أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .
#1
|
|||
|
|||
بُحْيرةُ اليْآسَمْين ,!
تبكي , وتقهقه ,
تبتسم و جروحها تأن , قلبها يصرخ , وروحها تنزف ! وحيدة هي , بين اربع جدران رمادية مبتيلة من المطر , و السقف الخشبي تهالك على نفسه كعجوز طاعن خانه سنه , وماء يندف من الاعلى , يبلل جروحها ويلسعها برداً , و رائحة ياسمين , تخترق انفها و تغزوه , يداعب جسدها بلطف , و يخفف الام جروحها الملتهبة ,تلتهم نفسها جوعاً وعطشاً , تخشب ظهرها , وشعرت بالام مضاعفة وهي تهم بالوقوف ,وسرعان ما تهالكت على الارض باكية , قدماها لا تحملاها , يدها مكسورة , نصف عينها اليمنى مغلقة ومزرقة , وشعرها مبعثر بحرية على نحرها , وملابسها متشربة بالماء , كانت ورقة مبتلة بالية , ارتعدت بليلة عاصفة , ارهقتها الحياة , وداست عليها الاقدام الزائرة , وحيدة هي ! تمالكت قواها الضئيلة , و وقفت بصعوبة واستندت الى الحائط , كان مثلها , مجعد , ومبتل , توجهت الى الباب القصير , اخفضت نفسها وخرجت , لا اختلاف !! هنا ايضا برد , وحدة , و خوف , همست و العبرات تتلألأ بعيناها - لِمَ نعيشُ نحن ؟ همس - لِنراقص الورود , التفتت بسرعة , حتى ان رقبتها كادت تُكسَر قالت بصوت خفيف مخاطبة نفسها - من اين هذا الصوت ؟ - حيث لا خوف ! بللت شفتاها المتشققة , بلعت ريقها مرتين او اكثر شدت قبضتاها وقالت بخوف اكبر - من انت ؟! لا شيء سوى قهقهة مجلجلة مع ذلك الا انها خافتة ! من هذا الذي يضحك , رباه ! - تعالي !! مشيت ببطء , خطوة للأمام , وخطوة حيث هي , وبين الاثنتين خوف ورعب , تقدمت وتقدمت , لترى ما كانت تتمنى ان ترى ,, بحيرة تحيطها اشجار زهور الياسمين , - مُذْهِل !! - يمكننا ان نخلق من الوحدة اصدقاء , التفتت مرة اخرى , ما هذا الصوت , يكاد قلبها يُخلع من شدة الخوف , بهمس من حيث لا تعلم - لا تخافي , هُنا انتِ بخير , عادت والتفتت لبحيرة الياسمين , اجتاحها الهدوء والاطمئنان , " نخلق من الوحدة اصدقاء ؟؟! " امالت رقبتها بريبة ,, تبدو كغريبي الاطوار , الذين نالت منهم الحياة ما نالت , تبدو متعبة ومرهقة , خالية من الالوان , جافة ! *** - عِند هذه البحيرة بالضبط كانت تجلس , واسفل شجرة الياسمين كانت تعزف , نوتات حجرية , موسيقى متيبسة رمادية , مكللة بزهور الياسمين البيضاء , تغني بصوتها المثقوب اغنية سلام و تتلذذ باذابة الحلوى في روحي , راقبتها لسنوات , جالسٌ على حجر اعلى التلة , ابتسم عندما اراها ترسم على الارض اصابع البيانو , وتداعب الارض باصابعها الجميلة , كم كانت ملامحها الغريبة توقظ الحنين في قلبي ؟ ** تهمُ بالقعود على الارض الباردة , و يداها ترقصان داخل الماء بحرية , ابتسمت ابتسامة خاطفة وتخلت الورود عن اغضانها و زهت و زُهِرت بثغرها , - اترين كل هذه الورود ؟ مسحت المكان بنظرة سريعة وهمست بريب - ما بها ؟ - تُشبهكِ , ابتسمت هازئة وطأطأت رأسها , تذكرت ان لا حق لها بالابتسامة , لا حق لها بوردة , لا حق لها بالحياة اكمل الهمس - حتى لو كانت ذابلة جميلة ! رفعت عيناها للبحيرة - لكن عبقها رحل , - ستتعطر بالياسمين ! - سيذبل الياسمين يوماً , - وينمو غيره , - ويذبل , - وينمو وينمو , كانت العجائب سبعة قبل هذه اللحظة , ثامنها حفرات التوت في وجنتيها , اما السبع الباقيات فكلها هي ! - انتِ جميلة بحق ! عادت لتظهر حبات التوت , و عيناها تشع ورداً , و من شفتاها يتقافز الجمال بصخب انفاسها النقية , و نظراتها المتسللة بخجل الى مكان الصوت , رفت رأسها مخاطبة الهمس - كم اكبر مدة لاندلام اعمق جرح ؟ - و اين الجرح ؟ - قلبي ,,! - لا اعرف , لكنه هو يعرف , اسأليه , - قلبي جاهل , - بل مُزهِر , - ليس كذلك , اجبني كم ؟ صمت لفترة لا بأس بها - علي الذهاب الان , همست باكية - لا ارجوك , همس بعيد - لن تنتهي الحياة ,,!! و ذهب , اختفى , تبخر , لم تكن تعلم ماذا تكلم ؟ ولم تعرف , ولا تريد ان تعرف , لسنوات افتقدت صوتها , وعندما عاد , عاد مثقوباً , متألماً , هامسا , خجلاً , **** لدقائق وهو ينظر الى مكانها , اسفل شجرة الياسمين , ويراقب رسمة اصابع البيانو , اعاد بنظره الى التراب , كان يرجو ان يكلمها , يحدثها عن الحفرة التي حفرتها في صدره, يمسك يداها ويهمس لها بلطف - احبك , - اسف يا من يغار الياسمين من وجنتاها , يا من عيناها اجمل من انعكاس قمرٍ , على بحيرة من حولها زهور الياسمين , يا صاحبة ثغرِ السُكر , انا اسف , لأنني لم اكلمكِ وانتِ تلتهمين نفسكِ قط , ارقدي بسلام , تنهد , جثى ارضا بالقرب منها وهو يبتسم - سيحيطكِ الياسمين دائماً , يا حلوتي !
__________________
FARES
|
|
|