المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق علماء الحنفية أن القبورية أهل الشرك وثنية


امينة خالد
10-11-2015, 06:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله

تحقيق علماء الحنفية أن القبورية أهل الشرك وثنية عبدة الأوثان وعباد القبور والأنصاب والأحجار


لقد أقام علماء الحنفية عدة براهين قاطعة وكثيرًا من الحجج الساطعة على كون القبورية أهل شرك وثنية عبدة الأوثان والقبور .

فأريد أن ألخص أهم ما برهنوا به على ذلك في وجوه :

الوجه الأول :

أن علماء الحنفية قد حققوا أن القبورية يرتكبون أنواعًا من الشرك الأكبر بعبادة القبور وأهلها :

من السجدة لها والطواف بها واتخاذها مساجد ، والحج إليها ونحوها ، والصوم لأصحابها والنذور لهم ، والاستغاثة بهم في الملمات واعتقاد علم الغيب فيهم ، [ ج- 1][ص-426] وإثبات التصرف في الكون لهم ، وغيرها من العقائد الشركية الكفرية الوثنية .

فتحقق أن القبورية ؛ عبدة القبور وعباد الأوثان ، ووثنية وأهل الشرك .

الوجه الثاني :

أنه قد حقق علماء الحنفية أن القبورية أشد شركًا من المشركين السابقين ؛ من حيث إنهم كانوا يخلصون الدعاء لله وحده في الملمات والكربات ، بخلاف القبورية ؛ فإنهم يستغيثون بالأموات عند إلمام الملمات ؛ بل القبورية قد وصلوا في الشرك والكفر إلى حد - رجحوا الاستغاثة بالأموات عند الكربات ، على الاستغاثة برب البريات ، وقالوا : جهارًا بدون حياء ولا إسرار :

إن المكروب تضره الاستغاثة بالله عند البليات ، بخلاف استغاثته بالولي فإنه أسرع إجابة من الله !؟!

فتحقق أن القبورية أهل الشرك مناقضون للتوحيد على أقل تقدير بلا ريب .

[ ج- 1][ص-427] الوجه الثالث :

أن علماء الحنفية قد حققوا : أن القبورية أعظم عبادة للقبور وأهلها منهم لله في المساجد وأوقات الأسحار ، وأن خوفهم من الأموات أشد من خوفهم من الله تعالى ، وهذا سلطان قاهر وبرهان باهر وحجة قاطعة ساطعة على أن القبورية أهل شرك ، وعباد القبور بلا امتراء .

الوجه الرابع :

أن القبورية لما كانوا يعبدون القبور وأهلها - صح - عند علماء الحنفية - إطلاق عدة أسماء وصفية تشعر بأنهم وثنية ، أهل شرك ، عابدو غير الله جل وعلا ؛ وليس هذا من باب نبذ الألقاب بل من باب بيان الحق والجرح ، فمنها ما يلي :

1 - عباد القبور .

2 - عبدة القبور .

3 - أهل الشرك .

[ ج- 1][ص-428] 4 - أشباه عباد الأصنام .

5 - هم من جنس عباد الأصنام ، والأوثان .

6 - المقابرية .

7 - القبوريون .

8 - الوثنية .

9 - المشركون .

10 - عبدوا القبور وأصحابها .

11 - عابدو القبور .

12 - أشباه النصارى .

[ ج- 1][ص-429] الوجه الخامس :

أن علماء الحنفية قد حققوا :

أن ((القبر)) إذا عبد من دون الله تعالى - يصير ((وثنا)) من الأوثان التي عبدت وتعبد من دون الله :

فالوثن أعم من الصنم ؛ فيشمل القبر وكل ما عبد من دون الله ؛ فإن الصنم ما كان له جسم أو صورة ، وينقش ، والوثن يطلق على ما لم يكن له صورة فالوثن عام ، فقد يطلق الوثن على الصليب أيضًا ، وعلى كل ما يشغل عن الله تعالى .

وبناء على أن القبورية جعلوا القبور أوثانًا يعبدونها من دون الله - صح أنهم وثنية ، كما صح أنهم عباد القبور ، وتحقق أنهم أهل الشرك بلا شك .

الوجه السادس :

أن علماء الحنفية قد ذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم : موطأ مالك النِّداءِ لِلصّلاةِ (416). اللهم لا تجعل قبري [ ج- 1][ص-430] وثنًا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .

واستدلوا به على أن القبر إذا سجد إليه وعبد - يصير وثنًا من الأوثان التي تعبد من دون الله .

[ ج- 1][ص-431] ولذلك ترى علماء الحنفية يطلقون كلمتي ((الوثن)) و ((الأوثان)) على القبور التي عبدتها وتعبدها القبورية في أكناف العالم .

وهذا كله برهان باهر وسلطان قاهر على أن القبورية وثنية ، مشركة ، عبدة القبور وعباد الأوثان ، والله المستعان ؛ قال الشيخ الرستمي :

(فصح أن القبر الذي ينقل بالنذور إليه ويسجد له ويدعى صاحبه في الحاجات ويعبد ؛ فهو داخل في الوثن والصنم والنصب ، فما قال تعالى في كتابه في شأن الأنصاب يشمل القبر ... وما قال في شأن الأوثان يشمل القبور أيضا) .

تنبيه النبيه : على سؤال وثني خلفي * وجواب حنفي سلفي حنيفي *

لقد رمى النبهاني (1350هـ) الإمام ابن القيم (751) رحمه الله [ ج- 1][ص-432] [ ج- 1][ص-433] بالتناقض ؛ فقال :

(إن ابن القيم عبر عن القبر المزور بالوثن .

لكنه تناقض ؛ حيث قال :





ولقـد نهانـا أن نصـير قبره عيدًا حذار الشرك بالديان


[ ج- 1][ص-434]



ودعا بأن لا يجعل القبر الذي قــد ضمــه وثنًـا مـن الأوثـان
فأجـاب رب العـالمين دعـاءه وأحاطـــه بثلاثـــة الجـــدران
حـتى اغتـدت أرجاؤه بدعائه فــي عــزة وحمايــة وصيـان


انظر إلى تناقضه ! ، فإنه أولًا قرر أن القبر المزور وثن من الأوثان ، وفي هذه الأبيات قرر أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليس بوثن ؛ مع أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أعظم القبور المزارة) .

الجواب : لقد أجاب عن هذه الشبهة العلامة محمود شكري الآلوسي (1342هـ) : بأن المراد من القبور التي جعلت أوثانًا - القبور التي تكون في الصحراء ، أو في مكان يصل إليه الزائرون ، بحيث يسجدون إليه ويتمسحون به ، ويتمكنون من الوصول إليه ليعبدوه ؛ كما يتمكن الوثنيون من الوصول إلى أوثانهم ، بخلاف قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؛ [ ج- 1][ص-435] فإنه قد دعا ربه تبارك وتعالى أن لا يجعل قبره وثنًا ؛ فاستجاب له ، وأحاط قبره بثلاثة من الجدران ؛ فلا يمكن لأحد من القبورية الوثنية أن يصل إليه ؛ ويؤيده قول عائشة رضي الله عنها في تعليل عدم إبراز قبره صلى الله عليه وسلم :

(ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا) ؛ فالآن بحمد الله تعالى لا يمكن لأحد من القبورية الوثنية أن يصل إليه ليعبده ويسجد إليه ، ويتخذه مسجدًا ووثنًا .

الوجه السابع :

أن علماء الحنفية قد حققوا :

أن الأنصاب جمع نصب بضمتين أو بالفتح والسكون وهو كل ما نصب وعبد من دون الله :

من شجر أو حجر ، أو قبر ونحوه ، فالنصب أعم من هذه كلها ؛ فإنه كل ما ينصب ليعبد ، ((فالقبر)) إذا عبد من دون الله - صح أن يطلق عليه ((النصب)) ؛ فإن من عظيم كيد الشيطان ما نصبه للناس من الأنصاب والأزلام ، وهي رجس من عمل الشيطان ، وأصل اللفظ : ((المنصوب)) ، فالفعل بمعنى المفعول ؛ كالخلق بمعنى المخلوق ؛ [ ج- 1][ص-436] فالنصب هو الذي يقصده من رآه ، سواء كان شجرًا ، أو عمودًا ، أو قبرًا ، أو غير ذلك ؛ وأعظم هذه الأنصاب - القبور التي نصبت وجعلت أنصابًا تعبد من دون الله ، وأعظم الفتنة بهذه الأنصاب - هي فتنة هذه القبور التي جعلت أنصابًا وأوثانًا تعبد من دون الله ؛ فإن الشيطان ينصب لهم قبر رجل معظم يعظمه الناس ، ثم يجعله وثنًا يعبد من دون الله .

الحاصل : أنه ثبت من هذا أن القبورية عبدة الأنصاب كما أنهم عبدة الأوثان .

الوجه الثامن : أن علماء الحنفية قد برهنوا على أن القبورية ليسوا عباد القبور وأهلها فقط ؛ بل هم عباد مغارات وعبدة الأشجار والأحجار والآبار أيضًا ؛ 1- فقد ذكر الشيخ مسعود الندوي (1373هـ) أن أكثر المسلمين في العالم الإسلامي قبيل مجدد الدعوة الإمام (1206هـ) كانوا على طريقة الوثنية الأولى :

يعبدون القبور والأشجار والمغارات ، ويرتكبون من السفاهات والحماقات ما يسخر منه الكفار [ ج- 1][ص-437] المستشرقون .

2 - وقد ذكر علماء الحنفية : أن القبورية عباد القبور أشباه عباد الأصنام قد وضعوا لتبرير إشراكهم بالله عدة من الأكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

منها أخلوقتهم الوثنية وأسطورتهم الشركية :

((لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه )) .

3 - وقد صرح العلامة محمود شكري الآلوسي بأن القبورية يطلبون قضاء الحاجات من الأحجار والآبار * والصخور والأشجار * أيضًا .

قلت : هذا برهان باهر وسلطان قاهر على أن القبورية عباد الأحجار أيضًا ؛ كما أنهم عبدة الأوثان والأنصاب والغارات والأشجار فضلًا عن كونهم عباد القبور وأهلها ، فتحقق : أن القبورية وثنية أجلاد أهل شرك أقحاح وعباد غير الله أصلاب .

وأقول : لأجل أن فتنة الشرك بقبر رجل معظم - أشد وأعظم وأسرع سراية إلى القلوب - قال علماء الحنفية : كالبركوي (981هـ) والرومي (1043هـ) والشاه ولي الله الدهلوي (1176هـ) ، واللفظ للأول :

(فإن الشرك بقبر الرجل الذي يعتقد صلاحه - أسرع إلى النفوس - [ ج- 1][ص-438] من الشرك بشجر أو حجر ؛ ولذا نجد كثيرًا من الناس عند القبور يتضرعون ويخشون ويخضعون ويعبدون بقلوبهم - عبادة لا يفعلونها في مساجد الله تعالى ولا في وقت السحر ، ومنهم يسجد لها ؛ وكثير منهم يرجون من بركة الصلاة عندها ولديها ما لا يرجون في المساجد) .

قلت : لقد تبين وتحقق من هذا كله :

أن القبورية - عند الحنفية - عباد ((الأنصاب )) أيضًا ، كما أنهم عبدة ((الأوثان)) ، بل هم عباد الأحجار والأشجار والمغارات أيضًا .

الحاصل : أن هذه المباحث والتحقيقات الدقيقة المحققة براهين باهرة وسلاطين قاهرة وأدلة ساطعة وحجج قاطعة على أن القبورية - فرقة مشركة ، وثنية ، يعبدون القبور والأحجار والأشجار والمغارات والأنصاب والأوثان .

وبهذا كله تبين بطلان زعم القبورية : أن المشركين كانوا عباد الأوثان والأنصاب والأحجار ، [ ج- 1][ص-439] بخلاف زوار القبور فإنهم يستغيثون بالأولياء ويتوسلون بالصالحين إلى الله ؛ فهم ليسوا بمشركين ، ولا عباد الأنصاب والأوثان ؛ بل هم مؤمنون موحدون .

قلت : بعد ما عرفنا : أن القبورية فرقة مشركة وثنية ، عباد الأنصاب ، وعبدة الأوثان ؛ بل عباد الأحجار والأشجار والمغارات - ننتقل إلى الفصل الآتي لنعرف جهود علماء الحنفية في بيان انتشار القبورية في شرق الأرض وغربها ، كما نعرف جهودهم في الرد على شبهات القبور في هذا الصدد ؛ * مستغيثين بربنا الرحمن * المستعان على ما يصفون *

* إذ هو المغيث المعين ؛ * فإياه نعبد وإياه نستعين *
رسالة الاسلام

__________________
اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي
http://www.islamnor.com/vb/haaams/statusicon/user_offline.gif http://www.islamnor.com/vb/haaams/buttons/quote.gif

امينة خالد
10-11-2015, 06:16 AM
((ماذا ترك القبوريون لله؟!!))

خطورة الشرك


لا يخفى على أحد من المسلمين أن أعظم ذنب عصي الله به هو الشرك به جل وعلا ، وذلك بأن يجعل العبد لله عز وجل مشاركاً له في صفة من صفاته ، أو في أمر يختص به سبحانه وتعالى دون غيره ، وقد سمي الله تعالى الشرك ظلماً ، بل هو أعظم الظلم كما قال الله تعالى عن لقمان في موعظته لابنه { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان 13وكيف لا يكون ظلماً وقد أعطى الجاهلون لمعبوداتهم أعظم مما أعطوه لخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ، ولهذا كان للظلم شؤم وسوء عاقبة في الدنيا والآخرة ، فالشرك لا يغفره الله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48.
قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء116 والمشركون بالله تعالى حرم الله عليهم الجنة ، واستحقوا الخلود في النار قال تعالى : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72, والشرك محبط لجميع الأعمال التي عملها الإنسان في الدنيا ولو كثُرت, قال تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام88 والمشركون قذف الله في قلوبهم الرعب, ونزع من قلوبهم الأمن, وابتلوا في أنفسهم وأولادهم وأهليهم, قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82 وقال تعالى : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6 أي : إثماً وخوفاً وهلعاً ، إلى غيرها من العقوبات المعجلة في الدنيا والمدخرة فى الآخرة .

- أهمية التوحيد :
وإذا كان أعظم الذنوب هو الشرك ، فإن أعظم عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى هو التوحيد بأن يصرف الإنسان العبادة لله وحده لا شريك له، لأنه جل وعلا هو المستحق لها ، ومن ادعى غير ذلك فهو من المشركين الجاهلين المكذبين .
ومما يجب أن يعلم أن الخلق لم يخلقوا ليأكلوا ويشربوا وإنما خلقوا ليعبدوا ويوحدوا قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 فالتوحيد هو الأصل والحكمة والغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب, ولهذا لم يأتي رسول ولم ينزل كتاب إلا بالأمر بتوحيده جل وعلا وإبطال الشرك قال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}النحل36 وها هو نبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوتنا وأسوتنا يبدأ دعوته بالتوحيد, فكان أول ما قال في بداية دعوته ( قولوا لا إله إلا الله ) وهذا أمر بالتوحيد ، وكانت خاتمة دعوته بالتوحيد كذلك حين قال صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بليالٍ قليلة http://www.islamnor.com/vb/images/smilies/frown.gif لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم
مساجد ) متفق عليه .
ولهذا كان من الخطأ القول بأن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت مختصة فقط بالتشريع وبيان الأحكام ، والتوحيد إنما كان في مكة فقط دون المدينة ، ويرد هذا القول الحديث السابق وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله اليهود والنصارى
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) متفق عليه.
فقد كانت هذه المقالة منه صلى الله عليه وسلم وهو في شدة معاناته مع المرض الذي توفي فيه مما يدل على عظم الإهتمام بهذا الأمر ، ولأنه صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين أن الأمة إذا أتيت من قبل توحيدها وتشريكها مع خالقها وإعطاء المخلوقين والأموات الخصائص التي لا تكون إلا لله تعالى , فبعد هذا ما الفرق الذي سيكون بينها وبين سائر الملل الضالة والمعتقدات المنحرفة ؟.
- أين الشرك اليوم ؟؟.
قد يقول قائل أين الشرك اليوم ؟ أليس الناس اليوم كلهم على التوحيد؟ أليسوا يقولون "لا إله إلا الله محمد رسول الله"
وهذا السؤال لا شك أنه صادرٌ عن جاهل بالحال والواقع ، لقد غفل من يطلق هذا السؤال أن صور الإنحراف العقدي ، وأمثلة الشرك الأكبر قد تجلّت في هذا العصر بصورة استنكف مشركوا مكة أن يأتوا بكثير مما نراه ونشاهده اليوم مما يفعل عند قبور الأموات من الصالحين أو غيرهم, ومن خلال ما نرى ونشاهد ونسمع عبر وسائل الإعلام المختلفة مما تتقطع له القلوب ويزداد المؤمن معه ألماً وكمداً لما يرى ويشاهد.
- تغيير المناهج لماذا ؟.
لقد كثرت في الآونة الأخيرة الدعوة إلى إلغاء المناهج الدراسية لمواد التربية الإسلامية في المدارس الحكومية لأنها نصّت وبيّنت وحذّرت مما يقال ويفعل عند هذه القبور مما لا يرضاه الله تعالى من صرف جميع أنواع العبادة دون استثناء للأموات والمقبورين ودعائهم من دون الله عزوجل ، وبذل الأموال الطائلة لتلك المشاهد والأضرحة والقبور المنتشرة في كثير من بلاد المسلمين إلا من عصم الله ، وممن عصم الله عز وجل هذه البلاد التي نعيش فيها, ونحمد الله جل وعلا الذي خلصنا من صور الشرك الأكبر المتمثل في عبادة القبور وتعظيم الأموات وإعطائهم صفات الرب جلا وعلا ولكن كما قيل ( إذا عرف السبب بطل العجب !!) فإذا عرفنا أن من يطالب بإلغاء هذه المواد هم من يقدس القبور ويعظم الأموات ، ويدعوهم ويبذل لهم مثل بل وأعظم مما يبذله ويتقرب به إلى الله تعالى ,عرفنا سر هذا الحرص والسعي الحثيث والمطالبات المستمرة التي تخرج علينا بين كل فترة وأخرى ، وهم بهذا يسوقون للشرك ويحذّرون من التوحيد فهل هناك تناقض أعظم من هذا؟!.
- صور من الإنحراف العقدي :
أما صور الإنحراف العقدي الذي جعل هؤلاء يرعدون ويزبدون فهي كثيرة ومنها:
بناء المساجد على القبور والصلاة فيها وبذل الأموال الطائلة في تشييدها وتزيينها ، وجعل السدنة على أبوابها ، وهذا هو جنس ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بليال قليلة ومع منازعته للموت ومكابدته لشدة السكرات فكان مما قالhttp://www.islamnor.com/vb/images/smilies/frown.gif لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) متفق عليه.
وبين صلى الله عليه وسلم: (أن أولئك شرار الخلق عند الله تعالى وهم الذين إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ) متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام ( ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ) مسلم.
ومن تتبع نصوص الشريعة يجدها قد سدّت كل باب يفضي إلى الغلو والتعلق بالمقابر والمقبورين, كل هذا حماية لجناب التوحيد , وسداً لذريعة الشرك؛ ولأن السيئة تجر أختها ، ولهذا نجد أن الشريعة نهت عن الصلاة في المقابر, ونهت عن البناء على القبور والكتابة عليها وتجصيصها, ونهت عن إيقاد الأنوار والسرج عندها, ونهت عن رفعها وزخرفتها, وحددت كذلك ما يجوز ويشرع عندها من الدعاء لأصحابها ، واتخاذها موضعاً للعبرة والعظة وتذكرة الآخرة.
- ماذا أبقيتم لله ؟؟
ومن صورة الإنحراف العقدي اعتقادهم في المقبورين من الصالحين أو غيرهم أنهم قادرون على جلب النفع ودفع الضر ، وأن الأموات قادرون على أن يشفوا مريضاً ويعافوا مبتلي ويرزقوا فقيراً ويعطوا محروماً ويغيثوا ملهوفاً ويهبوا عقيماً ، ولهذا جوزوا لأنفسهم مع الأموات أن يصرفوا لهم كل ما لا يجوز صرفه إلا لله تعالى، فدعوهم من دون الله وألحوا عليهم بالدعاء وقربوا بين يدي دعائهم من الذبائح والنذور والتذلل والرغب والرهب ما يظنونها أسباباً ليحصل لهم مقصودهم.
- تلك أصنام وهذه قبورٌ ، تلك أوثانٌ وهذه أضرحه!!!
إن ما يفعله القبوريون اليوم هو جنس ما كان يفعله مشركوا مكة مع أصنامهم مع اختلاف المسميات فتلك أصنام وهذه قبور، وتلك أوثان وهذه أضرحه، ومما يخفى على كثير من الناس أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يعبدوا أحجاراً وأصناماً فقط ، بل عبدوا الملائكة وعيسى بن مريم وأمه, وعبدوا كذلك بعض الصالحين ,ولم يقتصروا فى عبادتهم على الأصنام والأوثان قال الشوكاني رحمه الله : وكم سرى من تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكى لها الإسلام ، منها اعتقاد الجهلة اعتقاد الكفار بالأصنام ، بل وأعظم من ذلك فظنوا أن هؤلاء الأموات قادرون على جلب النفع ودفع الضر, وجعلوهم مقصداً لطلب الحوائج ,وملجأً لنجاح المطالب ,وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم وشدوا إليها رحالهم فإنا لله وإنا إليه راجعون.أ.ه.
- قولهم (ما عبدناهم وإنما دعوناهم !!)
لا شك أن الدعاء عبادة من أعظم العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله تعالى فالدعاء هو العبادة ,وقد أمر الله عز وجل بدعائه وسؤاله في آيات كثيرة فقال : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وبين عقوبة ترك دعائه جل وعلا وسمى التارك للدعاء متكبراً فقال عز من قائل: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 وعليه فما يفعله هؤلاء الجهلة من دعاء الميتين, وترك دعاء الحي الذي لا يموت, من أعظم الضلال والانحراف, وقد بين جل وعلا أن هؤلاء الأموات في أحوج ما يكون إلى من يدعوا لهم ويسأل الله لهم فهم عاجزون عن نفع أنفسهم بعد موتهم لانقطاع العمل فكيف ينفعون غيرهم قال تعالى: { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ{13} إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ{14} فاطر قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الأعراف194

- وما قدروا الله حق قدره ......
من صورة الإنحراف العقدي في هذا العصر الغلو في الصالحين وإهالة القدسية عليهم ، وإعطائهم من الصفات ما لا يكون إلا لله تعالى فالأولياء عندهم يعلمون الغيب ، ويجلبون النفع ,ويدفعون الضر ، ويتصرفون في الكون ، ويغيثون الملهوف ، وينجون المكروب ، بل وسمعنا من يقول أنهم يحيون ويميتون كما يقول أحد المعاصرين من رؤوس الضلالة الموغلين في البدعة أن الأولياء وهم في قبورهم قادرون على خلق الأجنة في بطون الأمهات لكن قد نمنع منه تحرزاً من إختلاط الأنساب !!! فإذا كان الأولياء بزعمهم يفعلون كل هذا فماذا إذا تركوا لله عز وجل من خصائص؟؟ لقد بلغ شرك هؤلاء أعظم من شرك أهل مكة فأهل مكة لم يقولوا بأن أصنامهم ومعبوداتهم تخلق وترزق وتعطي وتمنع وتحيي وتميت وتتصرف في الكون ، بل هم كانوا يعتقدون أن هذه خصائص لله تعالى لا يشاركه فيها غيره قال الله عنهم :{ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{86} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ{87} قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{88} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ{89}
- لا شك أن هذا الغلو الذي صنعه هؤلاء هو جنس ما حذر منه صلى الله عليه وسلم كما في قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله )متفق عليه.
ولأنه عليه الصلاة والسلام يعلم علم اليقين ما قد يؤديه الأمر بالغلو فيه ... فما الذي جعل النصارى تؤله عيسى ؟وما الذي جعل المشركين يشركون مع أصنامهم؟وكذلك القبوريون اليوم مع أمواتهم وأوليائهم؟ والجهلة مع ساداتهم وشيوخ طرقهم؟
يقول الشوكاني رحمه الله : لقد تواردت إلينا الأخبار أن أكثرهم إذا توجهت عليه يمين ٌمن جهة خصمه حلف بالله فاجراً ، وإذا قيل له احلف بشيخك فلان ( الميت ) تلكأ وتردد واعترف بالحق الذي عليه !! وهذا من أبين الأدلة أن شركهم بلغ فوق شرك من قال أن الله ثالث ثلاثة ، أو ثاني اثنين ".
- القبوريون وقوم هود :
لقد بلغ الإنحراف عند هؤلاء أنهم يعتقدون أنه متى ما حل بأحدهم مكروه أو مصيبة أو بلاء ، فسببه هو التقصير فى حق الولي أو المقبور أو الصالح, فيتهم أحدهم نفسه بأنه لم يدعوا الولى ولم يسأله ولم يذبح عنده ولم ينذر له.!!
بل بلغ بهم الأمر أنه إذا نهاهم ناه أو أمرهم آمر بخطورة هذا الشرك بادروه بقولهم لا نأمن أن يقع عليك السوء والضرر من هذا الميت وهذا هو عين ما قاله قوم هود لهود : {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ}هود54

- فصلِ للولي وانحر.!!!

إن من صور الانحراف العقدي الظاهرة والشرك الأكبر, الذبح لغير الله تعالى، فترى هذه المشاهد وتلك القبور قد خصصت عندها الساحات الكبيرة لاستقبال الآلاف من الذبائح التي تذبح للولي ليجلب لهم نفعاً ويدفع عنهم ضراً و تعاموا عن قوله تعالى : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} وعن قوله تعالى : {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162 .فتبدل الحال عندهم فصارت صلاتهم للبدوى ونسكهم للحسين ومحياهم لزينب ومماتهم للرفاعي............ نعوذ بالله من الخذلان .
- الأموات ومشاركتهم فى مهور الزوجات!!!!
ومن صور الشرك الأكبر الظاهرة النذر للأموات قال الصنعاني : النذر بالمال على الميت والنحر عند القبر والتوسل بالميت وطلب الحاجات هو بعينه ما تفعله الجاهلية ، وإنما كانوا يفعلونه لما يسمونه وثناً أو صنماً ، وهؤلاء القبوريون يسمونه مشهداً وقبراً, والأسماء لا أثر لها ولا تغير المعاني, فإن من شرب الخمر وسماها ماءاً ما شرب إلا خمراً ,ولعله يزيد عقابه للكذب في التسمية, وقال رحمه الله : وقد أخبرني بعض من يتولى قبض ما ينذر القبوريون لبعض أهل القبور أنه جاء إليهم إنسان بدراهم وقال هذه لفلان ( الميت ) وهو نصف مهر ابنتي لأنني زوجها ونذرت نصف مهرها له ، وربما أعطوا ونذروا للميت النصف أو الربع من زراعتهم وأنعامهم وهم أنفسهم يمنعون ما أوجب الله عليهم من الزكاة الواجبة!! يصدق فيهم قوله تعالى : {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ }النحل56.
- القبوريون وبيت العنكبوت!!

كثيراً ما ُيلبس هؤلاء الجهلة على الناس بصحة ما يفعلون مستدلين بأن قبر النبي صلى الله عليه وسلم فى المسجد مما يدل على أن الأمر جائز.
وهذه شبهة ضعيفة وحجة سقيمة, فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد كما ظن هؤلاء وإنما دفن في حجرة عائشة لما هو معروف من خصائص الأنبياء أنهم يدفنون حيث يموتون , ثم إن المسجد كان موجوداً فى حياته صلى الله عليه وسلم ,وكان هناك جدار يفصل حجرة عائشة عن المسجد ,ولما وسع المسجد بعد ذلك في عهد الوليد بن عبدالملك أدخلوا حجرة أمهات المؤمنين الملاصقة للمسجد إلى المسجد كما هي حجرة عائشة, فأين هذا ممن يبني المساجد أصلاً على قبر؟ أو يأتي بميت قد مات بعد بناء المسجد فيتعمد إدخاله ودفنه فيه؟ لينال بركة الصلاة قريباً من القبر وليسأل صاحب القبر.
-لا عذر لنا إن لم ننصر توحيدنا وتوحيد أبنائنا .....

واجب الجميع الحرص على حماية جناب التوحيد ، وعدم الجرأة على الله تعالى ، وإعطاء المخلوقين ما يليق بهم.
- ويجب علينا جميعاً الحرص على تعلم التوحيد , والحذر من الشرك ومعرفة طرقه ليحذر المرء منه , وعلينا أن نتمسك بهذه المناهج التي هي من وضع أخوة ممن نحسبهم أنهم أرادوا تعليم الناس أهم ما يجب عليهم من أمر دينهم، ونحن نخشى بعد طول زمن عند حذف هذه الفقرات من المناهج التي تنص على حرمة الغلو فى الصالحين والتعلق بالميتين وتقديس المقبورين ، نخشى أن يأتي على الناس زمان لا يفرقون بين توحيد وشرك, وبدعة وسنة ، وقد يرى الناس حينئذ الذهاب إلى المشاهد قربة, وزيارة العتبات والأضرحة حجاً وعمره ، ولأن التوحيد إذا خليت منه القلوب ، ونسى الناس التعلق بعلام الغيوب لم يعودوا ينكرون منكراً






بقلم الشيخ/ محمد ضاوي العصيمي حفظة الله ونفع بعلمه
__________________
اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي