صديقات إلى الأبد

[فارس]

صديقات إلى الأبد

في يوم مشرق وجميل، وخيوط الشمس تسلل إلى الأرجاء، تجهزت فاطمة واستعدت للذهاب إلى المدرسة بنشاط كالعادة.
وصلت فاطمة إلى المدرسة الواسعه الكبيرة التي تضم عدد كبير من الطالبات، ومن ثم وضعت حقيبتها المدرسية في مكانها المعتاد، وبعدها نظرت إلى المقعد الجانبي وتذكرت صديقتها التي لطالما لعبت معها في صغرها ،ودرست معها حتى الصف الثامن ،ولكن بعدها فرقتهم الأيام عندما سافرت صديقتها إلى مقر عمل والدها الجديد ،لم يتبقى معها سوى ذكريات ورسائل في مذكرة متوسطة الحجم باللون الأزرق وكان هذا لون صديقتها المفضل ،لم يكن متوقع أبدا أنهما سيفترقان ،فكلما شاهدهما أحد يظن أنهما أخوات ،فقد كانا يتشابهان في كل شيء حتى الملابس ،سقطت دمعة حزينة من عينان فاطمة العسليتين ،وبعد انتهاء اليوم المدرسي ،عادت فاطمة إلى منزلها وهي تتذكر صديقتها حنين ، فغير معقول أن تنساها بعد صحبة دامت سبع سنوات دون فراق ،في اليوم التالي ،قررت والدة فاطمة الذهاب للتسوق وأخذت معها فاطمة حتى ترفه عن نفسها قليلا ،بينما كانت فاطمة عن قميص مميز لحفلة تخرج أخيها ،تفاجأت برؤية رؤية رفيقة عمرها وصديقة طفولتها والشخص الذي كان يستمع لها دون ملل ،لم تعلم إذا كان حلم أو حقيقه ،نادتها فاطمة بصوت عال وبصوت يملؤه الشوق: حنييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييين!!!!!
رفعت حنين عيناها لترى رفيقة دربها واختها التي لم تلدها أمها ،ذهبت إليها راكضة وعانقتها بشده وتتمتم عبارات الشوق ، وبعدها قالت: لقد عدنا منذ يومين بسبب حدوث مشاكل في عمل أبي فاطر ابي أن يستقيل وسنستقر هنا ،لم تعلم فاطمة هل تحزن لأنها تعتبر والد حنين كأب ثان لها ...... أم تقفز فرحا لأن صديقة الطفولة ستبقى معها ولكنها قالت لها مواسية: بإذن الله سوف يجد أباك عمل يستحق تعبه وجهده .
عادت الصديقتين إلى منزل فاطمة لأنها أصرت عليها البقاء معها ، وكانت سعيدة جدا فصحبة العمر التي دامت سنوات لم تذهب هدرا ، بل عادت من جديد وهي تحمل الوفاء والإخلاص من كلتا الطرفين .


"النهاية"