المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـــــــــر...الام


فارس
01-03-2017, 11:20 PM
بر الام
بسم الله الرحمن الرحيم للام مكانتها في المجتمع , ولو اردنا التحدث عنها لاعيتنا الكتابة , وما كفانا المداد . والام في لغة العرب هي الوالدة التي ولت , وهي الاصل والعماد .
ومكة هي ام القرى لانها مهبط الوحي . فالام هي الوالدة التي تحمل الجنين في بطنها وهنا على وهن , فالبطن له وعاء , والثدي له سقاء , والحجر له حواء , كما جاء في الاثر .
ولقد كرم الله نساء النبي صل الله عليه وسلم فأطلق عليهن لقب امهات وليس الوالدات , فقال عز وجل ( والنبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم ) الاحزاب \ 6
وهناك الام غير الوالدة , وهي الام من الرضاع . وحكمها حكم الام من حيث الاحسان اليها . قال الله تعالى ( وامهاتكم التي ارضعنكم ) النساء\ 23
وقال تعالى ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) الاسراء 23
قرن الله تبارك وتعالى الامر بعبادته ببر الوالدين كما قرن في اية اخرى شكرهما بشكره قال تعالى ( ان اشكر لي ولوالديك الي المصير )لقمان \14
وهذا العظيم شأن بر الوالدين , وليس معناه انه بمرتبة الايمان بالله ورسوله , ولا يعنيايضا ان بر الوالدين اعظم من الصلاة ونحوها .
قيل : من لم يشكر الوالدين لم يقبل الله شكره , اي ان من تمام شكر الله شكر الوالدين , ومن برهما عدم ايذائهما ولو بكلمة " اف . وفي هذا يروى عن الامام علي كرم الله وجهه : لو كان هناك شيء ادنى من الالف لنهى عنه .
فحق الام وهي احد الاوالدين , عظيم عند الله . قال الشافعي رحمه الله :
واخضع لامك وارضها ~~ فعقوقها احدى الكبر
فهي مسؤلة عن اطفالها , تغرس فيهم الحب الفضيلة وكراهية الرذيلة , واذا كانت النفوس مجبولة على حب الام والاحسان اليها فان غريزة الامومة تربط الام بطفلها ارتباط الاصل بالفرع , ولهذا كانت اهلا للبر والاحسان .
فرحم الام يضم جنينها في جسد واحد , فإذا هذا الجنين جزء منها يرتبط معها حتى يوم الفراق عضويا , ويبقى الارتباط العاطفي , فهي التي تحنو وترفق وترحم وتؤثر وتضحي وتعطي وتحب من دون انتظار مقابل , تضحي براحتها ليسعد اولادها . فلنقبل اليد التي عملت بلا كلال ولا ملل , ومسحت الدمع وواست , وسهرت الليالي لدفع غائلة المرض , ولسانها يلهج بالدعاء الى بارئها .
وقد اهتم الاسلام بدور المرأة المسلمة , فأوكل لها دورا في تربية الابناء , ووصى بها اولادها , وجعل برها واكرامها من اصول الفضائل والاحسان , وجعل لها حقا اوكد من حق الاب , وذلك لما تتحمله من متاعب ومشقات في الحمل والاولادة والارضاع والتربية . قال تعالى :
( ووصينا الانسان بوالديه احسنا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) الاحقاف \ 15
وقال تبارك وتعالى ( ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولواديك الي المصير ) لقمان \ 14
ويروى ان محمد بن محمد الحنفية رضي الله عنه كان يمشط رأس امه .
ويروى ان احد الصالحين نادته امه , فأجابها , فعلا صوته صوتها , فأعتق رقبتين .
امام ما تقدم فإننا ننصح كل غافل عن بر الام ان يعود الى رشده فيسارع الى تقويم اعوجاجه واصلاح امره , بالاقبال على امه وطلب رضاها والاحسان اليها بالقول والفعل , وان يتذكر دوما تضحيات امه وما قدمته له من رعاية بدأت حين كان جنينا واستمرت في مراحل حياته كله