المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخاوي الذيابه


فارس
04-09-2017, 06:26 AM
منذ طفولتي لا يحلو لي اللعب الا في بستاننا ،انصب شركا للعصافير ،أو أضع شبكة وأغطيها بالتراب ،وأصطاد العصافير ،أو أعمل من الخشب والمطاط مصيدة (مقلاعة )وأصيد العصافير من على الشجرة ،أتقن الصيد ،لم يكن ليعطيني والدي بندقية صيد كإخوتي الكبار. أفرح كثيراً عندما اصيد عصفورا أو حمامه .أعمل مزارعا أحيانا أخرى فأفتح هذه القناة على هذه الأشجار ،وأقفل هذه .أقطف بعض الثمار .كل ذلك عندما أذهب لقريتي التي أعشق ترابها .ومن خلال تجولي في البستان لفت انتباهي لقاء إخوتي أو أبناء عمي مع بعض فتيات العائلة عند أكبر الأشجار في البستان .أراقب من بعيد فإذا لمحني أحدهم ناداني اذهب الى الدكان ،واشتري لنا اثنان بيبسي ،واشتري لنفسك أي شيء .أذهب فرحا بما اخذته .الجميع يهمس بأذني لا تخبر أحدا بما رأيت .الجميع يشتري ودي ،كوني الوحيد من الأطفال الذي يمكث أكثر وقته في البستان .أراهم يجلسون تحت الشجرة ،هذا يمسك بيد هذه ،والأخرى تمازحه ،وينقشان حرفيهما مع قلب على الشجرة .وبكل أمانه كان حبهم طاهرا شريفا لم تدنسه التكنولوجيا . لم أكن أعرف ما يدور بينهم .منهم من تزوج بابنة عمه ،ومنهم من لم تسعفه الظروف ،جميعهم يتسابقون تحت هذه الشجرة .كل منهم يتفاخر بها ،ولها عليهم فضل كبير،كل واحد منهم ترك تذكارا لاتمحيه السنين ،وبعد سنوات يعود ويلمس ويقبل هذا الجذع . كبرت سنة بعد سنة تتغير الوجوه والأسماء ،ويبقى الحب تحت الشجرة سمة لجيل بعد جيل .عاصرتهم جميعا كانت لي بنت عم تكبرني بسنتين كنت أدعوها للجلوس معي تحت الشجرة ،ولكن تجرأت علي بضربة قوية قائلة (أنت ما تستحي) علقت الكلمة بأذني. اذا ما يفعله الآخرون نوع من أنواع العيب .كيف أسأل أخي الذي يجلس أحيانا مع بنت عمي تحت الشجرة ،وقد وضع الموقد وفيه الحطب ويشوي لها الذرة ،ويقشر لها ويمرحان لماذا انا الوحيد الذي ضرب وقيل له عيب؟ شجرة العاشقين يتوارث المكوث تحتها جيل بعد جيل .لو قرأت ما هو مكتوب بالتاريخ لوجدت إرثا وتاريخا لا ينسى .بعدما مرت السنون وشاب بعضهم يأتي لتلك الشجرة ،فينظر أين كتب ،ونقش ؟فأسمع ضحكات ودموع فرح ،ودموع ألم ،على ذكريات قد مضت .منهم من تزوج بمن يحب ومنهم من حالت ظروفه دون ذلك ،ولكن أينما ابتعدوا يأتون وينظرون لشجرة العاشقين يسترجعون شريط ذكرياتهم .لم أكن أعرف أن الجلوس تحت الشجر ما هو إلا قدر يأتيك دون سابق ترتيب ،ويأتي لوحده بكل يسر وسهوله ،فتذهب إليها سعيدًا مسرورًا تكاد تطير من الفرح ،قدرك يأتي إليك فقد كان لي عم يعيش في إحدى البلدان الأوربية متزوج بامرأة غربية يأتي كل نهاية عام. أحيانا مع عائلته ،وأغلب الأوقات وحيدا ، لايمر عام دون حضوره عشقه لأمه (جدتي )لا يضاهيه حب هو أكبر من والدي رحمه الله مباشرة .منذ أن يأتي يسأل عني .يقبلني بين عيني .قائلا :أنت تشبه الغالي تماما يعني والدي .أتى عمي هذه المرة غير باقي المرات ،فقد أتى ومعه عفش كثير عرفت من أعمامي أنه سيستقر هنا ،ويفتح شركة له أويضمها مع أحد أعمامي ،بعد أن أثث المنزل أرسل لأولاده أن يحضروا استقبلهم الجميع بفرح كبير .كل عم من أعمامي يعمل عشاء لعمي عندما انتهى الجميع من دورهم بالعشاء قلت لجدتي ألم يحن دور والدي الست رجل بنظرهم أعشي عمي قام أخي الكبير واقفا وقال العشاء غدا عندنا ببيت والدي قلت إذا كان والدي رحمه الله قد مات فبيته مازال مفتوحا للجميع نادتني الجدة وقبلت رأسي وأجلستني بجوارها كأنني طفل صغير أطلت ابنة عمي القادمة من بلاد الغربة لترى من هذا الذي تحبه الجدة وتقبل رأسه رأيتها أول مرة ما شاء الله على هذا الجمال سبحان من صورها وأحسن خلقها آية بالجمال أخذت أنظر لها ما بين الجموع وهي كذلك تختلس النظر الي وتبتسم وقعت ورب الكعبة لم أنم طوال اليل كانت تسهر مع اخواتي وبنات عمي تقول أختي تسأل عنك وعن كل كبيرة وصغيرة في حياتك وماذا تحب وماذا تكره ومانوع عطرك وأكثر أكلة تحبها ولماذا دائما تبعد عن الضجيج ولماذا الجدة تحبك أكثر من أي أحد وتناديك بالمدلل ماذا تفاصيل الحزن مرسومة عليك وتقول بأن والدها كان يحدثها عن العائلة .وأن أكبر فاجعة للجدة والعائلة كانت موت شقيقه الذي يصغره .وبعده بأشهر تتوفى زوجته ويذكر اسم ريان كثيرا لشبهه بعمي. أسابيع وهي تأتي كل يوم حتى حفظت تاريخ العائلة كله .قابلتها بالطريق مرتين تقول أ:نا من لحمك ودمك أقل شيء رد السلام .في المرة التي بعدها قابلتها فرددت السلام ووقفت وأنا أكملت طريقي لاأريد أي إنسان يذكرني بسوء .هي أجرأ مني بكثير .في بيت العائلة قابلتها وسلمت وأردت الذهاب نادتني لأول مرة أسمع اسمي منها .قالت :نسيت جوالي بالبيت أريد أن أكلم أخي يحضره لي. قلت تفضلي لامست يدها يدي احسست بقشعريرة تهز جسمي . كم وددت وقتها أن أقبل يدي .أنهت المكالمة وناولتني الجوال ،ولامست يدها هذه المرة عن قصد مني .تقول هل تطيب الجوال ؟رائحته طيب .جدتي تسمع مالك تكتب الشعر ولا تستطيع أن تقول كلمة ؟ جمعت ما بي من شجاعة وحسن كلام فقلت :بل أنفاسك من عطره لأني لاحظت وأنت تتكلمين خروج البخور من كل مكان .ضحكت وأنا تبسمت قالت :في المرة القادمة سأحضر معي مجموعة نكت حتى أراك تضحك وأرى ابتسامتك تنير وجهك .ضحكت عندها قالت أخيرا رأيتك تضحك .جميلة غمازتك .قالت :جدتي تريدين مني شيئا .قالت الجدة :غدا صباحا أريدك قالت لي :وأنت غدا أحضر الفطار وتعال . غدا طويل سأراها غدا نمت مبكرا حتى يأتي غدا .أحضرت ما طلبت الجدة ،وأفطرنا سوية وضحكنا ،ولكن الجدة معنا واخواتي واحدة تذهب وأخرى تأتي . قالت لي أنتظرك عند الشجرة مساءً .ما بين الظهر والمساء وقت طويل .لا تمر عقارب ساعاته .ليس من المعقول أن الساعة تقف .أخرتها بيدي علها تتحرك .يا الله الوقت ميت لا يتحرك .حاولت أن أشغل نفسي بأي شيء حتى يمر الوقت ،لكنه لا يسير حقا قد توقفت عقارب الساعة ،أشغل نفسي بأي عمل حتى يمر الوقت امشط شعري مرة لليمين وأخرى لليسار.مرة على أعلى اخرج من الباب الهواء قوي يخرب علي شعري .أعود ثانية لبيت لا فائدة من كل هذا العبث توتر واضطراب كل ذلك مع أول موعد عند الشجرة .أخذت أفكر كيف سيكون الإحساس وأنا أقف عند الشجرة ؟هل جميع من تقابلوا عندها قد مروا بنفس الشعور؟ الذي أنا فيه الآن أما أني مختلف عن الجميع ؟أسأل من سيجيبني لا أستطيع أن أسأل أحدا ،فالجميع قد ينكروني ،و ينهال عليا سبا وشتما لصغر سني ،فأنا ابن السابعة عشر من أين لي قلب يحب ويتجرع هذا الدواء الذي يسمونه الحب ،أو يذوق هذا العسل الذي يسمونه حب .من أسأل ؟اخيرًا الوقت يمر اقتربت عقارب الساعة من موعدها مضمارها بالكاد يتسع لعقاربها أخذت أتمشى بالبستان قبل الموعد إلى أن يحين أخيرا أتى الموعد ولم تأتي الحبيبية أنا كنت أحسب الدقيقة ستون ثانية هكذا تعلمت في المدرسة لكنني وجدتها ساعة أو ساعتين لا اعلم هاهي قادمة بعد خمس دقائق يعني خمس ساعات على حسابي تذكرت أن أرسل أحدا يشتري بيبسي لكن لا يوجد من هو أصغر مني لا أعرف ما هذا الحظ أريد أن أتباهى أمامها كم كان يفعل أخوتي أو أقاربي ما بالي العرق يتصبب مني ما بالي متوترا أشبك أصابعي وأفرقعها دقائق أنظر لها و تنظر لي أختلس النظرة تلو النظرة عين عليها وأخرى على باب البستان دقات قلبي تتسارع ما هذه الأصوات كدت أنسى صوت العصافير مع أني كنت ماهر بصيدها أسمعها لأول مرة أشعر بحلاوة صوتها خائفة أقول لها قالت ما دمت معي فقلبي لا يعرف الخوف ما بالي أنا خائف لكني أستجمع كل شجاعتي وما أملكه من قوة كي أظهر أمامها بالشجاع الذي تثق به .عيناك جميلة لأول مرة أنظر لهما عن قرب ،ولكن لغة الألوان اختفت ماعدت أميز الأسود من العسلي والأزرق من الأسود .ولكن فعلا عينان لم أر بحياتي من هما أجمل منها .هذه هي العيون التي يتغزل بها الشعراء .قالت عيونك الحلوة .قلت لها كأن ربي شق شفتيك شقا صغيرا كي تتكلمي وتشربي ففمك حبة فراولة صغيرة جدا لو أردت أن أصفها لما كفاني مجلدا ،أمسكت بيدها ،أشعر بأن يدي كأنها قد غسلت بماء من شدة العرق ،ضممت يدها إلى يدي ووضعتها على خدي أخذت تمسح خدي بكفيها ،طرت فوق الشجرة حيث العصافير الجالسة تزقزق لأول مرة لم تهرب مني العصافير ،ولأول مرة ألجأ إليها .طار قلبي عندها. بماذا تشعرين .أشعر بأني قد ملكت العالم بيدي ،وأنت أشعر بأني لا أريد من الدنيا سوى هذه اللحظات .أباح كل منا لصاحبه بمكنون قلبه ،مرت اللحظات سريعة كأنها في ساحة سباق .انقضت ساعة هي بمنطق القلب تواعدنا بعد غد في نفس الميعاد .تكررت أيام اللقاء ولحظات العشق الذي في كل يوم ينمو ويكبر، وأغذيه بأعذب الكلمات ،حتى صار حبنا مضرب المثل .لم يكدر ينبوع حبنا أي حصاة أو أي كلمة .لكنها الأيام و الليالي لها موعد تلتقي عنده .تخرجت من الثانوية وكان لزاما علي السفر إلى المدينة لألتحق بالجامعة .أخذت أحسب وأعد وأضرب وأطرح .هل من المعقول أن تمر عدة أيام ولا أراها ؟اليوم كم ساعة والساعة كم دقيقة ،المدينه بعيده يصعب أن آتي كل أسبوع فما بالنا بكل يوم ؟كيف سأخبرها بأنه بعد أيام سأسافر للمدينة حيث أبني مستقبلي و.أقيم هناك عند بعض إخوتي ،وقد لاأمر هنا لأكثر من شهر. كيف سيكون وقع كلامي عليها يا الله كيف سأخبرها ؟هي الان قادمة تطير كعصافيري ،فرحة بلقائي .يا رب ساعدني أتت لأول مرة تسلم علي ،وتلعب بخصلات شعري .شعرك اليوم جميل لم تفسده الريح .ابتسمت لها ،انفاسك حارة على غير العادة ،دائما كنت أشم العطر منها ،عيناك حمراوان أرى فيهما الدموع ،لماذا ؟لم أنم جيدا بالأمس .أنت اليوم كأنك في أول لقاء التقينا به .أنت مريض العرق يتصبب منك. أخذت منديلها وبدأت تمسح العرق عن وجهي ،حتى لامست أصابعها شفاتي .كنت أود أن أقول لك .هناوضعت أصبعها على فمي .لاتتكلم أنت تعبان ،سأبقى ناظرة إلى عينيك الذابلتين اليوم .عدت إلى البيت .ازداد وضعي سوءا ،إنها بداية الحمى تجمع إخوتي عندي وأخواتي وجدتي يحيطون بي .إنها مرض كأي مرض ،قد يكون زكام أو انفلونزا .ليس بأمر الخطير .أخذني أخي إلى طبيب المركز. قالت جدتي :عاينه يادكتور وطمني . لاتخافي يا جدة /إنها لفحة هواء وزكام ليس أكثر .ليس هناك داعي من حضور الجميع .سألت أخي الثاني بالترتيب لم هذا القلق قال أخوك سعد ترتيبه الثالث قد مات بالحمى بين يدي أمك بكت أمي عليه طويلا يشبهك ويشبه والدي تماما لذلك جدتي تحبك لحبها لسعد ولوالدي .تعافيت ولله الحمد .وكانت الحبيبة يوميا عندنا .تصنع لي الليمون والشاي وتناولني الدواء بالدقيقة .قال أخي ها أنت تعافيت قد تأخرت على السفر والجامعة .أيام وتبدأ ،يجب أن تسافر غدا خبر وقع عليها كالصاعقة قامت مفزوعة تبكي .حاولت أن الحق بها وصلت الشارع .الجدة تنظر أخبرتها يا ولد .هززت رأسي جاء الغد فأتت مع أخواتي تحضر لي حقيبة السفر. تروي أختي بأن دموعها تساقطت على بعض ملابسي ،وكانت تدعي بأنها تتثاوب لأنها لم تنم بالأمس جيدا .كتبت لي بعض الرسائل وأودعتها حقيبتي بين الملابس .وكانت قد أحضرت لي بعض الهدايا :طقم أقلام ،زجاجات عطر غال الثمن ،حلوى من التي أحبها ،أشياء أحرص على وجودها معي ،لم تنس أدق التفاصيل رغم ما بها من قوة عزيمة ،فقد أغرورقت عيناها بالدموع .حضنتني وتساقطت دموعها على خدي .خرجت مسرعا ماسكا حقيبتي بيدي دخلت السيارة دون أن أنظر خلفي .وصلت العاصمة كنت أفرح عندما أقدم إليها .أراها اليوم سوداء مظلمة.تمر الأيام علي أثقل من الجبال .كل يوم هم جديد .البعد قاتل .هذه أول إجازة لي طرت فرحا وأخذت أسابق الوقت بسيارتي وصلت فجأة ،ودخلت على الجدة قبلت رأسها ويديها .نادت ابن عم لي صغير وأعطته في يده ريالات وقام مسرعا .لحظات إلا وهي أمامي .جلسنا ما طاب لنا وتحدثنا كثير، وتقابلنا عند الشجرة كثيرا حان موعد العودة الوضع كان أسهل من المرة السابقة .تكررت إجازاتي وعودتي للقرية سنوات الدراسة تمر عام بعد عام .آتي وأجالسها ونتذكر أيامنا الجميلة مصطحبًا معي العديد من الهدايا .بقيت آخر سنه سأنهي الجامعة وأعود حاملا شهادتي ،وأتقدم وأفوز بأكبر شهادة لي وهي حبيبتي .أسابق الوقت كي تبدأ الاختبارات وكأنني أدعو على نفسي بالموت .يمر أول يوم لا أعلم نفسي ضائقة مختنق . قلت لعلها رهبة الاختبارات وكونها آخر سنة .قد أكون مرتبك نوعا ما .خلال أيام الاختبارات .وفي اليوم الثاني يأتيني اتصال من أحد الأصدقاء .ماذا تفعل هذه الأيام ؟أخبرته بأني أذاكر ،وغدًا ثاني أيام الاختبارات .قال يا صديقي :لعبوها صح واختاروا الوقت المناسب الذي لا تستطيع أن تتحرك فيه قيد أنملة .قلت :بماذا أن تهذي ماذا تقول؟ من الذي اختارها صح ومن الذي اختار الوقت المناسب؟ أخبرني قال :كنت أحسبك تعلم .أعلم ماذا؟ قال :اليوم زواجها قلت زواج من؟ قال: زواج عهود قلت :عهود من يا غبي ؟قال: ابنة عمك أخذ يتحدث لم أسمع سوى كلمة على صديق عمرك وابن عمك .رميت الجوال أرضا ،ثم نثرت الكتب على الأرض .دخلت بموجة بكاء لا تنقطع .لا أحد يواسيني .ما أصعبك أيتها الغربة لقد قتلتني الغربة .نعم الغربة قاتلة. نمت إلى مساء الغد اتصل إخوتي كثيرًا ،وضعت جوالي على الصامت .اتصل على أخي الأكبر :لماذا لا ترد على الاتصالات ؟كنت نائمًا .واختبارك ماذا فعلت به .لم أذهب للاختبار كنت متعبًا جدًا .من اتصل بك من الأقارب .قلت لا أحد .قال لا تراوغ معي .قال: صديقك جمال أخبرك بما حدث .قلت :نعم .لأجل ذك غبت عن الإختبار تريد أن تهدم مستقبلك من أجل شيء تافه .قلت :أين مستقبلي بعد الذي حصل .أنت مجنون من باعك بيعه .عندما تعود سأتكلم بالموضوع .اتصلت جدتي :يا صغيري أنت أغلى عندي من الدنيا ،واللي يرحم أمك وأبوك بترابهم ،وعشان خاطري خلص سنتك على خير وتعال عندي ما اشتقت لي يا شين .جدتي كنت فعلا مريض زارني الطبيب ،سأقدم عذري للجامعة وأعيد الاختبار وأحضر .انهيت اختباراتي ورجعت لبلدتي ،طول الطريق أفكر بكل لحظة لماذا الغدر؟ لماذا الخيانة ؟أين الحب؟ هل ما كنت أشعر به كذب ؟سأقتلها وأقتله، لقد لعبت بمشاعري ،وهو خان إخوتي وليس صداقتي .كم حدثته عنها .وكم كان يراني معها ،والآن يأخذها مني .أفكار جنونية برأسي .وصلت لبيت العائلة .استقبلتني جدتي بدموعها أجلس هنا على رجلي .كبرت يا جدتي .لا يا صغيري لن تكبر على الجدة يا شين أنت ما اشتقت لي ؟بلى ياجدة .فنادت جدتي على أحد الأطفال وقالت له :طش الخبر المزيون وصل .أتى اخوتي وأخواتي وأولاد عمي وأولادهم وجميع العائلة ،وأخذ الجميع يسلم علي .بين الجموع وزحمة المرحبين كان ابن عمي قد مد يده للسلام علي ،نظر الجميع له لم أمد يدي سريعًا ،الجميع ينظر شعرت أن العالم كله ينظر لي وله .صافحته لكني لم أتباوس معه .مرت هي من أمامي وسلمت :الحمد لله على سلامتك .هنا وقف الجميع كبير وصغير والله لا تسمع بكل الديوان صوت طفل أو رجل أو امرأة سكون عام .العالم كله ينظر إلينا .تماسكت نفسي بكل ما أملك من شجاعة حتى لا تغرق عيني بالدموع لم أرد عليها بكلمة نظرت فقط نظرة كراهية وحقد .حضر أعمامي وسلموا علي كل منهم يريد الغداء أن يكون عنده اليوم وأخوتي كذلك .أقسمت بأن لا أذوق الطعام عند أي أحد كائن من كان .الجميع يهنيني بالنجاح .أطلق اخوتي الأعيرة النارية ابتهاجًا بقدومي ونجاحي سنعمل لك ليلة أفضل من ألف .عرس ستتكلم فيها البلد والبلدان المجاورة .قلت لأخي هون عليك لا أريد شيء .قال :مستحيل أنت فلان ابن فلان اللي العرب كلها تحكي بكرمه وعدله .انتصف الليل وغادر الجميع بقيت أنا والجدة وأخي الذي يكبرني مباشرة .قالت له الجدة :ما ودك تروح عند زوجتك .تراها تحتريك .قال :لا أنا بظل عند أخوي لي معه زوج حكي. قالت أنا بحكي معه :قلت أجلسوا جده كيف صار اللي صار وأنت عندك الأمانة ،ومحافظة عليها كل هالسنين .قالت يا عيني والله ما دريت الا يوم راحوا يكتبون الكتاب .جتني عهود تبكي وعلمتني ،وما قمت إلا كل شيء صار .كانوا أعمامك بمجلس فيه رجاجيل من مناطق ثانية ومن العشيرة ،يتقهوون قام عمك طلب يد عهود من عمك لولده .الحاضرين قالوا والله ونعم النسب .كذا تقوو بعضكم وما في شيء يفرقكم .قال عمك :تم هي لولدك .ومن ثاني يوم جابوا المؤذون على البيت وجتني عهود تركض .رحت كانوا كتبوا الكتاب وقالوا باركي يا جدة لعامر كتبنا له على عهود .قلت :ليه ما شاورتوني ؟قالي :يا يمه ابن العم لبنت العم وأنت تعرفك مستحيل ما توافقي على هيك زواج .وصار العرس بعد أسبوع وأنا ما ودي أقولك .قلت يا جدة عامر يدري اني احبها .قالت هذا ولد هامل لو راعى صداقتك وخوتك ما تقدم ا.لله يرزقك أحسن منها يا وليدي .أنت أصلًا ألف بنية تتمناك .من بكرة أشر على أي بنت والله لاخليها بدارك من ثاني يوم .وكل شي علي أنا .بنت عمك يا وليدي ما صارت لك صارت مع ولد عمك ،أعرفك صغير لكن عقلك كبير ،لا تحاول تخلي أحد يشوفكم مع بعض من اليوم ورايح .تعرفيني يا جدة ،صقر شاهين ما آكل إلا من صيدي ،من الصبح رحت عند الشجرة أناظر كتاباتي وكتاباتها ،وأتذكر كل لحظة وكل كلمة وكل همسة .بكيت وشلون ما أبكي ماني حجر صوان بعد شوي جت ما شفتها يشهد الله أنا مركي ظهري على الشجرة جت من الخلف سلمت وجلست ظهرها لظهري كأنها تكلم الشجرة ،وأخذت تحلف انها ما خانت الوعد .وتبكي ترجيتها تروح دارها قبل أي أحد يلمحها معي .قالت سامحني مو بيدي .قلت روحي مسامحك .قالت والله انها مو من قلبك ،أعرفك ماني غشيمة عنك. لمحني عمي معها لكنه مشى وكأنه ما شافني ،لكن أنا شفته أنه شافني .جيت ثاني يوم وجلست عند الشجرة أكلمها وأذكرها بالماضي .شوي الا وهي جايه .قالت سمعتك وش تقول للشجرة ،ومعزتك عندي طول غيبتك أجي كل يوم وأسقي الشجرة من دموعي .قلت لها أترجاك ان بقى لي عندك معزة إن شفتيني عند الشجرة لا توقفي كملي مسيرك .قالت أنا مسافرة بكرة ،ويمكن نرجع بعد سنين .قلت :في أمان الله .شافني عمي .في اليوم الثالث عمي جايب عمال يريدون أن يقطعوا الشجرة .ترجيته يا عم برحمة أبوي عندك لا تقطع الشجرة .أوعدك مارح التقي مع أحد عندها وطرت عند الجدة وجبتها قبل لا يقطعون الشجرة .قلت :يا جدة ما بقى الا الشجرة ذكرى .قال عمي :يا يمه هنا بنبني بيت والشجرة سادة الطريق مثل شوفك .قالت :صحيح يا وليدي ما منها فايدة الشجرة الحين خلي عمك يقطعها .قطع عمي أخر ما تبقى من عهود .عادت بعد سنين حاملة بيدها ولد يلعب بلعبة أخذ الأهل يسلمون عليها وعلى ابن عمي، ويبوسون الطفل .قالت :ريان اجلس لا تلعب بعدين تطيح .الناس تنظر لها وتنظر للولد قالت: إيه سميته على مخاوي الذيابه على الشاهين سميته ريان