أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-17-2017, 03:08 AM
فارس فارس غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 37,047
افتراضي قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ...؟؟؟!!!

يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ﴾ [الإسراء: 111].

الحمد لله وحده صاحب الفضل والمِنَّة.


الحمد لله شكراً على نعمائه وآلائه ورضاً وتسليماً بقضائه.


الحمد لله بلسان الإقرار وقلب اليقين وعقل الإدراك وعين البصيرة وجوارح الرضا والطاعة والانقياد.


الحمد لله ما نبضت القلوب، وما وعت العقول، وما أدركت الجوارح وما استقرت الأرواح في الأبدان.


الحمد لله في حركاتي وسكناتي ويقظتي ومنامي وفي جميع أحوالي.


الحمد لله في السراء والضراء وفي السر والعلانية.


الحمد لله تشرح الصدور وتجلي الهموم وتنير العقول.


الحمد لله تدفع السخط، وتزيل النقم، وتزيد النعم.


الحمد لله تنبه الغفلان، وتثقل الميزان، وتبلغ الجنان.


الحمد لله حتى لا أكون كنوداً ولا جحوداً.


الحمد لله حتى أكون عبداً شكوراً.


الحمد لله حمداً كثير طيباً مباركاً فيه، حمداً ملأ السماوات وملأ الأرض وملأ ما شئت من شيئ بعد.


الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهك عظيم سلطانك.


يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد أبداً أبداً.



قال الإمام القرطبي رحمه الله: " فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن الحمد على الإطلاق إنما هو لله وأن الألف واللام للاستغراق لا للعهد، فهو الذي يستحق جميع المحامد بأسرها، فنحمده على كل نعمة وعلى كل حال بمحامده كلها ما عُلِم منها وما لم يُعلَم... ثم يجب عليه أن يسعى في خصال الحمد وهي التخلق بالأخلاق الحميدة والأفعال الجميلة ".



قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فكل صفة عليا واسم حسن وثناء جميل وكل حمد ومدح وتسبيح وتنزيه وتقديس وجلال وإكرام فهو لله عز وجل على أكمل الوجوه وأتمها وأدومها، وجميع ما يوصف به ويذكر به ويخبر عنه به فهو حمد له وثناء وتسبيح وتقديس، فسبحانه وبحمده لا يحصى أحد من خلقه ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني به عليه خلقه، فله الحمد أولاً وآخراً حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ورفيع مجده وعلو جده ".



أولاً: معنى الحمد وفضله: الحميد [جل جلاله] اسم من أسماء الله الحسنى ومعناه: " هو المحمود في شرعه وأمره ونهيه، وهو المحمود في كل المخلوقات بلسان الحال والمقال في كل الأحوال.



قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله: معنى " الحمد لله " الشكر لله خالصًا دون سائر ما يُعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق، وغذَّاهم به من نعيم العيش، من غير استحقاق منهم ذلك عليه، ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه، من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم، فلربنا الحمد على ذلك كله أولا وآخرًا.



قال الإمام القرطبي رحمه الله: " أثنى الله سبحانه بالحمد على نفسه، وافتتح كتابه بحمده، ولم يأذن في ذلك لغيره ; بل نهاهم عن ذلك في كتابه وعلى لسان نبيه عليه السلام فقال: " فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ". وقال عليه السلام: " احثوا في وجوه المداحين التراب " [ رواه المقداد ].



وقال أيضاً: " فمعنى الحمد لله رب العالمين أي سبق الحمد مني لنفسي أن يحمدني أحد من العالمين وحمدي نفسي لنفسي في الأزل لم يكن بعلة، وحمدي الخلق مشوب بالعلل. قال علماؤنا: فيستقبح من المخلوق الذي لم يعط الكمال أن يحمد نفسه ليستجلب لها المنافع ويدفع عنها المضار. وقيل: لما علم سبحانه عجز عباده عن حمده، حمد نفسه بنفسه لنفسه في الأزل؛ فاستفراغ طوق عباده هو محل العجز عن حمده. ألا ترى سيد المرسلين كيف أظهر العجز بقوله: " لا أحصي ثناء عليك ".



عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ " [ رواه ابن ماجه ].



عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدُلُّك على ما هو أكثرُ من ذكرِك اللهَ الليلَ مع النهارِ؟ تقولُ: الحمدُ لله عددَ ما خلق، الحمدُ لله مِلْءَ ما خلق، الحمدُ لله عددَ ما في السمواتِ وما في الأرضِ، الحمدُ للهِ عددَ ما أحصى كتابُه، والحمدُ لله على ما أحصى كتابُه، والحمدُ لله عدَدَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ لله مِلْءُ كلِّ شيءٍ، وتسبِّحُ اللهَ مثلهنَّ. تَعَلْمهنَّ وعَلِّمْهنَّ عقِبَك مِن بعدِك " [ صححه الألباني ].



عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي فيقولونَ نعم فيقولُ قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ فيقولونَ نعم فيقولُ ماذا قالَ عبدي فيقولونَ حمِدَكَ واسترجعَ فيقولُ اللَّهُ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ " [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ].



عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأفضَلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ " [ رواه الترمذي ].



ثانياً: الحمد في القرآن الكريم: ذخرت سور القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تحدثت عن حمد الله عز وجل فهناك خمس سور بدأت بـ " الْحَمْدُ للّهِ " وهي: [ الفاتحة - الأنعام - الكهف - سبأ - فاطر ] كما أن هناك ثلاث سور انتهت بـ " الْحَمْدُ للّهِ " وهي: [ النمل - الصافات - الزمر ]. بالإضافة إلى عشرات الآيات بين ثنايا السور تحدثت عن الحمد.



أ] أثنى الله تعالى على نفسه بالحمد لأنه سبحانه أهل للحمد ويحب الحمد، ولأن عباده لن يستطيعوا أن يوافوه حقه في الحمد، ولكي يعلم عباده كيف يحمدوه سبحانه: " قال تعالى: " ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [ الفاتحة 2 - 4 ].



2- قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ﴾ [ الأنعام 1 ].



3- قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ﴾ [ الكهف 1 ].


4- قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [ سبأ 1 ].


5- قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ فاطر 1 ].


6- قال تعالى: ﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ غافر 65 ].



ب] من صفات الملائكة كثرة حمد الله تعالى: قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [ البقرة 30 ].



2- قال تعالى: ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [ الرعد 13 ].



3- قال تعالى: ﴿ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الزمر 75 ].



4- قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [ غافر 7 ].



5- قال تعالى: "﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [ الشورى 5 ].



ج] أمر الله تعالى أنبيائه وعباده أن يحمدوه سبحانه: قال تعالى: " ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [ الحجر 97 - 99 ].



2- قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ﴾ [ الإسراء 111 ].



3- قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [ طه 130 ].



4- قال تعالى: ﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [ المؤمنون 28 ].



5- قال تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً ﴾ [ الفرقان 58 ].



6- قال تعالى: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [ النمل 59 ]



7- قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [ النمل 93 ]



8- قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [ العنكبوت 63 ].



9- قال تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [ لقمان 25 ].



10- قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [ غافر 55 ].



11- قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ سورة ق 40 ].



12- قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴾ [ الطور 49 ].



13- قال تعالى: ﴿ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ﴾ [ سورة النصر ].



د] الأنبياء يحمدون الله تعالى على ما آتاهم من فضله: قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء ﴾ [ إبراهيم 39 ].



2- قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ النمل 15 ].



هـ] الخلائق كلها تستجيب لله تعالى يوم القيامة وحالهم التسبيح بحمده: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [ الإسراء 52 ].



و] أهل الجنة يحمدون الله تعالى على فضله عليهم: قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ الأعراف 43 ].



2- قال تعالى: ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ يونس 10 ].



3- قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [ فاطر 34 ].



4- قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [ الزمر 74 ].



ز] نهى الله تعالى عباده أن يطلبوا الحمد لأنفسهم: قال تعالى: ﴿ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ آل عمران 188 ].



ح ] حمد الله تعالى مطلوب بعد إسداء النعم أو رفع النقم وفي كل الأحوال: قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الأنعام 45 ].



2- قال تعالى: "﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الصافات 182 ].



ط] المواظبة على حمد الله تعالى من صفات المؤمنين التي تدخل صاحبها الجنة: قال تعالى: ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ التوبة 112 ].



2- قال تعالى: " ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [ السجدة 15 ].



ي] حمد الله تعالى من علامات العبودية الخالصة له وحده: قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [ النحل 75 ].



2- قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [ الزمر 29 ].



ك] كل المخلوقات جُبلت على التسبيح والحمد: قال تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ [ الإسراء 44 ].



وهكذا نرى منظومة متكاملة من الحمد تشترك فيها كل الخلائق طمعاً في بلوغ حمده سبحانه وتعالى ولو قضى المخلوق عمره وأعمار فوق عمره ما استطاع أن يبلغ منتهى الحمد.



ثالثاً: بعض الأحاديث النبوية التي وردت في الحمد: إن المتتبع لحياة النبي صلى الله عليه وسلم يجده لله تعالى حامداً في كل أحواله وشئونه، فما وجد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ولسانه يلهج بالحمد والثناء على الله عز وجل.



1- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أدُلُّك على ما هو أكثرُ من ذكرِك اللهَ الليلَ مع النهارِ؟ تقولُ: الحمدُ لله عددَ ما خلق، الحمدُ لله مِلْءَ ما خلق، الحمدُ لله عددَ ما في السمواتِ وما في الأرضِ، الحمدُ للهِ عددَ ما أحصى كتابُه، والحمدُ لله على ما أحصى كتابُه، والحمدُ لله عدَدَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ لله مِلْءُ كلِّ شيءٍ، وتسبِّحُ اللهَ مثلهنَّ. تَعَلْمهنَّ وعَلِّمْهنَّ عقِبَك مِن بعدِك " [ صححه الألباني ].



2- عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: " يا رسولَ اللَّهِ دُلَّني على عملٍ يأجُرُني اللَّهُ عليه فقالَ يا أمَّ رافعٍ إذا قمتِ إلى الصَّلاةِ فسبِّحي اللَّهَ عشرًا وهلِّليهِ عشرًا واحْمَديهِ عشرًا وكبِّريهِ عشرًا واستغفريهِ عشرًا فإنَّكِ إذا سبَّحتِ قالَ هذا لي وإذا هلَّلتِ قالَ هذا لي وإذا حمدتِ قالَ هذا لي وإذا كبَّرتِ قالَ هذا لي وإذا استغفرتِ قالَ قد غفرتُ لكِ " [ رواه ابن حجر العسقلاني ].



3- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأفضَلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ " [ رواه الترمذي ].



4- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أنعم اللهُ على عبدٍ نعمةً فعلِم أنَّها من اللهِ إلَّا كتب اللهُ له شُكرَها قبل أن يحمَدَه عليها وما أذنب عبدٌ ذنبًا فندِم عليه إلَّا كتب اللهُ له مغفرةً قبل أن يستغفِرَه وما اشترَى عبدٌ ثوبًا بدينارٍ أو نصفِ دينارٍ فلبِسه فحمِد اللهَ عزَّ وجلَّ إلَّا لم يبلُغْ رُكبتَيْه حتَّى يغفِرَ اللهُ له " [ رواه المنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ].



5- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: " قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لرجلٍ: " كيف أصبَحْتَ يا فلانُ؟ " قال: أحمَدُ اللهَ إليك يا رسولَ اللهِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " ذلك الَّذي أرَدْتُ منك " [ رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: إسناده حسن ].



6- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أَبشري يا عائشةُ فإنَّ اللهَ قد أنزل عُذرَكِ. وقرأ عليها القرآنَ، فقال أبواي: قُومِي فقبِّلي رأسَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: أحمدُ اللهَ لا إيَّاكُمَا " [ رواه أبو داود في سننه ].



7- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ أهلَ الجنةِ يأكلون ويشربون، ولا يتْفُلون، ولا يبولُون، ولا يتغوَّطون، ولا يتمخَّطون، ولكنْ طعامُهم ذلك جُشاءٌ، ورَشْحٌ كرشْحِ المسكِ، يُلهَمون التَّسبيحَ والتَّحميدَ، كما تُلهَمون أنتم النَّفَسَ " [ صححه الألباني ].



8- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ. فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ. وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ. وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ. وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ. وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ. ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ. ويجزئُ، من ذلك، ركعتان يركعُهما من الضحى " [ رواه مسلم ].



9- عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: " رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ حينَ دخلَ الصَّلاةَ قال: اللَّهُ أَكبرُ كبيرًا، اللَّهُ أَكبرُ كبيرًا، اللَّهُ أَكبرُ كبيرًا، ثلاثًا، الحمدُ للَّهِ كثيرًا، الحمدُ للَّهِ كثيرًا، الحمدُ للَّهِ كثيرًا، وسبحانَ اللَّهِ بُكرةً وأصيلًا - اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من الشَّيطانِ، من همزِهِ، ونفخِهِ ونفثِهِ " [ رواه ابن حزم في المحلى ].



10- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: [ قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ] وفي رواية: [ قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي ] [ رواه مسلم وأصحاب السنن ].



11- عن عبدالله بن شداد رضي الله عنه أنَّهُ سمَع رجلًا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقالُ لهُ: رِفَاعَةُ بْنُ رافعٍ، لمَّا دخلَ في الصَّلاةِ فَكَبَّرَ فقال: اللهُ أكبرُ، اللهمَّ لكَ الحمدُ كلُّهُ ولكَ الملكُ كلُّهُ، وإليكَ يَرْجِعُ الأَمْرُ كلُّهُ، أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهُ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهُ " [ رواه ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية ].



12- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: " كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام منَ الليلِ يتهَجَّدُ قال: اللهمَّ لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ، لك مُلكُ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ _ أنت مَلِكُ السمواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولِقاؤك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والنبيُّونَ حقٌّ، ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهمَّ لك أسلَمتُ، وبك آمَنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، أنت المُقَدِّمُ، وأنت المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إلا أنت، أو: لا إلهَ غيرُك. قال سُفيانُ: وزاد عبدُ الكريمِ أبو أُمَيَّةَ: ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ. قال سُفيانُ: قال سُلَيمانُ بنُ أبي مسلمٍ: سمِعه من طاوسٍ، عنِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم " [ رواه البخاري ].



13- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: " أُمِرنَا أن نسبّحَ دبرَ كل صلاةٍ ثلاثا وثلاثينَ، ونحمدهُ ثلاثا وثلاثينَ، ونكبرهُ أربعا وثلاثينَ، قال: فرأى رجلٌ من الأنصارِ في المَنامِ، فقال: أَمركُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن تسبّحوا في دبرِ كل صلاةٍ ثلاثا وثلاثينَ، وتحْمدوا اللهَ ثلاثا وثلاثينِ؟ وتكبّروا أربعا وثلاثينَ، قال: نعم، قال: فاجعلُوا خمسا وعشرينَ واجْعلوا التهليلَ معهنَّ، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فحدّثهُ، فقال: افْعلوا " [ رواه الترمذي ].



14- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عجِبتُ من قضاءِ اللهِ للمُؤمِنِ، إنْ أصابَهُ خيرٌ حمِدَ اللهَ وشكَرَ، وإنْ أصابَتْهُ مُصيبةٌ حمِدَ اللهَ وصبَرَ، فالمؤمِنُ يُؤْجَرُ في كلِّ شيءٍ، حتى في اللُقْمَةِ يرفَعُها إلى في امْرأتِهِ " [ رواه البزار في البحر الزخار بإسناد صحيح ].



15- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " دعا رجلٌ منَ الأنصارِ، من أَهْلِ قباءٍ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم، قال فانطلقنا معَهُ، فلمَّا طعِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وغسلَ يدَيهِ، قالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي يطعمُ ولا يُطعَمُ، ومنَّ علينا فَهَدانا وأطعمنا، وسقانا وَكُلَّ بلاءٍ حسنٍ أبلانا الحمدُ للَّهِ غيرِ مودعٍ ولا مُكافأ ولا مَكْفورٍ، ولا مُستغنًى عنهُ، الحمدُ للَّهِ الَّذي أطعمَنا منَ الطَّعامِ، وسقانا منَ الشَّرابِ، وَكَسانا منَ العُريِ، وَهَدانا منَ الضَّلالِ، وبصَّرَنا منَ العمَى، وفضَّلَنا علَى كثيرٍ ممَّن خلقَ تفضيلًا، الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ " [ رواه أحمد شاكر في عمدة التفسير ].



16- عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ أكلَ طعامًا ثُم قال: الحمدُ للهِ الّذي أطعمَنِي هذا الطعامَ، ورزَقَنِيهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ، ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال: الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا، ورزَقَنِيِهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ ومَا تأخَرَّ " [ حسنه الألباني ].



17- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليَرضى عن العبد أن يأكل الأَكلة، فيَحمده عليها، أو يشرب الشَّربة، فيحمده عليها " [ رواه مسلم ].



18- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: " عطسَ رجلٌ إلى جنبِ ابنِ عمرَ فقالَ الحمدُ للَّهِ والسَّلامُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ ابنُ عمرَ وأنا أقولُ الحمدُ للَّهِ والسَّلامُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ما هَكذا علَّمنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أن نقولَ إذا عطَسنا إنَّما علَّمنا أن نقولَ الحمدُ للَّهِ على كلِّ حالٍ " [ رواه بن مفلح في الآداب الشرعية بإسناد جيد ].



19- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " عَطَسَ رَجُلانِ عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فشَمَّتَ أحَدَهُما ولم يُشَمِّتِ الآخَرَ، فقيل له، فقال: [ هذا حَمِدَ اللهَ، وهذا لم يَحمَدِ اللهَ ] " [ رواه البخاري ].



20- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا آوى الرَّجلُ إلى فِراشِه ابتدَره مَلَكٌ وشيطانٌ فيقولُ المَلَكُ اختِمْ بخيرٍ ويقولُ الشَّيطانُ اختِمْ بشرٍّ فإنْ ذكَر اللهَ ثمَّ نام بات المَلَكُ يَكْلَؤُه وإذا استيقَظَ قال المَلَكُ افتَحْ بخيرٍ وقال الشَّيطانُ افتَحْ بشرٍّ فإنْ قال الحمدُ للهِ الَّذي ردَّ عليَّ نفسي ولم يُمِتْها في منامِها الحمدُ للهِ الَّذي " يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا " إلى آخِرِ الآيةِ الحمدُ للهِ الَّذي " يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إلَّا بِإِذْنِهِ " فإنْ وقَع عن سَريرِه فمات دخَل الجنَّةَ " [ رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ].



21- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال إذا أوى إلى فراشِه: الحمدُ لله الذي كفَاني وآواني. الحمدُ لله الذي أطعمَني وسقاني. الحمدُ لله الذي منَّ عليَّ وأفضلَ، اللهمَّ! إني أسألُك بعزَّتِك أن تُنَجِّيَني من النارِ ؛ فقد حمِدَ اللهَ بجميعِ محامدِ الخَلْقِ كلِّهم " [ صححه الألباني ].



22- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: " كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أخذ مضجعه من الليلِ قال: " اللهم باسمك أموت وأحيا ". فإذا استيقظ قال: " الحمد للهِ الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشورُ " [ رواه البخاري ].



23- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " أمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إذا أخذتَ مَضجعَكَ فقُل: أعوذُ بوجهِك الكريمِ وَكلماتِك التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما أنتَ آخذٌ بناصيتِه، اللَّهمَّ أنتَ تَكشفُ المأثمَ والمغرَمَ، اللَّهمَّ لا يُهزَمُ جُندُكَ، ولا يُخلَفُ وعدُك، ولا ينفعُ ذا الجدِّ مِنكَ الجدُّ، سُبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِكَ " [ رواه بن القيم في الصواعق المرسلة وقال: إسناده كلهم ثقات ].



24- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قام أحدُكم عنْ فراشِهِ ثُمَّ رجع إليه فلينفُضْهُ بصنِفَةِ إزارِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ فإِنَّهُ لا يَدْري ما خلَفَهُ عليْهِ بعدُ فإذا اضطجع فلْيَقُلْ باسمِكَ ربي وضعْتُ جنبي وبكَ أرْفَعُهُ فإِنْ أمسَكْتَ نفسي فارحمْها وإِنْ أرسلْتَها فاحفظْها بِما تحفَظُ بِهِ عبادَكَ الصالِحينَ فإذا استيقظَ فلْيَقُلِ الحمدُ للهِ الذي عافَانِي في جسَدِي ورَدَّ علَيَّ روحي وأذِنَ لِي بذِكْرِهِ " [ رواه الترمذي في سننه ].



25- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ إذا سافَرَ فرَكِبَ راحلتَهُ كبَّرَ ثلاثًا ويقولُ: " سُبحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنا لَمُنْقَلِبونَ ثُمَّ يقولُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ في سفَري هذا مِن البرَّ والتَّقوى ومنَ العمَلِ ما تَرضَى اللَّهمَّ هوِّن علَينا المسيرَ واطوِ عَنَّا بعدَ الأرضِ اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفَرِ والخليفَةُ في الأهلِ اللَّهُمَّ اصحَبنا في سفَرِنا واخلُفنا في أهلِنا وَكانَ يقولُ إذا رجَعَ إلى أهلِهِ آيِبونَ إن شاءَ اللَّهُ تائبونَ عابِدونَ لربِّنا حامِدونَ " [ رواه الترمذي ]



26- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أقفل من الغزو أو الحج أوالعمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرار، ثم يقول: " لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ. آيِبونَ تائِبونَ، عابِدونَ ساجِدونَ، لِرَبِّنا حامِدونَ، صدَقَ الله وَعْدَه، ونَصَرَ عَبدَه، وهَزَم الأحْزابَ وحْدَه " [ رواه البخاري ].



27- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي فيقولونَ نعم فيقولُ قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ فيقولونَ نعم فيقولُ ماذا قالَ عبدي فيقولونَ حمِدَكَ واسترجعَ فيقولُ اللَّهُ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ " [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ].



28- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى مبتلًى فقالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي عافاني ممَّا ابتلاَكَ بِهِ وفضَّلني على كثيرٍ ممَّن خلقَ تفضيلاً لم يصبْهُ ذلِكَ البلاءُ " [ رواه الترمذي ].



29- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من جلس في مجلسٍ فكثُرَ فيه لَغطُه فقال قبل أن يقومَ من مجلسِه ذلك سبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفرُك وأتوبُ إليك إلا غُفِرَ له ما كان في مجلسِه ذلك " [ رواه الترمذي في سننه ].



30- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: " كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا رأى ما يُحبُّ قالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي بنِعمتِهِ تتمُّ الصَّالحاتُ وإذا رأى ما يكرَهُ قالَ الحمدُ للَّهِ علَى كلِّ حالٍ "[رواه ابن ماحه].



31- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " شكت إليّ فاطمةُ مجلَ يديها من الطحينِ فقلتُ لو أتيتِ أباكَ فسألتهِ خادما؟ فقال: ألا أدلكُما على ما هو خيرٌ لكما من الخادمِ إذا أخذتُما مضجعكُما تقولانِ ثلاثا وثلاثينَ وثلاثا وثلاثينَ وأربعا وثلاثينَ من تحميدٍ وتسبيحٍ وتكبيرٍ " [ رواه الترمذي في سننه وقال: حسن غريب ].



32- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لمَّا خلقَ اللَّهُ آدمَ ونفخَ فيهِ الرُّوحَ عَطسَ فقالَ: الحمدُ للَّهِ، فحمِدَ اللَّهَ بإذنِهِ، فقالَ لَهُ ربُّهُ يرحَمُكَ اللَّهُ يا آدمُ، اذهب إلى أولئِكَ الملائِكَةِ، إلى ملأ منهُم جلوسٍ فقل: السَّلامُ عليكُم قالوا: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ، ثمَّ رجعَ إلى ربِّهِ، قالَ: إنَّ هذِهِ تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بَنيكَ، بينَهُم فقالَ اللَّهُ لَهُ ويداهُ مَقبوضتانِ: اختَر أيَّهما شئتَ، قالَ: اختَرتُ يمينَ ربِّي وَكِلتا يدي ربِّي يمينٌ مبارَكَةٌ ثمَّ بسطَها فإذا فيها آدمُ وذرِّيَّتُهُ، فقالَ: أي ربِّ، ما هؤلاءِ؟ فقالَ: هؤلاءِ ذرِّيَّتُكَ، فإذا كلُّ إنسانٍ مَكْتوبٌ عُمرُهُ بينَ عينيهِ، فإذا فيهم رجلٌ أضوَؤُهُم أو من أضوئِهِم قالَ: يا ربِّ مَن هذا؟ قالَ: هذا ابنُكَ داودُ قد كتبتُ لَهُ عُمُرَ أربعينَ سنةً. قالَ: يا ربِّ زِدهُ في عمرِهِ. قالَ: ذاكَ الَّذي كتبَ لَهُ. قالَ: أي ربِّ، فإنِّي قَد جعَلتُ لَهُ من عُمُري ستِّينَ سنةً. قالَ: أنتَ وذاكَ. قالَ: ثمَّ أُسْكِنَ الجنَّةَ ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ أُهْبِطَ منها، فَكانَ آدمُ يعدُّ لنَفسِهِ، قالَ: فأتاهُ ملَكُ الموتِ، فقالَ لَهُ آدمُ: قد عجَّلتَ، قَد كتبَ لي ألفُ سنةٍ. قالَ: بلَى ولَكِنَّكَ جعَلتَ لابنِكِ داودَ ستِّينَ سَنةً، فجَحدَ فجَحدَتْ ذرِّيَّتُهُ، ونسيَ فنَسيَتْ ذرِّيَّتُهُ. قالَ: فمِن يومئذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ " [ صححه الألباني ].



33- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: " كانَ عمرُ يُدْخِلُنِي معَ أشْيَاخِ بدرٍ، فكأَنَّ بعضَهُمْ وَجَدَ في نفْسِهِ، فقالَ: لِمَ تُدْخِلُ هذا معنَا ولنَا أبناءٌ مثْلُهُ؟ فقالَ عمَرُ: إنَّهُ منْ حيثُ علمتُمْ، فدَعاهُ ذاتَ يومٍ فأدْخَلَه معهم، فما رُئِيتُ أنَّهُ دعاني يومَئِذٍ إلا ليُرِيَهُم، قالَ: ما تقولونَ في قولِ اللهِ تعَالى: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ ﴾. فقالَ بعْضُهُم: أمرنا نحمدَ اللهَ ونستَغفِرَهُ إذا نصرَنَا وفتحَ علينَا، وسكَتَ بعضُهُم فلمْ يَقُلْ شيئًا، فقالَ لي: أكَذَاكَ تقولُ يا ابنَ عباسٍ؟ فقلْتُ: لا، قالَ: فمَا تقولُ؟ قلتُ: هوَ أجلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أعْلَمَهُ لهُ، قالَ: ﴿ فإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ ﴾. وذلِكَ علامةُ أجلِكَ. ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾. فقالَ عمرُ: ما أعْلَمُ منهَا إلا مَا تقولُ " [ رواه البخاري ].



34- عن أبي أسيد الساعدي مالك بن ربيعة رضي الله عنه قال: " قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للعبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلبِ لا تَرُمَّ مَنزِلَك وبنوك غدًا حتَّى آتيَكم فإنَّ لي فيكم حاجةً فانتظَروه حتَّى بعدَما أضحى فدخَل عليهم فقال السَّلامُ عليكم قالوا عليكمُ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه قال كيف أصبَحْتُم قالوا نحمَدُ اللهَ قال تقارَبوا بزحفِ بعضِكم إلى بعضٍ حتَّى إذا أمْكَنوه اشتمَل عليهم بمُلاءتِه ثمَّ قال يا ربِّ هذا عمِّي وصِنوُ أبي وهؤلاء أهلُ بيتي فاستُرْهم مِنَ النَّارِ كسَتْري إيَّاهم بمُلاءتي هذه فأمَّنَتْ أُسْكُفَّةُ البابِ وحوائطُ البيتِ فقالت آمينَ آمينَ آمينَ " [ رواه الهيثمي في مجمع الزوائد بإسناد حسن ].



35- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " جاء الفقراءُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ منَ الأموالِ بالدرجاتِ العُلا والنعيمِ المقيمِ: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحجُّونَ بها ويعتمِرونَ، ويُجاهدونَ ويتصدَّقونَ. قال: ألا أُحدِّثُكمْ بأمرٍ إن أخذتُمْ بهِ، أدركْتُم مَن سبقَكمْ، ولمْ يدرككُمْ أحدٌ بعدَكُم، وكنتُمْ خيرَ مَنْ أنتمْ بينَ ظهرانَيهِ، إلا مَن عملَ مثلَهُ؟ تُسبِّحونَ وتحمدونَ وتكبِرونَ، خلفَ كلِّ صلاةٍ، ثلاثًا وثلاثينَ. فاختلفْنا بيننا، فقال بعضُنا: نسبحُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونحمدُ ثلاثًا وثلاثينَ، ونكبِّرُ أربعًا وثلاثينَ، فرجعْتُ إليهِ، فقال: تقولُ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ، حتى يكون منهنَّ كلُّهنَّ ثلاثًا وثلاثينَ " [ رواه البخاري ].



36- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " خرج معاويةُ على حلقةٍ في المسجدِ. فقال: ما أجلَسَكم؟ قالوا: جلَسْنا نذكرُ اللهَ. قال: آللهِ! ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: واللهِ! ما أجلسَنا إلا ذاك. قال: أما إني لم أستحلفْكم تهمةً لكم. وما كان أحدٌ بمنزلتي من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقلَّ عنه حديثًا مني. وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرج على حلقةٍ من أصحابِه. فقال " ما أجلَسَكم؟ " قالوا: جلسْنا نذكرُ اللهَ ونحمدُه على ما هدانا للإسلامِ، ومنَّ به علينا. قال " آللهِ! ما أجلسَكم إلا ذاك؟ " قالوا: واللهِ! ما أجلسَنا إلا ذاك. قال " أما إني لم أستحلِفْكم تهمةً لكم. ولكنه أتاني جبريلُ فأخبرَني ؛ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يباهي بكم الملائكةَ " [ رواه مسلم ].



37- عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنه ؛ أنَّ ضَمادًا قدم مكةَ. كان من أَزْدِ شَنوءَةَ. وكان يُرقي من هذه الريحِ. فسمع سفهاءُ من أهلِ مكةَ يقولون: إنَّ محمدًا مجنونٌ. فقال: لو أني رأيتُ هذا الرجلَ لعل اللهَ يَشفيه على يدي. قال فلقِيه. فقال: يا محمدُ! إني أُرقِي من هذه الريحِ. وإنَّ اللهَ يشفي على يدي من يشاءُ. فهل لك؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: " إنَّ الحمدَ لله. نحمدُه ونستعينُه من يهدِه اللهُ فلا مُضلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له. وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له. وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه. أما بعد ". قال فقال: أَعِدْ عليَّ كلماتِك هؤلاءِ. فأعادهنَّ عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. ثلاثَ مراتٍ. قال فقال: لقد سمعتُ قولَ الكهنةِ وقولَ السَّحرةِ وقولَ الشُّعراءِ. فما سمعتُ مثلَ كلماتِ هؤلاءِ. ولقد بلغْن ناعوسَ البحرِ. قال فقال: هاتِ يدَك أبايِعْك على الإسلامِ. قال فبايَعه. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: " وعلى قومِك ". قال: وعلى قومي. قال فبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَرِيَّةً فمَروا بقومِه. فقال صاحبُ السَّرِيَّةِ للجيشِ: هل أصبتُم من هؤلاءِ شيئًا؟ فقال رجلٌ من القومِ: أصبتُ منهم مِطهَرَةً. فقال: رُدُّوها. فإنَّ هؤلاءِ قومُ ضِمادٍ " [ رواه مسلم ].


أزد شنوءة أو أزد شنوّة: هي قبيلة عربية تنتمي إلى الأزد وهم أبناء كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وهم أعظم بطون الأزد وأصرحهم نسباً.



38- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في حُشٍّ مِن حشانِ المدينةِ فاستَأذَنَ رجلٌ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ائذَنْ له وبشِّرْه بالجنةِ فإذا هو أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه فأذِنتُ له وبشَّرتُه بالجنةِ فقرب يَحمَدُ اللهَ حتى جلَس ثم استَأذَن رجلٌ رفيعُ الصوتِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ائذَنْ له وبشِّرْه بالجنةِ فإذا عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه فأذِنتُ له وبشَّرتُه بالجنةِ فقرب يَحمَدُ اللهَ عزَّ وجلَّ ثم استَأذَن رجلٌ خفيضُ الصوتِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ائذَنْ له وبشِّرْه بالجنةِ على بَلوى تصيبُه فأذِنتُ له وبشَّرتُه بالجنةِ فإذا عثمانُ بنُ عفَّانَ رضي اللهُ عنه فقرب يَحمَدُ اللهَ عزَّ وجلَّ حتى جلَس فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: أين أنا؟ قال: أنتَ مع أبيكَ " [ رواه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة وقال رواته ثقات وله شاهد ].


حُشٍّ: بستان.



39- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، أن مروانَ قال لبوابه: اذهبْ يا رافعُ، إلى ابنِ عباسٍ فقُلْ: لئن كان كلُّ امرئٍ فَرِحَ بما أُوتِيَ، وأحبَّ أن يُحْمَدَ بما لا يَفْعَلُ، مُعَذَّبًا لنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعون. فقال ابنُ عباسٍ: وما لكم ولهذه! إنما دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يهودَ فسأَلَهم عن شيءٍ فكَتَمُوه إيَّاه، وأَخْبَرُوه بغيرِه، فأَرَوْه أن قد استَحْمَدُوا إليه بما أَخْبَرُوه عنه فيما سأَلَهم، وفَرِحُوا بما أُتُوا مِن كتمانِهم، ثم قرأَ ابنُ عباسٍ: وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ - كذلك، حتى قوله - يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ " [ رواه البخاري ].



40- عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: " كان قتالًا بين بني عمرٍو، فبلَغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصلَّى الظهرَ ثم أتاهم يُصلِحُ بينهم، فلما حضَرَتْ صلاةُ العصرِ، فأذَّن بلالٌ وأقام، وأمَر أبا بكرٍ فتقدَّم، وجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ في الصلاةِ، فشَقَّ الناسُ حتى قام خلفَ أبي بكرٍ، فتقدَّم في الصَّفِّ الذي يَليه، قال: وصفَح القومُ، وكان أبو بكرٍ إذا دخَل في الصلاةِ لم يَلتَفِتْ حتى يفرَغَ، فلما رأى التصفيحَ لا يُمسَكُ عليه التفَتَ، فرأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلفَه، فأومَأ إليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: [ أنِ امضِه ]. وأومَأ بيدِه هكذا، ولبِث أبو بكرٍ هُنَيَّةً يحمَدُ اللهَ على قولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم مَشى القَهقَرى، فلما رأى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك تقدَّم، فصلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالناسِ، فلما قَضى صلاتَه قال: [ يا أبا بكرٍ، ما منَعك إذ أومَأتُ إليك أن لا تكونَ مضَيتَ ]. قال: لم يكُنْ لابنِ أبي قُحافَةَ أن يؤمَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال للقومِ: [ إذا نابَكم أمرٌ فلْيُسَبِّحِ الرجالُ ولْيُصَفِّحِ النساءُ ] " [ رواه البخاري ].



41- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في خطبتِه يحمَدُ اللهَ ويُثني عليه بما هو أهلُه ثمَّ يقولُ: من يهْدِ اللهُ فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهديِ هديُ محمَّدٍ، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلُّ محدثةٍ بِدعةٌ، وكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ في النَّارِ. ثمَّ يقولُ: بُعِثتُ أنا والسَّاعةِ كهاتَيْن، وكان إذا ذُكِرت السَّاعةُ احمرَّت وجنتاه, وعلا صوتُه, واشتدَّ غضبُه، كأنَّه مُنذِرُ جيشٍ صبَّحتكم مسَّتكم، ثمَّ قال: من ترك مالًا فلأهلِه، ومن ترك ضِياعًا أو دَيْنًا فإليَّ - أو عليَّ - وأنا أوْلَى المؤمنين " [ رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ].



42- عن الأسودِ بنِ سريعٍ رضي الله عنه - وكان شاعرًا - أنه قال يا رسولَ اللهِ ألا أنشُدُك محامدَ حمَدتُ بها ربّي قال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أما إنَّ ربَّك يحبُّ الحمدَ وما استزادَه على ذلك شيئًا " [ رواه الطحاوي ].



43- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليهه وسلم قال: " إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحينَ يبلغون عن أمَّتي السَّلامَ قال وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم حياتي خيرٌ لكم تُحدِّثونَ ويُحدَّثُ لكم ووفاتي خيرٌ لكم تُعرَضُ عليَّ أعمالُكم فما رأَيْتُ من خيرٍ حمِدْتُ اللهَ عليه وما رأَيْتُ من شرٍّ استغفَرْتُ اللهَ لكم " [ رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح ].



44- عن عبدالله بن عتبة بن مسعود رضي الله عنه قال: " بينما ابنُ مسعودٍ في المسجدِ وهو يدعو مر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ فلما حاذاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمع دعاءَه ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يعرفُه فقال من هذا سلْ تُعطَه فرجع أبو بكرٍ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ فقال الدعاءُ الذي كنتَ تدعو به فقال حمدتُ اللهَ ومجَّدتُه ثم قلت اللهمَّ لا إلهَ إلا أنت وعدُك حقٌّ ولقاؤُك حقٌّ وكتابُك حقٌّ والنبيونَ حقٌّ ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقٌّ والجنةُ حقٌّ والنارُ حقٌّ ورسلُك حقٌّ " [ رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح ].



45- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: " رآني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أُحرِّك شفتَيَّ فقال لي بأيِّ شيءٍ تُحرُّك شفتَيْك يا أبا أُمامةَ فقلتُ أذكرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ فقال ألا أخبرُك بأكثرَ وأفضلَ من ذكرِك باللَّيلِ والنَّهارِ قلتُ بلى يا رسولَ اللهِ قال تقولُ سبحانَ اللهِ عددَ ما خلق سبحانَ اللهِ ملءَ ما خلق سبحانَ اللهِ عددَ ما في الأرضِ [ والسَّماءِ ] سبحانَ اللهِ ملءَ ما في الأرضِ والسَّماءِ سبحانَ اللهِ عددَ ما أحصَى كتابُه سبحانَ اللهِ ملءَ ما أحصَى كتابُه سبحانَ اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ سبحانَ اللهِ ملءَ كلِّ شيءٍ الحمدُ للهِ عددَ ما خلق والحمدُ للهِ ملءَ ما خلق والحمدُ للهِ عددَ ما في الأرضِ والسَّماءِ والحمدُ للهِ ملءَ ما في الأرضِ والسَّماءِ والحمدُ للهِ عددَ كلِّ شيءٍ والحمدُ للهِ ملءَ كلِّ شيءٍ " [ رواه المنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ].



46- عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة رضي الله عنه قال: " صلى بنا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول: " اللهم إن فلان بن فلانة في ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحمد لله اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم " [ رواه ابن حجر العسقلاني في الفتوحات الربانية بإسناد حسن ].



47- عن عبد الله بن ربيعة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسلف منه حين غزا حُنينًا ثلاثين أو أربعين ألفًا قضاها إيَّاه ثمَّ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " بارك اللهُ لك في أهلِك ومالِك إنَّما جزاءُ السَّلفِ الوفاءُ والحمدُ " [ رواه المنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ].



48- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فَخرَ وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ وما من نبيٍّ يومئذٍ آدمَ فمن سواهُ إلَّا تحتَ لوائي وأَنا أوَّلُ من تَنشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فخرَ " [ رواه الترمذي ].



49- عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها قالت: " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم قبلَ أن يموتَ يُكثِرُ أن يقولَ سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك أستغفِرُك وأتوبُ إليك قُلْتُ يا رسولَ اللهِ إنِّي أراك تُكثِرُ أن تقولَ سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك أستغفِرُك وأتوبُ إليك فقال إنِّي أُمِرْتُ بأمرٍ فقرَأ ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [ رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رجاله رجال الصحيح ].



50- عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: " كان نوح عليه السلام إذا أكل قال: الحمد لله وإذا شرب قال: الحمد لله وإذا لبس قال: الحمد لله وإذا ركب قال: الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا " [ رواه أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب ].



رابعاً: من أروع قصص الحمد: جاء في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله: " عن هشام بن عروة، أن أباه خرج إلى الوليد بن عبد الملك، حتى إذا كان بوادي القرى، وجد في رجله شيئا، فظهرت به قرحة، ثم ترقى به الوجع. وقدم على الوليد وهو في محمل، فقال: يا أبا عبد الله اقطعها، قال: دونك. فدعا له الطبيب، وقال: اشرب المرقد، فلم يفعل، فقطعها من نصف الساق، فما زاد أن يقول: حس، حس. فقال الوليد: ما رأيت شيخا قط أصبر من هذا.



وأصيب عروة بابنه محمد في ذلك السفر، ركضته بغلة في إصطبل، فلم يسمع منه في ذلك كلمة. فلما كان بوادي القرى قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا اللهم كان لي بنون سبعة، فأخذت واحدا وأبقيت لي ستة، وكان لي أطراف أربعة، فأخذت طرفا وأبقيت ثلاثة ; ولئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت.



وجاء في كتاب " وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان " لابن خلكان رحمه الله: " وكان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال له: والله مابك حاجة إلى المشي، ولا أربُ في السعي، وقد تقدمك عضو من أعضائك وابن من أبنائك إلى الجنة، والكل تبع لبعض - إن شاء الله تعالى - وقد أبقى الله لنا منك ماكنا إليه فقراء من علمك ورأيك نفعك الله وإيانا به، والله ولي ثوابك، والضمين بحسابك.



وجاء أيضاً في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله: عن الشعبي، قال شريح: " إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني ".



خامساً: أقوال فى الحمد:


1- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " الحمد " هو الشكر والاستخذاء لله [ الخضوع والذل والانقياد ]، والإقرار بنعمه، وهدايته، وابتدائه، وغير ذلك.



2- وقال الحسن: " ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها ".



3- وقال كعب: " الحمد لله " ثناء على الله.



4- وقال الضحاك: " الحمد لله " رداء الرحمن.



5- وقال الطبري رحمه الله: " الحمد لله " ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال: قولوا الحمد لله ".



6 - وقال أبي عبد الرحمن الجبائي رحمه الله: " الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تفعله لله شكر، وأفضل الشكر الحمد ".



7- وقال محمود الوراق:


فلو كان يستعلي عن الشكر ماجد


لعزة نفس أو علو مكان



لما أمر الله الحكيم بشكره


فقال اشكروا لي أيها الثقلان





8 - وقال أبو العتاهية:


أيا عجبًا كيف يعصى الإله


أم كيف يجحده الجاحد



وفي كل شيء له آية


تدل على أنه واحد



ولله في كل تحريكة


وتسكينة أبدًا شاهد





• وختاماً: كان الحسن رضي الله عنه إذا جلس مجلساً يقول: " اللهم لك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل والمال بسطت رزقنا وأظهرت أمتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد كثيرا كما تنعم كثيرا وصرفت شرا كثيرا فلوجهك الجليل الباقي الدائم الحمد الحمد لله رب العالمين ".
__________________
FARES
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-02-2019, 06:04 AM
velaera
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

ذ”ذµذ¼153ذ¶ذ¸ذ·BetRemXVIذ‘ذ°ر…PlaSynذڑذ°ر€Patذ¾ذ؟ر€SlaSedذڑذ¸ر‚ذ‍ر€ذ»SexCul156(18ذ’ذµذ»MYNAtlProذ‘ذ°ر€XVIMarذ”ذ°ذ½ذ‘رƒذ´ذ“ذ»رƒ
ذ،ذ¾ذ±Todvitذ*ذ¸ر‡Megذکذ»ذ»ذ¯ر€ذ¾ذ،ذ¾ذ»Ricذ”ذ¼ذ¸AccWilPatTesرپذµر€ذ“رƒذ½ArtCanSisLawذ¸ذ·ذ¾KlaLilDurر‚ذ°ذ±ذ²ذ¾ذ»ذœذ¾ذ·ذ¤ذµذ´UdyRod
XVIPalGioVIIRobSonذœذµذ»CotDVDThoذ¶رƒر€ذ¢ذ°ذ¼ذ¢ذ¾ذ؟ذ“ذ¾ذ´ذ*ذ°ذ´PCIZenذ؛ذ¸رپLioZenERIذ؛ذ¾ذ¶ذ،ذ¾ذ»SanFuxرڈذ·ر‹ذ¨ذµذ؛JeaMSRELE
Zenذ،ذ¾رژذœذ°رپZenذ،ذ¾ذ·DieGudذگر€ر‚ZenNasZenذ’ذµذ¹ذ›ذµذ²KonFraذ؟ذ¾رچذ›ذµذ¾Manذ·ذ°ذ؛ذںذ¾ر‚رپذ±ذ¾Jac02-ذکذ·ذ±ذœذµذ½Zenذ¼ذ°ذ؛ذ؟ذ»ذ°DVDJim
JohGorskaWinNicDooBoo396JosMinذ،ذ°ر„Andذ±رƒذ½Kenر…ذ¾ر€ذ´ذ¸ذ°ذ؛رƒر€Hipر‚ذµذ؛Vilذ´ذµر€ذ¾ذ±ر€ذ½ذ°رپذ“ذ¾ذ½ذ؟ذ°ذ·DVDSCOXIXTakDre
رپذµر€رپذµر€Pedذ“ذµر€ذ›ذ¸ر‚ذ•ذ³ذ¾ذ›ذ¸ر‚ذ¢ر€ذ°ذ¼ذ¸ر„ذڑذ°ذ؟ذ؟ذ»ذ°ذ؛رƒر€Strذ”ذµر‚ذںذµر‚XVIذ¯ر€ذ¾ذ¸ذ·-ذœذ¾ذ»ذ؟ذ¾رچEdwذںذ¾رپذ½ذµرپذ³ذ¾ذ´Onlرپذ»ذ¾YevSpaذڑذ°ر‚DVD
WIN(ذ²ذµذ±ذ¸ذ·ذ—ذ°ذ²ذœذ°ذ؛ذ*ذµذ·ذ؟ر€ذ¾XVIذ*ذ¸ذ´Tyrذںذ¾ر‚Allذ،ذ¾ذ»ذ¯ذ²ذ¾ذ›ذ°ذ²Purذ—ذ°ر€ذ،ذ²ذµذ“ذµر€ذ°ذ²ر‚Alaذ،ذ°ذ±ذ•ر„ذ¸ذ‍ر€ذ´ذ°ذ²ر‚DVDDVDDVDذ،ر‚ذµذ£ذ؟ر€
Gonذ°ذ²ر‚XVIذ²ر‹ر€ذ،ذ؛ر€ذںذµر‚ذ‍ذ؛ذ»ذ³ذµر€ذ–ذ°ر€ذ°ذ²ر‚ذ°ذ²ر‚ذ‘رƒذ»
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-14-2019, 03:54 PM
velaera
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

ذڑذ¾ذ»رŒ222.8CHAPAtneRobeRoseVittShopذ°ذ؛ذ°ذ´Rajaذ؛ذ»ذµذ¹ذ“ر€ذ¾ذ´Jeweذ*ذ¾رپرپذ؟ر€ذµذ´Tescذ*ذ¾رپرپHarpر‚ذµذ؛رپذ“رƒذ±ذµMADEAlanVintذڑر€ذµذ¼ذ“ذ°ذ»ذ؛ذ’ذ¸رˆذ½ذ§ذ¸ذ½ذ³RudeRogeذ¤ر€ذ°ذµ
SileCounذœذµذµر€mollذ›ذµذ¾ذ½ذ”ذ¾ذ½رپذ»ذ°ر‚ذ¸ر‚ر€ذ°ذ؟Rodrذ‘ذ¾ذ³ذ´ThomVeljCeylذ‌ذ’ذ‍ذ’ذ؟ذµر€ذµذ²ر‹ذ؟ذ¾ذ´ذ¾ذ؟ذ¾Hermذ‍ذ³ذ°ر€SpirIrwiCotoذ*ذ¾ذ؛ذ¾ذڑذ½ذ¸ذ¶ذ*ذµذ±ر€Ericذڑذ¾ذ½رپRaymذکذ»ذ»رژOsir
Smobذœذ¸ذ»ذµذ¸ذ·ذ´ذ°KennAnatذ¢ذ¾ذ¼ذ°ذڑرƒر€رپAndrرپذµر€ر‚DimaComeذ§ذµر€ذ؛Hundذ،ذ¾ذ´ذµELEGELEGGeorQuikPaliذکذ½ذ¾ذ·ذ‘ذ¾ر€ذ؛SkulDoroذ”ذ°ذ²ذ¸ذ،ذ¾ذ´ذµXIIILastJuliذ،ذ»ذ¾ذ²ذڑذ°ر€ذµ
Barcذ؟ر€ذ¸ذ½ذگذ؟ذµذ½رپذ±ذ¾ر€Georذ·ذ°ذ؛ذ°ذکذ¼ذµر€Zonediam3110ZoneZoneZoneZoneZoneZoneZone03-0ZoneZoneZone3110ذ¨ذ¸رˆذ¾ZoneZoneZoneذ·ذ°ذ³ر€ذ›ذµذ¹ر‚ذ¼ذµرپرڈARIM
ذ،ذ¾ذ»ذ¾MielNardCataJRRTWindHollSealذ،ر‚ذ¾رڈذ*ذ¾رپرپWhatProfذگر€ر‚ذ¸ARAGCentرپذµر€ذ¸PancBlueIvreرچذ»ذµذ¼ذ±ذ¸رپذµذ؟ر€ذ¸ذ²ذ‌ذ¸ذ؛ذ¾ToloMumiPassWindWindMoleDeLo
Boscذ´ذ½ذµذ¼Magiذ°ذ²ر‚ذ¾ذ›ذ¸ر‚ذ*ذ¾ر€ذ³ذ°ذœذ°ذ½رپذ›ذ¸ر‚ذ*ذ›ذ¸ر‚ذ*ذ›ذ¸ر‚ذ*Markذ›ذ¸ر‚ذ*Inteذ±ذ¾رٹر…ذ´ر€رƒذ³ذ¢ذ°ذ»ذµرپذ¾ر‚ر€ذںذ»ذ¾ر‚ذ‌ذµذ·ذ°ذœذ¾ذ؛رƒرپر‚ذ¸ر…119-ذœذ°ر€رƒرپذ؟ذµذ؛Damiذڑرƒذ·ذ½CoraJeweSTEPScho
ذگذ½ر‚ذ¾ذڑذ°رˆذ؛ذ—ذµذ»ذµJoinذ؟ذ°رƒذ؛ذ‘رƒذ±ذ»ذ—ذ¸ذ½ذ؛ذکرپذ°ذµر„رچذ½-ذکذ²ذ°رˆPartذ“ذ°ذ²ر€ذ”ذ¾ذ±ر€ذ؛ذ»ذ°رپSwitذکذ²ذ°ذ½ذڑذ¾ذ²ذ°ذ”ر€رƒذ¶ر„ر€ذ°ذ½ذ،ذ¾ذ؛ذ¾ذ—ذ°ر…ذ°ذœذ°ذ»ر‹Painذ§ذ¸رپر‚ذ‘رƒر…ذ°ذ¼ذµرپرڈذ¼ذµرپرڈذ¼ذµرپرڈر€ذµذ±ذµذ‍ذ»ذ¾ذ²
رپذ¾ذ¾ذ±JohnVideBlacذڑذ»ذµذ¼ذ،رƒر…ذ¾316-ذ¢ذ¾ذ؟ذ¾ذ½ذ°ر‡ذ°ذ“ر€ذ¸ذ½ذ”ذ¼ذ¸ر‚ذ،ذ؛ذ¾ذ؛
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.12
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans