هنا أبهى

[هاجر]

هنا أبهى

عند مرتفعات السروات، جنوبي المملكة العربية السعودية،
في المنطقة التي تسمّى عسير، تقع مدينة أبها.

وهذه المنطقة وما حولها من المناطق المثيرة من ناحية تضاريسها الطبيعية وتنوّعها،
حيث تطلّ المنطقة على تهامة (السهول الساحلية) وجبال السودة المليئة بالغابات من الغرب،
وجبال القرعاء والجرة جنوبًا، ومن الشرق والشمال هضاب وسهول زراعية.

وقد يكون هذا الوصف منافيًا تمامًا للصورة الموجودة لدى غالبية الناس عن السعودية بأنها صحراء جرداء كلها.

أبها مدينة جبلية بجدارة (٢٠٠ متر فوق سطح البحر) ومناخها معتدل طوال السنة،
حيث يصل أقصى معدل لدرجات الحرارة في الصيف إلى ٣٠ درجة مئوية (فقط).

في الشتاء تميل للبرودة فتصل درجة الحرارة إلى ٥ درجات.
كما يتأثر مناخها بموسوم الأمطار الشتوي والموسمي حيث تقع على جانبي خط الاستواء.

من هنا فإنّ هذه المدينة هي مكان مثاليّ للاصطياف والتمتع بمناخ وطبيعية مغايرين،
وهذا ما اكتشفه السياح السعوديون قبل السياح القادمين من خارج المملكة.

وهناك من يعتقد أنّ هذه المدنية ليست إلا "أبقا" أو "هبقا"،
وهي المدينة التي كانت تسكنها ملكة سبأ بلقيس، ومنها كانت ترسل الهدايا إلى النبي سليمان.

نمت المدينة الحالية في بداياتها حول قصر "الشّدا" لأمير محلي ثم شُيّدت حوله قرى صغيرة لتلتحم كلها في منطقة مدينية واحدة. والقصر اليوم هو متحف للتراث الشعبي.

أبها هي ملتقى طرق لعدد من الشوارع الرئيسية في المملكة،
والوصول إليها ليس مشكلة بالمرة، ومن هذه الطرق الرئيسة:
طريق الطائف وطريق جيزان وطريق خميس مشيط ـ نجران وطريق جدة الساحلي وطريق وادي الدواسر.

كما مُدّت الجسور وحُفرت الأنفاق في الوقت الذي يُعدّ فيه مطار أبها المطار الرابع في مطارات المملكة من حيث عدد الركاب السنوي.
مدينة أبها تقع في منطقة عسير، وهذه المنطقة شهيرة بآثارها الكثيرة، التي تعود لعهود مختلفة وقديمة.

وأبها نفسها محاطة بقلاع من العهد العثماني، وهناك في السودو ودلقان رسوم ونقوش أثرية كثيرة،
حيث بُني في أبها متحف فيه عدد من المكتشفات الأثرية في عسير.

ونتيجة للمناخ الممتاز ووفرة الآثار التاريخية سُميت مدينة أبها بـ "عروس الجبل"،
حيث تجدون فيها متنزهات كثيرة وجميلة جدًا، أهمها:
متنزه عسير الوطني، وتبلغ مساحته ٤٥٠٠٠٠ هكتارًا وفيه ستة مواقع طبيعية؛ متنزه الجّرة؛ متنزه السّحاب؛ متنزه الشّعف ومتنزه وادي المحالة.

كما تشتهر المنطقة بالحدائق الغنّاء التي أقيمت وأهمها: حديقة الجبل وحدائق جسر الطائف وحدائق جسر الخميس وحديقة حي الضباب.

وعلى خلفية كونها مركز مواصلات رئيسي ومنطقة سياحية تستقطب عشرات الآلاف، فهي أيضًا عاصمة منطقة عسير ومركزها الإداريّ، ومدينة عامرة يزيد عدد سكانها عن ٢٠٠,٠٠٠ نسمة.