تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القواعد الذهبية في الحياة الزوجية (ج3)


المشرف العام
06-08-2015, 08:36 AM
القاعدة الحادية عشرة: ليكن شعار حياتكما الاحترام... ثم الاحترام

لتعيشا سعداء.. تعاملا بالاحترام والحياء، فإذا زال الاحترام والأدب والتقدير بين الزوجين فقل على حياتهما السلام، وإذا زال حياء الزوج واحترامه لزوجته فلا تتعجب من إخراج الكلمات القاسية والتي ربما تكون أشد من الضرب والتسفيه، وربما أخرج كلماته بين الأهل والأقارب وكما قيل:

إذا حرم المرء الحياء فإنه ‍

بكل قبيح منه جدير

وكذا الزوجة إذا زال حياؤها وأدبها واحترامها لزوجها كانت شر المخلوقات لا الزوجات، لأنه إذا قل الحياء وتلاشى الأدب والاحترام من زوجها، ارتفع صوتها وطال لسانها وساءت ألفاظها، وربما زال عفافها، فكم من زوج عاش عيشةً نكدة، وكم من أسرةٍ ضائعة، وقرابةٍ ممزقة بسبب ذلك... وإذا نشأ الأبناء في بيئة تعاملها وسلوكها الأدب والاحترام فيما بينهم كانوا كذلك؛ لأن الأبوين القدوة الأولى لأبنائهما.

فيا أيها الزوجان الحبيبان:

دونكما الاحترام والحياء فيما بينكما، ارفعا رايته فوقكما وأظهرا الحياء والاحترام فوالله إنه لا يأتي إلا بخير.

* القاعدة الثانية عشرة: احترما أقارب كل منكما.

وأقصد بذلك أهل الزوج وأهل الزوجة؛ لأن كثيرًا من المشاكل الأسرية التي تغتال السعادة الزوجية عدم الإحسان وسوء المعاملة إلى أهل الزوج أو أهل الزوجة، تجدهما في أول حياتهما إذا ذكر الزوجان أهل بعضهما ذكراهم بالخير الجليل، وبحسن الفضل والجميل، وما هي إلا فترة وجيزة وتتغير النظرة!!! فهذا يشتم أهلها.. وهي تصف مرارة أهله وبؤس العيش معهم، فلا تسأل عن محاكم التفتيش التي تقام بين الزوجين، ولا تسأل عن الخصام الذي يبقى صداه في القلب مع مر السنين، فحالهما ومآلهما إلى الفراق لعدم الوفاق، لذا أظهرا جميل بعضكما ولا تنسياا الفضل بينكما وسددا وقاربا واعلما:

إن كلا منكما ليس مسئولا عن أخطاء الآخرين، وليس ملزما بأقوالهم وأفعالهم السيئة، فاتركا أخطاءهم لهم، وادعوا لهم بالصلاح، وعيشا سعادتكما، وادعوا لذويكم، ولا تخربا بيتكما بأيديكما، فأنتما الاثنان لن تسلما من أخطاء أنفسكما فكيف بأخطاء غيركما، ثم تذكرا مهما يكن من خطأ من أهل الزوجين، فلن يهون على الزوج أو الزوجة الرضا بالتجريح للأهل والتنقيص من شأنهم، وإن من حسن الخلق وحفظ العشرة الصبر وتحمل الأذى الواقع من أي منهم - أهل الزوجة أو أهل الزوج - وهذا من التضحية والمحبة الحقيقية للطرف المقابل؛ لأن من أحبت زوجها كان من شأنها أن تحب أهله وتعاملهم بالحسنى، وكذا الزوج.

* القاعدة الثالثة عشرة: لا تهملا رسائل الحب والغرام.

إن الحب حساس وشفاف، وقابل للتمزق والإتلاف، فلا بد من تعاهده وتقويته وتغذيته، ورسائل الحب والغرام هي بمثابة الماء الذي يروي نبتة الحب بين الزوجين، وينميها لتكبر وتترعرع في أحسن حال، فلا تهملوها وهي من أكبر ما يقوي أواصر الحب بينكما ويجدد حياتكما ويعيد لها رونقها ونضارتها.

* القاعدة الرابعة عشرة: إياكم والإهمال.

ما الذي يبقى مع الإهمال....؟ فالأوراق تيبس...، والأزهار تذبل إذا تركت بلا رعاية وعناية، والجسد تعتليه الأمراض بالإهمال حتى تبليه. بل حتى الجمادات بالإهمال تفشل فالآلات تتعطل....، والسيارات لا تعمل.

إذًا ليكن في البال: (لا شيء يبقى مع الإهمال)، وكيف ستبقى حياتكما الزوجية بإهمال بعضكما لبعض؟؟؟؟

أهمل الزوج زوجته فانجرحت مشاعرها، وعاشت تنتظر الموت البطيء، وأهملها فسارت في بيتها تتنقل من غرفة لأخرى وهي جسد بلا روح، وأهملها فكانت معه للجنس والطعام!!! فلا كلمة جميلة ولا ابتسامة ولا اهتمام.

أهملها فشكت من ظلمه، وفكرت في رجل غيره - والعياذ بالله - وأهملت الزوجة زوجها فبحثت عن حتفها بنفسها، أهملته فلم ير منها الإقبال والدلال، فبحث عن زوجة ثانية تصلح له الحال، أهملته فلم تريه جمالها ورشاقتها وأناقتها، أهملته فلم تحترم قراراته وأفكاره بل.. زادت في احتقاره والاستهانة به، فيالها من حياة بائسة.... وعيشة منتكسة.

فالله الله بالاهتمام في كل شيء... في المأكل، والمشرب، والنظافة، والملبس، والحب، والمعاشرة.

* القاعدة الخامسة عشرة: اذكرا محاسنكما.

لكل إنسان عيوب ومساوئ، ولكل إنسان هفوات وزلات، ولكل إنسان صفات حميدة ومحاسن، وأنتما أيها الزوجان:

دخلتما حياتكما خليلين حبيبين... فكم تغزل الزوج في محاسن زوجته وكأنها أجمل نساء العالم، والزوجة كم ذكرت بين النساء صفات فارسها ومزاياه، وكأنه أفضل رجال الدنيا، وكم نظرتما إلى بعضكما وحمدتما الله أن وفق وجمع بينكما، فما بالكما عندما تحل المشكلة تمسح السبورة؟؟؟؟ وتصبح المحاسن مهجورة؟؟؟ ويصبح الإحسان تقصيرا والشكر كفرانا للعشير، إن لكل فجوة وثلمة ما يسدها ويسترها، ولن تجدا أفضل من ذكر محاسن بعضكما لسد الخلل بينكما، قدرا دور ومكانة كلّ منكما في حياة الآخر، وأسمعا بعضكما ذكر محاسنكما، فالرجل يهتز ويطرب عند ذكر محاسنه، والمرأة بذكر حسنها تلوح عليها علامات القبول والرضا... وهذا مدعاة لعدم كفران العشير والتغاضي عن الزلل والتقصير.

* القاعدة السادسة عشرة: لا تقارنا حياتكما بغيركما.

فكثيرٌ من المشاكل سببها المقارنة، ينظر الزوج إلى سعادة فلان بزوجته يذكر من: جمالها، وأدبها، وحسن تفهمها مع زوجها، ثم ينظر إلى زوجته، فيسبل دمعته وعبرته يطالب زوجته أن تكون مثل فلانة... أو أخته السعيدة في حياتها.... فلا ترضى الزوجة بذكر فلانة، ولا بالتجريح والإهانة، فلا سعد بزوجته ولا حاول التغيير من وضعه... بل يندب حظه!!!

أما الزوجة فتنظر إلى زوجها، وتذكر كلمات صاحبتها في زوجها، وهي تقول لها: زوجي متفهم، مرتب، رومانسي، حنون، يحب السفر والترحال، دائما يجلب لي الهدايا، ثم تتذكر المسكينة حال زوجها وكيف أنه عصبي، وفوضوي، دائمًا منشغل، بخيل.

وبهذه المقارنة تقلب حياتها ولا تصلح بها بيتها، وكل هذا سببه المقارنة بين حياتهما وحياة الآخرين.... والمطلوب منكما في حياة غيركما أن تنظرا وتتعلما وتطبقا، لا أن تقارنا، ثم اعلما أن حياة الآخرين قد تكون سعيدة في جانب دون جانب، وأنتما حياتكما قد تكون تعيسة في جانب دون جانب.

وأخيرًا:

إذا رأيتما أو سمعتما ما يسركما في حياة غيركما أن تقولا: ما شاء الله تبارك الله، وتدعوا لهما بدوام الحال... أكمل الله نقصكما، وحياة سعيدة أتمناها لكما.