المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نعظم اللـه في قـلوبنا


اميرة عبد الدايم
10-08-2015, 09:05 PM
· فمن عظمته ما أخبر به عن نفسه المقدسة بقوله: ( وَمَا قَدَرُوا اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ).
· قال رسول اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) صلى اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) عليه وسلم: (يقبض اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) الأرض يوم القيامة ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض) رواه البخاري.
· حكمة بليغة :قال شيخ الإسلام: فإن عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى وجلاله في قلب العبد يقتضي تعظيم حرماته وتعظيم حرماته يحول بينه وبين الذنوب والمتجرئون على معاصيه ما قدروه حق قدره
· تفكر في هذا الكون العظيم :
- وأنّ هذا الكون بسمائه وأرضه وجبالهوشجره ومائه وثراه وجميع المخلوقات يجعلها اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) سبحانه وتعالى يوم القيامة على أصابعه ويجمعها في كفيّه سبحانه وتعالى ، كمَا صحت بذلك الأدلة .
- فهذا يدلّ على عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) سبحانه وتعالى، وصغر هذه المخلوقات الهائلة بالنسبة إليه سبحانه وتعالى ويدلّ على عظمته وكبريائه وجَبَروته سبحانه، ولهذا قال جل وعلا: ( وَمَا قَدَرُوا اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) حَقَّ قَدْرِهِ ) أي: ما عظّموه حقّ تعظيمِه..
- ما أحوجنا إلى أن نتعرف على عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) وعلى جلال اللـه، وعلى قوة اللـه، و قدرته وعظيم جبروته .
- وأنه يجب علينا أن نعرف عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) عز وجل، وننزهه عن كل نقص، وإذا علمنا ذلك، ازدادت محبتنا واجلالنا وتعظيمنا له ولأمره .
· قال تعالى : ( ما لكم لا ترجون للـه وقارا ).
- أي : لا تعاملونه معاملة من توقرونه والتوقير العظمة .
- قال الحسن البصري :ما لكم لا تعرفون للـه حقا ولا تشكرونه .
- وقال مجاهد :لا تبالون عظمة ربكم.
- وقال ابن عباس : لا تعرفون حق عظمته .
قال ابن القيم :وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو أنهم لو عظموا اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) وعرفوا حق عظمته وحدوه وأطاعوه وشكروه فطاعته سبحانه اجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره.
· من أعظم الجهل: قال ابن القيم : من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير من الناس وقلبك خال من تعظيم اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) وتوقيره فإنك توقر المخلوق وتجله أن يراك في حال لا توقر اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) أن يراك عليها.
· أنواع توقير اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) في القلب :
1- ومن وقاره أن لا تعدل به شيئا من خلقه لا في اللفظ بحيث تقول واللـه وحياتك مالي إلا اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) وأنت وما شاء اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) وشئت .
2- ولا في الحب والتعظيم والإجلال .
3- ولا في الطاعة فتطيع المخلوق في أمره ونهيه كما تطيع اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) بل أعظم كما عليه أكثر الظلمة والفجرة .
4- ولا في الخوف والرجاء ويجعله أهون الناظرين إليه ولا يستهين بحقه ويقول هو مبني على المسامحة ولا يجعله على الفضلة ويقدم حق المخلوق عليه .
5- ولا يكون اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ورسوله في حد وناحية والناس في ناحية وحد فيكون في الحد والشق الذي فيه الناس دون الحد والشق الذي فيه اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ورسوله .
6- ولا يعطي المخلوق في مخاطبته قلبه ولبه ويعطي اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) في خدمته بدنه ولسانه دون قلبه وروحه .
7- ولا يجعل مراد نفسه مقدما على مراد ربه .
8- ومن وقار اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) أن يستحي من إطلاعه على سره وضميره فيرى فيه ما يكره .
9- ومن وقاره أن يستحي منه في الخلوة أعظم مما يستحي من أكابر الناس
- فهذا كله من عدم وقار اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) في القلب ومن كان كذلك فإن اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) لا يلقي له في قلوب الناس وقارا ولا هيبة بل يسقط وقاره وهيبته في قلوبهم وإن وقروه مخافة شره فذاك وقار بغض لا وقار حب وتعظيم . أ هـ
· تأمل عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) في أسمائه وصفاته : والنصوص من الكتاب والسنة في عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) كثيرة إذا تأملها المسلم ارتجف قلبه وارتعدت فرائصه وتواضعت نفسه وعنى وجهه للعلي العظيم وخضعت أركانه للسميع العليم وازداد خشوعاً لرب الأولين والآخرين وخر للأذقان ساجدا في محراب العبودية .
- فمن ذلك ما جاء من أسمائه الحسنى وصفاته العلى فهو العظيم المهيمن الجبار المتكبر القوي القهار الكبير المتعال سبحانه وتعالى .
- وهو الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون
- وهو القاهر فوق عباده ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.
- عزيز ذو انتقام، قيوم لا ينام، وسع كل شيء علماً، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
· من عقوبات المعاصي:
- قال ابن القيم:ومن عقوبات المعاصي أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله .
- وقال بشر الحافي :لو تفكر الناس في عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى لما عصوه .
- ومن هانت عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) في نفسه فتساهل بالمعاصي والمخالفات فليعلم انه ما ضرَّ إلا نفسه وان للـه جل وعلا عبادا لا يعصون اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون هم أكثر منا عدداً وأعظم خوفاً وتعبداً يسبحون الليل والنهار لايفترون
· مرِّن نفسك على عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) !!
- فإن العبد إذا مرّن نفسه وقلبه على التفهم والتدبر والخشوع والخضوع في الصلاة انغرست في قلبه خشية اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ومحبته والرغبة فيما لديه،لم تفارقه هيبة خالقه في جميع أحواله و أعماله.
- فإذا سولت له نفسه أمرًا أو زين الشيطان له سوءًا تبرأ منهما قائلاً إني أخاف اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) رب العالمين .
· الذكر نوعان :
- قال القاضي عياض:وذكر اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى ضربان: ذكر بالقلب وذكر باللسان وذكر القلب نوعان:
- أحدهما: وهو أرفع الأذكار وأجلها: الفكر في عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى وجلاله وجبروته وملكوته وآياته في سمواته وأرضه .
- والثاني :ذكره بالقلب عند الأمر والنهي فيتمثل ما أمر به ويترك ما نهى عنه ويقف عما أشكل عليه
- وأما ذكر اللسان مجرداًفهو أضعف الأذكار ولكن فيه فضل عظيم كما جاءت به الأحاديث.
· ثـمـرة ذكر اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى: إن ذكر اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) عز وجل ، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ، وأنه على كل شيء قدير ، وأنه الحي القيوم الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا ولايؤوده حفظهما فحينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ألا بذكر اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تطمئن القلوب).
· إنـه اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) جل جلاله : قال ابن القيم :من أعجب الأشياء:
- أن تعرف اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ثم لا تحبه .
- وأن تسمع داعي اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ثم تتأخر عن الإجابة .
- وأن تعرف قدر الربح في معاملة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ثم تعمل لغيره .
- وان تعرف قدر غضب اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ثم تتعرض له .
- وأن تذوق ألم الوحشة في معصيت اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ثم لا تطلب الأنس بطاعته
- وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته .
- وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه .
- وأعجب من هذا علمك انك لابد لك منه وانك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب . أ هـ بتصرف
· أعجب الأشياء : قيل للفضيل بن عياض : ما أعجب الأشياء ؟ قال : أن تعرف اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) ثم تعصيه .
· المؤمن الحقيقي : هو الَّذي تسري عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) في فؤاده، فيسجد جسده، ويخشع قلبه، وتتواضع نفسه.ففي ركوعه يقوله واصفا حاله مع ربه اللـهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي.
- ولذلك يقول الإمام أحمد: لو صححت قلبك لم تخف أحدا.
- وهذا العز بن عبد السلام يتقدمأمام أحد الملوك الطغاة، ويتكلم عليه بكلام شديد، فلما مضى قال له الناس: أما خفت يا إمام، فقال: تصورت عظمة اللـه، فأصبح عندي كالهر.
- والآن نرى من الناس من يخاف من:المسئول،والضابط وغيرهما أكثر من خوفه من اللـه، وهذا لا شك دخن في قلب صاحبه، والعاقل خصيم نفسه .
· أهمية استشعار عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) في حياة المسلم :من نظر إلى عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) وجلاله؛ عظَّم حُرُماته، وَقَدَره قَدْرَه، وأجَلَّ أمره ونهيه، وعَظُم عليه ذنبه ولو كان صغيراً، لكأنه الجبل هو في أصله يخشى أن يقع عليه فيهلكه .
· ماذا لو استشعرنا عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى : وما يجب له من العبودية والخضوع والذل ؛ فلو استشعرنا ذلك وعرفنا للـه حقه لأكثرنا من محاسبتنا لأنفسنا ، ولقارنا بين نعم اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) علينا وبين معاصينا ، ولقارنا بين حقه علينا وبين ما قدمناه لآخرتنا .
· العظمة من صفات اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) : قال الإمام الأصبهاني: العظمة صفة من صفات اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى ، لا يقوم لها خلق .
واللـه تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضا .
- فمن الناس من يعظم المال .
- ومنهم من يعظم الفضل .
- ومنهم من يعظم العلم .
- ومنهم من يعظم السلطان .
- ومنهم من يعظم الجاه .
- وكل واحد من الخلق إنما يعظم بمعنى دون معنى .
واللـه عز وجل يعظم في الأحوال كلها ؛ فينبغي لمن عرف حق عظمة اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) تعالى أن لا يتكلم بكلمة يكرهها اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) عز وجل ، ولا يرتكب معصية لا يرضاها اللـه (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=68567) عز وجل، إذ هو القائم على كل نفس بما كسبت ).
مما راقي لي ..