أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-07-2016, 08:13 AM
فارس فارس غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 37,047
افتراضي ( المزاح ) سُنة ,لكن لمن يحسنه



(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:**

فإن الإنسان مدني بطبعه، ومع اتساع المدن وكثرة الفراغ لدى بعض**
الناس، وانتشار أماكن التجمعات العامة كالمنتزهات والاستراحات، وكثرة**
الرحلات البرية، والاتصالات الهاتفية، واللقاءات المدرسية، والتجمعات**
الشبابية، وتوسّع كثير من الناس في المزاح مع بعضهم البعض، دون**
ضابط لهذا الأمر الذي قد يؤدي إلى المهالك، ويورث العداوة والبغضاء.**


والمراد بالمزاح:**
الملاطفة والمؤآنسة، وتطييب الخواطر، وإدخال السرور.

[وقد كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك البخاري**
في باب الانبساط إلى الناس مستدلاً بحديث: « يا أبا عمير ما فعل النغير » .
وكذلك ما رواه أبو داود عن أنس- رضي الله عنه- أن رجلاً أتى النبي**
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله احملني.**
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنا حاملوك على ولد الناقة »
قال وما أصنع بولد الناقة؟**
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « وهل تلد الإبل إلا النوق » .**
وعن أنس- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:**
« يا ذا الأذنين » يمازحه [رواه الترمذي].**]

ولا شك أن لتبسمك لطرد السأم والملل، وتطييب المجالس بالمزاح**
الخفيف فيه خير كثير،**
قال ابن تيمية- رحمه الله-:**
"فأما من استعان المباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة"،
وقد اعتبر بعض الفقهاء المزاح من المروءة وحسن الصحبة، ولا شك أن لذلك ضوابط منها:**

1- ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين:**
فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولن إنما**
كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا
قد كفرتم بعد إيمانكم } [التوبة:65-66]**
قال ابن تيمية رحمه الله: "الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر
يكفر به صاحبه بعد إيمانه".**

وكذلك الاستهزاء ببعض السنن، ومما انتشر كالاستهزاء باللحية
أو الحجاب، أو بتقصير الثوب أو غيرها.**

[قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين- أثابه الله- في المجموع الثمين**
(1/63): "فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز**
لأحد أن يعبث فيه لا باستهزاء بإضحاك، ولا بسخرية، فإن فعل فإنه كافر،
لأنه يدل على استهانته بالله عزّ وجلّ ورسله وكتبه وشرعه، وعلى من**
فعل هذا أن يتوب إلى الله عزّ وجلّ مما صنع، لأن هذا من النفاق، فعليه**
أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية الله عزّ**
وجلّ وتعظيمه وخوفه ومحبته، والله ولي التوفيق". ]

2- لا يكون المزاح إلا صدقاً:**

قال صلى الله عليه وسلم: « ويل للذي يُحدِّث فيكذب ليُضحكَ به القوم**
ويل له » [رواه أبو داود].**

وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده**
بعض المهرجين : « إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه يهوي**
بها في النار أبعد من الثريا » [رواه أحمد].**

3- عدم الترويع:**

خاصة ممن ليدهم نشاط و قوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد،**
أو يستغلون الظلام وضعف بعض الناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع**
والتخويف؛ عن أبي ليى قال: "حدثنا أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم**
أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم**
فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله**
وسلم: « لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً » [رواه أبو داود].**

4- الاستهزاء والغمز واللمز:**

الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم، وبعض ضعاف**
النفوس- أهل الاستهزاء والغمز واللمز- قد يجدون شخصاً يكون لهم**
سُلَّماً للإضحاك والتندر- والعياذ بالله- وقد نهى الله عزّ وجلّ عن ذلك**
فقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا**
خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيراً منهنَّ ولا تلمزوا**
أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } [الحجرات:1]

قال ابن كثير في تفسيره: "المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم
والإستهزاء بهم، وهذا حرام، ويعد من صفات المنافقين".**

والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويُخشى على المستهزىء
أن يجازيه الله عزّ وجلّ بسبب استهزائه قال صلى الله عليه وسلم:**
«**لا تُظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك**» [رواه الترمذي].**

وحذر صلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء؛ لأن ذلك طريق**
العداوة والبغضاء قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم
لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا- ويشير إلى صدره ثلاث**
مرات- بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم**
على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه" [رواه مسلم].**

5- أن لا يكون المزاح كثيراً:**

فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم، وهذا عكس الجد**
الذي هو من سمات المؤمنين، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد**
والنشاط والترويح عن النفس.**

قال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله-: "اتقوا المزاح، فإنه حمقة تورث الضغينة".**

قال الإمام النووي- رحمه الله-: "المزاح المنهي عنه هو الذي فيه**
إفراط ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن
ذكر الله تعالى: ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد،**
ويسقط المهابة والوقار، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي**
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".**

6- معرفة مقدار الناس:**

فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار، فللعالم حق، وللكبير تقديره،**
وللشيخ توقيره، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه**
ولا الأحمق ولا من لا يُعرف.**

وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز:**
"اتقوا المزاح، فإنه يذهب المروءة".**

وقال سعد بن أبي وقاص: "اقتصر في مزاحك، فإن الإفراط فيه**
يُذهب البهاء، ويُجرِّىء عليك السفهاء".**

7- أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام:**

قال صلى الله عليه وسلم: «**لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت**
القلب**» [صحيح الجامع 7312].**

وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "من كثر ضحكه قلت هيبته،
ومن مزح استُخف به، ومن أكثر من شيء عُرف به".**

فإياك إيّاك المزاح فإنه يجرِّىء عليك الطفل والدنس النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهاءه ويورثه من بعد عزته ذلاً

8- ألا يكون فيه غيبة:**

وهذا مرض خبيث، ويزين لدى البعض إنه يُحكى ويقال بطريقة المزاح،
وإلا فهو داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « ذكرك أخاك بما يكره » [رواه مسلم].**
__________________
FARES
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM.