الرحمة

[اميرة عبد الدايم]

تسائلت: أين الرحمة؟
والى من تلوذ؟
وعلى أى جانب ترتمى؟
وهل نحن فقدناها الى الأبد؟
_________

جدتى تبكى .وأنا أرى المشهد لا أفهم
أنظر للجميع فقط مشاعر مبهمة تلف المكان
تستقر عيناى على عين أمى فأرى فيهما.
نظرة ذهول مشوبة بقطرات من الحيرة
وأسائلها بعينى :ماذا حدث
تخبرنى بصوت مجوف :لقد تطلقت جدتك طلقتها الأخيرة
وقع الخبر كالصاعقة على قلبى
فتفتت الى أجزاء جعلتة غير متوازن
ماذا هل فقد جدى عقلة
لقد كان مثالا للرجل الهادئ الذى لا يشغل امرة بأى شئ
اذا ماذا حدث؟
تصمت جدتى لتختفى دموعها بين ثنيات قميصها.
تنظر للامام بعينين فارغتين وتقول: (لقد كان أمرا لا يستحق
لقد جن الرجل)
خرجت من المنزل حتى لا أصاب بالجنون أنا الأخرى
وسرت حتى شاطئ البحر
لربما أستجمع الهدوء الذى تطاير بعيدا
ورأيت.
لقد كانا زوجين نعم مثل جدى وجدتى
يجلسان على الشاطئ الخالى
ويتطلعان للامام بأبتسامة جميلة
رأتنى السيدة فزادتت ابتسامتها روعة
وبدورة أبتسم الرجل
فلقد كانت عيناى تحوى من الأهتمام ما يغمرهما
ويجعلنى موضع أنتباههما
أبتدرت قائلة : هل لى بسؤال
أين الرحمة
والى من تلوذ
وعلى أى جانب ترتمى
وهل نحن فقدناها للأبد
أجابتنى :
ألرحمة بيننا
وتلوذ لمن يبحث عنها
وترتمى على من ضحى من أجلها
ولم نفقدها بل مازالت ترفرف حولنا
وعندئذ تجمعت اجزاء قلبى ثانية
وأستطعت أن أفهم