أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .
|
#1
|
|||
|
|||
إرهاق و مراهقة , [ ليالي لا نوم فيها ] .
تململت في سريرها للمرة العاشرة تحاول النوم , شدت غطاء السرير حول جسدها أكثر لعله يوقف الرعشة الخفيفة التي تشعرها بالبرد .
فكرت . مع أن الغرفة دافئة لماذا تشعر بالبرد ؟ و للمرة الألف لم تجد الجواب , أخذت ذكرياتها تتقافز أمام عينيها ككل ليلة ؟. صوت قريباتها يضحكن عليها غير عالمين أنها تسمعهن هامسين بغباء " هي مو هنا صح ؟ " . ثم تنطلق ضحكاتهن بابتذال بعد رأينها تنظر إليهن . ظل عمتها الكريهة العريضة الجثة وهي تصرخ في وجهها بعنف . مظهرها وهي تجلس وحيدة في الاجتماع العائلي الأسبوعي على أحد الأرائك بينما الجميع يتحدث مع شخص ما . شفتاها المتصلبتين على شكل ابتسامة وداخلها يصرخ بألم . نظرات أمها الصامتة بينما أخواتها منهمكين في السخرية منها و الصراخ عليها . تنظر إليها بصمت دون أن تدافع عنها , أمها المثالية في وجه المجتمع , لا تدافع عنها حين تصرخ عليها عمتها أيضا . أدركت أنها وحيدة و عليها أن تكون قوية حتى تجتاز هذه المرحلة . هذه المرحلة ؟ , تبا لها ! كم سنة عليها أن تنتظر ! كم سنة عليها أن تتحمل السخرية و التعليقات السامجة حولها و عن كونها مراهقة ! من هم حتى يحكموا عليها و يجرحوها هكذا ؟! متى كانت المراهقة عيبا ! تقوس جسدها بشدة و أحكمت الغطاء حولها مرة أخرى . ضغطت على شفتيها بقهر عندما أحست بالدموع الدافئة تنزل من عينيها . تذكرت أخواتها . و هن أخواتها لا يتوانين عن التحدث عنها وراء ظهرها عندما تغيب للحظات فقط . أصبحت مليئة بالهواجس , ما إن تقول شيء عن تشعر بأن الكل يتهامس ساخرا منها , لا تستطيع إكمال جملة صحيحة بسبب هذا . سرت قشعريرة باردة في جسدها في جسدها عندما تذكرت أمها وهي تضغط على يدها و تقول بصوت جامد " اركدي " . لماذا ؟ ما الذي فعلته ؟ تلك الكلمة كانت كفيلة بتحويل الأبيض أسود أمام عينيها , وجه أمها الجامد لا يبشر بالخير دائما . كل ما اقترفته كان هو أن تصبح " نفسها " . أن تكون على سجيتها الحقيقية و تكسر الصمت حولها ! هي الحقيقية ملونة بالأحلام مزدانة بالنشاط و الحيوية . هي الحقيقية التي تظهر في المدرسة فقط . بين من تعرف أنهن لن يتحدثن وراء ظهرها بسوء عنها ! ترتعب بشدة عندما تقابل أحد صديقاتها أمام أخواتها في أي مكان عام . حيث تذوب الحواجز التي وضعتها حول نفسها دون شعور منها لتظهر هي الحقيقية , كانت تشعر بنظرات أخواتها تخترق ظهرها معتصرة قلبها هنا يكون الخوف الحقيقي ! . كلمة أمها تلك تشعرها بالاختناق , تشعرها أن أمها ترفض شخصها الحقيقي , عاودها الشعور الخانق فرمت بالغطاء بعيدا عنها بعنف . تسارعت أنفاسها بقوة كأنها تحاول التنفس , كأنها تحاول الإبصار داخل الظلام الحالك . و مجددا , تذكرت أخواتها , تذكرت أختها التي تكبرها ببضع سنوات , أختها الجميلة المليئة بالأنوثة بينما هي خالية منها , شعرها الطويل و صوتها الناعم و رائحة عطرها الساحرة . أختها المحبوبة لدى الجميع , كانت تدرك أنها أجمل من أختها , ملامحها هي أجمل بكثير منها , لكن شيء ما فيها كان يشعرها بالانتقاص . يشعرها أنها أقبح من على الأرض مع أنها ليست كذلك . أطلقت تنهيدة حارة خرجت من أعماقها , ثم تكورت حول نفسها كأنها ترتاح من معركة مؤلمة مع الذكريات , مع الواقع الذي تعيشه , من المراهقة , من كل شيء . أسبلت عيناها بإرهاق لتعود لمحاولات النوم الفاشلة , و غدا معركة جديدة , في ليلة لا نوم فيها .
__________________
FARES
|
|
|