المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقدي الأبدي


فارس
06-18-2017, 04:26 AM
خلال دراستي بالبعثة تعرفتُ على مجموعةٍ من ضمنها الشبان '
كنتٌ صديقةَ صفٍ لأحدى الفتيات من هذه المجموعة '
تتكون من سبعُ أشخاص ' أربع شبان و فتاتان و أنا الثالثة .
أسماؤنا : منيرة ' جواهر ' عبدالملك ' أحمد ' خالد ' عبدالرحمن ' وانا روان
' أعمارنا تتفاوت من آل 22 إلى 24 ' في ولاية سان فرانسيسكو .
كانا عبدالملك و عبدالرحمن مقربين ' فلم ارى مثلهما '
انهما صديقان الطفولة و المراهقة و الشباب أيضا .
في يوم من الأيام و نحنُ جالسين على طاولتنا المشهورة
قام عبدالملك بالجلوس بجانب عبدالرحمن و أخذا يتكلمان بصوت منخفض '
حتى لا نسمع حديثهما .
و في اليوم التالي آتى عبدالملك و كان غاضبا و خلفه عبدالرحمن يضحك '
فأصابتني دهشة ' ماذا حدث معهما ؟
لماذا الأول غاضبُ ؟ و الثاني يقهقه من الضحك .
جلس عبدالملك بجانبي و عبدالرحمن بعيدا عنه '
التفت إليه رأيته موجهه نظره إلي و شاردُ بفكره ' قمت بـ هز كتفه .
قلت : ماذا بكما ؟ لماذا انتما الاثنان لا تتحدثان مع بعضكما البعض ؟
قال : لا تقلقي سوء فهم بسيط و سنحله بإذن الله .
قلت : أن شاء الله فأنا لم آتعود على رؤيتكما هكذا .
قال لي : لا عليك .
و مضت خمسة أيام و الاثنان لا يتحدثان '
قمت بفهم بعض الأمور لكن هناك أسباب أقوى ليحدث هذا '
لا أعرف كيف أصلح بينهما .
جالسة على الطاولة و انتظر باقي الفتيات فغريب أن لم يحضرو للآن '
و إذا ارى عبدالرحمن يمشي بخطوات سريعة نحوي '
وقف أمامي مباشرة و قال و في عينيه غضب : انتي لا تهتمين بالناس من حولك ' انت مغرورة ' لا تفكرين بشيء سوى نفسك ' روان غادري مجموعتنا ' تتسببين بالمشاكل و لا تفكري بذلك .
أجبت بصدمة : ما الذي سببته أنا حتى تقول هذا الشيء ؟
قال : سـ أخذك معي كي تعلمي بنفسك .
ذهبت مع عبدالرحمن لمكان غريب كان فيه عبدالملك و عبدالرحمن و أنا فقط '
عبدالملك كان يحاول ان يغطي عيناهُ بشعره و يديه أيضا .
عبدالملك بعصبية خفيفة : لماذا أتيت بها إلى هنا ؟ ألم أخبرك أن لا تحضرها ؟ يا إلهي ماذا يحصل معي ؟.
عبدالرحمن : ستعلم كل شيء سوا مني أو منك '
فيجب علي واحد منا أن يخبرها بذلك ' و ليحدث ما يحدث .
قلت بصوت مرتجف و يداي على قلبي الذي أشعر به سيخرج من مكانه : ماذا هناك ؟ أحد يجيبني ! هل أنا من فرقت بينكم ؟
قال عبدالملك : لا لا دخل لـ...
قاطعه عبدالرحمن : نعم آنتي السبب بذلك الذي بيننا ' أنا و هذا مغرمان بك ' و يجب عليك أن تختاري بيننا .
رجعت للخلف و دموعي تسقط : لا ' لن اختار ' لن أفرق بينكما .
عبدالملك وقف من مكانه : روان اذهبي ' لا تقفي هنا ' ارحلي .
قلت بصدمة : يجب أن أصلح بينكما فأنا السبب ' أعتذر منكما سوف ارحل و اغادر مجموعتكم ' كانت أيام جميلة بالنسبة لي .
قاطعها عبدالرحمن : لا عليك سوف نصلح ما بيننا _ و يمسك بكتف عبدالملك _ أليس كذلك ؟
عبدالملك بعدما هدأ قليلاً : نعم ' سنصلح هذا .
مشيت و أنا أقاوم رغبتي بالبكاء ' فأنا أحب عبدالملك ' لكن لن أفرق بينهما '
مثلما أحببته سأنزعه من قلبي .
عندما وصلت للشارع العام ' وقفت لارى أن كان هناك سيارات كي أمر '
لم ارى أحدا وصلت حيث مواضع السيارات كي تنقلني .
إذا بي ألمح شخصا خلفي يسرع باتجاهي و عندما التفت كان عبدالرحمن مسرعاً كي يعيد لي حقيبتي و لم ينتبه للسيارة التي أخذته للسماء ثم طرحته أرضاً ، و خلفه عبدالملك الذي أسرع باتجاهه ' وانا واقفة حيث أنا لم تستطيع أقدامي التحرك شبرًا ' يا رب ' و أسمع أصوات ضجيج عنده ' قمت بالركض حتى جلست بجانبه و اهز كتفيه : عبدالرحمن ' استيقظ ' لا تذهب
عبدالملك : استيقظ لا تمت ' لم نجلس سويًا منذ يومين ' أرجوك لا ترحل _ و صرخ صرخةً مدوية حيث اعتقد أن الولاية بكبرها سمعت صرخته : عـبـدالـرحـمـن .
بعد مراسم العزاء و حزننا على غائبنا المتوفي ' دعتني منيرة لأكلم عبدالملك بالخارج .
ذهبت فإذا ارى شخص غريب علي ' ليس الذي أتحدث معه ' ليس الذي كان يجمعنا يوميا حتى يضحكنا ' لقد تغير .
قلت بصوت يرتجف : ماذا هناك ؟
قال و هو يمد يديه الراجفة نحوي : هذه لك .
قلت برجفة : لن آآخذ شيئا ' لا يحق لي ذلك فأنا السبب في موته .
قال : لا ليس بسببك ' انه يومه و كلنا مسلمون .
يا إلهي هل يعقل أن هذا الرجل فقد صاحبه ' أخيه ' نصفا من كل شيء فيه ' لن يجد عبدالرحمن بعد هذا ' وضع على وجهه الرمل .
قال بألم وهو يضع نظارته : يالله استودعتك الله أنا مسافر الى الأبد ولن أرجع ' انتبهي لنفسك ' و فرصة سعيدة .
مسكت يديه : إلى أين ؟ هل ستتركني وحيدة ؟ فأنا آحبك
قال لي : لا يمكنني ذلك فأنا لن أحب أحدا أبدا ' أنا سأرحل .
ذهب و أنا واقفة مكاني انتظر عودته ' لكن لن يعود .
همسة أخيرة : قد يكون الحب موجعاً و لكن له طعم رائع .