أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2015, 11:45 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
افتراضي "ذهبت مع الريح"



الجزء الأول
" استأذنك فلدي حياة بائسة تنتظرني لأحياها"






في مغرب أحد ليالي مربعانية الشتاء في العاصمة .. كنت جالساً أمام جهازي أتصفح المنتدى وبعض المواقع العلمية والتعليمية ..

وكان في يدي كتاب أذاكر منه لاختبار اللغة ....... .. وكان عقلي وتركيزي مع الكتاب ..
ولكن كلما سبتت الشاشة أحرك الفأرة وأحدث الصفحة ثم أعود للكتاب ..

رن هاتفي النقال الجديد بنغمته القبيحة التي نويت تغييرها منذ اشتريته ..
أسندت ظهري واتخذت وضعية الراحة التي دائماً ما يوبخني أبي عندما أجلسها ..
رفعت هاتفي فإذا به صديقي الشاعر وزميلي (عبد الرحمن) الذي تعرفت عليه في الرياض في أول يوم لي في العمل .. وقد نقل إلى جيزان في شهر رجب من العام الماضي ..
فقلت في نفسي .. ربما أراد أن يشكو حدثاً جديداً في حياته البائسة ..
أجبت مهللاً ومرحباً ..
وبعد المقدمات الترحيبية ..
أخذ نفساً عميقاً ثم قال لي: "لقد أوقعا بي!!!"


























بدأت القصة عندما كان صديقي عبد الرحمن منتدباً من عمله لثلاثة أيام إلى مدينة جده قادماً من جيزان .. وهي المرة الثانية التي يزور فيها جده .. بعد 14 عاماً .. وكان صديقي عبد الرحمن لم يقل أو يكتب بيتاً واحداً أو خاطرة منذ صدور ديوانه الأخير في شهر رمضان السابق, بسبب أن وقته أصبح ضيقاً وانشغاله المتواصل في عمله الجديد الذي نقل إليه .. فأصبحت حياته أكثر بؤساً لكثرة مشاغله ومشاكله .. حتى أنه كان عندما يتواصل معي يردد عبارته الشهيرة قبل إغلاق الهاتف:

" استأذنك فلدي حياة بائسة تنتظرني لأحياها" ..





في ذلك اليوم الذي وصل فيه إلى جده تهيض قلبه واسترسلت خواطره لأن يقول شيئاً في خاطره لا يعلم ما هو ..

فأراد أن يذهب إلى بر أو بحر أو حتى تل, لما للطبيعة من تأثير على مشاعره ..
فاتصل على صديقه (أحمد) ذو الشخصية المرحة والابتسامة الدائمة .. والذي يعرف مدينة جده جيداً حيث قضى فيها 4سنوات يدرس في جامعة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ..
فقال له (أحمد) بأنه لا يوجد مكان في جده سيهيض مشاعرك فأنا أعرفها جيداً
ولكن في يوم من الأيام وأثناء دراستي في الجامعة -والكلام هنا لأحمد- .. كنت أعرف شاعراً حدث له ما يحدث معك الآن, فذهبت به إلى حديقة الحيوانات لكي أريه الذئب, فرأى الذئب وقال شعراً جميلاً يعجز لساني عن وصفه, ولكني لا أذكر شيئاً منه لأني لا أحفظ جيداً ..

فقال (عبد الرحمن) صدقت! إن الذئب يطلق العنان لمخيلة الشاعر فيجعل ما في خاطره على لسانه وقد قالت العرب في الذئب شعراً و..و..و.......
ذهب (عبد الرحمن) متحمساً إلى الحديقة قاصداً الذئب بعد أن أخذ وصفها من (أحمد) ..
دخل الحديقة .. ثم بحث عن الذئب حتى وجده في قفصه في إحدى زوايا الحديقة ..

نظر إلى الذئب فإذا به مضطجعاً على جنبه ويتلفت يمنة ويسرة .. فانتظر عبدالرحمن .. وانتظر .......

بعد قرابة الساعة جاء طفل صغير وبيده قطعة من الحلوى لونها أسود قد لطخت يده وقميصه .. وإذا بأبيه يقول له "إرمها يا ولد" فاقترب الطفل من قفص الذئب ورمى الحلوى .. وإذا بالذئب ينهض مسرعاً للحلوى .. فلم يشتمها ولم ينظر إليها وأكلها سريعاً .. فتعجب عبد الرحمن !!! .. ثم عاد الذئب إلى وضعيته السابقة ..










عاد عبد الرحمن إلى شقته تعلو وجهه الحسرة والندامة .. فاتصل على أحمد .. فإذا بأحمد يضحك !!!

ابتسم عبد الرحمن ولم يقل كلمة فهو متفاجئ وكئيب في ذات الوقت ..
ولايزال أحمد يضحك وقد استمر بالضحك .. إلى أن أدرك عبد الرحمن بأن أحمد خدعه .....



ضحك عبد الرحمن وتقبل الأمر برحابة صدر لأن أحمد هو صديق الطفولة وهو يعرف أنه صاحب خدع ومقالب ...


(نهاية الجزء الأول)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:57 AM.