المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كليلة ودمنة


اميرة عبد الدايم
10-17-2015, 08:03 PM
اسيبكم مع تعريف الكتاب ومع اول حكاية

هد كتاب كليلة ودمنة وهو مما وضعته علماء الهند من الامثال والاحاديث التى الهمو ان يدخلوا فيها ابلغ ماوجد من القول فى النحو الذى ارادوا.ولم تزل العلماء من اهل كل ملة يلتمسون ان يعقل عنهم.ويحتالون فى ذالك بصنوف الحيل ويبتغون اخراج ماعندهم من العلل حتى كان من تلك العلل وضع هد الكتاب على افواه البهائم والطير فاجتمع لهم بذالك خلال(خصال) اما هم فوجدو متصرفا فى القول وشعابا ياخدون منها واما الكتاب فجمع حكمة ولهوا فاختاره الحكماء لحكمته والسفهاء للهوه والمتعلم من الاحداث ناشط فى حفظ ماصار اليه من امر يربط فى صدره ولا يدرى ماهو بل عرف انه قد ظفر من ذالك بكتاب مرقوم وكان كالرجل الذى استكمل الرجولية وجد ابويه قد كنزا له كنوزا وعقدا له عقودا استغنى بها عن الكدح فيما يعمله من امر معيشته فاغناه ما اشرف عليه من الحكمة عن الحاجة الى غيرها من وجوه الادب
وينبغى لمن قرا هد الكتاب ان يعرف الوجوه التى وضعت له والى اية غاية جرى مؤلفه فيه عندما نسبه الى البهائم واضافه الى غير مفصح وغير ذالك من الاوضاع التى جعلها امثالا.فان قارئه متى لم يفعل ذالك لم يدر ما اريد بتلك المعانى ولا اى ثمرة يجتنى منها ولا اى نتيجة تحصل له من مقدمات ما تضمنه.

وهده اول حكاية


باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين


قال دبشليم املك لبيديا الفيلسوف:
قد سمعت هد المتل فاضرب لى مثلا فى شان الرجل الذى يرى الراي لغيره ولا يراه لنفسه.
قال الفيلسوف;ان مثل ذالك مثل الحمامة والثعلب ومالك الحزين
قال الملك:وما مثلهن؟
قال الفيلسوف:زعموا ان حمامة كانت تفرخ فى راس نخلة طويلة ذاهبة فى السماء فكانت الحمامة تشرع فى نقل العش الى راس تلك النخلة فلا يمكنها ان تنقل ماتنقل من العش وتجعله تحت البيض الا بعد شدة وتعب ومشقة لطول النخلةوسحقها فاذا فرغت من النقل باضت ثم حضنت بيضها فاذا فقست وادرك فراخها جاءها ثعلب قد تعهد ذالك منها لوقت قد علمه بقدر ماينهض فراخها فيقف باصل النخلة فيصيح بها ويتوعدها ان يرقى اليها او تلقى اليها فراخها فتلقيها اليه فبينما هو ذات يوم وقد ادرك لها فرخان اذا اقبل مالك الحزين فوقع على النخلة فلما راى الحمامة كئيبة حزينة شديدة الهم قال لها ياحمامة مالى اراك كاسفة البال سيئة الحال.فقالت له;يامالك الحزينان ثعلبا دهيت به كلما كان لى فرخان جاءنى يتهددنى ويصيح فى اصل النخلة فافرق منه فاطرح اليه فرخي.قال لما مالك الحزين اذا اتاك ليفعل ماتقولين فقولى له لا القى اليك فرخي فارق الى وغرر بنفسك فاذا فعلت ذالك واكلت فرخي طرت عنك ونجوت بنفسي.

فلما علمها مالك الحزين هذه الحيلة طار فوقع على شاطئ نهر فاقبل الثعلب فى الوقت الدى عرف ادراك فرخيها فوقف تحت النخلة ثم صاح كما كان يفعل فاجابته الحمامة بما علمها مالك الحزين فقال لها اخبرينى من علمك هذا؟؟
فقالت علمنى مالك الحزين فتوجه الثعلب حتى اتى مالكا الحزين على شاطئ النهر فوجده واقفا فقال له الثعلب: يامالك الحزين اذا اتتك الريح عن يمينك فاين تجهعل راسك؟؟قال:عن شمالى
قال فاذا اتتك عن شمالك اين تجعل راسك؟قال اجعله عن يمينى او خلفي قال فاذا اتتك الريح من كل مكان وكل ناحية اين تجعله؟
قال تحت جناحي.
قال وكيف تستطيع ان تجعله تحت جناحيك؟مااراه يتهيا لك.
قال:بلى
قال فارنى كيف تصنع فلعمرى يامعشر الطير لقد فضلكن الله علينا.انكن تدرين فى ساعة واحدة مثل ماندرى فى سنة وتبلغن مالانبلغ وتدخلن رؤوسكن تحت اجنحتكن من البرد والريح فهنيئا لكن فارنى كيف تصنع.
فادخل الطائر راسه تحت جناحيه فوثب عليه الثعلب من مكانه فاخده فهمزه همزة دق فيها عنقه ثم قال:ياعدو نفسه نرى الراى للحمامةوتعلمها الحيلة لنفسها وعجز عن ذالك لنفسك حتى يتمكن منك عدوك ثم قتله واكله.