أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .
#1
|
|||
|
|||
فقدي الأبدي
خلال دراستي بالبعثة تعرفتُ على مجموعةٍ من ضمنها الشبان '
كنتٌ صديقةَ صفٍ لأحدى الفتيات من هذه المجموعة ' تتكون من سبعُ أشخاص ' أربع شبان و فتاتان و أنا الثالثة . أسماؤنا : منيرة ' جواهر ' عبدالملك ' أحمد ' خالد ' عبدالرحمن ' وانا روان ' أعمارنا تتفاوت من آل 22 إلى 24 ' في ولاية سان فرانسيسكو . كانا عبدالملك و عبدالرحمن مقربين ' فلم ارى مثلهما ' انهما صديقان الطفولة و المراهقة و الشباب أيضا . في يوم من الأيام و نحنُ جالسين على طاولتنا المشهورة قام عبدالملك بالجلوس بجانب عبدالرحمن و أخذا يتكلمان بصوت منخفض ' حتى لا نسمع حديثهما . و في اليوم التالي آتى عبدالملك و كان غاضبا و خلفه عبدالرحمن يضحك ' فأصابتني دهشة ' ماذا حدث معهما ؟ لماذا الأول غاضبُ ؟ و الثاني يقهقه من الضحك . جلس عبدالملك بجانبي و عبدالرحمن بعيدا عنه ' التفت إليه رأيته موجهه نظره إلي و شاردُ بفكره ' قمت بـ هز كتفه . قلت : ماذا بكما ؟ لماذا انتما الاثنان لا تتحدثان مع بعضكما البعض ؟ قال : لا تقلقي سوء فهم بسيط و سنحله بإذن الله . قلت : أن شاء الله فأنا لم آتعود على رؤيتكما هكذا . قال لي : لا عليك . و مضت خمسة أيام و الاثنان لا يتحدثان ' قمت بفهم بعض الأمور لكن هناك أسباب أقوى ليحدث هذا ' لا أعرف كيف أصلح بينهما . جالسة على الطاولة و انتظر باقي الفتيات فغريب أن لم يحضرو للآن ' و إذا ارى عبدالرحمن يمشي بخطوات سريعة نحوي ' وقف أمامي مباشرة و قال و في عينيه غضب : انتي لا تهتمين بالناس من حولك ' انت مغرورة ' لا تفكرين بشيء سوى نفسك ' روان غادري مجموعتنا ' تتسببين بالمشاكل و لا تفكري بذلك . أجبت بصدمة : ما الذي سببته أنا حتى تقول هذا الشيء ؟ قال : سـ أخذك معي كي تعلمي بنفسك . ذهبت مع عبدالرحمن لمكان غريب كان فيه عبدالملك و عبدالرحمن و أنا فقط ' عبدالملك كان يحاول ان يغطي عيناهُ بشعره و يديه أيضا . عبدالملك بعصبية خفيفة : لماذا أتيت بها إلى هنا ؟ ألم أخبرك أن لا تحضرها ؟ يا إلهي ماذا يحصل معي ؟. عبدالرحمن : ستعلم كل شيء سوا مني أو منك ' فيجب علي واحد منا أن يخبرها بذلك ' و ليحدث ما يحدث . قلت بصوت مرتجف و يداي على قلبي الذي أشعر به سيخرج من مكانه : ماذا هناك ؟ أحد يجيبني ! هل أنا من فرقت بينكم ؟ قال عبدالملك : لا لا دخل لـ... قاطعه عبدالرحمن : نعم آنتي السبب بذلك الذي بيننا ' أنا و هذا مغرمان بك ' و يجب عليك أن تختاري بيننا . رجعت للخلف و دموعي تسقط : لا ' لن اختار ' لن أفرق بينكما . عبدالملك وقف من مكانه : روان اذهبي ' لا تقفي هنا ' ارحلي . قلت بصدمة : يجب أن أصلح بينكما فأنا السبب ' أعتذر منكما سوف ارحل و اغادر مجموعتكم ' كانت أيام جميلة بالنسبة لي . قاطعها عبدالرحمن : لا عليك سوف نصلح ما بيننا _ و يمسك بكتف عبدالملك _ أليس كذلك ؟ عبدالملك بعدما هدأ قليلاً : نعم ' سنصلح هذا . مشيت و أنا أقاوم رغبتي بالبكاء ' فأنا أحب عبدالملك ' لكن لن أفرق بينهما ' مثلما أحببته سأنزعه من قلبي . عندما وصلت للشارع العام ' وقفت لارى أن كان هناك سيارات كي أمر ' لم ارى أحدا وصلت حيث مواضع السيارات كي تنقلني . إذا بي ألمح شخصا خلفي يسرع باتجاهي و عندما التفت كان عبدالرحمن مسرعاً كي يعيد لي حقيبتي و لم ينتبه للسيارة التي أخذته للسماء ثم طرحته أرضاً ، و خلفه عبدالملك الذي أسرع باتجاهه ' وانا واقفة حيث أنا لم تستطيع أقدامي التحرك شبرًا ' يا رب ' و أسمع أصوات ضجيج عنده ' قمت بالركض حتى جلست بجانبه و اهز كتفيه : عبدالرحمن ' استيقظ ' لا تذهب عبدالملك : استيقظ لا تمت ' لم نجلس سويًا منذ يومين ' أرجوك لا ترحل _ و صرخ صرخةً مدوية حيث اعتقد أن الولاية بكبرها سمعت صرخته : عـبـدالـرحـمـن . بعد مراسم العزاء و حزننا على غائبنا المتوفي ' دعتني منيرة لأكلم عبدالملك بالخارج . ذهبت فإذا ارى شخص غريب علي ' ليس الذي أتحدث معه ' ليس الذي كان يجمعنا يوميا حتى يضحكنا ' لقد تغير . قلت بصوت يرتجف : ماذا هناك ؟ قال و هو يمد يديه الراجفة نحوي : هذه لك . قلت برجفة : لن آآخذ شيئا ' لا يحق لي ذلك فأنا السبب في موته . قال : لا ليس بسببك ' انه يومه و كلنا مسلمون . يا إلهي هل يعقل أن هذا الرجل فقد صاحبه ' أخيه ' نصفا من كل شيء فيه ' لن يجد عبدالرحمن بعد هذا ' وضع على وجهه الرمل . قال بألم وهو يضع نظارته : يالله استودعتك الله أنا مسافر الى الأبد ولن أرجع ' انتبهي لنفسك ' و فرصة سعيدة . مسكت يديه : إلى أين ؟ هل ستتركني وحيدة ؟ فأنا آحبك قال لي : لا يمكنني ذلك فأنا لن أحب أحدا أبدا ' أنا سأرحل . ذهب و أنا واقفة مكاني انتظر عودته ' لكن لن يعود . همسة أخيرة : قد يكون الحب موجعاً و لكن له طعم رائع .
__________________
FARES
|
|
|