المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خدمة بسيطة لصديق الطفولة تؤدي إلى حبسه ..؟؟


فارس
12-29-2016, 03:46 AM
خدمة بسيطة لصديق الطفولة تؤدي إلى حبسه ..؟؟






سنوات طويلة مرت على مغادرة صديق الطفولة للدولة عائداً إلى موطنه، لم يكن مجرد صديق بل وجار أيضاً، قضيا معاً أيام الطفولة وردحاً طويلاً من الصبا، وهاهو يعود ثانية إلى الدولة، فلا عجب أن يلجأ إلى صديقه وجاره ليطلب مساعدته، والطبيعي أيضاً أن يلبي هذا الصديق رفيق طفولته ويعينه وفق استطاعته فهذا ماتفرضه علينا عاداتنا وتقاليدنا.

بهذه الكلمات دافع عن نفسه وهو يواجه المحكمة متهماً بإيواء متسلل ومخالف لقانون الإقامة، ليس هذا وحسب بل تاجر ومهرب مخدرات أيضاً. قال إنه لم يشك بشيء عندما طلب منه صديقه أن يستأجر له سكناً باسمه، وأكد أنه لم يفكر بسؤاله عن سبب عدم قيامه باستئجار الغرفة باسمه هو، كان مجرد صديق قديم يطلب خدمة بسيطة جداً ، وبالفعل وجد له غرفة وقام باستئجارها ليسكن بها فترة إقامته بالدولة، وأضاف أنه فوجئ بالقبض عليه بتهمة إيواء متسلل والمفاجأة الكبرى أن صديق طفولته كان تاجر مخدرات قبض عليه وبحوزته 13 كيلو حشيش.

كان صديقه من إحدى الدول العربية قد أدخل معه 13 كيلو من مادة الحشيش المخدرة، وصل خبرها إلى الجهات المختصة، فقام أحد رجال الشرطة بانتحال صفة مشتر واتصل به للاتفاق على صفقة لشراء كل مالديه من حشيش.

واتفق الطرفان على موعد ومكان لاتمام الصفقة، وهناك كان كمين الشرطة بانتظاره ليتم القبض عليه متلبساً بالاتجار بالمخدرات وبتفتيش الغرفة التي يقيم بها عثرت الشرطة داخل علبة سجائر على قطعة طويلة من مادة الحشيش.

وبعد أن تم القبض عليه أخذ بافتعال تصرفات غريبة للايحاء لرجال الأمن والنيابة أنه يعاني من خلل عقلي يمنع محاكمته، كما كان قد أعد نفسه لاحتمال أن يقع في قبضة القانون، فأخرج شهادة طبية من بلده تؤكد أنه مصاب بخلل نفسي وعقلي تجعله غير مسئول عن تصرفاته، ولكن صديقه الذي آواه أكد أنه لم يلاحظ عليه أي سلوك يوحي بالاختلال العقلي الذي يدعيه، وبناء على ذلك احالته النيابة العامة في أبوظبي محبوساً إلى محكمة الجنايات كما تم إحالة صديقه بتهمة إيواء أجنبي متسلل.

وفي المحكمة كانت تصرفات المتهم الأول غريبة، فكان يتحدث بكلمات غريبة غير مفهومة ويقاطع الجلسة بطريقة مضحكة، وبناء عليه قررت المحكمة إحالته للجنة طبية لفحص قدراته العقلية.

لم يكن المتهم يعلم أن المختصين يستطيعون كشف الإدعاء بالخلل العقلي، واعتقد أن كل من يهذي ببضع كلمات ويتصرف بغرابة سيكون في نظر القانون مجنوناً، وربما كان غافلاً عن أن المرض العقلي والنفسي يتم تشخيصه بأساليب علمية دقيقة لاتقل عن أساليب تحديد المرض الجسدي، وحدث مالم يكن بحسبانه، حيث استطاعت اللجنة الطبية كشف ادعاءاته لتؤكد بتقريرها الذي رفعته إلى المحكمة أن المتهم مسئول عن تصرفاته.

وأنه سليم من الناحية العقلية والنفسية، وهو التشخيص الذي اقتنعت به المحكمة حتى انها لم تلتفت لطلب محامي الدفاع عن المتهم تعيين لجنة طبية أخرى لترجيح أحد التقريرين حيث أكد التقرير الأول الذي أبرزه المتهم اختلال قدراته النفسية والعقلية بينما قال التقرير الآخر إنه سليم ومسؤول عن أفعاله، وبالتالي حكمت عليه بالسجن المؤبد، أما صديق طفولته الذي آواه فقد أدين أيضاً بتهمة إيواء متسلل وحكم عليه بالحبس شهرين مع تغريمه 100 ألف درهم، حيث إن المحكمة لم تقتنع بحسن نيته.