المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحسناء والأحدب


فارس
04-05-2017, 06:37 AM
عاد من العمل متعبا فتح الباب خلع حذائه
ذهب الى المطبخ
فتح البراد , أخرج زجاجة ماء وذهب الى الصالة ليجلس ويرتاح
شرب الماء واحس بالكسل
لكن من سيحضر له الغداء ؟
رجع الى المطبخ وبدا بتجهيز غدائه عبارة عن علبة سردين
وبندورة وخيار مقطع
انتهى من غدائه و رجع الى المطبخ لينظف الاطباق وبعدها خلد للنوم
وفي المساء استيقظ وذهب الى المقهى
ولم يمضي وقتا طويلا وعاد الى المنزل

فتح الباب فوجد ظرفا فيه رسالة تحت الباب استغرب منه وقال في نفسه :

لعل المرسل أخطا في العنوان !
أمسكه بيده واذا بالظرف يحمل اسمه شخصيا !!!
استغرب واصابته الدهشة من الذي سيرسل اليه ؟
فتحه فإذا فيه رسالة حب غرامية مكتوب فيها :الى من أحببته وقضيت أيامي أفكر فيه
: لا أعرف كيف أبدأ معك بالحديث ولكني أراقبك منذ زمن بعيد
وانا قد اعجبت بك وأحببتك فأنا امراة غير متزوجة
وأحببت أن ألفت انتباهك الي ولكنك كنت تسير الى عملك ولا تنظر حولك !!
وأناأعرف أنك أحدب و غير متزوج وأنك وحيد و بحاجة الى امرأة تضيء لك بيتك
قرأ الرسالة واصابه الذهول والاستغراب
فهو قد تجاوز الخامسةوالأربعين وطلب يد الكثير من الفتيات في بداية شبابه وجميعهن رفضن لأنه أحدب
وحاول أن يتزوج باي طريقة ولكنه فشل !!!
فما بال هذه المرأة تأتيه فجأة وتطلب أن تتعرف عليه بعدما كبر ؟؟؟
أوى الى الفراش ولكنه لا يستطيع النوم أمضى الليل يفكر في تلك المرأة التي دخلت حياته
ذهب الى العمل صباحا ولم ينم الا بضع ساعات وهو في الطريق ينظر يمنة ويسرة لعله يعرف سر الرسالة
رجع من العمل باكرا لأن جسمه كان منهكا من قلة النوم
وهو يفكر بالمرأة
فتح الباب ودخل البيت وخلد الى النوم
ظن أن الأمر صدفة وأن المرأة ربما أخطأت
ومر يوم ويومان وثلاثة وفي اليوم الرابع
فتح الباب ليجد رسالة وبنفس الخط تعتذر وتقول :
أرجو أن لا أكون ازعجتك برسالتي وانها كانت على غفلة وغير متوقعة ورأيتك اليوم وأنت ذاهب الى العمل
ورأيت أنك قرأتها لأنك كنت تتلفت يمنة ويسرة وأنا أسكن في مكان قريب نوع ما من بيتك
وأنا ابنة ثلاثين سنة وغير متزوجة وورثت كثير من المال من أبي وكنت أراك وحيدا منذ سنين
وأنت أنسب رجل قد يتقدم لي
وكم أحب أن أراك وأنت تلبس قميصك الأزرق مع بنطالك الأسود وقبعتك السوداء
....
قرأ الرسالة وهو لا يصدق ما يقرأ أبعد هذه السنين يبتسم الحظ في وجهه أخذ يقبل الرسالة ويقرأها
وذهب وكوى ملابسه وحلق لحيته ولمع حذائه
وجهز قميصه الأزرق وبنطاله الأسود لتراه فيهما
فقد تأكد أن هذا ليس مقلبا من أحد معارفه
أوزملائه بالعمل ولا جيرانه فهو يعيش في البلد منذ زمن ويعرف أهل البلد وطيبتهم
فرح فرحا شديدا وجهز نفسه لليوم التالي بهمة وسعادة ونام وهو يحلم بتلك التي أحبته وهو يقول لنفسه
ربما لا يهمها الشكل من أني أحدب
ولكن ربما هي أحبت طيبتي وأخلاقي وقدرت مشاعري وحبي للعمل وأخذ يفكر ويحلل الى أن نام
واستيقظ في اليوم التالي نشطا فرحا ومعنوياته عالية وأخذ يتطلع يمنة ويسرة بعيونه لعله يجد تلك الملاك
ووصل الى مقر العمل وهو يفكر فيها وأخذ يعمل بجد ونسي نفسه من الفرح وكأنه ملك الدنيا
ورجع مبتسما فرحا ومن حوله مستغرب منه ومن تصرفاته وحبه للعمل وعنوياته المرتفعة !
ولا أحد يعرف ما به وسبب فرحه ولما رجع وقبل أن يفتح الباب كان نظره متجها الى
الأسفل لعله يجد رسالة منها
فوجد رسالة وفتحها مسرعا فوجد مكتوبا بها أشتاق الى أن ألتقي بك وتلتقي بي وتتعرف علي عن قرب وما رأيك
أن نلتقي في الحديقة العامة يوم الجمعة في الساعة الخامسة مساء
في المقاعد الغربية من الحديقة التي تطل على البحيرة و أنا سألبس ثوبا أزرق وحذاء أحمر وسأحمل حقيبة بنية اللون حتى تعرفني
وعندما قرأها كاد عقله يطير وقلبه يرتعش فرحا لقد أخذت عقله ولبه
ولم يبق الا ثلاث أيام للموعد فأخذ يتخيل لو زارته في منزله
فأخذ اجازة
وقام بتنظيف البيت وترتيبه وتجهيزه واستبدال وتصليح ما يحتاج اليه وترتيبه من الخارج
فقد سقى الأشجار وزرع الوروود وأزال ما حول البيت من أخشاب وأحجار
وأحضر قطع أثاث ثمينة لاستقبال التي ستدخل حياته وعرفت معاناته طوال تلك السنين
و عرفت ما حصل له من السخرية التي تعرض لها كونه أحدبا
وأخذ يفكر فيها وبشكلها وكيف سيستقبلها وكيف سيتكلم معها
وفي يوم الجمعة وعند الساعة الثالثة لم يتمالك نفسه وخاف أن يتأخر عليها فلبس قميصه الأزرق وبنطاله الأسود و ذهب قبل الموعد بساعتان
واشترى باقة ورود ليقدمها لتلك الفتاة الحسناء التي دخلت قلبه وحياته من أوسع أبوابه
من غير أن تطرق الباب و من غير أن يراها ووصل وجلس في المكان الذي اتفقوا عليه
وبدأت الدقائق تمر عليه وكأنها ساعات وكلما مرت دقيقة ازداد نبض قلبه وارتعاش نفسه فرحا وسعادة
وهو يتلفت لعله يجد امرأة تلبس ثوبا أزرق وعند الساعة الخامسة رأى امرأة قادمة من بعيد تبدوا ذات طلعة بهية
تلبس ثوبا أزرق ا زادت دقات قلبه ووجهه زاد سعادة اقتربت قليلا فاذا هي تحمل حقيبة بنية اقتربت أكثر فرأى حذائها الأحمر
فلما وصلت اليه رأى الابتسامة المشرقة على وجهها الجميل
ولما وقف لاستقبالها ووصلت إليه فإذا هي حدباء مثله
........
.........
......
......
ملاحظة فكرة القصة قرأتها قبل سنين طويلة
فسرد الأحداث كان من تأليفي لكن القصة ومعناها
ليست لي ...
المهم : ما رأيكم بالحب الذي غير كل حياته ..!
https://forums.graaam.com/images/images_thumbs/766d9ea8649b1c4c8ce5e72e902ebe20.jpg