أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .
|
#1
|
|||
|
|||
نوبة حنين
حقاً أجهل المَغزى مِن ملاحقة تفاصيلكِ لي رُغماً عني , والله رغماً عني ! أنا أحاول بشدةٍ أن أتجنب نوبات الحنين , أحترس كثيراً من التعثر بمطبات الذكريات أن تعترضَ سيرَ يومي لكن وبكل سذاجةٍ وَ حماقة , تأتي تفاصيلك , أشياؤك , صوركْ , حتى رائحة عطرك لتطاردني أينما ذهبت آلمني جداً هذا الصباح مَا حصل , استيقظتُ ولم أفكر بكَ أُقسم لكَ لم أفكر بك نهضتُ من فراشي , تناولت فطوري , إخترت ملابسي وَ خرجت ! كنتُ أفكرُ بإنشغالٍ بِموضوعٍ يخص عَملي و كنتُ متأخرة فزاد على تفكيري أن أصل بسرعةٍ وأنت لم تأتي على ذاكرتي مطلقاً وحينما استقليت " تكسي " وَ ما إن جلستُ وأعلمتُ السائق بالعنوانِ , قام السائقُ برفع صوت المُسجل ليترك الحرية لفيروز ولصوتها أن يهشمانِ أفكاري , يبعثران هدوء نبضي .... بعدك على بالي ياحلو يا مغرور ... .... مرء الصيف بمواعيدو ........ كان صوتهَا يتقطعْ أحاول طردهُ بقوة , حاولت مُراقبة الطرقات مِن النافذة , حاولتُ التفكير بأي شيءٍ سِوى تلك الكلماتِ التي كانت تخرجُ من المسجل لتستقرَ في قلبي وَ تُبعثر نبضه ! و قررتْ أن أتصل بأي من صديقاتي أحادثها طوال الطريق لأنسى لأهدء ضجيج نبضي كانت أصابعي ترتجفْ , و عيناي تَغشوهُما دموعي ! طلبت رقم صديقتي و انتظرتُ أن تُجيب _ألو _ ..... !! _ ألو , ألوو _ صباح الخير _ صباح النور _ أنا أسفة طلبت رقمكَ بالخَطأ ! _ لا مشكلة , حسناً ... _ وداعاً _ جميلة الأغنية التي تسمعينَها ! _ عفواً _ بعدك على بالي , فيروز .. أغنية جميلة _ لم أنتبه للأغنية , نَعم صحيح جميلة فيروز _ لا هذه الأغنية بالتحديد جميلة جداً _ .... _ حَسناً لن أطيل عليكِ أكثر , وداعاً _ وداعاً . حذَفتُ رقمكَ ! لا حَاجةَ لي بهدايا الحنينِ أن تزداد واحدة , أيُّ جنونٍ أن أختار رقمك دون ألف رقم , كيف أتصلت بك كيفَ لم أنتبه كيف !.... وصلتُ إلى عملي , ومازال قراري أن أتحدى الحنينَ إليك , سأنجح سأنساكَ ... أرددها وأنا أسير , التقيتُ بأحد زملائي _ صباحكِ سعيد كيفَ أنت !؟ _ أهلاً .... ( أووووه نطقتُ إسمكَ ! حييتهُ بإسمكَ ......) صفعاتُ الحنين تتوالى , مُتعبة ... ! مَا السبيلُ لطردكَ من حياتي , كيفَ لي أن أطردَ شبح تفاصيلكَ , باتَ يؤلمني ضعفي أمام ذكرياتك قويةٌ أنا بما فيه الكفايةْ , لأرجحَ كفّة عقلي على كفة قلبي لكن الحنين أقوى مِني ! لم أربح أمامه ولا جَولةْ ! أيُّ عذابٍ هو هَذا !... دخلتُ مكتبي , طردتُ كل شيءٍ من رأسي و بدأت أبحثُ في جهازي المحمول عن مستندٍ أحتاجهُ ... وَ في أحد الملفاتِ وجدتُ صورةً لنا !.... لم أحذفها , نسيُتها سهواً لدي ... صدقني بدأت أضحكْ , ضحكتُ حدَ الإختناق بملامحكِ .... وَ إستسلمتُ وَ رفعتُ الراية البيضاء أمام خصمي الأحمق الحنين !.. |
|
|