المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ميّز القرآن الكريم بين( الريح )و ( الرياح ) ؟


فارس
02-02-2017, 06:31 AM
الآداب الإسلامية في الطعام والشراب .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
نتحدث عن نشاط يومي، يقوم به كل مسلم بل كل إنسان وهو الطعام والشراب، ما منا واحد إلا ويجلس على المائدة في اليوم ثلاثة مرات، فمن الأولى والأجدر أن نتعرف إلى آداب الإسلام في موضوع الطعام والشراب. الآداب الإسلامية في الطعام والشراب.
الادب الاول: يقول عليه الصلاة والسلام:
(( بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده ))

وضوء الطعام غسل اليدين والفم، الإنسان في أثناء عمله قد يصافح يد ملوثة، قد يمسك بأداة غير نظيفة، قد يمسك بشيء فيه جراثيم، فحينما يغسل يديه وفمه قبل الطعام فقد ضمن النظافة والوقاية من الأمراض السارية، إذاً أن يغسل اليدين قبل الطعام وبعده وأن نتمضمض هذا هو الوضوء الذي سماه النبي وضوءً.
الادب الثاني :النية
الأصل في الأشياء الإباحة، وتناول الطعام والشراب مباحٌ في الشرع على قاعدة: "أن الأصل في الأشياء الإباحة ".
لكن أنك إذا فعلت مباحاً بنيةٍ انقلب المباح إلى عبادة. المباح أهل الدنيا، أهل الكفر يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، والنار مثوىً لهم، أما المؤمن إذا تناول طعامه، ونوى بتناول هذا الطعام التقوِّي على طاعة الله، انقلب هذا الطعام الذي تناوله على شكل مباحٍ، انقلب إلى طاعة وعبادة، إذاً أن تستصحب مع تناول الطعام، النية على التقوي على طاعة الله،
هذه النية كيف تتأتى ؟
الحقيقة النية محصلة إيمانك بالله، معرفتك بجلاله وعظمته، معرفتك بما عنده من عطاءٍ عظيم، معرفتك بما عنده من عذابٍ أليم، فمحصلة إيمانك كله هذه النية، المؤمن الصادق إذا تاجر ينوي بتجارته خدمة المسلمين، وإذا تناول الطعام والشراب ينوي بطعامه وشرابه التقوّي على طاعة الله، وإذا أخذ أهله نزهة ينوي بهذه النزهة إدخال السرور على قلب أهله، فأي عملٍ يفعله ما دام أنه قد نوى قبله نية عاليةً انقلب هذا المباح إلى طعام، إذاً غسل اليدين قبل الطعام وبعدهما لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده ))
( من الجامع الصغير: عن " سليمان " )
وأن يستصحب تناول الطعام نية بمعنى أن يتقوى بهذا الطعام على طاعة الله، والمؤمن كالنحلة لا يأكل إلا طيباً، ولا يطعم إلا طيباً، أي حلالاً، وكما تعلمون كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( لا تصحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي ))
( من مختصر تفسير ابن كثير )
الادب الثالث : التسمية،أن تسمي بالله، الحقيقة التسمية لها معنيان دقيقان :
المعنى الأول: أن أيها الإنسان هل فكَّرت في هذا الطعام، من صنعه ؟ من هيَّأه، مَن أنزل الماء مَن السماء، مَن أنبت النبات في الأرض، مَن أعطاها هذا االشكل والقوام واللون والطعم والمكونات والحجم، مَن جعلها كلها متوافقة مع حاجات جسمك ؟ هذه معنى بسم الله، إذا أردت أن تشرب بسم الله، من جعله عذباً فراتاً بعد أن كان ملحاً أجاجاً ؟ مَن أساله وجعله ينابيع تنبع ؟ الخبز، مَن أنبت هذه الحبة، التي بها قوام حياتنا، هنا الدقة، البسملة كي تذكر أن هذا الطعام من صنع الله..

﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)﴾
( سورة يس )
الشيء الثاني في البسملة ,أن تذكر أمر الله في تناول الطعام، يعني بسم الله الرحمن الرحيم ينبغي أن أتناول هذا الطعام وفق ما أمر الله، يجب أن أطبق السنة في تناول هذا الطعم، هذا معنى بسم الله الثاني، المعنى الأول: يجب أن أذكر أن هذه نعم الله عز وجل، وأن الله سبحانه وتعالى مَكَّنني من شراء هذا الطعام، ومكنني من تناوله، بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا دخل الخلاء قال:

(( الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه ))
( من الدر المنثور: عن " السيدة عائشة " )
إذاً كان من الممكن أن يأخذ الإنسان سائل في وريده ويتغذَّى به، لكن أذاقني لذته، وأبقى فيّ قوته، وأذهب عني أذاه، يقول عليه الصلاة والسلام:

(( إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في الأول فليقل في الآخر بسم الله أوله وآخره ))
( رواه أبو داود )
التسمية، كي تذكر نِعَمَ الله عز وجل، وأن هذا الطعام والشراب من صُنع الله عز وجل، وهذه المائدة مائدة الله عز وجل، وهذه النِعَم نعم الله ساقها إليك، مَكَّنك من شراء الطعام، أعطاك أجهزة تهضمه، سمح لك أن تذوق لذته، وأن تبقى فيك قوته، وأن يذهب عنك أذاه.
الحديث الثاني يقول عليه الصلاة والسلام:

(( إن الشيطان يستحل الطعام إن لم يذكر اسم الله علي ))
( من مختصر تفسير البن كثير )
أن الشيطان يقول لإخوانه إذا دخل الرجل البيت ولم يسلِّم يقول أدركتم المبيت في هذا البيت، إذا جلس في الطعام ولم يسمِّ يقول: أدركتم العشاء، فإن دخل ولم يسلم، وإن جلس ولم يسم، يقول الشيطان لإخوانه: أدركتم المبيت والعشاء معاً ". طوال الوقت ؛ المشكلات، والخصومات، والكلام القاسي، والغضب، والبغضاء، والعداوة، إذا دخلت فسلم، وإذا جلست إلى الطعام فسم، حتى يذهب الشيطان.
الأدب الرابع: الاجتماع على الطعام، فليس مستحسناً أن يأكل الإنسان وحده، يعني مع أهله وأولاده، أن يجتمع الأهل على الطعام ولو وجبة واحدة في اليوم، في أنس، في مودة، في حديث لطيف، فالطعام يجمع، فيقول عليه الصلاة والسلام حينما شكى إليه جماعةٌ من أصحابه، شكوا إليه أنهم يأكلون ولا يشبعون، فقال عليه الصلاة والسلام:
ـ لعلكم تفترقون ؟
ـ قالوا: نعم.
ـ قال: فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه، يبارك لكم فيه.

( رواه أبو داود )
من السنة أن نأكل مجتمعين، من السنة أن نأكل مع الأهل، أن نأكل مع الأولاد، أن نأكل مع الأقارب، مع الأصحاب، فكلما كَثُرَ الجالسون على المائدة بارك الله في الطعام، هذا التوجيه يقابله حديث شريف آخر:

(( طعام الاثنين يكفي لثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي لأربعة... وهكذا ))
( من كشف الخفاء: عن " جابر " )
الاجتماع على الطعام،في هذا تأليفٌ للقلوب، وترقيقٌ لها، وحصول البركة، والبعد عن الكبر والتعالي، ثم في الاجتماع على الطعام مدعاة للشبع.
الأدب الخامس: الدعاء عند الطعام. وضع الطعام، كان يقول عليه الصلاة والسلام:

((اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه ))
( من الجامع لأحكام القرآن: عن " ابن عباس " )
بارك لنا فيه أي أحياناً الإنسان يأكل أكل نفيس يصير معه تقيء ليلاً، لم يستفد منه، بارك لنا فيه أن يتمثَّل هذا الطعام، نشاطاً وقوة وحيويةً، وبارك لنا فيه أن يكفينا جميعاً، أحياناً الطعام لا يكفي، ما دام في تسمية، ما دام في ذكر لنِعَم الله عز وجل، في دعاء، تحصل البركة، فلذلك يقول عليه الصلاة والسلام:

(( اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه ))
( من الجامع لأحكام القرآن: عن " ابن عباس " )
إلا أنه يقول إذا شرب لبناً ـ أي حليباً ـ كان يقول:

(( اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ))
( من الجامع لأحكام القرآن: عن " ابن عباس " )
هذه إشارة إلى أن أعلى أنواع الطعام هو اللبن، اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه.
الأدب السادس: الأكل والشرب باليد اليمنى، لقوله صلى الله عليه وسلم:

(( لا يأكل أحد منكم بشماله ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها))
( من الموطأ للإمام مالك )
فكأن في ترتيب إلهي، أو ترتيب نبوي أن هذه اليد تمسك بها كتاب الله، تصافح بها أهل الإيمان، تقوم بها بالأعمال الشريفة، وهذه اليد اليسرى تتنظف بها، فيد لبعض الأعمال، ويد لجليل الأعمال، فتناول الطعام والشراب من السنة أن تأكل باليد اليمنى. والأكل والشرب باليد اليمينى لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( لا يأكل أحد منكم بشماله ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها))
( من الموطأ للإمام مالك )

الأدب السابع: أن يأكل المسلم مما يليه، لما رواه الإمام البخاري ومسلم عن عمر بن أبى سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أي جالس في حضنه ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة ـ يأكل من هنا، ومن هنا، ومن هنا ـ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ))
أي أنك عندما تأكل مما يليك، بقي الطعام في شكل مقبول، فلو أراد أحد أن يأكل من هذا الطبق يأكل ونفسه تشتهيه، أما إذا جالت اليد في كل أطراف الطعام، النفس تقززت أن تأكل من هذا الطبق هذا من السنة.
الادب الثامن: من آداب الطعام التواضع في الجلوس للأكل، فهناك جلسة فيها اتّكاء، في جلسات لا ترضي الله عز وجل، إذا جلست متَّكئاً فالنبي عليه الصلاة والسلام ما تناول الطعام متكئاً أبداً، لأن الاتكاء فيه كبر، وأنت حينما تأكل تأكل من نِعَم الله عز وجل، فالأولى أن تجلس جلسة أدب لتأكل الطعام، فالاتكاء ليس من صفات المؤمنين في طعامهم، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( لا آكل متكئاً ))
وفي رواية:
(( لا آكل وأنا متكئ ))
( رواه البخاري )
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل وأن يشرب منبطحاً، نهى أن نأكل متكئين، ونهى أن يشرب الرجل منبطحاً، والقصد من هذا احترام النعمة، والمؤمن حقيقةً إذا أكل أكل بأدبٍ جم، وإذا جلس جلس جلسة فيها أدب، وإذا ركب مركبةً يركب مركبته بأدب جم، حتى في كل أحواله له مظهرٌ واضحٌ صارخٌ في أدبه مع ربه عز وجل.
الادب التاسع: من السنة أيضاً أن نأكل من جانب الإناء، وأطرافه وعدم البدء بالأكل من الوسط، نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن نأكل من وسط الطبق، أن نأكل من جانبه إن كنا وحدنا، أو من أطرافه إن كنا مجتمعين، أما أن تمتد اليد إلى وسط الطبق، فهذا مما نهى النبي صلى الله عليه سلّم عنه لقوله صلى الله عليه وسلم:

((البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه "))
( رواه الترمذي )
الادب العاشر: عدم النفخ في الطعام الحار، لأنه ثبت علمياً أن هناك نوعاً من الجراثيم تكون في النفس، في رئة الإنسان، فإذا نفخ في الإناء أو في كأس الشرب، النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نبعد القدح عن فمنا، قال عليه الصلاة والسلام:
((أدن القدح عن فيك ))
أبعده في أثناء التنفس، ومما يتبع هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن التنفس في الطعام، وعن النفخ في الطعام الحار، وقد ثبت علمياً أن الطعام الحار يضعف حساسية الخلايا الذوقية في اللسان، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

(( الطعام الحار لا بركة فيه "))
( من شرح الجامع الصغير )
لأنه يضعف الخلايا الذوقية في الإنسان، لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن أكل الطعام الحار، وعن النفخ فيه، فأحياناً يتناول الطعام من على النار إلى الطبق مباشرة، يأكل بألم، قد يبقى لسانه أسبوعاً متأثراً من هذه اللقمة الأولى التي أكلها والطعام حارٌ جداً، فالطعام الحار لا بركة فيه، ويضعف خلايا الذوق.
وكان عليه الصلاة والسلام اتباعاً لهذه القاعدة يتنفس في الشراب ثلاثاً، أي يشرب كأس الماء ثلاث مرات، وفي كل مرة يبعد القدح عن فيه، ويتبع ذلك ألا ننفخ في طبق الطعام.
الادب الحادي عشر: أحياناً تلاحظ إنسان أكله قليل، ولكن يمسك الخبزة بخمسة أصابع ، فالنبي علمنا أن نأكل بثلاثة أصابع قال:

(( الأكل بأصبعين دلع، وبثلاثة أصابع ورع، وبأربعة أصابع طمع، وبخمسة أصابع جشع ))
بالخمسة جشع، بالأربعة طمع، بالثلاثة ورع، بالاثنين دلع، على كلٍ السنة أن نأكل بثلاث أصابع.
والسنة أيضاً أن تلعق أصابعك بعد تناول الطعام، ما الحكمة من ذلك ؟ أي أن النفس لا تستسيغ أن تلعق الأصبع إلا إذا كانت نظيفةً جداً، أي اغسل يديك قبل الطعام كي تستسيغ نفسك أن تلعق أصابعك بعده، فأحياناً يبقى أثر من دسم، أثر من طعام، فإذا لعقت أصابعك الثلاث بلسانك فقد نقلت هذا الدسم إلى جسمك أولاً وهكذا السنة، فتأكد من أنك قد غسَّلت يديك قبل الطعام لأنك سوف تضطر تنفيذاً للسنة أن تلعق أصابعك بعد الطعام.
من الأدب قال:

((إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه ـ أحياناً يكون باليد في كمية طعام كثيرة، فرأساً مسح بقماشة هذا الطعام، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه ـ فإنه لا يدري في أي طعامه البركة"))
( رواه مسلم )
الادب الثاني عشر: عدم الإكثار في الأكل، لقوله صلى الله عليه وسلم:
(( المسلم يأكل في مِعَاً واحد والكافر أو المنافق يأكل في سبعة أمعاء ))
( رواه البخاري ومسلم )
الأدب الثالث عشر: من السنة عدم ذم الطعام، النبي عليه الصلاة والسلام ما عاب طعاماً قط، إن أحبه أكله، وإن لم يحبه تركه، ولكنه لا يعيبه، ما عاب طعاماً قط، وفي المناسبة ولا مدح طعاماً قط، احيانا أشخاص يصف لك الطعام وطريقة طهوه، وطريقة إعداده حتى يسيل لعابك، فليس من السنة لا أن تمدح الطعام ولا أن تذمه، لأنك تأكل لتعيش، لا تعيش لتأكل، والأصح من ذلك أنك تعيش لتعرف الله عز وجل، فالنبي عليه الصلاة والسلام:

(( ما عاب طعاماً قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه ))
( رواه البخاري ومسلم )
الادب الرابع عشر: التحدث أثناء الطعام بالكلام أي أنك عندما تأكل تتحدث سوف يطول وقت الطعام، وإذا طال وقت الطعام ارتفع مستوى المضغ ومستوى الهضم، فليس من السنة أن تضع عينك في طبق الطعام وتأكل حتى تنتهي وتقوم، لا، فما دمت قد جلست إلى أهلك وأولادك فليكن حديثٌ على الطعام، ولا سيما إذا كان الحديث ذكر الله عز وجل، والأجمل من ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام:

(( اذيبوا طعامكم بذكر الله ))
( من الدر المنثور: عن " الشيدة عائشة " )
إذا الإنسان كان مسرور، حديث ممتع، أفكار جميلة، قصة لطيفة، تعليق لطيف، فكرة رائعة، إذا كان هذا مع تناول الطعام، أعان هذا على هضم الطعام، ونشرت مقالة تؤكد أن على الإنسان أن يأكل أكبر كمية من وجبته الاعتيادية صباحاً، لأنه بعد تناول طعام الصباح هناك جهدٌ طويل، ثمانِ ساعات، والوجبة الأقل منها عند الظهيرة، وأقل وجبةٍ عند المساء، لأن طعام المساء يعقبه نومٌ مديد، فكلما كان الجهد أكبر بعد الطعام سُمِحَ للإنسان أن يأكل أكثر، فقالوا: تقريباً خمسة وأربعين بالمائة ـ أو خمسة وخمسين بالمائة من مجموع الوجبة صباحاً، وخمسة وثلاثين ظهراً، وخمسة عشر بالمائة من مجموع وجباتك يمكن أن تأكله مساءً، ولا ينبغي أن تتناول طعام العشاء قبل النوم، والذي يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( أذيبوا طعامكم بذكر الله ولا تناموا عليه ))
(من الدر المنثور: عن " الشيدة عائشة " )
وهذا الحديث هو ملخص الوصايا الصحية التي يأخذ بها الأطباء، فالتحدث أثناء الطعام أيضاً من السنة، هذا نُقِلَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن الصمت المطبق في أثناء تناول الطعام، من صفات اليهود ونحن مأمورون بمخالفتهم، الحديث عن الطعام سنة.

الادب الخامس عشر: من السنة أيضاً حمد الله وشكره بعد الفراغ من الطعام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها ))
( رواه مسلم )
يا رب لك الحمد، أطعمتني، وسقيتني، وآويتني، ورزقتني، وأمَّنتني، وأكرمتني.
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( من أكل طعاماً فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا، ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه ))
( من رياض الصالحين: عن " معاذ بن أنس "
الادب السادس عشر: إذا تناولت طعاماً عند مسلم يجب أن تقول: اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني.
أو تقول: أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وذكركم الله فيمن عنده.
الادب السابع عشر:أن يأكل الإنسان من الطعام كفايته لا أقل ولا أكثر( والذي دعاك الى طعامه يحرص على أن تأكل، فهذا ليس من السنة) لا أن تأكل أكثر من كفايتك ولا أقل من كفايتك.
الادب الثامن عشر: ألا تنظر إلى جيرانك، تنظر إليه كم أكل من كمية الطعام، هذا النظر فيه سوء أدب، ألا تنظر إلى جيرانك.
الادب التاسع عشر:، ومن آداب الطعام احيانا يوجد أعمال مستقذرة مثلا يريد ينظف أنفه على المائدة، في منديل، لكن هذه الأصوات منكرة، يجب أن يتحول لغرفة أخرى،احيانا يحدث أصوات منكرة،مثل التجشُّؤ، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لاحد الاشخاص: كف عنا جشأَكَ، فبعض الأعمال المستقذرة، والتجشُّؤ وذكر قصة مقززة أثناء الطعام، هذا أيضاً ليس من السنة.
وعدم الحديث والفم مملوء من الطعام، يصبح في رشاش من الطعام، فالحديث والفم مملوء ممنوع، أعمال تتقذر منها النفس ممنوعة، قصة أو موضوع يثير الاشمئزاز ممنوع، النظر إلى مَن حولك في الطعام ممنوع.

فهذه بعضٌ من آداب الإسلام في تناول الطعام، والطعام نشاط يومي كل يوم ثلاث مرات، شيء جميل جداً بالمسلم أن يتبع هذه التعليمات,وأتمنى على الله عز وجل أن ينفعنا بها جميعاً، وأن نطبقها وأن ننشئ أولادنا على ذلك.