عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-18-2015, 11:28 AM
الصورة الرمزية امينة خالد
امينة خالد امينة خالد غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 3,245
افتراضي

المسألة الأخرى : هل تجوز صلاة الجنازة فى المساجد؟

والجواب : نعم لحديث عائشة – رضى الله عنها – قالت :لما توفى سعد بن أبى وقاص – رضى الله عنه – وسعد خال النبى r تقول عائشة : لما توفى سعد بن أبى وقاص ، أرسل أزواج النبى r –ورضى الله عنهن ، أن يمروا بجنازة سعد بن أبى وقاص فى المسجد النبوى وكان من المعلوم أن النبى r يصلى الجنائز فى مكان خارج المسجد النبوى ، هذا معلوم ثابت ، لكن هل يجوز أن تصلى الجنازة فى المساجد؟ نعم يجوز وحديث عائشة هذا فى صحيح مسلم أرسل أزواج النبى r أن يمروا بجنازة سعد بن أبى وقاص – أى يصلين عليه أى أزواج النبى r – ففعلوا فوقف به على حجرهن – على حجرات النبى r ، وأزواج النبى r يصلين عليه ، ثم خرجوا به من باب الجنائز الذى كان إلى المقاعد ، فبلغ زوجات رسول الله r أن الناس عابوا ذلك ، سبحان الله !! حتى فى عهد النبى r حتى فى عهد الخير ، وقرن الخير ، بعض الناس تكلموا قالوا : كيف يكون هذا ؟ عابوا ذلك ، وقالوا : هذه بدعة ، وهكذا قالوا : هذه بدعة ، سبحان الله !! نساء النبى r ستلعن البدعة؟! ما كانت الجنائز يدخل بها إلى المسجد هذه بدعة فبلغ ذلك عائشة – رضى الله عنها – قالت : ما أسرع الناس إلى ؟ أن يعيبوا ما لا علم لهم به عابوا علينا أن يمر بجنازة فى المسجد .. والله ما صلى رسول الله على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا فى وجف المسجد.

تصور أن يتهم نساء النبى r بالبدعية ، يتسرع ، مرض ، مرض موجود لن ينقطع ، حتى تقوم الساعة.

سعد بن أبى وقاص – رضى الله عنه – اتهم هو أيضاً بأنه لا يحسن أن يصلى تخيل ؟! اتهم سعد بأنه لا يحسن الصلاة من من ؟ من أهل الكوفة ، أهل العراق.

لما أرسل عمر بن الخطاب سعد بن أبى وقاص – رضى الله عنه – واليا على الكوفة فاتهموه بأنه لا يحسن الصلاة وهو خال المصطفى r ، اتهم الصديق – رضى الله عنه – بأنه أكل مال فاطمة بنت رسول الله r ، واتهم عثمان بن عفان بأنه أكل أموال الرعية ، قالوا : لقد أكثرت الحمى ، كثرت أموالك من إين أتيت بها ؟ انظر ؟! عثمان – رضى الله عنه – اتهم سعد بأنه لا يحسن الصلاة ، واتهم نساء النبى r بأنهن فعلن بدعة.

مسائل الاتهام – يعنى اتهام أهل الحق ، واتهام أهل العلم – أمر موجود ملازم للحق ولأهله لا ينقطع إلا بانقطاع الحياة على ظهر الأرض ، وقد اتهم النبى r قبل ذلك اتهامات عريضة ، اتهم بأنه ساحر ، وبأنه كاهن ، وبأنه مجنون بل ، واتُهم فى شرفه ، وفى عرضه فو عائشة ، التى أحبها من كل قلبه ، وهو الطاهر الذى فاضت طهارته على العالمين ، واتهم فى صيانه حرمته وهو القائم على صيانة الحرمات كلها فى أمته r .

فالسيدة عائشة قالت : ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به ، عابوا علينا أن يمر بجنازة فى المسجد ، والله ما صلى رسول الله r على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا فى جوف المسجد(1).

إذن نقول :إن النبى r كان يصلى غالب الجنازات خارج المسجد ، لكنه صلى داخل المسجد ليبين لأمته الجواز . الحديث رواه مسلم وأصحاب السنن وغيرهم .

لكن بلاشك إن صلى على الجنازة خارج المسجد فى مكان معد لصلاة الجنازة ، فهذا هو فعل النبى r ، لكن إذا كان الأمر قد اعتاد الناس كما فى مصر مثلا على أن يصلوا الجنائز فى المساجد ، فلا حرج فى ذلك ، ولا عيب البتة ، لأن رسول الله r قد فعل ذلك ، وما دام رسول الله r فعل فنحن نفعل بلا أدنى حرج .

قلت فى المسألة الأولى : يقف الإمام وراء رأس الرجل ، من السنة إذا وقف الإمام لصلاة الجنازة أن يقف وراء رأس الرجل ، وأن يقف وسط المرأة إذا كان المتوفى رجلا يقف عند رأسه وإذا كان المتوفى امرأة يقف الإمام وسطها ، وفى ذلك حديثان :

الأول : عن أبى غالب الخياط قال : شهدت أنس بن مالك صلى على جنازة رجل ، فقام عند رأسه . وفى رواية : فقام عند رأس السرير ، هى بلغتنا : الخشبة أو النعش أو الكفن فلما رفع أتى بجنازة امرأة ، رفع الرجل فأتى بجنازة امرأة من قريش ، أو من الأنصار فقيل له : يا أبا حمزة هذه جنازة فلانة ابن فلان فصل عليها فقام وسطها ، قام وسطها يعنى فى وسط المرأة ، وقف – رضى الله عنه – وفينا العلاء بن زياد العدوى ، يعنى فى هاتين الجنازتين رجل يقال له : العلاء بن زياد العدوى ، فلما رأى اختلافه ، عند الرجل وقف عند الرأس وعند المرأة وقف عند وسطها ، فسئل :يا أبا حمزة ماذا فعلت ؟ قال : هكذا كان رسول الله r يقوم حيث قمت من الرجل ، ومن المرأة حيث قمت .

وفى لفظ : سأل الرجل أنسا – رضى الله عنه – وقال له : يا أبا حمزة هكذا كان رسول الله r يقوم حيث قمت من الرجل ، ومن المرأة حيث قمت ؟ قال:نعم . قال : فالتفت إلينا العلاء ، فقال : احفظوا أى احفظوا من أنس هذا عن رسول الله r (1).

الحديث رواه أبو داود والترمذى وحسنه ابن ماجه والبيهقى والطحاوى وأحمد وغيرهم وإسناده صحيح.

الحديث الثانى : عن سمرة بن جندب قال : صليت خلف النبى r ، وقد صلى على أم كعب – ماتت وهى نفساء – فقام رسول الله r عليها وسطها (2) ، أى فى وسطها . والحديث رواه البخارى وغيره ، والحديث واضح الدلالة على أن السنة أن يقف الإمام عند رأس الرجل ، ووسط المرأة.

أيضا يكبر المصلى على الجنازة أربعاً أو خمساً أو سبعاً أو تسعاً كل هذا ثابت عن رسول الله r والأشهر أن يكبر على الجنازة أربعا(3).

أما التكبيرات الأربع ففيها عدة أحاديث :

الأول :عن أبى هريرة – رضى الله عنه – لما مات النجاشى صف النبى r الصحابة خلفه وكبر عليه أربعا ، لما صلى على النجاشى صلاة الغائب.

الثانى :عن ابن عباس فى حديث الصلاة على الرجل الذى دفن ليلا أنه صلى عليه وكبر أربعا.

الثالث :لزيد بن ثابت فى صلاته على ابنة فلان فى قبرها ،فصلى عليها وكبر أربعا.

الرابع :عن بعض أصحاب النبى r فى الصلاة على المرأة المسكينة صلى عليها فى قبرها وكبر عليها r أربعا.

الخامس :عن أبى أمامة – رضى الله عنه – قال : السنة فى الصلاة على الجنازة أن يقرأ فى التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافتة – يعنى فى السر لا يجهر بقراءة الفاتحة – ثم يكبر ثلاثا والتسليم عند الآخرة ، إذن عندنا أربع تكبيرات .والحديث أخرجه النسائى بسند صحيح كما قال حافظ ، والإمام النووى فى المجموع شرح المهذب ، وأخرجه الإمام الطحاوى.

لا أريد أن أتوقف مع الأحاديث الأخرى التى ثبتت فيها الزيادة عن أربع فما اشتهر بين الناس أن يكبر على الجنازة أربع تكبيرات وهذه سنة ، فلا حرج إن اقتصر الناس على ذلك ، وإن كان الشيخ الألبانى – رحمة الله تعالى – قد قال : إن من السنة أن ينوع المسلم ، ليأتى بكل فعل النبى r لكن لا نريد أن نحدث بلبة بين عوام المسلمين فاقتصر على ما علمه كثير من عوام المسلمين ، وهو أن يكبر على الجنازة أربع تكبيرات.

ولكن إن أراد أحد منكم من باب العلم أن يكبر ستا أو أن يكبر سبعا أو أن يكبر تسعا ، فلا إثم عليه ولا حرج فى ذلك ، فهذا كله من فعل النبى r .

ويشرع لمن صلى الجنازة أن يرفع يديه فى التكبيرو الأولى فعن رسول الله r منحديث أبى هريرة أن رسول الله r كبر على جنازة ، فرفع يديه فى أول تكبيرة ووضع اليمنى على اليسرى(1)..

الحديث أخرجه الترمذى والدارقطنى بسند ضعيف.
رد مع اقتباس