المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ؟


اميرة عبد الدايم
09-22-2015, 10:18 PM
جاءت تلك الأم..
الثلاثينية..كعجوز على مشارف التسعينات

وليعذرني قلمي ومحبرتي
..ســأنعتها..بتلك التسمية

لأثبت ..لك يازمن العجائب..

قسوة أهلك‘‘

بل أنانيتهم..
وانسلاخ القيم..الراقية في نفوسهم!
وجمود العواطف فيهم..
التي لو انعكست عواطفها (هي ) عليهم
لأشرقتهم..
وأغرقتهم..
ثم..انتشلتهم..
ليذوقوا نعيم الحب والعطف والحنان
المعدوم لديهم!!

أعود إليها..
تلك الحالمة..في زمن
الأدغال..

القابعة (رغماً عنها)....في دهاليز الظلام للأنفس (( القاسية..الظالمة لنفسها ))

..وهي التي طواها الزمن
وأضفت عليها رياح السنون ..من تجاعيدها ‘‘

وســكبت في مآقيها..أقسى وأمر الدموع
بل اكتوت بها صبح..مساء

جاءت بشارة حملها به..على جناح طائر رحمة
لم تكن الدنيا تسعها..لعظيم سعاآدتها

ولا الدموع..تعبر عم مدى..لوعتها بانتظاره!!
خلال سنوات..طويلة

عاشتها بكل أسىً وحرمان!!

أصابها ..مع حمله أنواع الأمراض والأسقام
ليس كالمعتاد..بل زاد عليها البلاء..!

ومضت التسعة أشهر..
كأثقل مايكون..
كجبل أُحد..
وكان ,..لأجله يهوون!

بعــدهاآآ..
حااانت ..ســاآعة الصـفر!

..جاءها..المخاض
قربت..لحظة الموت!

غمرتها..وتقلبت عليها أنواع
الدهشة..والفرحة..والرعب..
و((شبح الموت))

تعســرت ولاآآدته..
كان أكبر همها..ألا يصيبه أذى!!

ناآآجت ربها
تضرعت إليه..

أقبلت إليه ..بكل جوارحها
وكانت..في وقت..لا يرد فيه الدعاء!

صاااحت ..وطلبت الغوث
من صاحبه!!

رفعت أكف الضراعة..
لمن عطائه لا يـُرد <<
وفضله واسع
لا يُــحد..<<

بكت ..وتباااكت
(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ))
(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ))
(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ))

رددت..وكررت..وألحت
على من يحب الملحين..من عباده الضعفاء

من يريد..إنكسار عبده..وتقربه إليه..
فهو قريب..مجيب.. ((جل وعلا))

وفي..لحظة غااامرة بكل مالايتصور من آلام ودموع حتى الطبيبة كانت (( تبكي ))!!

جاااء الغوث..
ونزل المدد..

من (الواحد الأحـد..الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد)

جاء الفرج
جاءت البشرى..

من ربٍ رحيم
قادر بصير..

نسيت بعد ..قدومه كل
آآآلامها..
كأن ..لم يصبها شيئ!!

((* قال تعالى : (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) .. سورة الإسراء(24) ))
رحماااك ربي بنا..

وجعلت ..تسأل الأطباء
عن حالته..عن صحته!
أهو بخير..؟

كانت قلقة..أشد مايكون عليهـ‘‘!

فلما زُفت لها البشرى بسلامتهـ‘..ونجاتهـ‘..وحيات هـ‘ الجديدهـ‘‘..

إنفرجت أساريرها00
واشتعلت جذوة الأمل التي كااادت أن تخبو...
قبل لحظات..
في قلبها..الضعيف..
لولا سعة رحمة الله ..وواسع فضلهـ‘‘

حملتهـ‘‘ ..إحتضنتهـ‘‘..قبلتهـ‘‘
..كأروع هديهـ‘‘
وأجمل..وسام

وخرجت بهـ‘..تنتظر
الأيام وتعـد ساعاتها بل ثوانيهااا,,
تشبرها وتبوعها!

ترمقه بعين الرحمة..
والمحبة والحنان
وتغدق عليه..كل عناية..واهتمام
وأرضعته..أعذب غذاء وأنقاه من رب كريم..

فجأة..
وبقدر ..الله

(( فلو أراد الله غير هذا لكاآن.. ))

أصابه..المرض
وهو مايزال في مهده بين أحضانها..

عاانت الأمرين..
تألمت أشد الألم!!

لو كانت العافيهـ‘‘..تـباع !
لماترددت في ..بـذل كل شيئ..
لشــفااائهـ‘‘

عرضتهـ‘‘ على أكثرمن طبيب وراقِ
سهرت عليه الليالي الطواآل
مابين بكاء وأنين!

ونهارها أمضتهـ‘‘ في بحث ..
عن أنجع دواء,وأمهر طبيب!


مضت الأيام..
وشفي قرة عينها
وفلذة فؤادها!

حمدت الله
وأثنت عليه..

حيث لا رب لها سواهـ‘‘
ولم يكن إتكالها على غيرهـ‘‘..

وعادت لها بهجتها..وسعادتها؛؛

وبــعدهاآ...

دارت عليها رحى الأياام ..
وهي تصارع الموج

مدهـ‘..وجزرهـ‘
تجذبهـ‘..ويحاول إغراقها..!!

‘‘إعتلت ..رؤوس الوهاد..لتحضر له اللقمهـ‘!
التي تسد رمقهـ‘..

‘‘سافرت بين .. الصحاري والقفار..
لا..لتستجم من عناءها!
بل..
لتجلب له قميصاً يكسو..عظمهـ‘ قبل لحمهـ‘؛ولحمهـ‘ قبل جلدهـ‘!

ليقيهـ‘..صقيع ..البرد
ويبرد .. عليه لواهب القيظ..

سعت بكل جـهدها..
في سبيل تأمين مسكنٍ مريح..وأثاث فاخر
كي لا..يحس بالنقص بين أقرانهـ‘

حتى ..
الماء الزلال..
كاادت..تستمطر السحب ..لترويهـ‘‘

كانت تريده..فوق الناس
في كل شيئ..يحبه الرحمن‘‘

مرت ..بأحلك الظرووف..
قاستها..
تعايشت معها..
إحتوتها
وأصبحت جزءاً..لا يتجزأ منها!

فلا ليلها ..ليل!!
ولانهارها..نهار..!

عانت ؟؟ظلم والبعيد..
وجحود القريب..

وسفااهة..من تعبت لأجلهـ‘!!!!
وضحت بكل شيئ..

شـــقيـت..‘‘

ليرتاآآح..

في نومهـ‘..ويقظتهـ‘‘

في حـلهـ‘‘
وارتـحالهـ‘‘..!

بذلت الغالي والنفيس
لينعم..ولايبأس!

صـمدت ..رغم الصعاب
وأوصدت..أمام اليأس ..كل باب
مضى عنفوان شبابها..
وذبلت زهرة..أنوثتها""

كانت تفرح..وتضحك
وتعيش أيامها..! على مافيها..من آلاآآم وهموم..

إنما ليس كباقي بنات جنسها
أو على أقل تقدير..
كمن تعيش بينهم..وتخالطهم..!!!!!

بـل كانت..
أروع ساعات سعادتها
حينما تراهـ‘..سعيدا..مرتاآآح البال

وأقساها..تلك اللحظات التي
تجده فيها ..حزين! أو محتاج لشيئ!

وليس بوسعها!! تحقيقهـ‘ ..
لإدخال السرور عليه!


مضت الأعوام ..تلو الأعوام
وأكمل ..شهادتهـ‘!

..ياآآلفرحتها الغامرهـ‘
ويالسعاآآدتها..بهـ‘‘

لم..لا ؟

وهي قطعت بذلك شــوطاً..ليس بالهين عليها!!
فهو ..يحتسب من عمرها..وجهدها!
من صحتها..ونصبها‘‘

الذي طالما..تمنت..ألا يذهب سـُـدى
ويطير أدراج الرياآآح..

كانت..ولم تزل
تريدهـ‘ من خيرة الرجال
من أهل البر والفلاح..

ربتهـ‘ على الصلاح والتقى
وأرشدتهـ‘ ..لإلا..يقع في دروب الغي والضلال..

أنشأتهـ‘ على حب الصلاة...وصلة الأرحااام..وطيب الكلام..
ونهتهـ‘..عن دروب الخنا..ومجالسة اللئام

هو يقول..قست عليه في التربيهـ‘!
كمايظن..!

أو نهتهـ‘..عن طريق كان يحبذ سلوكهـ‘..
على مايذكر..!

وفي ظنهـ‘..الخاآطئ! للأسف<<
أنها تمنعهـ‘..هكذا..لمجرد المنع

أو..لأنها لاتحسن التصرف
أو ماشابهـ‘..

ولم يكن يدور في خلدهـ‘..
أنها..اجتهدت..!!
في كل ذلك..لحاجة في نفسها!
ولصالحهـ‘!هو قبل الجميع

ولم يكن حينها يدرك أنه لايجني من الشوكـ‘ العنب!!

وبعد..كل هذا العمل
وتلك التضحيات..
وأشد المعاناة..

التي ..مازالت..ولم تزل..ولن تزل
حتى يقعدها..القدر!
أو..تسلم الروح لبارئها؛؛

يوماً ..بعد يوم
وساعة ..بعد ساعهـ‘‘
ولحظة بعد لحظهـ‘‘

وفي ..
أقسى الظروف..
وأشـد الحاجة إليهـ‘‘!!

يـُســقط دمعتها..!
الحـرى..

ويكوي فؤادها
الضعيف..الذي أكل عليه الزمان وشرب
من صنوف العناء..!!

يُـبكيها.. وماأحر دمعة الأم حين تهراق على وجنتيهاآ
وماأظلم الدنيا ..في عينيها حين تجد تلك..القسوة ممن هو..((وريدها وشريانها)) النابض بالحياة؛؛

يـعذبها..حيث يدري أو لايدري!! سيان ذلك عندها..فالمحصلهـ‘ واحدهـ‘‘<<

يحرق قلبها..إما..
بحديث..

أو بقبح منطق‘!

وسيئ..لفظ..

وتصرف مستهجن..!

وصلابة حس!

أو بعناد...وركوب رأس‘‘


فهل..جــزاء الإحــســـان إلا .. الإحــســـاآن؛؛؛


وأقول لهـ‘‘ ياهذا

متى يستيقظ ضـميرك

قد تتثاقل حروفي

و تجدها قااسية..نوعاً..ما

أوتخالف الواقع..

هي لم تقل ..إنك لم تحسن إلي قط!
لكن ..
حين وقوع القليل من القذى في الماء العذب؛
..هل تستسيغ شــربهـ‘‘!؟

والحر..تكفيهـ‘ الإشارهـ‘!

علاوة على ذلك هي تريد منكـ‘ الكثير

من البر والرحمهـ‘ والحنان‘والرأفة..

والصبر..

آخر ..رسالتي إليكـ‘‘
ياأملها المشرق..

يامن ترا الدنيا فيهـ‘‘.. وفي (( !! ))


ســـيأتي يوم ..تقول فيهـ‘‘

رحم الله أمي ؛؛قـد كاآآآنت .. هناآ


وقد فات الأوان..

وأغلق بابا للجنة أمامكـ‘‘!!!!!

كان مشرعاً على مصراعيهـ‘‘..



ولااات حين مناص!



..واختر لنفسكـ‘.. ماتحب!!

؛؛ياهوى روحها ؛ ومناها؛؛