المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم


فارس
01-20-2017, 11:24 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...لقد ارتأيت طرح احدى ركائز ديننا الحنيف من خلال هذا النص المنقول
و أردت طرحه للمناقشة الجددددددددددديـــــة
فضل الصحابة
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا؛ وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ إقراراً به وتوحيداً؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً .
أما بعد:
فإن الحديث عن ذوي الفضائل مما تبتهجُ بذكره النفوس, وتستلذُ بسماعه الآذان؛ وترتوي بجماله القلوب, حتى يكون كالسيل المتدفق على الصحراء القاحلة؛ فترجع بعده مروجاً وأنهاراً.
وإنّ مِن أعظم الناس ِفضلاً؛ صحابةُ رسول الله ؛ الذين بلغوا مراتب الكمال, واهتدى بهم الضلال, واختصهم الله بأعظم الفضائل وأطيب الخصال, وفتح عليهم من الدين والأخلاق ما يعجز عنه وصفُ واصف؛ وينقطع عنده كلُّ حديث, لما علم الله ما في قلوبهم من النقاء والطهارة والصدق والإقدام.
وما وُجِد خُلقٌ إلا وقد أخذ منه الصحابةُ الحظّ الأوفر, وسبقوا إليهِ سبقاً يُتعِب من بعدهم أن يلحق بركبانهم.
فما بالك بأُناس يحبون الآخرة كما يُحب غيرهم الدنيا؛ فهل سيوجد مَن هو أجمعُ لمكارم الأخلاق منهم؟!
وما كان الله تعالى ليختارهم لصحبة نبيِّهِ ؛ ويخصّهم بهذا الفضلِ العظيم؛ إلا لعلمه سبحانه أنهم أهل له؛ قال ابن مسعود : " إن الله نظر في قلوب العباد؛ فوجد قلب محمد  خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته؛ ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد؛ فوجد قلوب أصحابه خير
قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه " .
وهكذا كانوا  ؛ فقد صاروا منارات هدى, وشموساً أضاءت الأرضين, وأحيوا بسيرتهم قلوباً ميْتةً, ونشطت بعلومهم نفوسٌ مريضة.
أولئك أصحابُ النبيِّ وحزبُــــــه
ولولاهمُ ما كان في الأرض مسلمُ
ولولاهمُ كادت تميدُ بأهلها
ولكنْ رواسيها وأوتادُها همُ
ولولاهمُ كانت ظلاماً بأهلــــــها
ولكـــــنْ همُ فيـــــها بدورُ وأنجمُ
وقد جزاهم الله تعالى بصبرهم رفعةً وسؤدداً؛ وبوّأهم منزلة لا تنبغي لأحد من بعدهم, حتى جعلَ حبّهم ميزاناً للإيمان, وبغضهم علامةً على النفاق.
ومن صَبر صبرهم ؟
بُعث النبيُ  وحيداً فريداً, فآووه ونصروه؛ وصاروا له حصناً منيعاً, إيماناً به وتصديقاً, وحموه من عداء الكفار والمنافقين, وهم يُتَخطّفون ليلَ نهار, ويعالجون مكر الأمم من حولهم, يودُّ أحدهم أن يُنشرَ بالمناشير على أنْ لا يُشاك رسول الله بشوكةٍ تؤذيه.
وكم مسهم من الجوع والابتلاء والضيق في كثير من المواطن؛ حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت, وهم في كلِ يومٍ يزدادون صبراً ويقيناً وثباتاً, تقديماً للآجلة الباقية, على العاجلة الفانية.
لقد مكث النبي  بمكة عشر سنين يتتبع الناس في منازلهم؛ وينادي في المواسم: من يؤويني؛ من ينصرني؛ حتى أبلّغ رسالة ربي وله الجنة؛ فلا يجد أحداً يؤويه أو ينصره؛ حتى إن الرجل ليخرجُ من اليمن فيأتيه قومه ويوصونه ويقولون: احذر غلام قريش لا يفْتِنْك؛ ويمضي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع؛ حتى دخل قومٌ من أهل المدينة في الإسلام, فكان الرجل يخرج إلى النبي ؛ ويرجع إلى أهله فيدعوهم؛ فيسلمون بإسلامه؛ حتى لم تبقَ دارٌ من دور الأنصار إلا وفيها جماعة يظهرون الإسلام.
ثم لما طال الأمر؛ اجتمع أهل المدينة فقالوا: حتى متى نترك رسول الله  يطوف ويطرد في جبال مكة ويُخاف؟
فرحل إليه سبعون رجلاً حتى قدموا عليه في الموسم فبايعوه بيعة العقبة, وكان مما بايعهم عليه ؛ أن ينصروه إذا قدم عليهم ويحموه مما يحمون منه أنفسهم وأزواجهم وأبناءهم ولهم الجنة؛ وهذا يعني أنهم يبايعون النبي  على حمايته في ديارهم؛ أمّا خارج المدينة فلا يُلزمون بذلك.
فقام أسعد بن زرارة  -وقد كان أصغر القوم- فقال: رويداً يا قوم ، فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل، إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وأن إخراجه اليوم، مناوأةٌ للعرب كافة، وقتْل خياركم؛ وأنْ تعضَّكم السيوف، فأمّا أنتم قومٌ تصبرون على ذلك، فخذوه وأجركم على الله، وأمّا أنتم قوم تخافون على أنفسكم خيفة، فذروه؛ وبيّنوا ذلك؛ فهو أعذر لكم عند الله؛ فقالوا أخِّر عنّا يا أسعد؛ فوالله لا ندع هذه البيعة ولا نسلبها أبدا.
فقاموا إليه فبايعوه، وأخذ عليهم الشرط، ويعطيهم على ذلك الجنة.
فلما كانت غزوة بدر؛ خرج النبي  يريد قافلة لقريش, فلما سمعت قريش بذلك؛ خرجت لحرب رسول الله ؛ فلما أتى النبيَّ خبرُ خروج قريش ليحموا مالهم, استشار النبيُّ  أصحابَه؛ فقام أبو بكر فقال وأحسن, ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن, ثم قام المقداد بن عمرو وقال: يا رسول الله امضِ لما أراك الله فنحن معك, والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون, ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون, والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرَك الغماد "وهو موضع باليمن" لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له الرسول  خيراً ودعا له.
ثم قال رسول الله : أشيروا علىَّ أيها الناس, وإنما كان يعني الأنصار؛ لأنه أخذ عليهم العهد بحمايته داخل المدينة فتخوَّف أنْ لا ينصروه على عدوِّه لأنه كان خارج المدينة.
فلما قال النبي  ذلك, قال له سعد بن معاذ ؛وهو سيد قومه : والله لكأنّك تريدنا يا رسول الله؟. قال أجل؛ قال: لقد آمنا بك وصدقناك, وشهدنا أن ما جئت به هو الحق؛ وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة, فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك, فوالذي بعثك بالحق؛ لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك, ما تخلّف منّا رجل واحد, وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غداً, إنا لصُبُرٌ في الحرب, صُدُقٌ في اللّقاء, ولعلّ الله يُريك منّا ما تقر به عينك, فسْر بنا على بركة الله.
فسُرَّ رسول الله  بقول سعدٍ ونشَّطه ذلك؛ ثم قال: سيروا وأبشروا, فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين, وإليه لكأنّي أنظر إلى مصارع القوم.
ولما جاءت غنائم غزوةِ حنين للنبيِ ؛ بدأ بالأموال فقسمها بين قريش وقبائل من العرب؛ تأليفاً لقلوبهم على الإسلام؛ ولم يكن للأنصار منها شئ؛ فوجد الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة, حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة  من الأنصار، فقال: "يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم، لّما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء؛ فقال: فأين أنتَ من ذلك يا سعد ؟. قال يا رسول الله: ما أنا إلا من قومي، فقال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة؟ فجاء رجالٌ من المهاجرين فتركهم فدخلوا, وجاء آخرون فردهم, فلما اجتمعوا؛ أتى سعد فقال: لقد اجتمع لك هذا الحيُّ من الأنصار, فأتاهم رسول الله  فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله؛ ثم قال: « يا معشر الأنصار: ما قالةٌ بلغتني عنكم؛ وجِدةٌ قد وجدتموها في أنفسكم, ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله بي, وعالةً فأغناكم الله بي, وأعداءً فألف الله بين قلوبكم, فقالوا: الله ورسوله أمنُّ وأفضل.
ثم قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟. قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسولِه المنُّ والفضل.
فقال : أما واللهِ لو شئتم لقلتم، فلصدَقْتُم ولَصُدِّقتُم: أتيتنا مكذَّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك؛ وعائلاً فآسيناك.
أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا؛تألّفْتُ بها قوماً ليُسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار، أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟. فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار، ولو سلك الناس شِعباً وسلَكَت الأنصارُ شعباً ووادياً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناءَ الأنصار، وأبناءَ أبناءِ الأنصار؛ فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم؛ وقالوا: رضينا برسول الله  قسماً وحظاً».
ولولا أن سخر الله ﻷ لدينه هؤلاء النفر الأخيار؛ لما بقى الدين محفوظاً حتى ظفر بالتمسك به من بعدهم.
كان أحدهم يبذل مهجته وراحته وماله في سبيل الله وهو منشرح الصدر لما ملأ الله قلبه من اليقين والغنى والقناعة.
لما أُسِر خُبيب بن عديِ ؛ أجمع المشركون على قتله؛ وخرجوا به من الحرم إلى التنعيم فصلبوه, فقال له أبو سفيان-وقد كان مشركاً-: أيسرك أن محمداً عندنا يضرب عنقه وإنك في أهلك.
فقال: واللهِ؛ ما يسرني أني في أهلي؛ وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه؛ تصيبُه شوكة تؤذيه؛ فلما أرادو صلبه قال:
ولســــت أبالي حين أقتل مسلماً
على أي شقٍّ كان في الله مضجعي
وذلك في ذاتِ الإله وإنْ يشــــأْ
يبارِك على أوصالِ شلوٍ مُمُزَّعِ
فلســـت بمبدٍ للعــدوِّ تخشعـــــاً
ولا جزعا ً إنى إلى اللهِ مَرجِعي
وحين يكون المال غالياً عند أهله؛ فقد كان أرخص ما يكون عند صحابةِ رسول الله ؛ فتراهم يُعطون عطاء من لا يخشى الفقر, ويبذلون بذل الكريم على حاجةٍ وإقلال, حتى ترى الرجل منهم يخرج من ماله وكأنه قد حيزت له الدنيا؛ كل ذلك لِما استيقنوا بأن ما عند الله خيرٌ مما يبذلون, وإنّ ما اُدخِر لهم خيرٌ مما أعطوه.
فلما كانت غزوة تبوك, أراد النبي أن يخرج إليها؛ وقد كانوا في شدة من الأمر؛ في سنةٍ مجدبة وحرٍّ شديد, وعسرٍ من الزاد والمال, فحض النبي  الناسَ على الصدقات؛ فجاء عُمر بنصف ماله, وجاء أبو بكر بماله كله, فقال له رسول الله  هل أبقيت لأهلك شيئا؟. قال: أبقيت لهم الله ورسوله, وجهز عثمان ثلث الجيش؛ وجاء  بألف دينار فصبّها في حجر النبي ؛ فجعل النبي  يقلّبها ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم, ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم .
وجاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عم رسول الله : " لقد ولد لي في هذه الليلة غلام, وإني سميته باسمك, وإن أمّه ماتت؛ فقال له: بارك الله لك في الهبة وآجرك على المصيبة, ثم دعا بوكيله وقال له: انطلق الساعة فاشتر للمولود جارية تحضنه, وادفع لأبيه مائتي دينار للنفقة على تربيته، ثمّ قال للرجل: عُد إلينا بعد أيام، فإنك جئتنا وفي العيش يبس؛ وفي النفقة قلة؛ فقال الرجل: جعلتُ فداك؛ لو سَبَقْت حاتماً ما ذكرته العرب" .
فيا عباد الله: اعلموا أنه ما سبق أحدٌ الصحابةَ بِدِينٍ ولا فضل؛ إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ وما من وصفٍ حسنٍ إلا وقد تسنموا لواءه؛ وأخذوا منه بالنصيب الأكبر.
نسأل الله أن يرزقنا حبهم؛ ويجعلنا من المقتدين بأفعالهم.
فإن من سعادة المسلم أن يمتلئ قلبهُ محبةً وإجلالاً لصحابة رسول الله , وأن يعرَف لهم فضلَهم وسابقتهم؛ وإن من عقيدة أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله .
إن الصحابة  هُم أهل الفضل والسبق, فلولاهم بعد الله ﻷ لم يصل إلينا هذا الدين نقياً واضحاً لا لبس فيه ولا إيهام.
وإن من تمام توفيق العبد أن يقتفي آثارهم؛ وأن يوقرهم ويجلهم لإجلال الله تعالى لهم قال تعالى: (والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) .
فاعرفوا لهم فضلهم عباد الله؛ ومن ذلك الترضي عنهم لمِا خصهم الله به من الفضل والكرامة والإحسان والتكرمة؛ فإن من علامات السني الموفق الترضي عن أصحاب رسول الله  .
ومن علامات توقيرهم؛ سلامة القلب لهم؛ و استشعار محبتهم في القلوب؛ واليقينُ بأنهم خير هذه الأمة.
وإن من علامات الشقاء والبؤس والندم؛ الطعنُ بأصحاب رسول الله  بالسب والشتم أو التنقَصُ لهم؛ أو أن يجد في قلبه عليهم شيئاً من الغيظ؛ قال رسول الله: « لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه » ؛ وهذا خطاب لمن أسلم بعد فتح مكة من الصحابة؛ فكيف بمن بعدهم ؟.
قال : « من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » ؛ وقال: « لعن الله من سب أصحابي» .
ومن السب التنقصُ لهم بذكر الروايات الملفقة التي لا تليق بمثلهم, أو الاستهزاء بهم بأي صورة كانت.
واحذروا عباد الله من الخوض فيما جرى بين الصحابة من القتال؛ حتى يحمل ذلك العبد على أن يتنقص فريقاً منهم, أو يبغض أحداً منهم؛ فيكون قد تعرض لمقت الله وغضبه.
ومن عقيدة أهل السنة أنه لا يجوز الخوض فيما جرى بين الصحابة؛ والعاقل من اشتغل بعيوب نفسه؛ لا أن يجلس ناقداً لعيوب خيرِ الورى بعد الأنبياء؛ وكأنه قد بلغ منزلة التمام.
ومن الأعمال المشينة المحرمة؛ تمثيل دور الصحابة  حتى من قبل الأتقياء؛ فضلاً عن الخمارين والفسقة المنحلين؛ أصحاب المراقص؛ الديايثة؛ الذين ليس لأحدهم نخوةٌ ولا غيرة, فلا تضللكم بعض الفتاوى.
ولا يجوز تمثيل دور الصحابة؛ لا الخلفاء الراشدين ولا غير الخلفاء؛ لأن بعضهم يروج جواز تمثيل دور غير الخلفاء الأربعة وهذا خطأ فاحش.
واعلموا عباد الله؛ ودرّسوا أبناءكم؛ أنه بإجماع المسلمين؛ أن أفضل الصحابة أبو بكر؛ ثم عمر؛ ثم عثمان؛ ثم علي؛ وهذه من العقائد التي لا بد أن تعض عليها أيها المسلم بالنواجذ.
هذا واعلموا أنه لا يجوز الجلوس مع من سب أصحاب رسول الله ؛ والاستماع له؛ فإنه مبتدع خبيث؛ ولا بد للمسلم أن يهجره؛ فلا تجوز صحبته ولا الأنس به؛ قال تعالى: ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إنّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً)؛ وقال بعض السلف:" لا تجلس إلى مبتدع فتحل عليك اللعنة " .
ويا عباد الله :
أحيوا في قلوبكم وقلوب أهليكم محبة الصحابة؛ واجعلوا من السبل إلى ذلك تسمية أبنائكم بأسمائهم؛ حتى تغرسوا فيهم التوقير والمحبة لمن سميتموهم عليهم؛ وأنت إن نويت ذلك؛ فهو أجر ماض لأنه دليلُ المحبة لهم .
واستشعروا محبتهم فإنه باب عظيم من أبواب الخير؛ جاء رجل إلى رسول الله  فقال: يا رسول الله؛ كيف ترى في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟. فقال رسول الله:« المرء مع من أحب » .
نسأل الله ﻷ أن يجعلنا من المحبين لصحابة رسوله ؛ المتبعين لسنته.