المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقائب النساء


فارس
11-19-2016, 09:22 AM
حقائب النساء


أنا المليونير الإيراني هاشمي .

كونت ثروتي من بيع قطع الحديد المستعملة .

لم أتزوج حتى الآن رغم أن عمري قد تجاوز الخمسين .


أمي مازالت تنتظر أن تزوجني في قريتي في الريف الإيراني الجميل .


أتوقع في آخر الأمر أن أسلم أمر زواجي لأمي بالكامل في بلدي إيران .


هناك أمر واحد لايعجبني والتفكير فيه يقض مضجعي وبسببه أظل أخطط وأفكر وأظل مشغول البال .

أعرف نفسي , لن يهدأ لي بال حتى يتم القضاء عليه تماما .


لا تعجبني حقائب النساء التي تحملها النساء على أكتافهن .


في صغري كانت هناك إمرأة أو إمرأتان تجرؤ في قريتي الإيرانية الجميلة على حمل مثل تلك الحقائب .


الآن تزايد العدد فصار عدد النساء اللواتي يحملن حقائب على أكتافهن أكثر بكثير في قريتي ممن لا يحملن حقائب على أكتافهن .

أمي لاتعرف أن سبب عزوفي عن الزواج حتى الآن هو موضة حمل الحقائب السخيفة هذه .


من أين لي بفتاة شابة لاتحمل حقيبة ؟


والغريب في الأمر أنك إذا فتشت في تلك الحقائب وجدت أمورا تافهة لا تمت إلى الجدية والتعقل بصلة .


لقد فعلتها مرة وفتشت حقيبة ابنة خالتي المتزوجة بعدما أغريت زوجها الذي أتى بها لزيارتنا بمبلغ مجزي من المال على أن يحضر حقيبتها لألقي نظرة عليها .


تظنون ماذا وجدت ؟



وجدت أمور تافهة زادت من ترسخ فكرتي حول حقائب النساء .


وجدت إصبع حمرة بلون أحمر داكن ومرآة وفرشاة شعر ومشبك .

أرأيتم كم أنها أشياء تافهة توجد في حقيبة من حقائب النساء التافهة .


هذا وابنة خالتي متزوجة , ولو كان لها أن تحمل شيئا في تلك الحقيبة السخيفة لحملت إبرة وخيوط وزجاجات حليب أطفالها وأشياء أخرى أكثر نفعا .


لذلك هداني تفكيري بعد طول تأمل متبرم في تلك الحقائب أن أفعل شيئا لأجعل النساء تقتنع أنهن بدون الحقائب بأحسن حال .


أنا مليونير .


لذلك أعلنت عن مسابقة كبيرة جائزتها مبلغ مائة ألف دولار ( وتعمدت أن تكون الهدية بالدولارات ) .


بشرط أن تستغني كل فتاة وإمرأة وأم عن حقيبة يدها لتحمل شيء أكثر نفعا .


أعلنت عن هذه المسابقة في مجلس قريتي على مسمع من الرجال الذين جحظت عيونهم على اتساعها .


انفض المجلس ذ لك المساء عن رجال رفع كل واحد منهم طرف لباسه وانطلق إلى بيته هرولة وهو يجهش ليحمل لأمه أو أخته أو زوجته أمر تلك المسابقة.


كانت أخرج لطرقات وشوارع قريتي لأرى ما الذي حل بتلك المسابقة .


نعم لقد قدرت أن أجعل النساء يستغنين عن حقائبهن . لكن بم أستبدلنها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


لقد رأيت فتيات يحملن مراوح هواء ورقية صينية جميلة الشكل ويحركنها يمنة ويسرة في حركات رشيقة تجذب أنظار الرجال إليهن .


وبعض النسوة استبدلن حقائبهن بمظلات ذات ألوان زاهية متعددة يدورنها في كفوف أيدهن وأعينيهن تتراقص بالفرحة .

وبعضهن حملن مرايات بمقابض ذهبية يرفعنها بين حين وآخر أمام وجوههن لينظرن من خلالها إلى تلك الوجوه فيرتبن حواجبهن أو يسوين أخمرتهن أو يمسحن الزائد من حمرتهن .


أشياء تافهة , بل هي القمة في السخف والتفاهة .


ضربت على كفي أخماس في أسداس فكل ما أعلنت عنه في تلك المسابقة ذهب أدراج الرياح .


وفي مجلس القرية ذات مرة تجمع الرجال وطلبوا مني تحديد الفائزة بقيمة جائزة المسابقة خاصة وأنه قد طال بهم الانتظار وانضجهم الترقب والقلق .


أخبرتهم أن لا أحد فائز فانفتحت الأفواه دهشة وبلها .

بينت لهم بعد ذلك أن هناك شرط أساسي ومهم لابد للنسوة أن يلتزمن به حتى تفوز إحداهن بقيمة الجائزة .

أعلمتهم أن الشيء الذي لابد أن يستبدلن به حقائبهن يكون شيئا نافعا وليس مرآة أو أي أداة من أدوات التجميل أو أي جهاز تسجيل أو أي

هاتف محمول أو أي مظلة أو حتى مراوح صينية أو إيشارب أو آي باد أو آي بد .


كان علي أن انتظر ثلاثة أشهر كاملة لتتم المفاوضات بين رجال القرية بعضهم مع بعض وبينهم مع نسائهم .


بعد مرور ثلاثة أشهر خرجت للشوارع فوجدت النساء يحملن أشياء أخرى غير الحقائب ,

لكن بعضهن كن لازلن لم يفهمن المطلوب منهن حمله .

أعلنت للمرة الثانية عن اجتماع عاجل للرجال في مجلس القرية وسلمتهم قائمة بالأشياء التي لا أريد أن أرى النساء يحملنها كان منها :

مرآيا .

مظلات .

مراوح صينية .

أجهزة جوال .

آيفونات .

آي بدات .

آي بادات .


سماعات أذن .

أدوات تجميل .

إيشاربات .

زجاجات عطر .

ألعاب إلكترونية .

مجلات فنية مصورة .

شرائط بلاستيكية ملونة .

كان لا بد من مضي شهرين كاملين لأبدأ بفحص النتيجة فماذا وجدت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وجدت فتيات يحملن كتبا كبيرة يقرأن في صفحاتها بينما هن يمشين في الطريق .


ووجدت نساء يحملن قدورا فيها كوسا , طماطم , فاصوليا , باميا ويقمن بتقطيع مافيها وهن على الكراسي ينتظرن الحافلة .

ووجدت نساء أمهات يحملن أطفالهن وهن مشغولات بهدهدتهم أو إطعامهم أو الحديث معهم وإضحاكهم .


وجدت فتيات شابات حملن قطع الصوف وشغل الأبرة وانشغلن بها حتى عن تبادل الحديث مع بعضهن .

وجدت فتيات صغيرات استبدلن حقائب اليد بمصاحف صغيرة بدأن يحفظن مافيها بانشغال تحب العين أن تراه .


كان لابد من اختيار فائزة .


وقد اخترت واحدة قرأت خمسين كتاب ضخم بهذه الطريقة في ظرف ثلاثة أشهر فقط .


وفي الحقيقة وجدت فتاة شابة عمرها 24 سنة قبلت الزواج مني على كبر سني .


أضحت أمي راضية عني .



ما أجمل أن تستطيع أن تغير من واقع أمة باستخدام المال .


وأجمل من ذلك أن تستطيع أن تغير من واقع نفسك باستخدام عقلك .