المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتقـــوا الظلــم فان الظلــم ظلمــات يوم القيامــة


فارس
01-03-2017, 11:11 PM
اتقـــوا الظلــم فان الظلــم ظلمــات يوم القيامــة ...

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSbHPIxsnIchaxSRFp9C7T27OoEvhYze jO6XGoAC2ppVXkAl-RPww

للظلم عواقب سيئة على الأمم والأفراد، وهو خُلق ذميم، وذنب عظيم ، يحيل حياة الناس إلى شقاء وجحيم ، ويأكل الحسنات ، ويجلب الويلات على المجتمعات ، قال الله تعالى:
{ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً }(الكهف:59) ..
ولشدة خطره وعظيم أثره كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر من الاستعاذة منه فيقول: ( وأعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلم ) رواه النسائي .
وعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(إن الله ليُمْلِي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ:
{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }(هود:102) .
وقال ابن تيمية: " إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة ، ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ، ولا تدوم مع الظلم والإسلام " .

وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مليئة بالأحاديث والمواقف التي حرص النبي - صلى الله عليه وسلم ـ من خلالها على ترسيخ خطورة الظلم في نفوس أصحابه والمسلمين من بعدهم ، وتحذر من الظلم وشره ، وتبين آثاره على الأفراد والأمم ، ومنها :

- عن جابر - رضي الله عنه – قال : ( لما رجع مهاجروا البحر ( الحبشة ) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم : ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة ؟! ، قال فتية منهم : بلى يا رسول الله! بينما نحن جلوس ، إذ مرت عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قُلَّةً من ماء ، فقام إليها فتىً من فتيانهم فوضع إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها ، فانكسرت قلتها ، فلما ارتفعت ، التفتت إليه فقالت: سوف تعلم ، يا غُدر (غادر)، إذا وضع الله الكرسي ، وجمع الأولين والآخرين ، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون ، فسوف تعلم كيف يكون أمري وأمرك عنده غداً ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صدقت .. صدقت ، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم ؟! ) رواه ابن ماجه .قال السِّندي: ( يقدِّس الله ) أي: يُطَهِّرهم من الدَّنس والآثام " .

وقال المناوي: "
( كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم ): استخبار فيه إنكار وتعجُّب، أي: أخبروني كيف يُطهِّر الله قومًا لا ينصرون العاجز الضَّعيف على الظَّالم القويِّ، مع تمكُّنهم من ذلك؟! ، أي: لا يطهِّرهم الله أبدًا ، فما أعجب حالكم إن ظننتم أنَّكم مع تماديكم في ذلك يُطهِّركم! ".

وعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ : أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة ثم بدا له، فقالت : لا أرضى حتى تُشْهِدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما وهبتَ لابني ، فأخذ أبى بيدي وأنا يومئذ غلام فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله : إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أُشْهِدك على الذي وهبتُ لابنها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( يا بشير ألك ولد سوى هذا؟، قال: نعم ، فقال: أكلهم وهبْتَ له مثل هذا ؟، قال: لا ، قال: فلا تُشْهِدني إذاً ، فإني لا أشهد على جور( ظلم ) ) رواه مسلم .

وعن أبي مسعود البدري ـ رضي الله عنه ـ قال :
( كنتُ أضرب غلامًا لي بالسَّوط ، فسَمِعتُ صوتًا من خلفي : اعْلَم أبا مسعود ، فلم أفهم الصَّوت من الغضب ، قال : فلمَّا دنا مني إذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يقول : اعلم أبا مسعود ، اعلم أبا مسعود ، قال: فألقيتُ السَّوط من يدي ، فقال: اعلم أبا مسعود أنَّ الله أقدر عليك مِنْك على هذا الغلام ، قال : فقلتُ لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما لو لم تفعل لَلَفَحَتْكَ النار ـ أو لَمَسَّتْكَ النار ـ ) رواه مسلم .

وعن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه ، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة ، فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟!، فقال - صلى الله عليه وسلم -: وإن كان قضيباً من أراك ) رواه مسلم .

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال - صلى الله عليه وسلم -:
( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه ، أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات ، أخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه) رواه البخاري .

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRKtEbTEHjMb1uuFJHckodYYFe6l5HuE C9SecJIZBKyut2a2C0Wfw

وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم .
قال النووي : " قال القاضي: قيل : هو على ظاهره فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلا حتى يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم " .

وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث معاذا إلى اليمن، فقال :
( اتّق دعوة المظلوم ، فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب ) رواه البخاري .
قال ابن حجر : " أي تجنب الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم، وفيه تنبيه على المنع من جميع نوازع الظلم " .

وعن خزيمة بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) رواه الطبراني .

لا تظلمن إذا ما كنتَ مُقتدِرا *** فالظلم يرجع عقباه إلى الندمِ
تنام عينك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

اللهم ابعد عنا الظلم والظالمين ولا تجعلنا منهم ...