المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشرون نصيحة لأختي قبل الزواج -8


المشرف العام
06-08-2015, 09:02 AM
النصيحة الثامنة

إيـَّـاكِ والكـُـفْـرَ

نعم؛ إياكِ والكُفْرِ، وأعيذك بالله من الكفر بالله رب العالمين، والخروج عن دين المسلمين، وليس هذا ما أريد هنا، وإنما أريد كفران العشير كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه للنار: ) ورأيتُ أكثر أهلها النساء، قالوا: بِمَ يا رسول الله؟ قال: بكفرهن. قيل: أيكفُرْنَ بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنتَ إِلى إِحداهنَّ الدهرَ كلَّه، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيتُ منكَ خيرا قَطُّ (. أخرجه البخاري ومسلم.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ) لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه (، رواه النسائي والبزار.
ومما يؤسف له أن هذا من عادات غالب النساء، ولكنه ليس من أصل خلقتهن ولا دينهن، فالراجحة عقلاً، والتقية ديناً: تعرف لأهل الإحسان الإحسان، ولا تظلم أحداً.

فلا يحملك عدم تلبيته لحاجة تريدينها منه، أو نزاعٌ حصل بينكما أن تهدمي كل ما مضى من إنعامه وإكرامه، فإن هذا يتجاوز إلى الكذب والافتراء، والظلم والجفاء، وينتح عنه تفتيت الثقة، وغرس الغل والحقد في قلبه عليك، وكيف أنه فعل وفعل وفعل، ثم يُجحد من غير اعتراف بأية فضيلة؟!.

والله تعالى أمرنا بالعدل والإحسان، وحذرنا من الظلم والبغي قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ﴾.

بل اعترافك له بالفضل مجلبة لإرداف الفضل بالفضل!، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!، فإن حرمكِ ما تريدين يوماً من الأيام فتلطفي معه في الكلام، وقولي له: زاد الله خيرك، وليس منعك لحاجتي مما ينقص قدرك، ففضلك عليّ من قبلُ عميم، فإن تكرمت فلساني لك شكور، وإن منعت فقلبي على منعك صبور، وعيبك مستور، وخطؤك مغفور، لسابق أيادي إحسانك وكرمك، ورفيع قدرك في قلبي.

هذا الكلام وما فيه معناه: لن تعدمي منه الخير من وجوه منها: طاعتك لله تعالى في العدل عند الخصام، وحسن الكلام، واجتناب الحرام من كفران العشير.

ومنها: كسبك لوده، فمثل هذا الكلام يدعو الكرام إلى الإكرام. وكما يذم كفران العشير، فكذلك يحمد شكرانه، فأكثري دائماً من شكره على إحسانه، والاعتراف بدوام فضله عليكِ، وعظيم خدمته لكِ، وأنكِ عاجزة عن مقابلة معروفه بمثله، وأكثري له الدعاء بـ: جزاك اللهُ خيراً، وزادك الله من فضله، وما قصّرت، ونحو هذا من الكلام الرفيع، فإن هذا كله يقوي أواصر الحياة الزوجية، وكرم الرجال كالنخلة كلما تم سقاؤها كلما طاب ثمرها، فزيدي سقاء كرم زوجك بالثناء والشكر والدعاء له بالخير، وفقكِ يا أختاه الله إلى كلّ خير.