أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .
#1
|
|||
|
|||
اختيار شريك الحياة بين العواطف ورغبات الأهل
«البنت للابن عمها أو خالها»، «مالك إلا بنت عمك تاخدها تاخدها» وغيرها مقولات رغم قدم عهدها وزمنها إلا أنَّها ما زالت سائدة ولها سطوتها في مجتمعاتنا حتى الآن، فالكبير في العائلة هو من يحدِّد لكل فتاة أو شاب من الذي سوف يكون شريك عمره المستقبلي. واليوم نجد كثيراً من الشباب والفتيات يعانون من ذلك الموروث الاجتماعي القديم، الأمر الذي يولد نوعاً من الكره أحياناً والشجار أحياناً أخرى، والأهم من ذلك كله ما قد يسبِّبه من عواقب وخيمة تؤثر سلباً على حياة الأبناء المستقبليَّة. وخلال حملة «سيدتي» (نتزوج رغم الظروف) تواصلنا مع الاختصاصي النفسي والمستشار الأسري، محمد عازب، ليوضِّح للشباب والشابات أهم أسباب ذلك الزواج القسري «الفرعوني»، وما هي أبرز الحلول في حال تم الزواج فعلاً بهذه الطريقة. بداية أوضح عازب أنَّ زواج الأقرباء هو أحد الموروثات والعادات الاجتماعيَّة القديمة، التي ظننا أنَّها دُفنت لدى كثيرين، لكن هناك من لا يزال يعضُّ عليها بالنواجذ حتى مع كثرة حالات الطلاق «العائلي» لذات السبب؛ فالشاب يُجبر عليها من قبل والده، «هي بنت عمك، وليس لك سواها، ولن تجد أفضل منها»، وكذلك تُكره الفتاة على ذلك الشاب بالطريقة التسلطيَّة نفسها. لذلك أنَّه ومن أداء الأمانة للرعيَّة أن يترك الوالدان مساحة لعقل الابن وقلبه لاختيار ما يوافق شخصيته وزمنه، لا أن يجبر على ذائقة الأب والأم الاجتماعيَّة. حلول لتفادي حدوث الطلاق في حال تم الزواج بهذه الطريقة أهمها: ـ يجب أولاً على الشاب أو الفتاة مصارحة الذات والاعتراف بأنَّ هنالك خللاً ما وعدم رضا بهذا الزواج. ـ دراسة تبِعات الطلاق - وهو الفكرة الرئيسيَّة القائمة - وما الذي سوف يحدث بعده، وما هو البديل بعيداً عن الاختيارات العاطفيَّة. ـ دراسة الأمر في حال كان هنالك أبناء أو «حمل مبكر». ـ محاولة إيجاد سُبل للتكيف والتعايش والرضا من جوانب عديدة مع النظر إلى الجوانب الإيجابيَّة في الشريك والتغاضي عن السلبيات. ـ طلب الاستعانة بالأقربين، وذلك بنيَّة التحسين والتوصل لحلول، فلكل بيئة محيطة مجموعة حلول تتوافق مع هذه البيئة. ـ طلب الاستعانة بالمختصين والمستشارين الأسريين، فهم القادرون على جعل الزوجين أكثر قناعة ورضا، وذلك لتلافي حدوث التصادم بالألفاظ بينهما، بالإضافة لخضوع الشريكين لدورات إعادة تأهيل. ـ التركيز على لغة الحوار الراقي بين الزوجين والمصارحة فيما بينهما، مع الحذر من حيثيات المجاملات أو التغاضي عن بعض الملاحظات التي قد تتفاقم عبر الزمن وتسبب المشكلات، مع الحرص على اختيار الزمان والمكان المناسبين لذلك الحوار. ـ أهميَّة المجاراة للأحداث البسيطة التي تقع بينهما، ومداراتها والتغاضي عنها وكأنَّها لم تحدث. ـ يجب الاقتناع بأنَّ الزواج ميثاق غليظ وليس علاقة عابرة، فلا بد من تقديسه والاعتناء به، وأحتوائه، والتحلِّي بالصبر فيه.
__________________
FARES
|
|
|