المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين المسلم والمؤمن..


فارس
01-12-2017, 10:53 PM
الفرق بين المسلم والمؤمن..
عادي جدا في بﻻد الغرب مع انها بﻻد يغلب عليها الدين المسيحي لكن من العادي ان تسمع انسان يسال آخر ..هل انت مؤمن بوجود الله..فيجيب الآخر بكل صراحة بالنفي او الايجاب..اما عندنا..في بﻻدنا ذات الطابع الاسﻻمي ﻻ نملك الجرأة كي يسأل أحدنا اﻵخر عما إذا كان مؤمنا بالله ..وﻻ يملك اﻵخر الصدق ليجيب .. ربما ﻷننا نعتبر أنفسنا مؤمنين..لمجرد أننا نصلي..او نرخي اللحى ..او نضع الحجاب..او ما يشبهه ..من مظاهر الاسﻻم..
فهل تكفي هذه المظاهر لجعلنا مؤمنين..
والجواب الذي يجيبنا عنه الله عز وجل..
ﻻ ..ﻻيكفي ان نصلي ونصوم كي نكون مؤمنين..فﻻ يغتر أحدنا بصﻻته وصيامه ..فهذه الافعال التي هي من اركان الاسﻻم تجعلنا مسلمين فقط ..اما الايمان فهو درجة أعلى تشمل فهمنا لحقيقة الاسﻻم وبعد الإدراك العمل بموجب ماعلمنا ..فتجد الايمان ظاهرا في تعاملنا مع البشر من حولنا ..و تجد جوهره بأخﻻقنا .. بكﻻمنا وعملنا وباحساسنا بوجود الله داخل صدورنا" ونحن اقرب اليه من حبل الوريد.." فيصبح نوره في اقوالنا وافعالنا..
سؤلت مرة عن شخص يصلي في المسجد ويطيل لحيته ويقصر ثوبه..ثم تجده يظلم اخته..و ﻻ يحفظ لسانه عن اعراض الناس ..ويأكل مال اوﻻد اخيه الايتام..فهو يتشبه بمظهر الرسول الكريم عليه افضل الصﻻة والتسليم ..وﻻ يملك من خلقه شيئاً. .فكيف يكون مثله مسلماً. .وهل تحتسب صﻻة مثل هذا الشخص..
عنه وعن أمثاله نزلت هذه اﻵية الكريمة ..لتبين الفرق بين المسلم والمؤمن ..او حتى المنافق..ولتخبرنا بأن الله من عدله وفضله لم يحرم أمثال هؤﻻء ثواب صﻻتهم وصيامهم وحجهم ..ولكن لن تشفع لهم صﻻتهم من العقاب على كل ظلم او أذى ألحقوه بمن حولهم ..وهم يدعون الايمان.. فجاءت الآية لتجردهم من صفة الايمان التي يدعونها ﻻنفسهم ..وبسبب حساسية الموضوع أرفقت التفسير بالآية حتى تتضح الفكرة


قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

يقول تعالى منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" وقد أستفيد من هذه الآية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ويدل عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه .
فقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمن والمسلم فدل على أن الإيمان أخص من الإسلام** ودل ذلك على أن ذاك الرجل كان مسلما ليس منافقا .. فدل هذا على أن هؤلاء الأعراب المذكورين في هذه الآية ليسوا بمنافقين وإنما هم مسلمون لم يستحكم الإيمان في قلوبهم فادعوا لأنفسهم مقاما أعلى مما وصلوا إليه فأدبوا في ذلك وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما .
و في قوله تبارك وتعالى "ولكن قولوا أسلمنا" قال قتادة نزلت في قوم امتنوا بإيمانهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحيح الأول أنهم قوم ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ولم يحصل لهم بعد فأدبوا وأعلموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد ولو كانوا منافقين لعنفوا وفضحوا كما ذكر المنافقون في سورة براءة وإنما قيل لهؤلاء تأديبا "قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" أي لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد.
ثم قال تعالى "وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا" أي لا ينقصكم من أجوركم شيئا اجر صﻻتهم وزكاتهم وصيامهم وحتى حجهم.. كقوله عز وجل**** "إن الله غفور رحيم" أي لمن تاب إليه وأناب.

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ

"إنما المؤمنون" أي إنما المؤمنون الكمل "الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا" أي لم يشكوا ولا تزلزلوا بل ثبتوا على حال واحدة وهي التصديق المحض "وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله" أي وبذلوا مهجهم ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه "أولئك هم الصادقون" أي في قولهم إذا قالوا إنهم مؤمنون لا كبعض الأعراب الذين ليس لهم من الإيمان إلا الكلمة الظاهرة
وقال الإمام أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال "المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء:
الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الل
ه والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم
والذي إذا أشرف على طمع تركه لله عز وجل".

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاءت بنو أسد إلى رسول الله الله فقالوا يا رسول الله أسلمنا وقاتلتك العرب ولم نقاتلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن فقههم قليل وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم" ونزلت هذه الآية "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين".