المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنني الشخص الوحيد المتبقي لي


امينة خالد
10-08-2015, 10:33 PM
part 1

الألم والحرمان والقسوة وانعدام الضمير والمشاعر كله تواجهه بطلة رواييتي .
من دموعهاالمستمرة التي لا تتوقف الى كبرياءها القوي .
اي مخاطر ستواجهها امرأة فولاذية مثلها ؟

كالعادة وككل يوم ملل أقوم من على سريري الذي ملني ومل جلوسي ‏عليه توجهت الى المطبخ وحضرت كوب قهوة . نظرت الى الساعة ‏كانت تشير الى 7 صباحا . قلت يا الهي الا يوجدوقت لكي انام؟‎ ‎
رفعت الستائر لتحشر خيوط الشمس الذهبية داخل منزلي وتعلن عن بداية ‏يوم جديد .‏
رن هاتفي النقال فأجبت بنبرة باردة كسولة ... كانت صديقتي أنديلا ‏وطبعا كطبيعتها الحماسية بدات بالتكلم دون توقف ولم تسمح لي بقول ‏صباح الخير على الاقل!‏
‏-‏ اوه مرحبا داليدا أعني صباح الخير كيف حالك اليوم؟هل انت ‏مستعدة للعمل يا الهي انني متحمسة جدا ساتي واصطحبك بسيارتي ‏لانني اعلم ان دراجتك النارية معطلة حسنا وان اردتي ساقلك بها ‏في العودة أيضا حسنا لا تشركينني اعلم انني فتاة لطيفة يا الهي ‏اراك بعد نصف ساعة استعدي هيا انا ساوافيك امام منزلك حسنا الى ‏اللقاء .‏
‏-‏ اوه انديلا انتظري انا لم اعطي رأي حتى !‏
لكن لا يهم فهي أقفلت الخط بكل الأحوال! ‏
صعدت الى غرفتي بعد تناولي فطوري واخذت زي العمل انه زي ‏عادي زي الشرطة ! ربما عملي هو الشيء الوحيد الذي احبه في ‏هذه الدنيا . توجهت الى المرأة ووضعت مكياجا خفيفيا يبرز سعة ‏عيناي الخضراوتين ولم اسرح شعري فهو بني قصير ! ‏
اردتيت حذاء العمل وما ان انتهيت من ارتداءه حتى اتتني تلك ‏الفتاة صاحبة العينين الزرقاوتين وشعر اشقر طويل بسيارتها ‏الحمراء تقود بسرعة جنونية. الهي تحسب نفسها مالكة لفيراري! ‏
ركبت معها بملل فقبلتني وقال لي:-‏
‏- صديقتي الحبيبة اشتقت لك منذ زمن لم أرك! لقد تغيرت كثيرا لقد ‏طال شعرك! ‏
‏- توقفي عن تصرفاتك الهوجاء فلم يمض 24 ساعة لم ارك فيها ‏انت امامي طيلة الوقت! ‏
‏- حسنا ساسامحك على جرحك لمشاعري والان هيا الى العمل .‏
وبالطبع عادت الى سرعتها الجنونية وفي وقت قصير وصلنا الى ‏المركز الأمني ( مكان عملي) . بدات انديلا تلقي التحية على ‏الجميع .. حقا انديلا اهذه تصرفات شرطية؟ وبالطبع انا كنت اسير ‏جانبها بملل وكسل . ‏
اقترب منا احد الشرطيين الوسيمين يدعى ايكار بالحديث مع انديلا ‏‏.. انا لم اعر حديثهم اهتماما فهما كالعادة يتبادلون التحية واخبار ‏العمل! ‏
يا الهي لم يجب على مقر عملي انيكون مليء بالمجانين؟
توجهت الى مكتبي وجلست عليه بملل وأمامي حزمة من الأوراق ‏
‏............ ورن هاتف المكتب وإذ بالرئيس يريدني .. ‏

وصلني من السماعة ذاك الصوت الخشن:- داليدا تعالي بسرعة الى ‏مكتبي . يا الهي من الصباح أوامر من صوت ذاك المزعج ؟
قمت بملل يتعجب منه الجميع طرفت الباب ودخلت .‏
ظهر من وراء المكتب ذاك الرجل ذو ملامح الوقار يبدو في 40 من ‏عمره وقال لي : انت المناسبة
نظرت اليه باستغراب وقلت : عفوا؟ ‏
قال لي: انت المناسبة للمهمة هذه.‏
هنالك قضية اختطاف فتاة قرب النهر السين والمجرمون يطلبون ‏فدية كبيرة! ما عليك فعله هو الذهاب مع فريق مداهمة وتحرير ‏الفتاة بدون خسائر .‏
تمتمت في نفسي يا الهي لم انا ؟ واقود فرقة رجال .. الا يعلم احد ‏كم اكره الرجال وارغب بسحقهم؟ ‏
ابتسمت بجدية وقلت له: حاضر سيدي سابذل ما في وسعي.‏
خرجت من المكتب مسرعة وتخطيت مكتبي وجميع الأوراق التي ‏تنتظرني لاوقعها واجريت تنبه باللاسلكي :الى الوحدة الثانية ‏والثالثة هيئو أنفسكم بأقصى سرعة لدينا مهمة اختطاف اكرر هيئو ‏أنفسكم
‏ لدينا مهمة اختطاف . ‏
وانا بدوري ذهبت لغرفة تبديل الملابس والتهيئة لاجهز نفسي ‏ارتديت الخوذة الواقية فوق شعري الناعم القصير والبدلة الواقية ‏من الرصاص ووضعت مسدسي في مكانه ولم انسى الذخيرة ‏وأيضا الرشاش !‏
وبسرعة خرجت الى مصف السيارات وكانت الوحدتان قد جهزتا ‏نفسيهما فركبت في السيارة في المقدمة وعلت الأصوات انذار السيارات في الارجاء ‏‏.‏
خلال دقائق من هرولة السيارات في شوارع باريس وصلنا الى نهر السين وكان هناك ‏بناء سكني ضخم .هو غايتنا المنشودة أمرت الفريق بان يحاصر ‏المكان وان يمنع أي كان من الاقتراب ولف الشريط الأصفر حول ‏البناء لمنع المواطنين من الاقتراب .‏
جاءني مساعدي قال لي : سيدتي لقد نفذنا جميعا وامرك.‏
‏-‏ هل علمتم هوية الخاطف؟ ‏
‏-‏ اجل سيدتي انه فابيان ديلاسكي احد تجار الأسلحة ! ‏
ما ان سمعت هوية الخاطف حتى فغر فاهي من الصدمة وتوقف ‏كل شيء امامي وشردت طويلا .‏
فقال لي المساعد: سيدتي هل هنالك خطب ؟
حاولت استعادة تركيزي وقلت له : اوه لا لا يوجد شيء . ‏تظاهرت بانني طبيعية واردفت : وماذا عن هوية المخطوفة هل ‏علمتموها ؟ ‏
‏-‏ نعم انها لارا دوغلاس عارضة الأزياء المشهورة .‏
وهذا الاسم أيضا يا الهي .ما يريد فابيان من هذه التصرفات الم ‏ينسى الماضي ؟ الم يتعهد بان يكون انسانا صالحا؟ يا الهي كفي ‏يا ذكريات عن العبور الى دماغي انا لا احتمل. ‏
قال لي مساعدي: سيدتي ماذا تأمرين ؟
‏-احضر لي تقريريا مفصلا عن الخاطف والمخطوف وأمر رجال ‏الاتصال ان كان هنالك إمكانية للتواصل مع الخاطف .‏
‏-علم سيدتي سانفذ الأوامر بسرعة .‏
تركني المساعد وانا حائرة في امري لما على الماضي ان يعود ‏الان وينبش كل تلك الذكريات الأليمة وكل ما حاولت نسيانه ‏يعود الان ؟ لما الماضي ما زال يتتبعني؟ ‏
الهي اريد الخلاص ..........

امينة خالد
10-08-2015, 10:35 PM
Part 2:‎
بتلك العينين الخضرواتين جلست على الكرسي متناسية ذاك الضجيج ‏الذي حولي واضواء سيارات لشرطة التي انارت المكان ولكنها لم تستطع ‏هزيمة نور الشمس. ‏
اقترب مني مساعدي قائلا لي: سيدة داليدا احضرنا التقرير عن الخاطفين.‏
اجبته باقتضاب : شكرا ..اعطني. في الواقع لم اكن احتاج لاي تقرير ‏فقدكنت اعلم أمور لا يجب على شخص غريب معرفتها. ايعقل بعد مرور ‏كل تلك السنوات اصنف في لائحة الأشخاص الغرباء؟ لا يهم.‏
حملت الملفات بتعب بين يدي فتحتها وبدأت قراءة ما كتب فيها ..التقرير ‏الأول كان لفابيان. اعلى الصفحة كانت صورته باللون الأبيض والأسود ‏والصورة كانت صغيرة . بقيت انظر اليها مطولا حتى كدت ان انسى ‏مهمتي.. قلت في نفسي: فابيان لم تتغير كثيرا. ‏
وتحت الصورة كان مكتوب الاسم الثلاثي: فابيان ليونيل ديلاسكي .‏
العمر: 24 عام .‏
وفي الأسفل تعريف عنه: ولد في مدينة فيردان الفرنسية وترعرع فيها ‏كانت حاله ميسورة يتيم الوالدين وسبب موتهما مجهول ولكن لديه شقيق ‏اكبر منه يدعى باتريك وكانا مقربين من بعضهما الا ان أتت ظروف ‏غامضة وتوفى فيه اخوه عندما كان في سن 16 ومن بعدها بدا تاريخه ‏في الاجرام فبدأ مع عصابة جامحين أيام الثانوية ولم يرتد الجامعة فعمل ‏في تجارة المخدرات ومع العلم ان لم يسبق له ان اختطف احد من قبل. ‏وهو رئيس عصابة تعرف باسم ... ‏‎ ‎‏.‏F.B.D ‎
ولكن في سن 20 توقف عن الاجرام وعملية الاختطاف هذه اول نشاط ‏له بعد خموده كل تلك الفترة
رأيت ا القرير وقلت يا الهي . تلك الرموز .. يا لها من ذكريات ‏
أغلقت الورقة وفتحت الملف الاخر كان ل لارا وأيضا كانت صورتها ‏تعلو الورقة ورمادية ولكن يبدو ان بعد نيلها للشهرة تغيرت كثيرا نظرت ‏اليها بحقد وشيء في داخلي يمنعني من انقاذها من براثن فابيان وكأن ‏الرغبة في الانتقام عادت لتشتعل داخلي.‏
الاسم: لارا ماثيو دوغلاس. ‏
العمر: 23 ‏
ترعرعت لارا في مدينة فيردان الفرنسية وولدت فيها كانت فتاة محبوبة ‏أيام مدرستها وليس لها أي اعمال إجرامية وهناك بعض الاشاعات عن ‏تعاطيها للمخدرات ولكنها ليست اكيدة. وفي سن 20استطاعت لارا ان ‏تظهر على التلفاز كعارضة أزياء وبفضل لطفها نالت شهرة.‏
نظرت الى التقرير بنوع من السخرية يا الهي احقا هذا يال تقاريركم ‏الفاشة.‏
ناديت مساعدي وقلت له: هل استطعتم التواصل مع الخاطف؟ ‏
يا الهي ما اغبى كلمة خاطف لتقال عنه. ‏
قال لي مساعدي: لا سيدي ولمننا في محاولة. ‏
‏-‏ هيا اسرعو في تدبر الأمور لا اريد تأخير ‏
‏-‏ نحن نحاول سيدي.‏
‏..........................................‏
بعد مرور قليل من الوقت اتاني مساعدي راكضا قال لي: سيدتي امنا ‏الاتصال مع الخاطف . ‏
كنت خائفة في داخلي ومتوترة وكان صداعا داخليا اصابني الهي لا ‏اريد محادثته بعد مرور تلك سنوات.‏
‏-‏ حسنا حول لي الاتصال. ‏
‏-‏ علم .‏
بعد لحظات قليلة ساعود لمواجهة مصيري لاتحدا الماضي ‏والذكريات التي لطالما جاهدت لنسيانها . تبا له من واقع كيف ‏يرجعنا الى الوراء خطوات وبينما نحن نجاهد في المضي قدما.‏
ما ان وضعت الهاتف المخصص لمثل هذه الحالات حتى وصلني ‏صوت غريب! ‏
باستغراب قلت: فابيان؟ ‏
وقلتها كأنني مشتاقة اليه والى الماضي. وصلني صوته البارد من خلف ‏تلك السماعات داليدا؟
جفلت للحظات وكان الجميع يراقبني خفت ان تفضحني عيناي او ان ‏تسقط احدى دموعي. ‏
لكنني حافظت على رباطة جأشي وقلت له: مر وقت طويل. ‏
قلت هذا بجدية ليظن العناصر انه مر وقت طويل لم يرتكب فيه أي ‏عملية تجعله على اتصال دنيء مع الشرطة .‏
قال لي: تعلمين. ‏
تظاهرت بانني قد تجاهلت وقلت له بنبرة جدية تخلوها أي مشاعر او ‏حنين ‏
‏-‏ هات ما عندك اعطني الفتاة لاطمئن على سلامتها.‏
‏-‏ اووه داليدا حقا تريدين ان تطمئني على هذه المدللة. اطمئني هي ‏بخير لكنني تركت العبث بها للشخص المناسب.‏
كان يتحدث بالالغاز لانه يعلم تماما ان الاتصال مراقب. قلت له بنبرة ‏غاضبة :‏
‏-‏ أيها الوضيع نفذ اوامري قلت لك اعطني الفتاة حالا.‏
‏ صدرت منه ضحكة دلالة على عدم مبالاته وكانه يعلم تماما انني ‏امثل ولم اتغير بعد كل تلك السنين وقال ببرود
‏-‏ اهدأي .. لا تغضبي خذيها‏
وصلني ذاك الصوت المتوتر الخائف الذي تمنيت الا اسمعه يوما ‏تمنيت لو انني استطيع اخراسها لمدى الحياة.‏
‏-‏ ارجوكم ساعدوني ان... ‏
على ما يبدو فابيان لم يدعها تكمل جملتها ولكن تابعت : انا على ‏افضل حال اريد الحرية فقط . ‏
‏-‏ لا تقلقي انسة لارا سنحررك .‏
‏ قلت ذلك وانا اشتم نفسي داخلي على كذبتي التي لا استطيع ‏غفرانها كيف احررها انا أتمنى ان تتعفن في الظلام.‏
بعد قليل عاد فابيان للاتصال قائلا شرطي هو ان تدخلي انسة داليدا ‏وحدك حاملة بيدك فدية هذه الصغيرة.‏
‏-‏ حقا هذه شروطك؟ ‏
‏-‏ اجل... اه ادخلي وحيدة وبدون أي سلاح وسأسلمك المدللة بنفسي و ‏ان تبعدي كل سيارات الشرطة من هنا .‏
‏-‏ يا لك من وغد حقير. ‏
تمتمت في داخلي اسفة فابيان يجب علي قول هذا وعيون الجميع ‏تنظر الي.‏
‏-‏ حرام من هذا الصوت الناعم ان يصدر شتائم . على أي حال ‏ساعاود الاتصال في تمام الساعة الواحدة لتعلمينني ان كنت ‏ستدخلين بالفدية واياك ان تفكري اقتحام المكان لانني لن اتردد في ‏تفجير هذا الطفلة والمبنى.‏
‏-‏ اخرس يا حقير يا لك من تافه. ‏
‏-‏ لا يهم قرري انا انتظرك.‏
.................................................. ...