزراعیة بتزوید السوق الإثیوبیة بشكل أفضل
في السنوات الأخیرة؛ إذ انتقل المردود من 2.1 إلى 5.1 طن للھكتار المزروع. لكن ھذه الكمیة
تبقى غیر كافیة.
ومن أجل الوصول إلى مستوى فعلي قابل للتصدیر، یجب أن یكون المردود طنّین في الھكتار
الواحد.
لذا فإن إثیوبیا غیر قادرة بالتأكید الآن على الاستفادة من الحماسة الناشئة حیال ھذه الحبوب
خارج حدودھا.
وفي ھذا الإطار، ومن أجل حمایة السوق الداخلیة من الارتفاع الكبیر في الأسعار، تفرض
السلطات منذ سنوات قلیلة، بانتظام حظرا على تصدیر ھذه الحبوب؛ إذ إن ادیس ابابا أخذت
العبرة من مشاكل بولیفیا حیث لم یعد بإمكان السكان شراء الكینوا بسبب ارتفاع سعرھا جراء
الإقبال علیھا في الخارج.
أما المزارعون الإثیوبیون فمنقسمون. فھم یقرون بضرورة تزوید السوق الإثیوبیة، لكنھم یرون
أنھ لا ینبغي تفویت الفرص المتاحة أیضا.
ویوضح تیرونیش میریتي منتج التیف منذ أربعین عاما تقریبا ”أرید أن أبیع محصولي إلى
الخارج لأني سأكسب معیشتي بشكل جید عندھا“.
لكن مزارع مجاور لھ یدعى أمھا ابراھام یقول ”اذا صدرنا التیف الى دول أخرى قد نحقق
الكثیر من المال لكن علینا أن نوفر الغذاء لبلدنا أولا“.
وفي الوقت الراھن یستفید منتجون صغار مثل زامبیا وجنوب افریقیا من الإقبال على ھذه
الحبوب في أمیركا الشمالیة وأوروبا وحتى أسترالیا.
لكن خالد بومبا ما یزال یأمل أن تتمكن بلاده من الاستفادة من ذلك