المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لِذّةُ الْأَلْم


فارس
11-13-2016, 07:56 AM
راحت تلك اليدان ترميان بضرباتهما القوية الحاقدة على جسدهِ المنهك وهو يرمقه بعينين نفثت الكراهية لهيبها الحارق في أصقاعها لتصنع انفجاراً مدويَّاً غاضباً كان كالوقود له والآخر يتلقَّى الضربات برحابة بعدما خفتت كل قوة في جسده وهو ينقل أنظاره بين أصدقاءه المشتتين في المكان والقلق يستعمر وجوههم ليبتسم بهدوء مهين لمن انثال عليهِ بالضرباتِ وهو يقول :- مهما ضربتني .. لن تشعل كراهيتي .. لن تستفزني ! لإن ضرباتكِ لا تسبب شيئاً حتّى . فما دمت مع أصدقاءي .. ما دمت أحميهم وادرأ الخطر عنهم .. فكلُّ ألمٍ حينها سيغدو لذيذاً خفيفاً على روحي .. عدا ألم فقدانهم !
صمتْ لتنهال شلالات من الدماء من بين ثغريه وابتسامة نشوةٍ لم تحفل بانتصارها ترتسم على عدوه وهو يقول :- لا تشعر بالألم ! ..سأريكَ إذاً أيها الحقير !
رفع رأسه بعدما انحنى إثر ضربة قوية تلقّاها في بطنه ثم رقى بيده إلى فمه ليمسح آثار الدماء فيبتسم حينها الآخر بازدراء ويرفع يديه هامّا بإطلاق قوة ما لم يبد عليه أنه يريد توجيهها إليه ولم تكد قوته تتعدّاه متوجهة إلى أصدقاء خصمه حتّى وثب الأخير بكلَّ قوة لديه ليقف في مرمى الضربة الكاسرة ويهتف قبْل أن يتلاشى جسده :- وسأستمر أحميهم إلى الأبد .. حتّى لو مت .. فحياةٌ من دونهم .. لآ أريدها حتّى !
ثم ابتسم ليختفي كما لم يكن !