بعدك على بالي

[فارس]

كانت تغسل بعض الاواني في المطبخ، عندما انفجر صوته كبركان غاضب ... ﻻ جديد فهو دائما كالبركان.. لكنه هذه المره بالغ في ثورته .. واستمر في مناداتها:

- يا مدام .. يا مدااااام

نشفت يديها.. واخذت شهيقا عميقا اخرجته ببطئ .. اعادت بعض خصلات شعرها خلف اذنيها.. عدلت حمالة صدرها..نفضت ملابسها ..ورسمت ابتسامه مصطنعه تماما على شفتيها ..وذهبت اليه

- حاضر حبيبي
- بلا حبيبك بلا هم .. اصلا ما علم بنتك المسخره غيرك ...

وانهمر بسيل من الاتهامات والشتائم .. وبدات حممه تسيل في كل اتجاه .. ولكنها عودت نفسها على عدم سماعه ... ما ان يبدا حتى تهرب بخيالها لاي مكان بعيد عنه.. وكانها تمارس رياصة (يوغا) اجباريه وسط الضجيج ... رياضة الانتقال ذهنيا لمكان اخر .. اي مكان هو غير موجود فيه سبكون مكانا جميلا ومميزا.

خرج من المنزل

وحضنت هي ابنتها بعمق ... وكانها تغسل روحها من كل اذى..ثار لمجرد انه اكتشف انها تستعد للخروج للمدرسه ( بجوارب حمراء) يوم عيد الحب!!

جوارب مختبئه داخل حذائها وبنطالها الطويل..هذه المسكينه الصغيره لم تشعر بذلك المسمى حب يوما .. لانه قد سرق الحب من منزلهم.. لم تذقه في حضن هذا الاب البائس .. ولم تجرا على تعويضه في حضن اخر

دخلت غرفتها ... وتاكدت انها قد اغلقت الباب جيدا.. فتحت دوﻻبها .. واخرجت من تحت الملابس كتابا قديما بقدم صباها المسروق..فتحته على تلك الورده الجافه التي اهداها اياها يوما.. كانت وردة حمراء يانعه.. اهداها معها وعودا كثيره لكنه ذهب وترك لها وعودا ووردة ذابله!!
تركها لذلك الوحش البشري الذي تعيش معه الان.
ﻻ ترغب بلومه .... ترغب فقط بتقبيل الورده كثيرا ... وان تقول له: بعدك على بالي

ﻻ نرغب احيانا بمنطقة الامور .. نرغب فقط بان يلفح وهج المشاعر جليد قلوبنا ... وان نستعيد لذة اللحظات الاولى حتى بعد ان اصبحت سرابا.