عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-16-2015, 09:55 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
افتراضي اين يذهب الملكين الكتبة الموكيل بالعبد بعد وفاته ؟

اين يذهب الملكين الكتبة الموكيل بالعبد بعد وفاته ؟

هل من الحديث ما يقال : عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "إن الله عز وجل وكّل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قالا: أتأذن لنا أن نصعد إلى السماء ؟ قال :
فيقول الله تعالى: إن سمائى مملوءة بملائكتى يسبحونى . فيقولان فتأذن لنا فنقيم فى الأرض ؟ فيقول الله تعالى : إن أرضى مملوءة من خلقى يسبحونى، فيقولان : فأين نقيم ؟ فيقول : قوما على قبر عبدى، فسبحانى واحمدانى وكبرانى وهللانى، واكتبا ذلك لعبدى إلى يوم القيامة"



الجواب
يقول اللّه سبحانه { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللَّه } الرعد : 11 ، ويقول { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد . إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ق : 16 -18 ، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" .
إن ملائكة اللَّه من عالم الغيب ، لا يعلم عددهم إلا اللَّه ، ولهم أعمال كلفهم اللَّه بها { لا يعصون اللَّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم : 6 ، تفاصيل أحوالهم وأعمالهم لا تقبل إلا عن طريق صحيح ، والاعتقاد لا يقوم إلا على الدليل القاطع فى ثبوته ودلالته .
وقد أخبرت الآية أن للّه ملائكة مكلفين بحفظ غيرهم من البشر، مع اختلاف المفسرين فيمن يحفظه المعقبات : هل هو محمد صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره فى آية سابقة " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" أو كل الرسل كما قي دل عليه "ولكل قوم هاد" أو الناس عامة تحفظهم من الوحوش والهوام لطفا من اللَّه ، حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينهم ، كما قاله ابن عباس وعلى رضى اللَّه عنهما ، وقيل الحفظ هو كتابة الأقوال والأفعال ، ونقل القرطبى عن الثعلبى كلاما أن الملائكة الموكلة بكل عبد يبلغون عشرين ومعهم إبليس وولده ، وليس لهذا الكلام دليل يعتمد عليه فى العقائد "ج 9 ص 292- 294 " .
وذكر فى سورة (ق) رقيبا وعتيدا ، وهما الموكلان بكتابة الأعمال ، اثنان بالنهار واثنان بالليل وأن لكاتب الحسنات سلطانا على كاتب السيئات ، يأمره بعدم الإسراع فى الكتابة لعل الإنسان يستغفر فى ظرف سبع ساعات ، كما ذكر الحديث المذكور فى السؤال ، ولم يسنده إلى ثقات المحدثين ، بل رواه بصيغة التمريض التى تدل على عدم الصحة فى اصطلاح المحدثين ، وهى (روى) فالأولى أن نكل العلم إلى اللَّه فيما تقوم به الملائكة مادام لم ينص عليه فى القرآن والسنة الصحيحة

المفتي
عطية صقر .
مايو 1997
رد مع اقتباس