المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الطفلة والدينار


اميرة عبد الدايم
10-01-2015, 10:50 PM
الطفلة والدينار

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRsEJ9AdM-h0DYzO_NGcI6ZJgbA26DIoBQiq_g15r2aJuu6Dk8W (http://almutakhasses.com/vb/showthread.php?t=19557)

الطفلة والدينار


اإرتم الدينار على الأرض وحيدا يتدحرج على الطريق

لمحته الطفلة فابتسمت
وقالت: أمي انظري هناك دينار يتدحرج على الأرض
فهل ألتقطه؟؟
قالت لها الأم لا بنيتي هو لصاحبه وسيعود باحثا عنه.

وقفت البنت لحظات فرأت شخصا مارا
فسألته: له ضاع منك دينار؟؟
ابتسم لها وقال ضاعت مني دنانير كثيرة بنيتي

تعجبت الطفلة لكلامه وقالت أمي لما أجابني هكذا؟؟
أنا لم أرى إلا دينارا واحدا ولم يكونوا دنانير كثيرة
والتفتت لوالدتها وقالت
أمي لقد ضاعت منه دنانير كثيرة وأنا وجدت واحدا هل أعطيه إياه
فقالت الأم مبتسمة لا يا بنيتي هو لم يقصد ذاك الدينار بل قصد ما أضاعه من ماله دون فائدة
وما يعني ذلك يا أمي
قالت الأم أضاعها دون شراء ما يفيده وكأنه أضاعها في غير مكانها
تعجبت الطفلة وانتظرت صاحب الدينار لعله يأتي
ولاحظت رجلا مسنا في آخر الطريق يطأطئ الرأس
ف ضنت أنه يبحث على الدينار
توجهت إليه وسألته
فقالت يا عم هل أضعت الدينار ؟؟
قال لا بنيتي أضعت مني الزمن ولم ألحقه بعد،
تعجبت الطفلة من رد ذلك المسن
وقالت أمي, أمي إنني لم افهم جيدا كيف أضاع الجد الزمن ويقول انه لم يلحق به
هل يمكننا لحاق الزمن
ابتسمت الأم وقالت هو لا يلاحق الزمن وهو غير قادر على لحاقه بنيتي
بل أضاع من عمره السنين، طعن في العمر وكبر في السن ولم يعد كما كان شابا ولا يقدر على ملاحقة الشباب في كل ما يفعله لذلك تأخر عنهم في السير.

وهي واقفة تتأمل في الدينار منتظرة من يبحث عنه
لمحت سيدة مارة أمامها
فسألتها خالتي، خالتي
التفتت إليها السيدة
وقالت ما هناك بنيتي
قالت لقد وجدت دينار لكنني لا اعلم من صاحبه فهل هو لكِ
قالت: دينارا واحداً وابتسمت لو كان أكثر لا كان لي
لكن دينار واحد فلا بنيتي خذيه لعله ينفعك


حملت الطفلة الدينار معها دون أن تراها والدتها
وأكملتا السير إلى البيت
فوجدت حصالة لها في البيت لم تعتد وضع الدراهم فيها
لأنها لم تمتلك من قبل دراهم لتضعها فيها

وقالت : سأضع هذا الدينار هنا
ليكون لي يوما عبرة حتى لا أضيع دراهمي سدا يوما
ولا يمر بِ الزمن ولا ألحقه، لأعيش اللحظة بكل تفاصيلها وألحق منها ما يساعدني على أيامها
ويكون لي دنانير كثيرة يوم احتاجها لشراء ما أكون بحاجته
ومن يومها والبنت تضع في حصالتها كل دينار يكون معها ولا تضع غيره مهم كان قدره.
وفي يوم رأتها أمها تعد ما حصلته في الحصالة
فوقفت أمام الباب تلمح ابنتها وهي تعد دنانيرها
ولما أكملت العد التفتت فرأت والدتها أمام الباب
ابتسمت وقالت أمي أرأيت كم صار عندي من دينار،

قالت نعم بنيتي لكن من أين لكي هذه الدنانير ما أعطيتك يوما دينارا حبيبتي
قالت أتذكرين يوم كنت معك وفي الطريق وجدت دينارا قالت نعم أتذكر
قالت فان كلم مررت على نفس الطريق أجد دينارا هناك
فاحمله ولا أخبرك حتى لا تمنعيني فهو ليس لأحد وكل لا يريده فهو مجرد دينار

ابتسمت الأم وقالت سلمت بنيتي أفرحني فيك حسن انتباهك وجمال عملك
ألم تجدي في كل مره منها الدينار يتدحرج
قالت بلى في كل مرة كنت أجده يتدحرج أمامي
ابتسمت الأم وقالت هو لكي إذا في كل الأحوال
استغربت الطفلة أمر أمها
ف يومها منعتها أن تأخذه واليوم هي تقول أنه لها
لكن من ذكائها لم تسأل والدتها وقالت هناك سر عليا أن أعرفه ..

وفي يوم كانتا مارتين في نفس الطريق تعمدت الطفلة الإبطاء في السير
لكن الأم لاحظت ذلك فتوقفت تنتظرها
ومرتا ولم تجد الطفلة الدينار يومها وعادتا الى البيت دون دينار يومها
وبقيتا على هذه الحالة أيام
وكانت في كل مرة تتعمد الطفلة الإبطاء في السير وأمها تلحظ ذلك
ومرت السنين على ذلك
وفي يوم كبرت الطفلة وأصبحت شابة يافعة
وكانت تسير مع والدتها فرأت دينارا يتدحرج أمامها
ابتسمت وقالت والدتي أترين عاد الدينار يتدحرج من أمامي
لم أره مذ سنين مضت
وكأنه كان ينتظرني اكبر حينها
قالت الأم وهي تبتسم اجل بنيتي
كان ينتظر منك النضج ليظهر دون أن تنتبهي له
مثل يومه الأول
فلتفتت إلى والدتها وقالت
إذاً كان من يومه الأول دينارك أنت
فأجابت الأم مبتسمة دائما
نعم بنيتي فيومها سألتِ كل المارة ولم تسألينني أنا
ولما رأيتك حملته ووضعته في الحصالة فرحت لذاك الفعل والتصرف
وارتأيت أن أضع أمامك كل ما مررنا من ذاك الطريق دينارا ليكون لكِ
فتحملينه وتحترمين قيمته ولو لم تكن كبيرة
لما حملتي منه من أفكار يومها
وكنت أشاهدك كل مرة
إلى يوم رايتك تعدينهم
فأوقفت الرمي وغيرت الطريق لسينين
حتى لا تعدي الأيام وتكبري بسعادة ولا تضيعي وقتك في عد دنانير تلهيك عن التفكير والتعلم
احتارت الشابة مرة أخرا وكأنها عادت طفلة لحظتها
وقالت ولما أمي؟؟
قالت المال وجد لنصرفه عند الحاجة لا لنعده كلما حصلنا عليه
فيلهينا عن عمل الخير والصرف في غير موضعه ويمر منا الزمن ولا نعيه فنعود لنبحث عنه في الكبر
ابتسمت الشابة
وقالت أمي لقد تعلمت من التجربة في الصغر شيء
واليوم أتعلم منها شيء أخر جديد
وكأن صدفة الدينار علمتني الدرس في مرحلتين
شكرا لكي أمي
شكرا لأنكي أمي ومدرستي التي علمتني الكثير في الصغر وفي الكبر ولا تزال تعلمني .....

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRsEJ9AdM-h0DYzO_NGcI6ZJgbA26DIoBQiq_g15r2aJuu6Dk8W (http://almutakhasses.com/vb/showthread.php?t=19557)