أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2015, 10:19 PM
الصورة الرمزية امينة خالد
امينة خالد امينة خالد غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 3,245
افتراضي ليت لي قلباً أكبر لأحبك كما يليق بك

في أحد الأحياء الفقيرة .. الساعة
فتحت عيونها على صوت اذان الفجر .. فركت عيونها .. جلست دقيقة تتمغط تصحصح .. قامت بنشاط .. أتوضت وصلت بعد ما أنتهى الشيخ من الأذان وقامت الصلاة لا اله الا الله يا رب عفوك ورضاك .. راحت الحمام اكرمكم الله ..
اخدت شاور ولبست ورفعت شعرها بشباصه ناعمه .. كالعادة تتجهز لعملها لبست عبايتها وحجابها .. اتناولت شنطتها من الخزانة .. طلعت من غرفتها .. دخلت المطبخ .. فتحت الثلاجة .. اخدت منها قطعة من الجبن وخياره ورغيف من الخبز .. قعدت تاكل .. خلصت فطور
طلعت من المطبخ .. راحت عند القعدة اللي محاوطة بيتهم وكانت عبارة عن حديقة صغيرة فيها ورود وشجرة زيتون وشجرة لوز أخضر .. أبتسمت وهي أتشوف امها كانت تعجن خبز الطابون
أبتسمت بحنان وقالت : يعطيكي العافية ماما .. يسعد صباحك يا احلى ام بالدنيا .. وراحت باست راسها .. ام خالد بحب : الله يسعدك يا بنيتي ويرضى عليكي ويرزقك ابن الحلال اللي يسعدك
اتلاشت الأبتسامة من وجهي وانا اسمع سيرة الزواج ... لا يا امي الا هالسيرة ما تجيبيها قدامي .. غمضت عيونها بالم ..
وهي اتحاول اتكون احسن وتتمالك نفسها .. : ماما انتي بتعرفي اني ما بحب هالموضوع ورافضة الزواج من اساسه ..
ام خالد بحزن على حال بنتها : بس يا يمه بصيرش تعملي بحالك هيك .. الماضي ماضي انسيه يا بنتي انسيه الله يرضى عليكي .. لا اضيعي شبابك
نغم بألم : طيب مين اللي قتل نادية يا امي .. مش جوزها .. انا بكره كل الرجال مستحيل مصيري يكون متلها مستحيل ... مستحيل اكون ضعيفة
وغبيه وادفن نفسي بالحيا واخلي واحد يتحكم فييي فاهمه علي يا امي .. انا مستحيل اكتب اسمي على اسم رجال عشان يضربني ويهيني ويمس كرامتي
ويقتلني متل ما عمل الحقير في اختي .. قعدت على الكرسي في حزن وهي تمسح دموعها ... ااه يا اختي يا ريتني ما تركتك يومها يا ريتني ما روحت وتركتك
ام خالد كان حالها مش أحسن من بنتها .. هي ام وفقدت بنتها بكرها روحها ... بعز شبابها تاركة اولادها .. مسحت دمعة متمردة اتسللت على خدها
وحاولت اتقوي نفسها .. علت صوتها : اسمعي منيح يا نغم .. اختك هاد نصيبها من الدنيا واللي صار قضاء وقدر .. والكلب بالسجن وما رح ينجى من عملته
وحق اختك مش رح ايضيع .. مش كل اصابعك زي بعض .. وشيلي كل هالتفكير من راسك .. اي رجال بطلبك وكان منيح وسمعته طيبة رح تتزوجيه
ما زالت نغم على حالها .. كانت تبكي بصمت وهي اتردد بينها وبين نفسها مستحيل مستحيل اكون ضعيفة متل اختي مستحيل اخلي رجال يكتب اسمه على اسمي
مسحت دموعها .. وقامت بقلة حيلة : انا رايحه الدوام .. أستأذنت وطلعت .. مشت حتى وصلت عند الموقف شافت صديقة عمرها واقفة وتنتظرها
ابتسمت ابتسامة ذابلة وراحت عندها .. سلمت عليها : صباح الخير ... وردة بحب : صباح النور يا عمري .. ليش طولتي اقلقت عليكي مش بالعادة .. نغم وهي
تتنهد نزلت راسها بالم ورجعت رفعته .. وردة فهمت : نفس الموضوع ؟ هزت نغم راسها ... امي مصره انه اي رجال بطلبني وكان منيح بدها اتوافق واتزوجه غصب عني اتخيلي
وردة بعتب : كلام خالتي ام خالد صح يا نغم .. وانا فاهمتك ومعك انه اشي صعب كتير اللي شفتيه وما اتخيله عقلك بس الحياة بدها تمشي يا عمري .. مستحيل اضلها موقفه هيك
كرهك للزواج والرجال ما في اله مبرر .. نغم مش معناها صار في اختك هيك رح يصير فيكي نفسها .. نغم بتعب وحاسه انها بتموت : وردة الله يخليكي سكري الموضوع
اتنهدت وردة ما في فايدة كل يوم بتكرر نفس هالحكي وما بتقتنع .. كانت زعلانة على صاحبتها علاقتهم اتعدت مرحلة الصداقة كانت تعتبرها اختها اللي ما جابتها امها
انتظروا كم دقيقة حتى وصول الباص وركبوا ..


وصلوا الكفتريا .. راحوا الغرفة الخاصة بالعاملات ولبسوا زي الكفتريا الموحد الخاص بالنساء .. واتوجهوا لمكانهم المعتاد ليباشروا العمل .. ابتسمت ام احمد وهي اتشوف وردة ونغم جايات
وردة ونغم بحب : يسعد صباحك خالتي ام احمد ... ام احمد وهي تفرد اترتب الصينية لأحد الزبائن ردت بأبتسامة : هلا ببناتي الحلوات .. كيف اصبحتن ان شاء الله بخير
ردت وردة بحيوية : الحمد لله يا خالتي تمام .. ابتسمت ام احمد واجت عيونها على نغم اللي كان واضح عليها الحزن واثر الدموع .. نظرت لوردة وهي اتأشر بعيونها اتجاه نغم
فهمت عليها وردة واتنهدت بقلة حيلة وهي ترفع اكتافها بعجز بعد صمت كم ثانيه اتحركت وردة وهي اتقول ... : خليني ابدا بالشغل اوصل الطلبيه .. اخدت الصينية من ام احمد وهي اتشوف الرقم لأي طاولة ...
نغم قامت اخدت طلبية من الطلبيات الموجودة وبلشت دوامها المعتاد ... وهي تتجاهل النظرات اللي كانت عليها من كل صوب .. مضى ساعه عليها وهي اتقدم طلبات
راحت ترتاح شوي .. ام احمد بحنان : ريحي حالك يا بنتي .. مبين عليكي تعبانه بخلي البنات يغطوا عنك
ابتسمت نغم بخجل : عادي خالتي انا منيحة ... ام احمد هزت راسها وكملت شغلها .. قاطع الهدوء اللي عم على المكان صوت خولة وهي تدخل : نغم المدير بده يحكي معك
نغم بخوف .. : ليش .. مها هزت اكتافها تعبيراً على عدم المعرفة .. ام احمد استغربت شو بده المدير منها شجعتها وقالت : قومي يا نغم شوفي المدير بلاش تتأخري عليه ان شاء الله خير
قامت نغم وهي خايفة اول مرة بطلبها المدير لمكتبه .. خافت يفصلوها من الشغل وهي بصعوبة لاقته .. صادفت بطريقها وردة .. وردة بأستغراب : وين رايحة .. نغم بخوف : المدير طلبني اول مرة بطلبني لمكتبه
وردة بضحكه : انتي كل شي بتعملي منه قصة يمكن اشي بخص الشغل ... نغم بخوف : الله يستر ... وردة : يلا نغم روحي ما تتأخري عليه شو رح يكون غير الشغل لا اتخافي .. هزت راسها بتأييد وراحت
.. طلعت في الأصنصير للطابق الثاني وهي خايفة .. دخلت المكتب شافت السكرتير .. : لو سمحت انا طلبني المدير .. هز راسه وهو يقول : اتفضلي المدير بإنتظارك .. دقيت الباب قبل ما ادخل اسمعت صوته وهو يسمحلي بالدخول
دخلت بخوف وانا محتارة شو رح يكون بده مني المدير .. مشيت شوي ووقفت على طرف الباب يا دوب دخلت وقلت : السلام عليكم ..
اسمعت صوته وهو يرد علي : وعليكم السلام .. اهلا يا اخت نغم ليش واقفة اتفضلي .. اتقدمت وانا بحاول اتوازن بالمشي وثواني الا وانا قاعدة ..
رفعت راسي وناظرته وقلت وانا احاول اعدل صوتي : اهلا استاذ انتا طلبتني .. محمد هز راسه وهو يبتسم : صحيح .. انسة نغم انا استدعيتك عشان اخبرك انه تم نقلك للقسم الاخر
ومن بكرا رح يبدأ دوامك في قسم ال vib طبعاً هو قسم أفضل بكثير من القسم اللي كنتي فيه .. رديت بضيق : بس استاذ انا مرتاحة بمكاني
محمد يبتسم : انا فاهمك اخت نغم لكن هاد القرار نهائي لأنه في اكتفاء للعاملات بهالقسم .. شو رايك موافقة
نغم بتردد وهي مضايقة .. سكتت دقائق بعدين قالت بقلة حيلة : خلص استاذ انا موافقة .. هز راسه وهو يبتسم : على بركة الله من بكرا بتبدأي ان شاء الله
اتشكرته وطلعت وانا كنت كتير مزعوجة .. انا ممتنة من عملي واتعودت على العاملات فيه .. ليش انا بالذات نقلوني .. مشت وصلت القسم .. شفت وردة مستندة على الحيط
وباين انها كانت بتستناني .. اطلعت عليها بحزن .. شفتها اجتني وهي خايفة : خير نغومة مالك حبيبتي وجهك مصفر ؟؟ شو صار معك .. شو بده المدير
نغم بحزن : نقلوني من هالقسم ورح يبدا من بكرا دوامي في القسم التاني ال vib يعني رح ابطل اشوفك بالشغل كيف رح اتركك واترك خالتي ام احمد والبنات انا اتعودت على هالقسم
وردة حطت ايدها على تمها ونطت : احلفي رح تشتغلي في قسم المميزين وزعلانة
نغم وهي ترفع حاجبها : وشو يعني .. خير يا طير ومميزين شو بدي فيهم ... يا بنت الحلال بحكيلك رح اترككم واروح قسم تاني بتحكيلي المميزين
وردة وهي اتكش عليها بأيدها : عنجد انك مجنونة بتعرفي شو يعني قسم المميزين يعني يا هبولة راتبك رح يعلى وغير هيك كل يلي فيه من الطبقة المخملية الاغنياء يعني .. واذا جيتي على موضوع انه مش مع بعض
عادي ما بينا الا هالحيط وهالطابق .. في وحدة بصحلها ترقية ومكان افضل وبتحكي لا .. نغم بملل : انا مش عارفة ليش انا بالذات نقلوني في كتير غيري ليش انا يعني
وردة وهي نفسها تضربها : ولك احمدي الله في غيرك متمني يشتغل بالاقسام المميزة وانتي بتحكي .. وهي بتقلد صوتها وطريقتها ليش انا بالذات في كتير غيري ..
نغم بخوف : الله يستر بس .. امشي انكمل الشغل خلي هاليوم يعدي على خير .. راحت وخبروا ام احمد وباقي البنات زعلوا انه رح اتفارقهم لأنهم اتعودوا عليها وبنفس الوقت فرحوا الها
لأنه القسم حلو وراتبه اعلى ...


صارت الساعة 4 العصر ودقت الساعة معلنه عن انتهاء الدوام .. راحن وردة ونغم على غرفة التبديل .. ولبسوا لبسهم وطلعوا .. كالعادة وقفوا عند الموقف ينتظروا الباص اللي بوصلهم للقرية
وردة بحزن : صح رح افقد حركتك معي بنفس المكان .. بس شو بدنا نعمل نغومة احنا مضطرين للشغل
نغم ضربتها على كتفها : سبحان مغير الاحوال على اساس من شوي كنتي رح تموتيني من الحماس وقسم المميزين
وردة ضحكت وهي اتبرر : شو بعرفني اتحمست انه قسم مميز وكل الزباين فيه اغنياء يعني اشي حلووو بس صارت الشغله جد وشفت من ناحية انه مش رح نشتغل مع بعض بعرفش زعلت
ضحكت نغم عليها : طيب يلا امشي يا مجنونة اجى الباص بديش يروح علينا زي المرة اللي مضت
اليوم اتأخروا بالشغل لأنه كان في كتير زباين وطلبات .. راحوا الباص وطلعوا .. متوجيهن لقريتهم



وصلت البيت اخدت المفتاح من شنطتها وهي اترجع شعرها اللي كان يحركه نسمات الهواء الباردة .. شافت امها واخوها قاعدين .. سلمت وقعدت
ام خالد بحنان : حضرتلك الاكل يامي هياته موجود على طاولة المطبخ .. قومي رمي اعضامك
نغم وهي اتقوم : لا ماما مالي نفس اكل اشي بس بدي انام تعبانة .. عن اذنك وقامت اجت بتدخل غرفتها .. وقفها صوت اخوها خالد اللي كان يتابع حديثها مع امه بصمت : استني عندك
غمضت عيونها وهي اترص على سنانها بغضب ... استغفرت الله والتفتت ناحيته .. واعطته نظرة انه اتفضل شو في ..
خالد بغضب : ليش اتأخرتي زي هالوقت كان كنتي من ساعتين جايه .. وين كنتي اتصيعي واتلفلفي
نغم بعصبية : شو شايفني انتا ، صايعة من بنات الشوارع ، اتأخرت لأنه كان في شغل كتير وطلبيات كتيرة طلب المدير منا انضل ساعتين زيادة
خالد رفع حاجبه وقام عندها ومسكها من ايدها بقوة قامت امه بسرعه وهي اتشوفه بده يضربها وصارت تبعده عنها بخوف : خلص يامي يا خالد شو عملت اختك اتركها وصارت تبكي
انتو بدكم اتجننوني بدكم اتخلوني افقد عقلي بكفي اختك الكبيرة راحت جاي اتكمل علي وتدبحني كمان مرة يا خالد ابعد عنها
خالد بعصبية : يما خليني اربيها هاي البنت بدها تربية من جديد اتوجه لنغم وهو يمسكها من شعرها وهي اتحاول تبعده :ولي اذا هالصوت بتعليه علي تاني مرة بدي اقصلك السانك فاهمه .. ورماها على الارض وراح .. صارت تبكي من الالم وهي اتحس بالوجع بكل جسمها
امها ضمتها بحنان : خلص يا عمري انتي .. وصاارت تبكي على حالهم وقسوة ابنها على بناتها .. حسبي الله ونعم الوكيل
نغم بداخلها كانت تتقطع من الالم وقسوة الايام اللي كل يوم بتذوقها وبتشوفها ... قالت بحقد بكرهكم بكرهكم كلكم مجرمين وقاسيين ما في ولا رجال منيح مفكرين انكم بتقدرو تعملوا فينا شو ما بدكم واحنا نسكت لالا لهون وبس انا بورجيك يا خالد
ارتميت بحضن امي وانا نفسيتي كل مالها بالحضيض شديتها الي اكتر وانا مش قادرة اتحمل اللي بصير معي من كل مكان من مين ومين بدي الاقيها من اخوي ولا من موت اختي اللي دبحني


قمت من حضن امي وانا رايحة متوجهة على غرفتي اوقفت عند بقايا المرايه اللي من يومين كسرها اللي بتسمى اخوي بأيده .. شفت بشرتي البيضاء متحولة للون الأحمر وعيوني حمر من البكي .. مسكت ايدي
وانا افرك مكان شده الها بالم كانت اتوجعني وكل ما حركتها اتوجعني .. لأيمتى رح اتحمل كل هالاهانات والضرب والالم .. انا اتعبت والله اتعبت نزلوا دموعي لا ارادياً ورجعوا خدودي يحرقوني من كتر ما بكيت
اتوجهت لسريري ورفعت الفرشة واخدت صورة اختي وقعدت على الارض وانا اشوف صورتي مع اختي وابوي واحنا نبتسم بسعادة .. ضميت الصورة وانا دموعي كل مالها بتنزل غصب عني
ااه ليش رحتوا وتركتوني يا حبايبي يا دنيتي .. والله اني مش قادرة اعيش بلاكم .. والله اشتقتلك بابا اشتقت للسعادة بوجودك .. اختي حبيبتي تؤام روحي ليش تركتيني ورحتي والله حياتي بدونك ظلام يا نور عيوني
ما قدرت تتحمل حطت الصورة مكانها واتكورت على نفسها لعل وعسى اتنام وترتاح لو شوي بس .. رحيل اختها ومعاملة اخوها القاسية كان مخلي نفسيتها بالحضيض ...




في بيت مجاور .. بيت ابو وليد عم نغم.. الساعة السادسة مساءاً
كانوا قاعدين بتقهووا بالمجلس الصغير ..
ام وليد بكشره : بس انتا بتعرف يا ابو وليد انه بنت اخوك ما عندها نية بالزواج وحتى رافضته .. والكل بعرف هالشي
ابو وليد بصرامة : بتوافق غصب عنها .. وليد ابن عمها كون حاله وفتح محل يعيش منه شو ناقصه ..
ام وليد بلؤم : يا ابو وليد البنت متعقدة من الزواج بكرا اذا اخدت ابننا رح اتجننه وهو يا حبة عيني بده وحده اتريح باله واطيعه مش اتنكد عليه اسمع مني وخليني اشوف وحدة من بنات هالقرية الله مكترهن
ابو وليد بغضب : نوخدله وحدة من بنات القرية .. وبنت عمه شو بتعمل يا فالحه .. نغم بنت اخوي هي اللي بتزوجها وليد رضيتي ولا عمرك ما رضيتي انا اليوم رح احكي مع خالد
وطلع وتركها تغلي من قهرها .. كيف ياخد بنت نائلة كيف .. ما بكون ام وليد اذا زوجت ابني لهالسفاحات .. دخلت ريهام استغربت وهي اتشوف امها بتغلي من القهر وملامح الغضب على وجهها
قعدت بالكنبه اللي جمب امها وقالت : خير ماما مالك معصبة شو في .. ام وليد : ابوكي بده ياني اخطب اللي ما بتتسمى نغم لوليد
ريهام بسعادة ما صدقت : عنجد ماما رح تخطبوا نغم لوليد ... والله مش مصدقة ...
ام وليد كشرت : ومالك انبسطي ليكون بدك نخطبها وموافقة ..
ريهام باستغراب : وليش ما افرح ماما نغم بنت عمي ومتربيين سوا مش غريبة ...
ام وليد بعصبية : اسكتي طيب اسكتي .. اساسا مش جالطني بهالدار الا انتي وابوكي ... شو في سمعتهم كيف على كل السان ولا ليش ساهر قتل نادية لولاها مش عاملة اشي غلط
ريهام بحزن : ماما لا اتجيبي سيرة هالسافل على السانك بكفي قتل بنت عمي بعز شبابها على ذنب هي ما ارتكبته قامت بزعل من عند امها وطلعت
ام وليد بعصبية : كان ناقصني انتي كمان .. ومسكت جوالها واتصلت على اختها دلال ..
دلال : هلا يا امنه كيف حالك ياختي
ام وليد لوت بوزها : والله منا بخير ياختي لو تسمعي بالمصيبة يلي طلعلي فيها زوج اختك ...
دلال اللي كانت ما بتقل خباثه ولؤم عن اختها قالت بكشره : وشو صاير كمان هالمرة يا امنه .. شو عاملك
ام وليد : بده ياني اخطب بنت نائلة لوليد ..
انصدمت دلال وهي اتقول بسرعه : شوو شو هالحكي يلي بتحكيه يا بنت الحلال ... شو بدك فيها اتجوزيها لأبنك قلة بنات
ام وليد بغضب : هو انا يلي بدي هالاشي يا دلال بحكيلك ابو وليد مصر بده ياها لوليد عجزت اقنعه انه بديش اياها .. ولا البنت كمان بدهاش تتجوز يا بعدي رافضة الزواج عشان اتجننلي ابني
دلال بقهر : ورانيا اللي بتستنى ابنك يا امنه شو احكيلها بس تعرف انه بده يخطب بنت نائله شو احكي للبنت بعد ما اتعلقت بابنك
ام وليد بخبث : خلينا انشوف شو بده يصير ووين راح يوصل الموضوع بدناش نسبق الاحداث .. انتي تحكيش اشي لرانيا بلكي هديك اللي ما بتتسمى ترفض واتريحنا منها واتخافيش ياختي
لو اخر يوم بعمري رانيا لوليد ووليد لرانيا ..
دلال بابتسامة : اه هاي اختي اللي بعرفها ... احكيلي اول باول كل شي بصير .. ام وليد بضحكه : ولا يهمك يا غالية ..


في غرفة اخرى من البيت ..
كان نايم على سريره وهو يبتسم بسعادة .. اخيراً اخيراً راح يتحقق هالحلم ورح اتكوني ملكي يا نغم ..ااه كم انتظرت هاللحظة اللي اتكوني فيها حلالي .. الله يقدرني اسعدك
يا نور عيوني واعوضك عن كل يلي شفتيه .. قعد يفكر بردة فعلها يا ترى راح اتوافق عليه او راح اتعارض .. مسح هالفكرة من راسه انها ترفضه .. لا ان شاء الله اتوافق
انا ابن عمها واولى من الغريب .. نادية الله يرحمها اخدت غريب وكانت النتيجة قتلها .. لا اكيد راح اتوافق ... ابتسم وهو يسترجع احلامه من وهو صغير وحبه الها لحد ما
غفي ونام ..


سمعت دق الباب طلعت من المطبخ وهي اتنشف ايديها من الصابون .. وفتحت الباب .. شافت عمها ابتسمت ابتسامه ناشفه : اهلين عمي اتفضل .. ابتسم ابو وليد ودخل
وهو يقول: اهلين بقمر هالعيلة .. هلا بحبيبة عمها ... كنت احب عمي لأنه من اتوفى ابوي ما تركنا لحالنا كان يساعدنا وهو يا دوب يأمن احتياجات اولاده وعيلته ..
كان عزوة النا ووجوده بينا سند النا.. : اتفضل عمي ارتاح .. اجت ام خالد بابتسامه : يا هلا بابو وليد نورت الدار بوجودك ..
ابو وليد بابتسامة : الدار منورة باهلها يا ام خالد ..
جلست ام خالد وبطيبة : كيف ام وليد والبنات ان شاء الله بخير
ابو وليد : كلهم بخير وبصحه وسلامة بدهم سلامتك .. هزت راسها ام خالد بابتسامه : الله يرضى عليهم ويسعدهم يا رب .. روحي يا نغم اعملي قهوة لعمك
هزت راسها نغم واتوجهت للمطبخ .. التفت ابو وليد لأم خالد بعد ما راحت نغم .. : والله يا ام خالد انا جاي بدي افاتحك بموضوع ببالي من زمان بس كنت استنى الوقت المناسب
حتى اتحسنت الظروف وصارت الاوضاع احسن .. وانتي عارفه البير وغطاه .. هزت راسها ام خالد : اتفضل يا ابو وليد خير ان شاء الله
ابو وليد : ما في الا الخير ان شاء الله .. بتعرفي وليد مش صغير وكون حاله وصار عنده محل يجيب رزقه منه ومستعد يتزوج .. وانا ما بلاقي احسن من بنت اخوي الله يرحمه
ام خالد ما عرفت شو تحكي .. اتفاجئت من الموضوع .. ابو وليد : انا بحكي انه نزوجهم وهي مش رايحه عند ناس غربيه .. بتلميح .. وبديش يصير مع بنت اخوي اللي امانه برقبتي زي ما صار قبل ها شو قلتي
فهمت عليه على طول وعلى تلميحه نزلت راسها بحزن .. وقالت : الشور شور البنت بالنهاية يا ابو وليد شو بتحكي هي انا موافقة ..
ابو وليد هز راسه : انتي أسأليها خلينا انشوف رأيها .. انا قلت لخالد وهو وافق .. وما كمل كلامه الا كان الباب ينفتح وخالد يدخل .. ابتسم خالد وهو يشوف عمه : يا هلا بعمي وانا بحكي ليش البيت منور
ضحك ابو وليد على ابن اخوه اللي بشوف فيه اخوه الصغير .. : الله يرضى عليك يابني يا خالد .. ها انا كنت احكي للوالدة عن موضوع وليد ونغم ..
خالد وهو يمسك كرسي ويقعد .. ويقول بجدية : خلص اعتبر نغم صارت لوليد يا عمي انتا اطمن ...
ام خالد باعتراض : بس انتا مسألتش اختك يا خالد .. اسألها اول .. تعطيش كلام من عندك ..
خالد وهو يرفع حاجبه : يما من متى احنا بنسأل بهالمواضيع .. اللي طالبها ابن عمها مش واحد غريب .. ولا بدك قصة نادية تنعاد .. يما اتخليش المأساة تنعاد
ام خالد بوجع : حتى ولو يا خالد بكفي اختك نادية راحت .. برضايه عليك اتزعلش اختك وتجبرها على اشي بدهاش اياه يامي ...
خالد بغضب : يما مش كل كلمة بحكيها اتجبيلي سيرة نادية .. خلص ابن عمها اولى فيها من الغريب والتفت لعمه عمي احنا موافقين ومتى ما بدكم احنا جاهزين
ابو وليد ابتسم : وهاد عشمي بابن اخوي ..وقف ومسك عكازته .. اذا على بركة الله .. بكرا بنجي انا و وليد وبنحدد موعد كتب الكتاب ..
خالد هز راسه بموافقة وتأييد لكلامه .. : بدري يا عمي اقعد اشرب كاسة قهوة على الاقل .. تحت نظر ام خالد اللي كانت بداخلها بتنوح على اللي بصير وهي عارفه بنتها انها رافضة الزواج
ومش عارفه شو بدها تعمل وكيف بدها تحكيلها
ابو وليد .. مرة تانية ان شاء الله .. يلا عن اذنكم وطلع ولحقه خالد وهو يودعه للباب
من جهة تانية في المطبخ .. حطيت ايدي على تمي من الصدمة وانا مش قادرة اصدق اللي بصير .. شو اللي قاعده بسمعه انا .. بدهم يجوزوني لوليد .. قعدت على الكرسي بخوف
مستحيل اوافق مستحيل اسمح انهم يغصبوني على اشي ما بدي اياه مستحيل .. نزلت دموعي انا مش مصدقة .. لو على موتي ما بتجوزه لو على موتي سمعته وهو يطلع طلعت بسرعه
وهي اتشوف اخوها وامها بخوف ونظرات توسل : بترجاكم بديش اتجوز ماما ما بدي اتجوز مستحيل اوافق .. خالد وعيونه بتقدح شرار راح بسرعه عندها .. ومسكها من شعرها
وهو يقول بصوت كفحيح الافعى ويشد على شعرها : بدك تتجوزيه واجرك فوق راسك فاهمه .. اتخلنيش ادفنك وانتي حية .. بدك تتجوزي وليد غصب عنك فاهمه
نغم بقوة وهي اتحاول اتخليه يتركها : لا مش فاهمه بديش اتجوزه وما رح اسمح لأي انسان يهيني ... بديش ايااااه
ام خالد وهي دموعها تنزل على حظ بناتها : خلص يامي هدي حالك .. وليد ابن عمك ومشتريكي وبده ياكي ليش رافضه يامي ليش
بكيت بقوة وانا انزل عند رجلين امي وماسكة ايديها : ابوس اجريكي يا ماما اغصبيني على كل شي الا على الزواج منه .. ما تدفنيني بالحيا يا ماما بترجاكي
ام خالد نزلت لمستوى بنتها وهي اتشيلها واتحطها بحضنها : بترجاكي يامي تعمليش بحالك هيك .. قومي قومي الله يهديكي ... روحي غسلي وجهك وما بصير الا اللي بدك ياه
خالد وهو يرفع صوته ويشد على كل كلمة بحكيها بغضب : بدك تتجـــــــــوزي وليد .. يعني بـــــــدك تتجــــوزيه هالمسرحـــــــيه اللي عملتــــيها من شوي ما بتمـــشي عندي .. وبكرا جهزي حالك وخليني اسمعلك صـــوت او اعترااض
وطلع وسكر الباب بقوة ... ما قدرت اتحمل وانا اشوف كل اشي بصير عكس ما بدي التفتت لأمي بخوف وانا مش مصدقة : ماما عنجد رح اتجوزوني لوليد عنجد هالحكي .
ام خالد بقلة حيلة ضمتني : حبيبتي نغم يا نور عيوني انتي .. والله وليد ابن عمك منيح .. وافقي عليه يا بنتي .. احنا مش قد اخوكي انتي بتعرفيه بس يعصب
انا من بين دموعي : ماما بترجاكي ما بدي اتجوزه ... مستحيل اسمح لأي حدا يهيني بدك يقتلوني زي ما قتلوا نادية .. مسحت دموعي وانا ارجف من الخوف
امي بوجع وهي تمسح على وجهي : بسم الله عليكي يا عمري بعيد الشر عنك يا ضو عيوني .. اقبلي بنصيبك يا امي اقبلي فيه اخوكي وعمك مش رح يتركوكي بحالك
صدقيني يامي ما بدي اخسرك زي ما خسرت اختك بترجاكي وافقي يا بنتي وافقي وريحي قلبي الله يريح قلبك ..
هزيت راسي بالم وقمت من حضن امي ومشيت وانا مش عارفه وين رايحة .. فتحت الباب واطلعت ولحقتني امي وهي اتنادي علي مكنتش حاسه عليها ولا سامعه اشي الا اني بدي اطلع
من هالمكان اللي انا فيه .. مشيت وانا مش عارفه وين بمشي ... وكانت امي وراي لاحقتني كانت ادموعي اتعبي عيوني وانا مش مصدقه اللي بصير معي .. مشيت بنص الشارع وانا كأني بغيبوبه
عقلي مش معي .. فاقدة تركيزي .. كان كل همي اروح عند اختي نادية .. بدي ارتاح زي ما ارتاحت .. جيت بدي اقطع الطريق ما عديت الا سيارة مسرعة طيرتني غمضت عيوني بوجع
واستسلمت لقدري .. حسيت بسواد حاوط كل عيوني وغبت عن الدنيا ...
نزل من السيارة بسرعه هو وصاحبه بخوف وراح عندها بسرعه وهو يشوفها مرمية وكلها دم .. اجى بشيلها ويحطها بالسيارة يوديها المستشفى بسرعه وشاف حجه بتركض وبتعيط
ام خالد صارت اتولول وهي تركض واتشوف بنتها بهالمنظر : بنتي بنتي نغم يا عيون امك يا قلبي وصلتلها وهي تنزل ناحيتها اصحي يامي اصحي يا قلبي وصارت تبكي بخوف وهي اتشوف الدم ينزل من كتفها
سمعت صوته وهو يعلي صوته بسرعه بسرعه خلينا انوديها المستشفى لسى بتتنفس ... ركبت بسرعه وهي تبكي يا رب احميها يا رب الطف فينا ..وصلوا المسشتفى على طول اخدوها للعمليات
وقفت ام خالد وهي تبكي : ااه يا بنتي انتي واختك ما اتهنيتهن بشبابكن .. ااه على حظكن يا قلبي .. يا رب احميها وما يكون صاير فيها اشي خطير يا رب
كان واقف يشوف حالتها وهو منهار وصاحبه بهدي فيه : والله كنت اسوق على مهلي يا طارق كيف صار هيك مش عارف ما عديتها الا ناطه بالطريق
طارق وهو مصدوم من الموقف والحادث وطلوعها المفاجىء بالطريق : هدي حالك ياخوي يا طلال اللي صار قضاء وقدر ادعي انه البنت اتقوم بالسلامة
طلال وهو يقعد على الارض ويضم راسه بايديه : يا رب يا رب يا رب قومها بالسلامة .. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
ام خالد طالعتهم بحقد وراحت عندهم وهي اتصرخ : الحق عليك انا مش عارفه بنتي رح اتعيش ولا رح اتموت بسببك اذا صار اشي لبنتي مش رح اخليك اتعيش
طلال ما قدر يرفع راسه كل الاحداث يلي صارت كانت صدمة وخيال بالنسبه اله .. ضل منزل راسه ويدعي بقلبه انه ما يكون صار شي للبنت المسكينه
طارق وهو يهديها : والله يا خاله بنتك اللي طلعت فجأة بالطريق كانت تمشي بطريق خطأ .. كأنها رمت حالها على السيارة هدي حالك يا خالتي ان شاء الله بتقوم بالسلامه وما فيها شي
ام خالد انهارت وهي ترفع اصبعها بتهديد : اسمعوني منيح اذا صار اشي لبنتي ما رح ارحمكم شاطرين تركبوا السيارات وتدعسوا العالم ..
راحت عنهم وهي تقعد على واحد من الكراسي الموجودة وهي اتحس رجليها بطلوا يشلوها من الالم .. يا رب الطف فينا وقوم بنتي وفلذة كبدي بالسلامة يا رب

مرت ساعات طويلة وثقيله وكلها خوف وترقب وحزن من ام خالد وطلال وطارق ... شوي شافوا الدكتور طلع .. ركضت بسرعه ام خالد واجوا طلال وطارق عنده بسرعه
ام خالد بلهفة وخوف ودموعها بعيونها : الله يخليك يا دكتور طمني على بنتي .. بنتي عايشة صح ما فقدتها
الدكتور بحزن: لا اتخافي يا خالتي بنتك ان شاء الله بتكون احسن بس حبيت ابلغك انه بنتك مش رح تمشي .. منيح اللي جبتوها بدري من وقت الحادث ولا كانت حالتها اسوأ
ام خالد وقع الخبر عليها كالصاعقة .. ما استوعبت اللي سمعته .. قالت وهي اتصرخ : كيف يعني بنتي مش راح تمشي انتا بتكذب
الدكتور بحزن : الله يقومها بالسلامة خلي ايمانك بالله قوي يا خاله ..التفتت شافت طلال وطارق وافقين ركضت بسرعه وهي تضرب طلال على صدره بغضب وتبكي ..دمرتوا حياة بنتي الله يدمر حياتكم.. كانوا بنظرها مجرد شباب اغنياء عندهم مال ومفكرين ارواح الناس لعبه عندهم
مع انه اشكالهم كانت توحي بالدين والالتزام حتى اخلاقهم وتأثرهم باللي صار ..
طلال بصدمه من اللي سمعه ومش حاسس بضرباتها كل همه انه هو السبب بأنه البنت صارت مشلولة
كانت ام خالد بحالة جنونية واتصرخ وهي مش قادرة تتصور انه بنتها ما راح تمشي بسبب شوية شباب صايعين معهم مال مفكرين ارواح الناس لعبه عندهم
طارق وهو حاسس بصديقه وانه بحالة مش طبيعية وما زال تحت الصدمة من اللي سمعه : يا خالتي قلنالك انه ما شفنا البنت الا وهي طابه قدام السيارة مستحيل نقصد انضرها والعياذ بالله
طلال وهو مش عارف شو يعمل وحاسس بالذنب : اي تعويضات انا حاضر انتي امريني بس سامحيني يا خاله
ام خالد وهي اتنوح : اي تعويضات وبنتي ما راح تمشي وهي بعز شبابها حسبي الله ونعم الوكيل فيك حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. سحبوها بسرعه الممرضات يعطوها
مهدىء .. اعطوها ابره ومنوم غصب عنها حتى هدت ونامت لانها كانت منهارة لأقصى درجة وما زالت تحت تأثير الصدمة

مضى يومين على الحادثه وام خالد وطارق وطلال ما تركوا المستشفى وضلهم متواجدين يسألوا عنها وطلال كان بحاله مش احسن من حالة ام خالد كان يحس بالذنب وانه السبب باللي هي فيه
وام خالد بهاليومين سمعته كلام بهز الصخر وبخليه يدوب من كتر ما هو قاسي .. اتذكر اخر مرة اجت حكت معاه فيها وغمض عيونه بتعب
ام خالد قعدت على الكرسي وهي تتركهم وتقعد بتعب .. وناظرت طلال بنظره لمدة كم دقيقة : بدك اسامحك ونتصافى
طلال هز راسه على طول برجى وقال : ياريت يا خاله والله انا ما شفتها .. قاطعته ام خالد : اسمعني ولا اتقاطعني ... بدك اسامحك بتتزوج بنتي اول ما تتعافى وبتاخدها من هون
وقع هالشرط صدمه فوق راس كل من طلال وطارق اللي ما كان متوقع تطلب هالطلب منه .ناظرها بصدمه وهو مش عارف شو يحكي .. ام خالد : ليش سكتت ولا ليكون مش موافق
كملت بحزم .. اكتب اكتابك عليها واتجوزها هاد شرط اني اسامحك .. والقرار برجعلك .. هو مش مستوعب شو هي بتحكي ., التفت على طارق اللي كان مش اقل صدمه منه
طارق : بس اللي بتطلبيه صعب يا خاله كيف يتجوزها .. وليش هالشرط
ام خالد بصرامه : هاد شرطي بدون ليش ومن هالحكي .. بدك اعفيك من التساؤلات والشرطه وكمان اسامحك على اللي عملته اتجوزها واكتب اكتابك عليها غيره ما في عندي معك فتره
فكر ورد علي .. وقامت وراحت مع الممرضة اللي دخلتها غرفه تقعد تنتظر فيها بنتها ومنه اتريح رجليها اللي كانوا يوجعوها .. وهي من الاساس بتعاني من وجع برجليها وخاصه بعد تقدمها بالعمر
فهي تجاوزت الستين من العمر .. تركتهم بصدمتهم واقفين برا .. طارق بتساؤل : شو بدك تعمل يا طلال ..
طلال بتوتر وهو مش عارف شو بده يعمل : مش عارف يا طارق انا اتربط عقلي مش عارف شو بدي اعمل بهالمصيبة اللي صارت معي .. البنت انحرمت من المشي بسببي حط راسه بين رجليه وهو الذنب يقتله
قعدوا على المقعد .. طارق : احكيلي شو بدك تعمل ، ليكون راح تتزوجها ... طلال مسك راسه .. طارق بتحذير .. : طلال انتبه اذا وافقت انتا بتعرف شو ابوك بعمل .. خاصه انك لسى بتدرس
شو اهلك راح يعملوا اذا عرفوا .. يعني هاي امور حبيت اذكرك فيها .. ..
طلال رجع شعره الطويل لورا وهو محتار : طارق اي اهل والبنت انحرمت من المشي بسببي راح تنحرم من كل شي بهالدنيا وانا السبب
طارق : طلال انتا مالك ذنب ما تعمل بحالك هيك اللي صار قضاء وقدر وانتا مش قاصد هالشي
.. طلال بضعف : بس يا طارق انتا بتعرف الذنب .. مهما كان ولو مش كنت قاصد , بس البنت صارت مشلولة وكله بسببي
طارق بمنطقية : بس انتا يا طلال مش قاصد انك تعمل هالحادث وتدعم البنت كان قضاء وقدر واذا كان زواجك منها بريحك انتا ادرى ....
. طلال طالعه ثواني ونزل راسه بتعب : مش عارف شو بدي اعمل يا طارق مش عارف .. قاطعه صوت الجوال .. اخده من جيبة بنطلونه وشاف المتصل
كانت امه رد بسرعه وهو محتاج يسمع صوتها : هلا يما الغالية ..
ام عبد الله : السلام عليكم كيف حالك يما طلال ..
طلال بارتباك : وعليكم السلام هلا يما الحمد لله بخير وانتي كيف حالك
ام عبد الله بغضب : انتا وينك صارلك غايب عن البيت يومين .. احمد الله اني قلت لأبوك انك طالب الاذن مني ورايح تدرس مع طارق يعني كذبت عشانك
طلال يتنهد : يما صار مشكله لواحد من الشباب عامل حادث وقاعد معاهم عنده راح اغيب كم يوم ...
ام عبد الله بخوف : ان شاء الله خير يما .. كيف حاله هالوقت
طلال اتوتر اول مرة بكذب على امه وحاسس الدنيا بدور فيه : الحمد لله بس وضعه للأن مش مستقر .. يما بشوف الشباب بحكي معك بعدين
ام عبد الله بحب : طيب يما دير بالك على حالك .. الله يرضى عليك ..
قفل من امه وناظر طارق وهو مهموم : حتى امي كذبت عليها شوف وين وصلت ..
طارق وهو يطبطب على كتفه : خلص هدي حالك طلال مش مستاهله هالقد ياخوي ...
قام طلال وهو خلص ناوي يخلص حاله من التفكير والذنب اللي مش عارف ينام منه : خلص انا رايح احكيلها اني موافق
طارق وقف ومسكه : طلال هاد قرار مصيري انتا متأكد من اللي راح تعمله
طلال بتعب : اتعبت يا طارق ... اذا معملتش هيك رح يضل ذنب البنت برقبتي راح اعالجها بأحسن المستشفيات
طارق بيأس من صديقه : اعمل اللي بريحك يا طلال .. بس انتا عارف اهلك اذا عرفوا شو راح يعملوا
طلال بعده عنه وراح متوجه على الغرفه اللي فيها ام خالد يخبرها بقراره ، دق الباب .. شوي و فتحت الباب واجى نظره تلقائيا على اللي نايمة ووجهها اصفر وذبلان وشعرها الذهبي متناثر
أتأثر من منظرها وبعد عن باب الغرفه وهو تعبان .. .. ام خالد ناظرته بدون نفس : شو قررت .. بدك تتزوجها ولا شو
طلال هز راسه : انا موافق اتزوجها وبوعدك يا خالتي اني اعالجها بأحسن المستشفيات والبلاد .. هزت راسها ام خالد وهي تمسح دمعتها
بعد هدوء دام كم دقيقة من الطرفين .. قالت ام خالد بحزم : بنتي مش رح تعرف انك رح تتزوجها وراح اتوقع على العقد كأنه ورقة للمستشفى .. خلينا مخبيين الموضوع عنها فترة
لحتى تتحسن شوي .. كتب الكتاب راح يكون بكرا ..
طلال هز راسه وهو ميت من القهر على اللي صار فيه .. شب بعمره المفروض بكمل دراسته وهو صارله كم يوم مشتت والذنب ماكله والادهى راح يتزوج بكرا ...
قال وهو يرجع شعره لورا بأيده : بصير خير .. يلا عن اذنك يا خاله .. مشى وراح عند اهله .. تحت انظار ام خالد اللي كانت تتبعه ... يا ترى اللي عملته صح ولا غلط
نزلت دمعه من عينها .. سامحيني يا بنتي كل اللي عملته لمصلحتك .. اخوكي وعمك مش رح يتركوكي بحالك ورح يدمروا كل اشي فيكي بتسلطهم .. انا بدي اخلصك منهم
مسحت دموعها ..انا متأكدة انه هالرجال راح يصونك ويعزك ونظرتي عمرها ما خابت ..



ابو وليد بعصبيه : يعني وين راح ايكونوا رايحين .. الهن غايبات عن الدار يومين ومش قايلي وين راحن
خالد والشرار يقدح من عيونه ويمشي رايح جاي بحوش الدار : انا مش عارف وينهن حاسس ايدي مربطه يا عمي تركتهن نص ساعه وارجعت القيتهن مش بالدار
ابو وليد بغضب : اكيد امك هربتها من الدار ... خليني بس اشوفهن .. ناكرات الجميل ... التفت على وليد اللي كان قاعد ويغلي من القهر وهو مش عارف شو يعمل
قال بصرامه وهو يشوف خالد بمشي وبخبط ايده كل شوي بالحيط وشوي بالباب : بدال ما انتوا قاعدين هيك قوموا دورو عليهن بكل مكان اقلبو الدنيا شوفو وين راحن
وليد اتحول كل حبه الها قهر وحقد : خلص انا بديش اياها ولا بدي اتجوزها ما بشرفني وحدة متلها .. وطلع وترك خالد بعصبيته وتحلفه لأخته وقال وهو يصرخ
: انا بفرجيها هالحيوانه خليني اشوفها .. لأعلق مشنقتها على باب الدار واخلي كل الناس اتشوف شنقها هالكلبه ..
ابو وليد : وامك اللي ساعدتها وين هي بالموضوع .. بدال ما تنصح بنتها وتحببها بأبن عمها اتقوم اتهربها .. ذيل الكلب طول عمرو اعوج
خالد بعصبية : عمي .. امي اتجيبش سيرتها على السانك ... بس هديك الكلبه شغلها معي ..
ابو وليد وقف بعصبية : اصلا الحق علي اللي بحكي معك .. والحق علي اني بدي الملم فضايحكم وبدي اخدها لأبن عمها .. بس انتا وامك واخواتك طول عمركم راح اضلكم على السان الرايح والجاي
.. هي جزاة اللي بنعمله ... طالعه من فوق لتحت وبصق على الارض وطلع من الدار وهو يسكر الباب بأقوى ما عنده
تارك خالد يغلي من القهر ... كان كلام عمه قاسي .. حط ايديه على راسه بقهر وهو مش عارف وين يودي وجهه من الناس .. المرة الاولى اخته نادية اللي انقتلت ومش معروف السبب
والمرة هاي من امه واخته اللي مختفيين من يومين وما عند حد علم وينهم ...


في بيت ابو وليد

كانت قاعدة والضحكه مالية وجهها من الشماته ... قالت وهي تضحك : مش حكيتلك مش مطولة هالقصة ومكملتش كلامي الا واتوقفت هالجيزة منها لحالها
دلال وهي اتصب عصير ضحكت : والله انك مش قليلة ... اخ هلقيت ارتحت ولا بنت هالسلعوة تاخد وليد ..
ام وليد بحقد : والهانم مش عاجبها ابني اللي كل بنت بتتمناه .. ست الحسب والنسب يصحلها اظفره ..
دلال وهي تضحك : اتركينا منها ومن امها هدول عقارب .. وغمزت لريهام اللي كانت قاعدة وهي نافره من امها وخالتها اللي كل حكيهم على الناس بحقد وفوقية .. ونميمه
مستغربه ليش هالقد بكرهوا مرت عمها وبنت عمها .. حقد مش طبيعي ... انتبهت لخالتها بتحكي معها وهي بتغمز : مالها قاعدة بدون ما اتسمعنا صوتها
ريهام بدون نفس مضايقه من حقدها على بنت عمها : ولا اشي يا خالتي قاعدة بسمع كلامك انتي وامي على بنت عمي ومرت عمي ام خالد ..
دلال سكتت وما علقت .. ام وليد : انتي اكرمينا بسكوتك ريهام ... ودارت وجهها على دلال وهي اتقول بشماته : لو اتشوفي كيف خالد بتحلفلهن جابن اجلهن بأيديهن
ريهام بس سمعت اسم خالد دق قلبها لدرجة حست انه الكل سمع صوت دقات قلبها ..
دلال بابتسامة عريضة : عاد خالد ما عنده يما ارحميني .. بكرا بتشوفي اذا لاقهن شو راح يعمل فيها وياخدلي حقي من السانها السليط
ريهام ما اتحملت كلامهن وقامت من كل القعدة وراحت على المطبخ .. قعدت على الكرسي وهي ترجع ذاكرتها لورا

قبل سنتين

مشيت مروحة من المدرسة .. اول ما دخلت البيت .. كالعادة شالت حجابها بسرعة .. وحطت شنطتها على الكنبه .. دخلت المطبخ .. اتشوف شي تاكله
وقفت عند الثلاجه وهي اتشوف شو فيها .. انصدمت وهي اتحس باللي بضمها من وراها .. التفتت بسرعه بخوف .. انصدمت وهي اتشوف خالد ..
قالت بخوف وهي اتحاول تبعد عنه : خالد انتا شو بتعمل هون .. شو جايبك واهلي مش هون .. وحاولت تبعده .. خافت وهي اتشوفه ماسكها بقوة ومش راضي يتركها
اجت بدها اتصرخ ... حط ايده على تمها وقال وهو يضحك بسخرية : يعني عاملة حالك خايفه ومستحية .. وانتي قلبك راح يطير ومش مصدق اني معك
هي راح اتموت من الالم من شده لأيدها وخصرها قاومته وحاولت تبعده لكنه هو اقوى منها غمضت عيونها وهي تبكي وقالت باستسلام .. : الله يخليك اتركني ... اتركني
خالد بخبث ترك ايدها ومسك خصله من شعرها صار يلعب فيها : هيك انا حبيتك خليكي مسالمة ومطيعة عشان ما اكرهك ورفع حاجبه وقال بعصبية : واذا كرهتك انتي عارفه شو بعمل
ريهام بخوف : الله يخليك اتركني ..ونزلت دمعه من عينها وهي اتشوفه كيف ماسكها من خصرها واضافره شوي بتفوت بخصرها من رصه الها ..
خالد وهو يتركها : انا هلقيت راح اتركك .. مع انه كل هالجمال ما بنترك .. ومسك فكها بسرعه ورفع راسها حتى اجت عيونها بعيونه : بس اتعيديش هالكلمة تاني مرة فاهمه
شافها بترجف ودموعها بتنزل وخايفة .. رجع قال بصوت اعلى واضخم : فاهمة جاوبي
هزت راسها بسرعة بخوف ... وقالت وهي تبعد : والله فاهمه ... ابتسم وطالعها بنظره وطلع تاركها بخوفها والمها ... حطت ايدها على خصرها رفعت مريول المدرسة وشافت مكان اظافره
احمر واثر جرح ... دمعت عيونها وهي تعبانه من تصرفاته وعدم احترامه الها ولكونها بنت عمه وحرام يعمل فيها هيك .. قعدت على الطاولة ونزلت راسها عليها تبكي ...

صحيت من هالذكرى وهي تتنهد على حالها .. كيف ممكن اتكون حبت هالانسان اللي خالي من كل المشاعر والاحاسيس ما في على السانه الا الغلط والعصبية ... ضربت قلبها
وهي اتقول بينها وبين نفسها كيف حبيت هالقلب القاسي انا كيف يا قلبي حبيته .. كيف



في الاحياء الراقية الفخمة ..
في احد الفلل اللي كانت كل ما فيها بيوحي على الفخامة والغناء الفاحش .. كانت واسعة وكبيرة ..

الكل مجتمع على طاولة الطعام الكبيرة .. كان الكل ملتزم الصمت ووجهه بصحنه باستثناء ابو عبد الله وعبد الله وجابر اللي كان كل كلامهم عن الشركة والشغل ...
ام عبد الله بحنان : لاحقين على الحكي بالشغل يا يما كملوا اكلكم من الصبح وانتو بالشركة ... ودارت وجهها على ابو عبد الله وكملت : انا اتصلت على طلال يا ابو عبد الله
ابو عبد الله بقهر : وينه هالولد مش مبينله اثر ولا كأنه وراه اهل ... اتصلوا الجامعه خبروني انه ما داوم من يومين
ام عبد الله قالت بحزن : هدي حالك يا ابو عبد الله .. واحد من اصحابه صاير معاه حادث وهو معاه وموقف جمبه
سكت ابو عبد الله وهو يتنهد ويستغفر الله ... قال جابر وهو يهدي ابوه : خلص يابا هدي حالك .. لازم يوقف مع صاحبه وهي لحظة صعبة
ابو عبد الله : وانا قلت اشي يا جابر .. انا مش ضد انه معاه بس على الاقل يتصل يخبر هو مش من الشوارع جاي عنده اهل يتصرف زي الرجال ما بتتصرف
عبد الله : يابا هدي حالك مش مستاهله .. بكرا بيجي وبنفهم منه .. يمكن خلص شحن جواله بتعرفش شو صار معاه .. طلال مش مراهق زلمة وبعرف شو بعمل
ابو عبد الله قام ومسك عكازه .. وهز راسه .. : ان شاء الله خير ... وطلع من الغرفه
هالة " زوجة جابر " ابنها الصغير اللي كان قاعد بحضنها .. كانت اطعميه
قالت ام عبد الله بعتب : مش منيح هيك يا هاله اتحطي الولد عند بطنك انسيتي انك حامل
هالة بابتسامة : انتي عارفه يا عمتي هالدلوع ما برضى ياكل الا بس انا اطعميه ..
جابر وهو يقوم ويروح عند امه وباس ايدها ام عبد الله باستغراب : وين يما لسى ما كملت اكلك .. جابر : الحمد لله رب العالمين .. بروح اودي هاله على الدكتور مراجعتها اليوم
ام عبد الله هزت راسها والتفتت على ميساء : تعالي يا ميساء خدي اخوكي عن امك
.. اجت ميساء واخدت اخوها وراحت ... هالة بهدوء : عن اذنك عمتي واستاذنت من الكل
وطلعوا تاركين الباقي ... الصمت مخيم على المكان

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 PM.