المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفستان الاسود


فارس
03-15-2017, 11:56 PM
الفستان الاسود



أخيرا جاءت صديقتى من إيطاليا..!! كم كنت أنتظر قدومها بفارغ الصبر ليس عن وحشة ولكن لأنها أخبرتنى أنها أحضرت معها الفستان الأسود الشيفون يارب يكون كما طلبته طويلا وعارى الظهر والكتفين مع شال سيرما كبير...

ووصلت إلى بيت صديقتى تسبقنى لهفتى لرؤية الفستان... ولم أصدق عينى حينما رأيته أنه هو وكما تمنيته بالتمام إلا أنه كان أصغر من مقاسى قليلا، ولم أجعل هذا الأمر ينقص من فرحتى فما أكثر الريجيمات ولم أهتم بسعره الذى اقترب من الخمسة آلاف..!! لأن صديقتى أحضرت كل لوازم الفستان الميك آب والإكسسورات والشنطة يعنى كامل الأوصاف فتنى...
http://www.rosao.net/Media/Sabah/Medium/1%28287%29.jpg

وعدت إلى المنزل وأنا فى قمة سعادتى ولم أشأ أن أدخل الفستان الدولاب بل علقته خارج الدولاب بعد أن وضعت علبة الإكسسوار مر أسبوع واثنان وشهر.. وأنا لم أدع لأى فرح أو خطوبة!! وكيف يتسنى هذا وأنا معظم صديقاتى فى بداية الأربعينيات ولا توجد بيننا مطلقة أو أرملة للتزوج ولا حتى عزباء مقبلة على زواج..!!

ولم أتحمل فكرة إدخال الفستان داخل الدولاب وازداد حبى له وإعجابى به ورغبتى الجامحة فى الخروج به خاصة وأننى ارتديته أمام المرآة أكتر من عشر مرات وفى كل مرة يزداد إعجابى به وبنفسى...!! طبعا وكل مرة أتساءل متى سأخرج به مع العلم أن زوجى يكره الأفراح وبصراحة لم يعد هناك فى مصر مكان يستوعب تلك النوعية من الفساتين إلا فرح 7 نجوم، ومن ضيقى ذهبت للكوافير وعلى غير المعتاد وجدته مزدحما بالناس وعرفت من فاطمة عاملة الباديكير أن اليوم توجد عروسه!!؟

عروسة وهنا قفزت الفكرة إلى رأسى وسألت نفسى ما الذى يمنع أن أذهب للفرح ولكن تراجعت خوفا من أن يكون فرحا متواضعا إلا أن كلمة وصلت أذنى بأن المطرب الفلانى سيكون هناك.. أدركت فى هذه اللحظة أن الفرح 10 نجوم وعلى الفور اقتربت من أهل العروسة وعرفت كل التفاصيل.. أن العروس اسمها هايدى خريجة الجامعة الأمريكية والشبكة من أين.. وتكلفة الفرح مناصفة وأن أهل العريس واصلين والخناقات اللى حصلت لغاية لما الجوازة اتظبطت يعنى كل صغيرة وكبيرة حتى شهر العسل عرفت هايكون فين.

وفى الطريق للمنزل اتصلت بليموزين ليمر على فى الثامنة. ووصلت المنزل وبدأت فى عمل أقنعة الزبادى والردة وحانت الساعة الثامنة وارتديت الفستان وأسدلت شعرى ولففت الشال على كتفى وها أنا بكامل زينتى والفستان الأسود يكاد يتكلم وإن كان يضغط على جسدى إلا أننى لم أهتم فلم أستطع أن أخس إلا كيلو ولم أتوقف عند هذه الجزئية أيضا ونظرت إلى نفسى والسعادة تملؤنى بعد ارتدائى للفستان.وذهبت للفرح ولم أشعر بأى غربة بل سرعان ما تآلفت مع المدعوين بالمناسبة لم يفتنى أن ألتقط لى عدة صور مع العروسين والأهل أيضا والزغردة والتصفيق فى الزفة... وعدت إلى منزلى فى السيارة الليموزين وأخيرا وضعت صورة الفستان داخل الدولاب وفى خيالى صورة الفستان الأزرق القادم من باريس فى غضون أيام.ــ