الموضوع: مذكرات رندا
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-17-2015, 11:35 AM
الصورة الرمزية امينة خالد
امينة خالد امينة خالد غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 3,245
افتراضي


البارت العاشر

عاصفه في منزل سليمان احمد والسبب اختفاء رندا المبهم !!


هربت وتركت وراءها استفهامات كثيره ، قصه انتقام سعود الشرس من بدايتها محد يدري عنها ، والكل منجن ويضربون اخماس في اسداس !


=====


في باص كبير متجه لمدينة بعيدة كانت رندا من ضمن الركاب ، معها شنطة قماشيه فيها عدد بسيط من الملابس ,, ودفتر مذكراتها اللي كان بالنسبه لها بأهمية شرب الموية ، اما الباقي تركته وراها في حجرتها .


تركت ذكرياتها وكل مقتنياتها ،، تركت اختها الوحيدة وفاء وامها اللي تحبها وخطيبها اللي يعشقها . تركته وهربت من الصدمه اللي شافتها عقب اعتداء سعود عليها .


بعد الإغتصاب الشنيع اللي تعرضت له بدون ذنب ، ذنبها الوحيد انها بنت سليمان احمد !!


ليش يقتلون الأحلام البريئة ؟؟ ليش يسلبون السعادة ؟؟ آه يا احلامي البسيطة كيف انهدمتي في لحظة حقد لإنسان حاقد ثار لضياع مستقبله وعلى حسااااابي ..


دخلت في موجة بكا قويه وهي تناظر الشيء اللي بيدها ويزيد بكاها ، كانت تناظر الخطين اللي في اختبااااااااااااار الحمل !!!


نعم ..... هي حامل ، حامل نتيجة ذاك الإغتصاب ، ماكفاه انه اغتصبها ، وكمان ورطها بطفل يذكرها باللي صار كل يوم وكل دقيقه وكل ثانية من بقيه ايام حياتها ..!!


اللعنه على كل من ظلم وكل من استضعف ،، وكل من ظن ان قدرته تساعده على الظلم مع نسياااان قدرة الله الكبيرة !!


( الله ينتقم منك ياسعود ،، ربي ياخذ لي حقي منك عاجلا غير اجلا !! يارب انت ناصر المظلومين ،، دمره مثل مادمر حياتي يارب !! اللهم اني مغلوب فانتصر )



=====



بنفس الوقت ماوقفت وفاء بكى ، تحضن مخدة رندا وتشمها وتبكي بحرقه !!


( ليش سويتي كذا يارندا ، ظنيت اني بفرح فيك قريب ، خربتي كل شيء علينا وعليك ، لاحول ولاقوة الا بالله )


بكت وبكت وهي تحسس اغراضها ، ولمحت شنطتها السودا ، ويوم فتحتها شافت ورقة مطويه !!! فتحتها .....


عدلت من جلستها وطالعت في الورقه بإهتمااام ،، هذه رساله من رندا !!


( وفاء ، انا ادري انك انتي الي بتمسكين هالشنطة وبتفتحين هالرساله ، امانه ، قولي لسعيد يسامحني ، ماسويت اللي سويته الا لأني احبه ، واتمنى له السعادة مع وحده ثانية غيري وما ابيه يكون تعيس بسببي )


وش الي صاير معااااااااااااك يا رندا ؟؟ ليش سووويتي كذااا
=====


يوم صارت هالرساله بيد سعيد قطعها وقطعها وقطعها وصار يصرخ مثل المجانين وهو بمحله !!


كسر كل المحل ، الطاولات والمواعين والكراسي والبراويز ، صاروا الزباين يهربون من الخوف ، وكل اللي يقوله ( ليش سوت كذا وليش سوت كذا ؟)


ووفاء حاضنه وجهها وتبكي من الخووف ،، ماتوقعت ردة فعله بهالشراسه ، اللي تعرفه ان سعيد اغلب اوقاته هادئ مثل الحمل الوديع !!


وبالقووووة لين قدرت تهديه وجابت له كاسه ليمون بارد وهي تقول له : روووق العصبيه ماراح تجيب نتايج سعيد !!


كيف تسوي كذا ،، هي احب انسانه ع قلبه ، هي سبب نجاحاته رغم انه يكره المسؤوليات ، سبب لسعادته ، كان يحس انها امه وابوه وكل اهله ، لكن الحين كل احساسه هو الحقد والضياع !!


- الحين حولت احلامي كوابيس ،، كانت شاغله بالي ليل نهار لكن الحين لا ، من اليووووم رندا عدوتي اللدودة ، والله لو شفتها لأقتلها وانتحر والله وبتشوفون !!


حست وفاء انه جاد جدا بكلامه ، سعيد مثل ابوها لو هدد ينفذ ، ولو مانفذ تهديده بيعتبر نفسه اهان رجولته


صرخت وفاء بخوف : انت ليش تحكم عليها ؟ عرفت ليش هربت ؟؟ صاير مثل ابوي تصدر الحكم وبعدين تحاكم ؟؟؟؟ رندا تحبك وانت متأكد من هالشيء اكثر مني !!


صرخ بصوت اعلى : اذا تحبني ليش سوت كذا ؟؟؟ ليش تركتني ؟؟ اكيد في ثاني بحياتها ، اكيييييييييييييييييييد ، ولا ليش يهربون اغلب البنات ليييش ، يا اما فضيحه خايفه منها وذا مستحيل او في احد هربت معاه ، والغالبيه سعود الي زعلت عشانه هالحقييييييييييييييييير !!! لكن ااكد لك ان مووت رندا وموته راح يكون على يدي ووعد !!!


وشرب عصير الليمون وهو كااااتم امواج كبيره جدا من الغضب .



======



نزلت رندا من الباص الكبير بعد ماوصلت اخيرا ، مدينه ثانيه وناس ثانية ، وعاااااالم ثاني ،


يااااااااااااه ما افظع احساس الغربه المخيف ، يحسسك بالبرد في عز الصيوووف ، الأجواء غريبه ، الوجوه غريبه ، حتى الهواء غريب ، الجدران شاحبه والأصوات مزعجة !!


من دفء غرفتي وخصوصيتي ، لفضايح بالشوارع وتشرد وقسوه ، آآآه يادنيا .


رماني حظي العاثر...على شاطئ محيط احزان
حزن يرحل ....... حزن يلفي...... وحزنا مايفارقني
الين اصبحت انا والحزن....رفاقه ..واصدقاء ...واخوان
ليا من جيت انا بفرح ...عن الافراح يسرقني..
احـــــــــس..... بحرقة دموعي ..واجفف دمعي الحيران
وامـــثل اني في برج السعاده والفرح الوان......
وانــــــا بالعكس مهمومه هموم الكون تحرقنــي
امـــثل ما ابي احدا يحس بهمي مهما كان..
وانـــــــــــــا كل الشقى فيني ارهقني وعذبنــــي
تعبــــت من الحزن ... والحزن من حزني غدا تعبان
يمين الله.....لولا الله ..ثم صبري وعندي ايمان..
لمــــوت من القهر والظلم في داخل محيط احزان


- الحين وش اصنف نفسي هنا ؟ وش موقعي من الإعراب ؟


جلست رندا على الرصيف وكل تعب الدنيا فيها تبي ترمي شويه من همومها وتعب الطريق وقسوه الدنيا ، تكت ظهرها على عامود الكهرباء ، واسترجعت اللي سواه سعود فيها وبدون شعور نزلت من عيونها دمعات ساخنة !! دمعات شديدة الملووحه !!


ماحست بنفسها يوم مال راسها على عامود الكهرباء واخذتها غفوة تعب لا ارادية ......................... !!


- هيه انتي يابنت ،، هيييه ؟؟ قومي وش منومك هنااا ؟؟؟


كان هذا الصوت صادر من شاب اسمر قصير وباين عليه التشرد !!


خافت رندا وحضنت نفسها واشياءها بقوة وقالت بعصبيه : مـ ... من انت ووش تبي مني ؟؟؟ انت مالك دخل انا انتظر ابوي هنا !!! ( قالت هالكلام عشان لو كانت بنيته شيء عليها يبتعد )


الرجال : تدرين يابنت الساعه كم ؟؟ الساعه الحين 11 بالليل !!


ناظرت ساعتها وقالت : ايه ايه ادري ابوي شوي بيجي وخر ترى لو شافك قريب مني بيذبحك !!


اسمعي ترى شكلك لا عندك ابو ولا ام باين انك تقولي كذا خايفه مني ، اسمعيني ، شفتي ذي الفيلا اللي بآخر المنعطف ؟؟


رندا : ايه ؟؟؟


الرجال : ترى صاحبه هالفيلا مره غنية جدا ومقتدره ، وانا اشتغل سوااق عندها ، موصيتني ادور لها شغاله لأنها حامل وبآخر شهورها وزوجها مسافر ، وتبي وحده تساعدها بشغل البيت !!


فكرت رندا بهالعرض ، معقول انا بنت سليمان احمد اشتغل خدامة عند وحده ؟؟



بكل عزة نفس قالت : لا ياخوي الله يستر عليك مابي شكرا ...


- انتي حره ، كملي نومتك بالشااارع ، مع السلامه ..


فكرت رندا بكلامه ، فعلا لو رفضت هالعرض راح تنام بالشارع ، وراح تاكل من الشارع وراح تعيش بالشارع ،، معاد في مكان للكرامه والعزة بعد الي صار لها ولا في فلوس تروح فندق ...


وقبل ما يختفي الرجال من نظرها بسرعه نادته ثاني : يا اخ ... تعال تعال !!


رجع وقال لها : هلا ؟؟ فكرتي بعرضي ؟؟؟؟


- موافقه مبدئيا بس لازم اقابلها الحين !!


- يالله قومي اجل ... مافي مشكله اصلا هي صاحية الحين ....



=========




دخلت رندا القصر الكبير ،، جدا فخم واثاثه من النوع الغاالي ، كان منزل باذخ بمعنى الكلمة .


جات حرمه في منتصف الثلاثين ، وكانت حامل بآخر شهورها ..... ، ناظرت لسواقها وقالت له : من هذه ؟؟


السواق - واسمه حاتم - : هذه بنت مسكينة لقيتها نايمه بالرصيف ، وانتي سبق وطلبتيني ادور لك بنت مسكينه تعينك على شغل البيت مع شغالتك الأولى فايزة !


( ام غنى ) هي صاحبة البيت ومتزوجها رجال كبير بالسن في الستينات ، وهو سفرياته كثيره عشان كذا وصت السواق هو اللي يدور شغاله لها ، وهي امرأه متقاعدة مبكرا بسبب دقة وضعها الصحي بحيث انها عندها مرض الصرع !


منظمة وروتينيه وطيبه بنفس الوقت ، وحنونه جدا مع خدمها .


( انتي مستعدة تساعديني ومقابل ذا غرفه لك بحمامها وراتب يعجبك !! وش رايك )


حبست رندا دمعتها وداست على كرامتها وقالت بغصة : اي اقبل يامدام !!


- تمام ...


ونادت شغالتها الثانية فايزة ..


- امريني يامدام ؟؟؟


ام غنى : خذي رندا على غرفه الشغاله القديمة، وساعديها ترتب اغراضها وتاخذ لها شور .. شكلها تعبانه وجايه من سفر ..


ناظرت فايزة في رندا واتضايقت ( شغاله ثانيه معناها بينقص راتبي للنصف ... لا حوووووووووووووول الله بس ) ....... كملت وهي تتصنع ابتسامه نفاق : من عيوني مدام ام غنى !! يله يارندا تعالي !!


بكل انسكار تبعتها رندا وام غنى راسها مليااان اسئله ..


جلست ام غنى وهي مستغرررررررررربه من الغموض الي يلف رندا


( البنت باين عليها بنت نعمه مو وجه وحده تشتغل بالبيوت ؟؟ وماشاء الله تبارك الله جدا جميلة ؟ ايش وراها ؟؟ وايش سالفتها ؟؟ )


ورجعت استطردت هالأفكار وقالت بفرحة : يالله ، جت من حظي ، انا ادور وحده تباشر الضيوف وانا نفاس ، ما ابي احوس مثل ماحست بنفاسي بغنى !!


========


ماوقفت وفاء بكى بسبب حزنها على فراق رندا .


ليش هربت بس ، اموت واعرف ايش صار ؟؟ هي تحب سعيد وماحد جابرها عليه ، كانت ميته من الفرح وقريب تطير؟


بكت بقوة وصرخت : كان المفروض انا اللي اهرب مو رندا .. انا ,,, وربي اني احسدك يارندا ، سبقتيني وفكيتي عمرك من سجن سليمان الظالم . بس ليش ؟؟ ليييييييييييييييش هربتي ابعرف ؟
لمحت في سلة الزباله علبه زرقا وشكلها غريب ،، راحت وطلعتها وصارت تتفحصها ، وحست بصعق كهربائي يوم قرت ايش مكتوب فيها !!
رد مع اقتباس