أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2015, 01:47 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
افتراضي أقوال السلف والعلماء و تحذيرهم من آفة الكِبْر

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أقوال السلف والعلماء و تحذيرهم من آفة الكِبْر

- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ العبد إذا تواضع لله رفع الله حَكَمَتَه ، وقال له: انتعش نعشك الله، فهو في نفسه حقير، وفي أعين الناس كبير، وإذا تكبَّر وعتا وَهَصَه الله إلى الأرض، وقال له: اخسأ خسأكَ الله، فهو في نفسه كبير، وفي أعين الناس حقير، حتى يكون عندهم أحقر من الخنزير) .ابو داود (الزهد)ص85 و البيهقي (الشعب)454/10
- وعوتب علي رضي الله عنه في لبوسه فقال: (إن لبوسي هذا أبعد من الكِبْر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم) .رواه احمد في فضائل الصحابة.
- وقال الحسن: (إنَّ أقوامًا جعلوا الكِبْر في قلوبهم، والتواضع في ثيابهم، فصاحب الكساء بكسائه أعجب من صاحب المطرف بمطرفه ما لم تفاقروا) . (التواضع والخمول ) لإبن أبي الدنيا ص 90
- وقال يحيى بن جعدة: (من وضع وجهه لله عزَّ وجلَّ ساجدًا فقد برئ من الكِبْر) .(التواضع والخمول ) لإبن أبي الدنيا ص 262
- وقال أبو عثمان النيسابوري: (ما ترك أحد شيئًا من السنة إلا لكبر في نفسه، ثم هذا مظنة لغيره، فينسلخ القلب عن حقيقة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصير فيه من الكِبْر وضعف الإيمان ما يفسد عليه دينه، أو يكاد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا) .(اقتضاء الصراط المستقيم ) لإبن تيمية
- وقال الأحنف بن قيس: (عجبًا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين) .(التواضع والخمول ) لإبن أبي الدنيا
- وقال محمد بن الحسين بن علي: (ما دخل قلب امرئ شيء من الكِبْر قط، إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك أو كثر) .(التواضع والخمول ) لإبن أبي الدنيا
- وسئل سليمان عن السيِّئة التي لا تنفع معها حسنة فقال: الكِبْر .(التواضع والخمول ) لإبن أبي الدنيا
- وقال سعد بن أبي وقَّاص لابنه: (يا بني: إيَّاك والكبر، وليكن فيما تستعين به على تركه: علمك بالذي منه كنت، والذي إليه تصير، وكيف الكبر مع النِّطفة التي منها خلقت، والرحم التي منها قذفت، والغذاء الذي به غذيت) .(العقد الفريد 2/172)-مواعظ الصحابة ص85 لإبن عبد ربه
- ويقول ابن تيمية: (الكبر ينافي حقيقة العبوديَّة، كما ثبت في الصَّحيح: عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((يقول الله: العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذَّبته)). فالعظمة والكبرياء من خصائص الرُّبوبيَّة، والكبرياء أعلى من العظمة؛ ولهذا جعلها بمنزلة الرِّداء، كما جعل العظمة بمنزلة الإزار) (العبودية ) لإبن تيمية.
- قال أبو وهب المروزي: سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: «أنْ تزدري الناس». فسألته عن العجب؟ قال: «أنْ ترى أنَّ عندك شيئًا ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئًا شرًا من العجب». سير أعلام النبلاء للذهبي
وجاء في السير للذهبي رحمه الله أن الأمير يزيد بن المهلب - وكان ذا تيه وكبر- لما رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله. قال: أوما تعرفني؟؟ قال: بلى أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.اهـ سير أعلام النبلاء للذهبي
وعن ابن عيينة أنه قال: من كانت معصيته في الشهوة فارج له، ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه، فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له وإبليس متكبرا فلعن".اهـ ترجمة ابو محمد سفيان بن عيينة ,من تهذيب الكمال
وجاء في جامع بيان العلم وفضله: قالوا: من أعجب برأيه ذل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.اهـ جامع بيان العلم وفضله لإبن عبد البر
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
والكبر : هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير، وأنه فوق الناس، وأن له فضلاً عليهم.
والإعجاب: أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به، ويستعظمه ويستكثره.
فالإعجاب يكون في العمل، والكبر يكون في النفس، وكلاهما خلق مذموم الكبر والإعجاب.
والكبر نوعان: كبر على الحق، وكبر على الخلق، وقد بيّنهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (( الكبر بطر الحق وغمط الناس)) فبطر الحق يعني رده والإعراض عنه، وعدم قبوله، وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم وألا يرى الناس شيئاً، ويرى أنه فوقهم.
وقيل لرجل : ماذا ترى الناس؟ قال لا أراهم إلا مثل البعوض، فقيل له: إنهم لا يرونك إلا كذلك.
وقيل لآخر: ما ترى الناس؟ قال: أرى الناس أعظم مني، ولهم شأن، ولهم منزلة، فقيل له: إنهم يرونك أعظم منهم، وأن لك شأناً ومحلاً.
فأنت إذا رأيت الناس على أي وجه؛ فالناس يرونك بمثل ما تراهم به، إن رأيتهم في محل الإكرام والإجلال والتعظيم، ونزلتهم منزلتهم عرفوا لك ذلك، ورأوك في محل الإجلال والإكرام والتعظيم، ونزلوك منزلتك، والعكس بالعكس.
أما بطر الحق: فهو ردّه، وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتداداً بنفسه ورأيه، فيرى والعياذ بالله أنه أكبر من الحق، وعلامة ذلك أن الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة، ويُقال : هذا كتاب الله، هذه سنة رسول الله، ولكنه لا يقبل؛ بل يستمر على رأيه، فهذا ردٌّ الحق والعياذ بالله.
وكثيرٌ من الناس ينتصر لنفسه، فإذا قال قولاً لا يمكن أن يتزحزح عنه، ولو رأى الصواب في خلافه، ولكن هذا خلاف العقل وخلاف الشرع.
والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده، حتى لو خالف قوله فليرجع إليه، فإن هذا أعز له عند الله، وأعز له عند الناس، وأسلم لذمته وأبرأ ولا يضره.
فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس؛ بل هذا يرفع منزلتك، ويعرف الناس أنك لا تتبع إلى الحق، أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق، فهذا متكبر والعياذ بالله.
وهذا الثاني يقع من بعض الناس والعياذ بالله حتى من طلبة العلم، يتبين له بعد المناقشة وجه الصواب وأن الصواب خلاف ما قاله بالأمس، ولكنه يبقى على رأيه، يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به، وقالوا هذا إنسان إمعه كل يوم له قول، وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب، فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس، فالأئمة الأجلة كان لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة.
وها هو الإمام أحمد رحمه الله إمام أهل السنة، وأرفع الأئمة من حيث اتباع الدليل وسعة الاطلاع، نجد أن له في المسألة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من أربعة أقوال، لماذا؟ لأنه إذا تبين له الدليل رجع إليه، وهكذا شأن كل إنسان منصف عليه أن يتبع الدليل حيثما كان.شرح رياض الصالحين المجلد الثالث
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: التكبر يدعو إلى الظلم والكذب، وعدم الإنصاف في القول والعمل، يرى نفسه فوق أخيه؛ إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس )) يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر، وغمط الناس احتقار الناس، يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام، أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك".اهـ من موقع الرسمي لسماحة الشيخ رحمه الله
قال الشيخ ربيع حفظه الله في شرحه وصايا لقمان " هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يصعِّر خده للناس؛ أن لا يتكبر على الناس؛ يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع؛ أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب، خُلِقت من منِّيٍ قذر وتتغوط وتزور الحمام مرات كل يوم، كيف تتكبر ؟! كيف تتكبر على الناس وأنت هذا حالك، من أنت ؟!
ثم لو تصيبك شوكة تبكي منها كيف تتكبر على الناس ؟!
فيجب على الإنسان أن يهين نفسه إذا تكبرت وشمخت ويذكِّرها بحقارتها ودناءتها، وأن من أحقر الناس المستكبرون -والله أنا في نفسي- ما أحتقر إلا المستكبرين والكذابين، والله أرى أضعف الناس فأقول هذا أحسن مني، وأرى المتكبر مهما كان من أي طبقة والله من أتفه الناس وأحقر الناس عندي؛ لا أحقر من المتكبر ولا يتكبر إلا من دناءة وانحطاط خلقي ونفسي " اه رسالة شرح وصايا لقمان الحكيم لإبنه للشيخ ربيع حفظه الله
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله " التكبر كمال للخالق ونقص للمخلوق، لأنه لا يتم الجلال والعظمة إلا بالتكبر حتى تكون السيطرة كاملة ولا أحد ينازعه، ولهذا توعد الله تعالى من ينازعه الكبرياء والعظمة، قال: "من نازعني واحداً منهما عذبته".اهـ شرح الواسطية للشيخ العثيمين رحمه الله
قال شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وسل العياذ من التكبر والهوى.... فهما لكل الشر جامعتان
وهما يصدان الفتى عن كل طر....ق الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعـه هواه تارة.......... والكبر أخرى ثم يشتركان
والله ما في النار إلا تابـع...... هذين فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهـما...لأتت اليك وفود كل تهان.

وقال آخر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر.......على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلـو بنفسه.......إلى طبقات الجو وهو وضيع.

وقال آخر:
إذا شئت أن تزداد قدرا ورفعة...فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا.
وقال آخر:
تواضع إذا مانلت في الناس رفعة.......فإن رفيع القوم من يتواضع.
وقال آخر:
وملء السنابل تنحني تواضعا.........والفارغات رؤوسهن شوامخ.

أشــــــــرُّ الكِبْـــــــر
يحدثنا الذهبي عن أشرِّ أنواع الكبر فيقول: (وأشرُّ الكِبْر الذي فيه من يتكبر على العباد بعلمه، ويتعاظم في نفسه بفضيلته، فإنَّ هذا لم ينفعه علمه، فإنَّ من طلب العلم للآخرة كسره علمه، وخشع قلبه، واستكانت نفسه، وكان على نفسه بالمرصاد، فلا يفتر عنها، بل يحاسبها كلَّ وقت، ويتفقدها، فإن غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم وأهلكته، ومن طلب العلم للفخر والرياسة، وبطر على المسلمين، وتحامق عليهم، وازدراهم، فهذا من أكبر الكِبْر، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) ( الكبائر) للذهبي ص 78

الجزاء من جنس العمل
فإن المتكبر المحتقِر للناس يحشره الله تعالى يوم القيامة تحت أقدامهم، فهو أقل قدراً منهم، بل هو تحت أرجلهم، تحقيراً له جزاءً على استعلائه وتكبره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِى صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِى جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةِ الْخَبَالِ ). أخرجه:أحمد، والترمذي وحسنه والألباني.

فالله الله يا حملة العلم وورثة الأنبياء ورُقاة المنابر والمنتديات؛ أن يُفسد الكبر عملكم ويحبطه.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 PM.