المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في المكتبة


فارس
04-03-2017, 06:57 AM
في المكتبة
المكتبة القديمة لحظة انقطاع التيار الكهربائي تحولت الى جحيم ...رائحة الكتب والأحبار والبشر مع حرارة الطقس شكلت جوا خانقا أجبره على مغادرة المكتبة قبل أن يكمل تصفحه للعناوين الجديدة لبعض الروايات والكتب ...عند مدخل المكتبة وهو يهم بالخروج استوقفه صوتها وهي تستفسر من البائع العجوز عن روايات ( العشق النبيل).توقف متطوعا بالرد نيابة عن ذلك البائع ..
_اخر الصف على اليسار تجدين روايات جميلة هناك.....شكرته بلطف وحياء رائعين..
لم يكن هنالك سبب محدد لتطوعه بالرد والحديث اليها لكن سحرها اجبره على ذلك ..سألته عن اخر كتابات من هذا النوع اجابها باقتضاب...لأن الجو كان لا يسمح حينها باطالة أمد الحوار.. سالته : هل حضرتك تقرأ هكذا روايات ؟ اجاب نعم ولي بعض الكتابات في هذا المجال .. طلبت منه رقم هاتفه لانها قد تحتاجه ..تبادلا أرقام هاتفيهما مع وعد بالتواصل...خرج مسرعا من ذلك الجو الخانق ... لكنه ابحر الى عالمها.
فهي سيدة تخطو بتثاقل ..مثله تبلغ من العمر فوق الأربعين..تنتقي الكلمات حين تنطقها..تتميز بفصاحة محببة لابد أن اهتمامها بالكتب وشغفها بها قد أكسبها ذلك التميز الذي لا تخطئه عين ولا اذن من تتاح له فرصة التواصل والحديث اليها...
امتدت الحوارات بينهما ..عبر الهاتف..وكان لابد أن يتطرقا للدواخل بعدما قالا كل ماهو عام بحثا ونقاشا....كان احساسه مريرا بعدم المساواة في التعامل فهي تستبيح كل دواخله..ودهاليزه السرية.بل وحتى أحلامه...فعلت تلك الرائعة كل ما فعلت بتواطؤ منه مع لهفة بداخله للمرأة الحلم..يا لغروره . هو من كان يظن ليس باستطاعة أحد اقتحام حصون دواخله العصية بل وحتى الاقتراب منها..فعلت كل ما فعلت به دون أن تتيح له فرصة الاقتراب من ذاتها ودواخلها...بدا له الأمر هو يحاول التسلل لأعماقها كحال من يبحث عن قشة ضائعة في ليل ماطر..
صار يترقب لحظات اتصالها بشوق ...احساس عجز عن تفسيره أو حتى التفكير فيه..وحين اكتمل هلال صداقتهما وصار بدرا..وبزغت شمس احساس انساني اخر بينهما..فاجأته ذات اتصال بأن...
يبتعدا عن بعضهما فذلك أفضل له ولها هكذا قالت وكانت مصرة
وافقها فيما قالت. على مضض وحيرة و.......لانه اكتشف انهما في عالمين مختلفين ولديهما ارتباطات مقدسة وارادت ان لايرتكبا شيء يلوث قدسية تلك الارتباطات .. لكنه بقى يعيش على صدى صوتها وصورتها الجميلة اللذان لايفارقان مخيلته ابدا وصار كلما يدخل المكتبة يقف في مكان وقوفها وينظر الى وجه البائع العجوز .ليستعيد تلك اللحظة التي سالته فيها ....