أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-18-2015, 01:00 PM
الصورة الرمزية امينة خالد
امينة خالد امينة خالد غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 3,245
افتراضي " أنا لاجئ"

" أنا لاجئ"

أنا لاجئْ
وحَظِّي مِنْ خيوطِ الشمسِ
أنْ تعلو فأرقُبَها ولا تَصِلُ..
حُدودي خيمَتي الثكلى
وسورٌ يحجبُ التّاريخَ، يفصِلُني و يَتّصِلُ ...

**
أنا لاجئ
زهورُ القدسِ تأخُذُني
تميلُ بخافِقي طوعًا
تداعبُهُ، تُذكّرُني
بآلامي وتُبكيني
ودمعُ البعدِ حرّاقٌ،
تحدّرَ من شراييني
وليسَ الجُرحُ يندَملُ ...
أنا لاجئ
هواني نكبتي الكُبرى، مُقامرةً، أضاعوها
وباعونا وباعوها ...
أنا الباكي أنا الشّاكي
وليسَ تُفيدُني الجُملُ ...

***
أنا لاجئ
وعُمري عمرُ مِئذنةٍ
غدتْ منسيّةَ الآذانِ من حرمانِ
غازيها،
وجدرانٍ معلّقةٍ تجاعيدٌ على حجرٍ تُزيّنهُ
تُكفكفُ دمعةً حرّى، تُجفِّفُها
وتبكيها،
ويلثُمُ خدَّها الخجَلُ ...

***
أنا لاجئ
خيامُ العّزِ مَكْرُمةٌ،
أيا مَنْ هامَ في الدُّنيا
شريدًا
يتّقي ظُلمًا،
لماذا الحزنُ يا بطلُ ؟!
لأنتَ قداسةُ التاريخِ في وطِني
وأنتَ عَقاربُ الزمنِ
فدعْ خيْباتِ نكبَتِهمْ،
وألقِ بطاقةَ المُؤَنِ ...
كُنِ الفجرَ الّذي نشتاقُ عودَتهُ
إذا انسلّوا ...

***
أنا لاجئ
حَلفتُ بخالقِ الزيتونِ
حاميهِ وحاميني
سأَرجعُ رغمَ منْ يأبى
إلى أرضي، بسَاتيني
إلى تنهيدةِ التينِ..
وليسَ يُخيفُني باغٍ، ولا
نصلٌ، ولا قتلُ ...

***
سأخرجُ منْ لظى البُركانِ
ملحمةً،
وأجعلُ غضبةَ الطوفانِ
قنبُلةً
تفجّر زيفَ دولتهمْ
وألثمُ رقّةَ النعناعِ
ألهو في حواكيري ...
أنا القمحُ الّذي أهوى
سَنابلهُ،
أنا الحقلُ ...

**
أنا لاجئْ
نسيمُ القُدسِ يعرِفُني
وزهرُ اللوزِ،
والزيتونَ أعرفهُ ويَعرِفُني
وكمْ ذرفَ الصنوبرُ دمعةَ الحُزنِ
عليّ، وهدّني شوقٌ
ذُبحتُ، فقمتُ أبتَهلُ ...
***
أنا لاجئْ
عليَّ تكالبَ الموتُ
وعُربٌ راقهمْ صمتُ
فلا أناْ عُدتُ يا وطَني
إليكَ، وما غفَى الوقتُ
بحدِّ العُمرِ أنقَتِلُ ...

**
أنا لاجئْ
تسَربلتُ الشقاءَ أسًى
ورُحتُ أدورُ في الدُّنيا وأبحثُ
عن سَرابِ وطَنْ ...
ضللتُ دُروبَ خارِطَتي
لجوئي والبِعادُ كفنْ..
وحَبلُ الروحِ ينفَصلُ ..

***
أنا لاجئْ
ومنْ باعَ الثرى قذِرُ
أيُسلِمُ كائنٌ منْ كانَ أرضَ اللهِ للكُفرِ ؟!
أينفعُ أن يُباعَ القلبُ ؟!
تنعتقُ الدماءُ فيصمتُ الترتيلُ
في الصّدرِ !
دماكَ دِماكَ هلْ تبقى
وهل تسري ؟!
فدُسْ من خانَ أقصانا
ومَزّقْ شرعَةِ الغدرِ ...
فلا صفحٌ ولا حلُّ ...

***
أنا لاجئ
وطِفلي مثلُ والدهِ
أتى فوقَ الثرى لاجئْ
بكفّي ظلَّ مِلْكَ المجدِ مِفتاحُ ...
أنا إنْ جاءَني أجلي
أورّثهُ وأرتاحُ ...
وهذا الطفلُ يعرفُ دربَ منزِلِنا
وبُستاني الّذي يبكي
ويَعرفُ أنّ هذي الأرضُ تُرجِعُها السّيوفُ، ونزفُ مُنتقمٍ
ببطنِ الأرضِ يرتاحُ
وإن رُحنا وإن راحوا
سيأتي خلفنا جيلٌ
يُمَزّقُ كلَّ كوشانٍ
يكفكفُ دمعَ مسجِدنا
ويرفعُ رايةَ الإيمانِ فوقَ مآذنِ الأقصى

فهُم فوقَ الثرى فرحى
ونحنُ بجوفِها كلٌّ
بذاكَ النصرِ نحتَفلُ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 PM.