المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفــالــة مــغــتــربــة


فارس
05-29-2017, 01:41 AM
في يوم من ايام الصيف الحارة مثل أي طفلة في عمر الثلاث اعوام كنت اللعب مع صديقاتي بينما كانت امي في عملها الذي تكد فيه لتطعمنها نحن توأمان بعمر الاربع سنوات وفتاة في الثالثة ورضيع بلغ العامين لتوه في اثناء بعد والدنا عنا دخلت تلك المرأة البغيضة او بل الاصح {عمتي }كالعادة ظننتها اتت لتتبادل اطراف الحديث مع والدتي ام تلهيها عن عملها لكنها قدمت لشيء اخر لتنفذ عهد امي وأبي الذي عاهدا به امرأة قبل ان اولد وكما من هم في سني لم اهتم الى حديثهما او لم افهمه حتى ظللت انظر الى امي كيف انقلبت ملامحها الحادة التي اشبهها فيها من باسمة الى حزينة دخلت الى غرفتنا الصغيرة المتهالكة التي نتشاركها جميعاً خرجت وهي تحمل كيسناً صغير كان شفافً لذا استطعت رؤية محتواه انصدمت كانت ثيابي لماذا اخرجت امي ثيابي لتلك المرأة وانا أعلم جيداً انها لا تسمح لي بالمبيت حتى عند جيراننا فكيف بمنزل عمتي الذي يبعد عنا
وقفت العجوز البغيضة امام عيني تتحدث اما انا اكتفيت بالنظر الى فمها دون سماع أي شيء منها فقط تضببت الرؤية جراء الدمع الذي انساب
على خدي الصغير بلا سبب يذكر حملتني بلا أي جهد نظراً الى جسدي الصغير والنحيل حتى بالنسبة الى من هم بعمري لم اكن اسمع او ارا حينها غير دموع امي وصرخات اخوتي وهي تحملني مبتعدة تأخذني الى مصير مجهول اكتفيت بالدموع لتروي مأساوية موقفي وتلك اللحظات التي شكلت فارقاً كبيراً بحياتي وصلنا الى ماكن اعرفه جيداً لكنه لم يكن منزل عمتي انزلتني على الارض بعد ان هدأت قليلاً من نوبت البكاء الحادة التي اجتاحتني مسحت بقايا دموعي دخلنا الى المنزل الشعبي قابلنا سيدة اكتشفت من النظر اليها انها في الاربعين لن اخوض كثيراً في التفاصيل فأنا لا اذكرها جيداً اخذتني تلك السيدة الى منزلها دون عمتي بعد ان اتى زوجها بقيت انظر الى منزلها البسيط على انه قصر ليس ب غريباً فأنا قد اعتدت على غرفة صغير تأويني انا ووالدتي وأشقائي نظرت اليها بعدم تصديق وانا اسمعها هي وزوجها يطلبان مني مناشدتهما بأمي وأبي جلست في زاوية الغرفة مثل اليتيمة انظر اليهما لم اكن افهم أي شيء من ما يحصل كل مأردته هو رؤية امي واخوتي فقط مرة الايام والاشهر ولم ارى اين من هم وتزداد صعوبة اعتيادي عليهما وتعرفت الى افراد عائلة السيدة كانا يعاملانني بطيبة وكانهما والداي ولكني لازلت احتاج امي كثيراً فأنا لم اكن ادخل المرحاض دونها الى ان اتى ذالك اليوم الذي جمعت فيه السيدة كل اغراضي واغراضها في حقيبة وركبنا السيارة بقينا في الطريق طويلاً حتى مللت وصلنا وأخيراً الى وجهتنا فتحت فمي وانا انظر الى ذالك الشيء الضخم ذي اللون الابيض {الطائرة } ركبناها وانطلقنا الى مكان مجهول اخر لم تكن الرحلة طويلة ولكني نمت الى ان حطت طايرتنا في اراضي العاصمة استقبلنا شقيقها واخذنا الى منزلهم مرة سنة ايضاً على بقئنا هناك تعرفت خلالها الى النصف الاخر من اسرتها وقدت تفاجئت من علمي ان لي اخت من الرضاعة دخلنا الى الصف التمهيدي سوياً وقدت اعتادت على السيدة ام امي كثيرا و نسيت اخوتي ووالدتي التي الله وحده يعلم بحالها ولكن لسبب مجهول اجتاحتني الكأبة دوماً والرغبة في البكاء المستمر دون توقف وهذا شعور لايزال يخالجني حتى الان بقيوا افراد عئلتها اللطفاء مستغربين من سبب بكأي المستمر بقينا ما يقارب العام هناك
وأخيراً عدنا الى ارضنا الحبيبة كنت مجدداً متفاجئة من وجود اب رابع لي شقيق زوج السيدة {امي الجديدة } كان يزداد شعور الخوف داخلي كلما اقترب موعد لقائي بأخواتي وامي وأصدقائي لماذا لا اعلم ولكن سنة بعيدة عنهم كفيلة بجعلي غريبة عنهم قابلتهم وأعدت التعرف اليهم من جديد ولكن ليس كفرد من العائلة كزائرة تأتيهم لتصبح جزء من منزلهم في لحظة تعود لتصبح غريبة مرة اخرى دخلت المدرسة واصبح لدي حلم احلم اسعى لي اجله لحسن حظي ان لي السيدة قلب طيب فالكثيرين طلبوا منها ان لا تعلمني بوجود امي مخافت ان اتركها حين اكبر ولكنها ردت قائلا {ان ارادت ان تذهب الى ولدتها فالتذهب لان لها حق الاختيار ولكني لن امنعها ابداً عنها } هنا قد كبرت الان واصبحنا ان وهي كصديقات وجدت التوازن بين عائلتي الاثنتين ولكن دوماً هناك من عائلتي الاولى من يشعرني اني اصبحت غريبة عنهم لاتزال تأتيني نوبات البكاء وكني احاول إخفأها عن الناس والبكاء وحيدة وجدت الاستقرار والامان في حياتي ولا يمر الشهر دون ان ارى اخوتي وأمي عاد ابي مجدداً الينا او اليهم ولكني دوماً شعور الغربة في كل ماكن يزورني كانت حياتي غريبة قبل عشر اعوام ام كانت مأساوية اما الان فهي طبيعية جداً اعيش كأي فتاة في سني وجدت كل مأحتاج اليه واكثر طموح ’’’عائلتين ’’’’ حب ’’’’’’سعادة حتى لو كانت مخالطة ببعض الحزن لكني سعيدة وهذا هو الاهم
ليست نهاية حياتي ولكنها نهاية قصتي