المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهارة التعامل مع النساء


المشرف العام
06-08-2015, 08:16 AM
فن مهارات التعامل مع المرأة أن تعرف المفتاح الذي تؤثر من خلاله فيها: العاطفة، فتقاتلها بسلاحها.

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوصينا بالإحسان إلى المرأة، واحترام عاطفتها، لأجل أن تسعد معها، وأوصى الأب بالإحسان إلى بناته، فقال: ) من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه (.

وأوصى بها أولادها فإنه لما سأله رجل فقال: ) من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمك، قال: ثُم مَن؟ قال: ثم أمك، قال: ثم مَن؟ قال: ثم أَبوك (. بل أوصى -صلى الله عليه وسلم- بالمرأة زوجها وذم من غاضب زوجته أو أساء إليها، وانظر إليه -صلى الله عليه وسلم- وقد قام في حجة الوداع، فإذا بين يديه مائة ألف حاج فيهم الأسود والأبيض، والكبير والصغير، والغني والفقير.

صاح -صلى الله عليه وسلم- بهؤلاء جميعًا وقال لهم: ) ألا واستوصوا بالنساء خيرًا (.

وفي يوم أطاف بأزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساء كثير يشتكين أزواجهن، فلما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك قام، وقال للناس: ) لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشتكين أزواجهن، ليس أولئك بخياركم (.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي (.

بل قد بلغ من إكرام الإسلام للمرأة أنها كانت تقوم الحروب، وتسحق الجماجم، وتتطاير الرءوس لأجل عرض امرأة واحدة.

كان اليهود يساكنون المسلمين في المدينة، وكان يغيظهم نزول الأمر بالحجاب، وتستر المسلمات، ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات، فما استطاعوا.

وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع وكانت عفيفة متسترة فجلست إلى صائغ هناك منهم، فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها، وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها، أو لمسها والعبث بها، كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام.

فجعلوا يراودونها على كشف وجهها، ويغرونها لتنتزع حجابها، فأبت وتمنعت، فغافلها الصائغ وهي جالسة، وأخذ طرف ثوبها من الأسفل وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها، فلما قامت، ارتفع ثوبها من ورائها، وتكشفت أعضاؤها. فضحك اليهود منها، فصاحت المسلمة العفيفة، وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين، سل سيفه ووثب على الصائغ فقتله، فشد اليهود على المسلم فقتلوه.

فلما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وأن اليهود قد نقضوا العهد وتعرضوا للمسلمات، حاصرهم، حتى استسلموا ونزلوا على حكمه، فلما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينكل بهم، ويثأر لعرض المسلمة العفيفة، قام إليه جندي من جند الشيطان، الذين لا يهمهم عرض المسلمات، ولا صيانة المكرمات، وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه، قام رأس المنافقين، عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال: يا محمد، أحسن في موالي اليهود، وكانوا أنصاره في الجاهلية، فأعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبى، إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.

فقام المنافق مرة أخرى، وقال: يا محمد، أحسن إليهم، فأعرض عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- صيانة لعرض المسلمات، وغيرته على العفيفات، فغضب ذلك المنافق، وأدخل يده في جيب درع النبي -صلى الله عليه وسلم- وجره وهو يردد: أحسن إلى موالي، أحسن إلى موالي، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- والتفت إليه وصاح به وقال: أرسلني، فأبى المنافق، وأخذ يناشد النبي -صلى الله عليه وسلم- العدول عن قتلهم.

فالتفت إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: هم لك، ثم عدل عن قتلهم، لكنه -صلى الله عليه وسلم- أخرجهم من المدينة وطردهم من ديارهم، نعم المرأة الضعيفة تستحق أكثر من ذلك.

روى الخطيب البغدادي -رحمه الله- أن سعيد بن إسماعيل الواعظ -رحمه الله- سئل أي أعمالك أرجى عندك؟ فقال: إني لما ترعرعت وأنا بالري وكانوا يريدونني على التزوج فأمتنع، فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان، قد أحببتك حبا قد أذهب نومي وقراري، وأنا أسألك بمقلب القلوب وأتوسل به إليك إلا تزوجتني. فقلت: ألك والد؟ قالت: نعم، فأحضرته فاستدعى الشهود فتزوجتها، فلما خلوت بها فإذا هي عوراء عرجاء شوهاء مشوهة الخلق، فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته لي، وكان أهل بيتي يلومونني على تزوجي بها فكنت أزيدها برا وإكراما وربما احتبستني عندها ومنعتني من حضور بعض المجالس، وكنت في بعض أوقاتي على أحر من الجمر وكنت لا أبدي لها من ذلك شيئا فمكثت على ذلك خمس عشرة سنة، فما شيء أرجى عندي من حفظي إليها ما كان في قلبها من جهتي.

نحن بأمس الحاجة أن نتعلم كيفية التعامل مع من نحب وكيف نكون رحماء معهم ونكسب حبهم وقلبهم وكيف نقوي معنى الحب بيننا لأنه العامل الأساسي في المضي قدما في الحياة بسعادة وود.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين