أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-16-2015, 08:09 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
افتراضي رب اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة

اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَاَمْنَا، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي اَمَرَنَا اَنْ نَتَّخِذَ مِنْ مَقَامِ اِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه، وَنَسْاَلُهُ عِبَادَةً مُتَقَبَّلَةً وَنِيَّةً صَادِقَةً وَعَمَلاً صَالِحاً يُقَرِّبُنَا اِلَيْهِ زُلْفَى، وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِهِ، وَنُحَذِّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه، لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِه، وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر: رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير، وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، اَمَرَ اَنْ يُسْجَدَ لَهُ وَحْدَه، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، حَجَّ وَاعْتَمَرَ، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً فِي حَجَّتِهِ وَفِي عُمْرَتِهِ، وَكَانَ يَحْمِلُ نَفْساً زَاكِيَةً طَيِّبَةً، وَكَانَ يَتَخَطَّى خُطَى اَبِيهِ اِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وَ اَزْوَاجِهِمَا وَذُرِّيَّتِهِمَا وَآَلِهِمَا وَسَلَّم، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيم وَعَلَى الْآَلِ وَالْاَصْحَابِ وَالذُّرِّيَّةِ وَعَلَى مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين، اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله: فَلَقَدْ اَتَمَّ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ، وَاَمْسَى قَرِيرَ الْعَيْنِ وَالْفُؤَادِ اِذْ رَاَى الشِّرْكَ وَالْوَثَنِيَّةَ مُنْتَشِراً فِي الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّة، وَقَدِ ارْتَفَعَتْ كَلِمَةُ الْحَقِّ وَكَلِمَةُ التَّوْحِيدِ مُدَوِّيَةً اَنَّهُ لَا اِلَهَ اِلَّا الله، فَانْقَضَى عَهْدُ اللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمنَاةَ الثَّالِثَةَ الْاُخْرَى، وَانْقَضَى زَمَنُ هُبَلَ، وَانْقَضَتْ كُلُّ هَذِهِ الْاَصْنَامِ الْمُزَيَّفَةِ الَّتِي عُبِدَتْ مِنْ دُونِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَهَوَتْ اِلَى الْهَاوِيَة، وَكَانَ مَكَانُهَا الْحَقِيقِيُّ اَنْ تُلْقَى فِي الشَّوارِعِ، وَتُرْصَفَ فِيهَا، وَاَنْ تُوطَاَ بِهَا الْاَقْدَام، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَتَمَّ اللهُ نِعْمَتَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم، فَهَيَّا يَارَسُولَ الله وَقَدْ تَهَيَّاَ الْجَوُّ الْمُنَاسِبُ لِهَذِهِ الْحَجَّةِ الْمُبَارَكَةِ الَّتِي سَتَكُونُ نِبْرَاساً لِلْحَقِّ وَسَتَكُونُ صَوْتاً مُدَوِّياً فِي الْمَعْمُورَةِ وَفِي الْاَرْجَاءِ اِلَى اَنْ يَرِثَ اللهُ تَعَالَى الْاَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: لَقَدْ حَفِظْتَ كَرَامَةَ الْاِنْسَانِ، فَقُلْتَ لَهُ: اُسْجُدْ وَلَكِنْ لِرَبِّكَ، لَاتَسْجُدْ لِنَبِيٍّ، وَلَا لِوَلِيٍّ، وَلَا لِمَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَاِنَّمَا السُّجُودُ يَكُونُ لِلهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اخي : فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ ذِي الْقَعْدَةِ مِنَ السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ لِلْهِجْرَةِ، اَعْلَنَ رَسُولُ اللِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَنَّهُ مُتَوَجِّه! اِلَى اَيْنَ يَامُحَمَّدُ يَارَسُولَ الله؟ اِلَى اَيْنَ يَازَعِيمَ الْاِنْسَانِيَّة؟ اِلَى اَيْنَ يَارَسُولَ الْجِهَادِ وَالسَّلَام؟ اِلَى اَيْنَ؟! اِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيق، اَلَّذِي اَقَامَ قَوَاعِدَهُ اَبُوهُ اِبْرَاهِيمَ مَعَ وَلَدِهِ اِسْمَاعِيل{وَاِذْ يَرْفَعُ اِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَاِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا اِنَّكَ اَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم(نَعَمْ هَذِهِ الصَّيْحَةُ الْمُدَوِّيَة، تَرُنُّ فِي اُذُنَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حِينَمَا اعْتَلَى اِبْرَاهِيمُ جَبَلَ قُبَيْس وَاَمَرَهُ اللهُ اَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، فَقَالَ: يَارَبّ وَمَنْ يَسْمَعُ مِنِّي؟ فَقَالَ: يَاخَلِيلِي عَلَيْكَ بِالنِّدَاءِ وَعَلَيَّ الْبَلَاغ، سَاُبَلِّغُ عَنْ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ فِي كِتَابٍ لَايَاْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهَا حَجَّةُ الْاِسْلَام، نَعَمْ اَخِي: وَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ بِهَذِهِ الْحَجَّةِ الْمُبَارَكَةِ، تَقَاطَرُوا حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَخَرَجُوا فِي رَكْبِ رَسُولِ اللهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ انْضَمَّ اِلَيْهِ عَلَى الطَّرِيق، فَهَيَّا يَا قَافِلَةَ الْهُدَى، هَيَّا يَاقَافِلَةَ الرَّحْمَة، لَقَدِ ارْتَفَعَتْ سَارِيَةُ النَّصْرِ، وَتَوَطَّدَتْ فِي الْاَرْضِ وَعَلَيْهَا رَايَةُ الْحَقِّ تُرَفْرِفُ وَتَخْفُقُ فِي هَذَا الْكَوْنِ مُدَوِّيَةً: اَنَّهُ لَاعِزَّةَ اِلَّا لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَاَنَّ الطُّغْيَانَ مَهْمَا اسْتَمَرَّ وَمَهْمَا اسْتَفْحَلَ، فَلَهُ نِهَايَة، وَاَنَّ كَلِمَةَ اللهِ لَابُدَّ اَنْ تَعْلُوَ مَادَامَ هُنَاكَ مَنْ يُدَافِعُ وَيُنَافِحُ عَنْهَا، نَعَمْ اَخِي: وَيَصِلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِلَى مَكَّة، فَاَيْنَ تِلْكَ الْاَصْنَامُ الَّتِي كَانَ يُسْجَدُ لَهَا مِنْ دُونِ الله؟ اَيْنَ هَذِهِ الْكَعْبَةُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِي شَوَّهُوا مَنْظَرَهَا بِهَذِهِ الْاَصْنَام؟ لَقَدْ عَادَ التَّوْحِيدُ اِلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ مِنْ جَدِيد، وَعَادَ دِينُ اِبْرَاهِيمَ، وَعَادَتْ مِلَّةُ اِبْرَاهِيمَ مِنْ جَدِيد{مَاكَانَ اِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلَانَصْرَانِيّاً، وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً، وَمَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام: وَهُنَالِكَ الذِّكْرَيَاتُ الَّتِي قَاطَرَتْ وَطَافَتْ فِي خَاطِرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، اِنَّهَا ذِكْرَيَاتٌ قَدِيمَةٌ حَدَّثَهُ عَنْهَا الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ: حِينَمَا وَقَفَ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عَلَى مَشَارِفِ مَكَّةَ بَعْدَ اَنْ سَكَنَهَا اِسْمَاعِيلُ وَهَاجَرُ، وَبَعْدَ اَنْ اُمِرَ اِبْرَاهِيمُ بِاَنْ يَرْحَلَ عَنْهُمَا لِاَمْرٍ يُرِيدُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَمَاذَا كَانَ دُعَاءُ اِبْرَاهِيمَ هُنَا؟ يَالَهَا مِنْ اَدْعِيَةٍ مُتَوَالِيَةٍ تَحْمِلُ الْمَعَانِيَ الْاِنْسَانِيَّةً كُلَّهَا{وَاِذْ قَالَ اِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً،وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام( نَعَمْ اَخِي: وَقَبْلَ اَنْ يَكُونَ بَلَداً مَسْكُوناً كَمَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَة{وَاِذْ قَالَ اِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آَمِناً، وَارْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِر(يَارَبّ اُرْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَات، نَعَمْ اَخِي: وَيَتَاَدَّبُ اِبْرَاهِيمُ فِي دُعَائِهِ مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، فَهَذِهِ الثَّمَرَاتُ لِمَنْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لِمَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ كَمَا اَرَادَ اِبْرَاهِيم، نَعَمْ اَخِي: فَيَرُدُّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ شَيْئاً مِنْ دُعَائِهِ{قَالَ وَمَنْ كَفَر(أَيْ اَنَّ رِزْقَ اللهِ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا لَيْسَ خَاصّاً بِالْمُؤْمِنِين! نَعَمْ لَيْسَ خَاصّاً بِمَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِر! بَلْ{كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَاكَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورَا( نَعَمْ وَلِذَلِكَ{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آَمِناً وَارْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَر(أَيْ مَنْ كَفَرَ سَاَرْزُقُهُ اَيْضاً رِزْقاً سَيِّئاً نَتِيجَتُهُ وَعَاقِبَتُهُ وَخِيمَة مَهْمَا كَانَ هَذَا الرِّزْقُ لَذِيذاً هَنِيئاً مُسْعِداً لَهُ فِي الدُّنْيَا وَمَهْمَا{رَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَاَنُّوا بِهَا(وَهَذِهِ النَّتِيجَةُ هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ اَضْطَّرُّهُ اِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِير( نَعَمْ اَخِي: وَبَعْدَ اَنْ تَهَيَّاَتِ الظُّرُوفُ الْمَعَاشِيَّةُ لِهَذِهِ الْبَلْدَةِ، اِذَا بِاِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُول{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً(نَعَمْ يَدْعُو لِبَلَدِهِ اَنْ يَكُونَ آَمِناً، وَيَطْلُبُ لِمَكَّةَ الْاَمَان، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اِنَّهَا الْحَقِيقَةُ الْمُرَّةُ الَّتِي يَفْتَقِدُهَا الْعَالَمُ الْيَوْمَ! وَهِيَ عَدَمُ وُجُودِ الْاَمَان، بَلْ وُجُودُ الْخَوْفِ الَّذِي يُسَيْطِرُ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً، اِنَّهُ الْخَوْفُ الَّذِي يُسَيْطِرُ عَلَى الضَّعِيفِ وَعَلَى الْقَوِيِّ فِي آَنٍ وَاحِدٍ! وَالْكُلُّ يُرِيدُ اَنْ يَثِبَ عَلَى الْآَخَر، وَالْكُلُّ يُرِيدُ اَنْ يَفْتِكَ بِالْآَخَر، اَلْكُلُّ يُرِيدُ اَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى الْآَخَرِ! وَلِذَلِكَ فَهِمَ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً( نَعَمْ وَبَعْدَ الْاَمَانِ يَااِبْرَاهِيمُ مَاذَا تَطْلُبُ اَيْضاً{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام(يَالَهُ مِنْ تَوَاضُع! هَلْ اَنْتَ يَااِبْرَاهِيمُ تَدْعُو اللهَ اَنْ يُجَنِّبَكَ عِبَادَةَ الْاَصْنَامِ وَاَنْتَ اَكْرَهُ شَيْءٍ عَلَيْكَ هُوَ تِلْكَ الْاَصْنَام!؟ نَعَمْ هَذِهِ الْاَصْنَامُ الَّتِي حَطَّمْتَهَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَقُول{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام(نَعَمْ اَخِي: اِنَّهُ دُعَاءُ الْمُؤْمِنِ؟ اَنْ يُثَبِّتَهُ اللهُ عَلَى الْاِيمَانِ، وَاَنْ يُثَبِّتَهُ عَلَى الْقَوْلِ الثَّابِتِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الْاِنْسَانُ خَلِيلَ الرَّحْمَن{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَام( نَعَمْ اَخِي: بَنُوهُ مِنْهُمْ مَنْ كَانَ مُهْتَدِياً، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ ضَالّاً، نَعَمْ اَخِي: فَاسْتُجِيبَ دُعَاؤُهُ لِمَنْ كَانَ مُهْتَدِياً، نَعَمْ: وَحِينَمَا طَلَبَ الْاِمَامَةَ لِنَفْسِهِ قَالَ اَيْضاً{وَمِنْ ذُرِّيَّتِي، قَالَ لَايَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين(يَارَبّ اِجْعَلْنِي اِمَاماً لِلنَّاسِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي، فَاَجَابَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَهْدِي لَايَنَالُهُ الظَّالِمُونَ اَبَداً، نَعَمْ: هَذَا الْعَهْدُ لَايَصِلُ اِلَى الظَّالِمِين، نَعَمْ اَخِي: وَهَكَذَا تَتَجَلَّى مَعَانِي الْاِنْسَانِيَّةِ، وَتَتَجَلَّى مَعَانِي الرُّبُوبِيَّةِ: اَنَّ الظَّالِمِينَ لَايَنَالُهُمْ عَهْدُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ اَنْ نَعْبُدَ الْاَصْنَامَ، رَبِّ اِنَّهُنَّ اَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ(نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا الْاَصْنَامُ، وَقَدْ تَكُونُ اَصْنَاماً مِنْ حِجَارَةٍ، وَهَذِهِ كَانَتْ مَوْجُودَةً وَمَاتَزَالُ مَوْجُودَةً اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ، فَكَيْفَ تُضِلُّ النَّاسَ وَهِيَ اَصْنَامٌ مِنَ الْحِجَارَةِ لَاحَوْلَ لَهَا وَلَاقُوَّةَ وَلَاتَنْفَعُ وَلَاتَضُرُّ اِلَّا بِاِذْنِ خَالِقِهَا!؟ نَعَمْ اَخِي: اَكْبَرُ ضَلَالٍ فِي هَذَا الْكَوْنِ هُوَ: اَنْ يَنْصَرِفَ الْاِنْسَانُ عَنْ تَوْحِيدِ اللهِ، وَاَنْ يُعْطِيَ هَذِهِ الْاَصْنَامَ الْحَجَرِيَّةَ اَوِ الْبَشَرِيَّةَ اَوِ الْجِنِّيَّةَ اَوِ الْمَلَائِكِيَّةَ صِفَاتِ الْاُلُوهِيَّة، أَيْ يُضْفِي عَلَيْهَا صِفَاتِ الْاُلُوهِيَّة، نَعَمْ: اِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله، لَايَسْمَعُونَ دُعَاءَكُمْ، وَلَوْ سَمِعُوا دُعَاءَكُمْ مَااسْتَجَابُوا لَكُمْ؟ لِاَنَّهَا اَصْنَامٌ صُمٌّ، بُكْمٌ، عُمْيٌ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْاَصْنَامُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، اَوْ كَانَتْ مِنَ الْبَشَرِ، فَاِنَّهَا لَيْسَتْ صُمّاً وَلَابُكْماً وَلَاعُمْياً، بَلْ اِنَّهَا تَسْمَعُ، وَاِنَّهَا تَعْقِلُ، وَلَكِنْ مَعَ كُلِّ هَذَا، فَاِنَّ اِرَادَةَ الْخَيْرِ الْمُطْلَقِ وَالشَّرِّ الْمُطْلَقِ وَالضُّرِّ وَالنَّفْعِ عَلَى اِطْلَاقِهِمَا: اِنَّمَا هِيَ لِلهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى،اَضِفْ اِلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّهَا لَاتَسْمَعُ وَلَاتُبْصِرُ كَمَا يَسْمَعُ وَيُبْصِرُ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرَضِينَ سُبْحَانَه، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{رَبِّ اِنَّهُنَّ اَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَاِنَّهُ مِنِّي(نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا التَّبَعِيَّة، تَبَعِيَّةُ رُسُلِ الله، اِنَّهَا تَبَعِيَّةُ الْمُخْلِصِين، اِنَّهَا تَبَعِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَسْتَرْشِدُونَ بِاِرْشَادِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِيهَا الْخَيْرُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَة، نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا مَنِ اتَّبَعَ هَوَاه، وَاَمَّا مَنِ اتَّبَعَ آَلِهَةً مُزَوَّرَةً مِنْ دُونِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَسَتَكُونُ عَلَيْهِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ{اِذْ تَبَرَّاَ الَّذِينَ اتِّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا، وَرَاَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْاَسْبَاب، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا: لَوْ اَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّاَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا، كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ اَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ، وَمَاهُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار(نَعَمْ يَااُمَّةَ مُحَمَّد: نَعَمْ يَارَسُولَ الله:{ثُمَّ اَوْحَيْنَا اِلَيْكَ اَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً، وَمَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين( نَعَمْ اِنَّهَا مِلَّةُ الْاِيمَانِ الْوَاحِدَة، اِنَّهَا مِلَّةُ الْاِسْلَامِ التَّوْحِيدِيَّةِ الْوَاحِدَة، وَحِينَمَا يَذْكُرُ اللهُ فِي الْقُرْآَنِ لِرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَثِيراً مِنْ رُسُلِهِ، يَقُولُ لَهُ سَبْحَانَه{اُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ(لِاَنَّكَ حِينَمَا تَقْتَدِي بِهُدَاهُمْ، فَاَنْتَ هُنَا تَقْتَدِي بِهِدَايَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَلِذَلِكَ الْمُؤْمِنُ لَيْسَ لَهُ مَنْ يَنْفَعُهُ وَيُرْشِدُهُ اِلَى طَرِيقِ اللهِ وَاِلَى طَرِيقِ رَسُولِهِ وَرُسُلِهِ اِلَّا الله، وَاِلَّا الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا فِي الْاَزْمَةِ الْحَالِكَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَمَا تَقَعُ الصَّاعِقَة، فَهُنَالِكَ كُلٌّ يَتَبَرَّاُ مِنَ الْآَخَرِ، وَكُلٌّ يَنْفَكُّ وَيَنْفَضُّ عَنِ الْآَخَرِ وَيَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي، نَعَمْ اَخِي: فَالْعِزَّةُ مَنْ اَرَادَ اَنْ يَطْلُبَهَا، فَلْيَطْلُبْهَا مِنْ رَبِّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِاَنَّ لَهُمْ عَذَاباً اَلِيمَا، اَلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ اَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين، اَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ! فَاِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعَا(نَعَمْ اَخِي: مَنْ اَرَادَ اَنْ يَعْتَزَّ، فَلْيَعْتَزَّ بِالله؟ لِاَنَّهُ يَرْبِطُ عِزَّتَهُ بِالَّذِي لَايَتَغَيَّرُ وَلَايَتَبَدَّلُ وَهُوَ اللهُ سَبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَاَمَّا غَيْرُهُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَيَتَغَيَّرُ وَيَتَبَدَّلُ وَمَصِيرُهُ اِلَى فَنَاء، فَلِمَاذَا نَرْبِطُ عِزَّتَنَا بِهِمْ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْاِكْرَام{رَبِّ اِنَّهُنَّ اَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ تَبِعَنِي فَاِنَّهُ مِنِّي( وَانْظُرْ اَخِي اِلَى عَطْفِ اِبْرَاهِيمَ! وَاِلَى رِقَّةِ اِبْرَاهِيمَ! وَاِلَى حَنَانِ اْبَرَاهِيم! اِنَّهُ الرَّسُول! اِنَّهُ النَّبِيّ! اِنَّهُ الْحَلِيم! اِنَّهُ الْاَوَّاب! اِنَّهُ الْمُنِيب{وَمَنْ عَصَانِي(سُبْحَانَ الله! لَمْ يَقُلْ يَارَبّ مَنْ عَصَانِي فَانْتَقِمْ مِنْهُ! وَاِنَّمَا قَال{وَمَنْ عَصَانِي فَاِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيم!!(يَارَبّ: اِهْدِهِ يَارَبّ، نَعَمْ هَذَا الْعَاصِي اهْدِهِ يَارَبُّ؟ لِتَغْفِرَ لَهُ وَتَرْحَمَه، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَاِنَّهُ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَة{اِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَاِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَاِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَاِنَّكَ اَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم(وَلَمْ يَقُلْ فَاِنَّكَ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ كَمَا قَالَهَا اِبْرَاهِيمُ فِي الدُّنْيَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَاتُقْبَلُ التَّوْبَةُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاِنَّمَا مَجَالُ التَّوْبَةِ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا، وَلِذَلِكَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ{فَاِنَّكَ اَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم(وَاَمَّا اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاِنَّهُ يَقُولُ{اِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام: وَلِمَاذَا اَسْكَنَ اللهُ تَعَالَى اِبْرَاهِيمَ فِي بَيْتِهِ الْحَرَام؟ نَعَمْ اَخِي: اُنْظُرْ اِلَى اَهَمِّيَّةِ هَذَا الشَّيْء؟ وَمَاهُوَ هَذَا الشَّيْء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ اِبْرَاهِيم{رَبِّ اِنِّي اَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم(نَعَمْ اَخِي: فَمَكَّةُ اِذاً وَادِي لَازَرْعَ فِيه، وَطَبِيعَةُ اَرْضِهِ لَيْسَتْ زِرَاعِيَّةً، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ هَذَا الْوَادِي تُجْبَى اِلَيْهِ الثَّمَرَاتُ مِنْ كُلِّ مَكَان{اَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آَمِناً يُجْبَى اِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا( نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ نَرَى مَنْ يَذْهَبُ اِلَى الْحَجِّ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ مَوْجُوداً هُنَاك! بَلْ يَاْتِي بِالْهَدَايَا مِنْ هُنَاكَ وَهِيَ مَصْنُوعَةٌ فِي غَيْرِ مَكَّة! وَقَدْ تَكُونُ مَصْنُوعَةً فِي الشَّامِ فِي دِمَشْقَ اَوْ غَيْرِهَا، وَلَكِنَّ كُلَّ هَذِهِ الْاَرْزَاقِ تُجْبَى اِلَى هَذَا الْمَكَانِ الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ كَمَا وَعَدَ اللهُ تَعَالَى بِذَلِك! نَعَمْ: وَلِهَذَا{رَبِّ اِنِّي اَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم( نَعَمْ اَخِي: عَلَيْنَا اَنْ نُعْمِلَ اَذْهَانَنَا وَاَفْكَارَنَا وَنَتَسَاءَلَ مِنْ جَدِيد؟ لِمَاذَا اَسْكَنَ اللهُ تَعَالَى اِبْرَاهِيمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَك؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ حَاضِرٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاة(نَعَمْ اَخِي: اُنْظُرْ اِلَى قِيمَةِ هَذِهِ الْفَرِيضَة الَّتِي تَكَرَّرَ التَّاْكِيدُ عَلَيْهَا فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَرَّة فِي اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعاً فِيه! هَلْ اَنْتَ يَااِبْرَاهِيمُ بَعْدَ كُلِّ هَذَا التَّعَبِ؟ وَكُلِّ هَذِهِ الْمَشَقَّاتِ؟ وَكُلِّ هَذَا الْبِنَاءِ؟ اَسْكَنْتَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُقِيمُوا الصَّلَاة؟! نَعَمْ؟ لِاَنَّهَا صِلَةُ الْعَبْدِ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ، فَاِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ صَلَاةٌ، اِنْقَطَعَتِ الصِّلَةُ بِالله، وَاِذَا انْقَطَعَتِ الصِّلَةُ بِاللهِ، اَظْلَمَ اللهُ قَلْبَ هَذَا الْاِنْسَانِ، وَاَظْلَمَ عَقْلَهُ، وَاَظْلَمَ سُلُوكَهُ، وَجَعَلَهُ يَتَخَبَّطُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، تَخَبُّطَ النَّاقَةِ الْعَشْوَاءِ، وَتَخَبُّطَ النَّاقَةِ الْعَمْيَاءِ، يَحْسَبُ اَنَّهُ يَفْعَلُ صَالِحاً، فَاِذَا بِهِ يَفْعَلُ شَرّاً، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا اَهَمِّيَّةَ لِلصَّلَاةِ!؟ نَقُولُ لَهُمْ: هَلْ اَنْتُمْ اَفْقَهُ مِنْ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ؟! هَلْ اَنْتُمْ اَعْلَمُ مِنَ الله؟! هَلْ اَنْتُمْ اَعْلَمُ مِنْ رَسُولِ الله؟! هَلْ اَنْتُمْ اَعْلَمُ مِنَ الرُّسُلِ جَمِيعاً الَّذِينَ{اَوْحَيْنَا اِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَاِقَامَ الصَّلَاةِ، وَاِيتَاءَ الزَّكَاة(نَعَمْ كُلُّ هَذَا الْوَحْيِ اَوْحَى اللهُ بِهِ تَعَالَى اِلَى الرُّسُل، فَيَامَنْ لَاتُقِيمُونَ لِلصَّلَاةِ وَزْناً، وَيَامَنْ اَنْتُمُ الْآَنَ مُنْتَشِرُونَ هُنَا وَهُنَاكَ وَتَسْمَعُونَ خَطِيبَ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ الْخَارِجِيَّةِ، وَتَسْمَعُونَ الْاَذَانَ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَفِي بَقِيَّةِ الْاَيَّامِ، وَلَاتُؤَدُّونَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ، عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْلَمُوا جَيِّداً: اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَقَامَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ كَمَا قَالَ عَلَى لِسَانِ خَلِيلِهِ{لِيُقِيمُوا الصَّلَاة( نَعَمْ: فَاِذَا اَقَامُوا الصَّلَاةَ كَمَا اَمَرَ اللهُ، فَيَا هَنَاءَتَهُمْ، وَيَاسَعَادَتَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَة، نَعَمْ اَخِي: وَدَائِماً نَقُول: اَلْاِقَامَةُ غَيْرُ الْاَدَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللَهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ اَدُّوا الصَّلَاةَ، وَاِنَّمَا قَالَ اَقِيمُوا الصَّلَاة، نَعَمْ اَخِي : قَدْ يُؤَدِّي الْاِنْسَانُ مِنَّا هَذِهِ الْفَرِيضَةَ، وَلَكِنْ لَاتُقَوِّمُ سُلُوكَهُ وَلَااعْوِجَاجَهُ كَمَا اَمَرَ اللهُ فِي كَلِمَةِ اَقِيمُوا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْهَا حَقَّ اسْتِعْمَالِهَا في اِقَامَتِهَا، وَلِذَلِكَ قَالَ{لِيُقِيمُوا( لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ مُقَدَّسَةٌ تَجْعَلُ الْمُعْوَجَّ قَائِماً، وَتَجْعَلُ الْمُنْكَسِرَ مُسْتَقِيماً، فَاِذَا اتَّصَلَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ اتِّصَالاً خَالِصاً لَا شَائِبَةَ فِيهِ، اَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى النُّورَ الْكَاشِفَ الَّذِي يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَبَيْنَ الْهِدَايَةِ وَالْعِمَايَة، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ الَّذِينَ يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنِ الصَّلَاةِ، يُمَثِّلُونَ اَبَا جَهْلٍ حَقَّ التَّمْثِيل، نَعَمْ: اِنَّهُ فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْاُمَّةِ الَّذِي اَقْسَمَ اَنَّهُ لَوْ رَاَى رَسُولَ اللهِ وَمَنْ مَعَهُ يُصَلُّونَ، لَيَطَاَنَّ رُؤُوسَهُمْ بِقَدَمَيْهِ، فَيُهَدِّدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اَتُهَدِّدُنِي يَامُحَمَّدُ؟ فَاَنَا اِنْ شِئْتُ لَمَلَاْتُ عَلَيْكَ هَذَا الْوَادِيَ رِجَالاً، فَاَنَا عِنْدِي قُوَّة، وَاَنَا عِنْدِي عِزَّة، نَعَمْ اَخِي: مَنِ اعْتَزَّ بِغَيْرِ اللهِ اَذَلَّهُ الله وَلِذَلِكَ انْتَقَمَ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ شَرَّ انْتِقَامٍ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الْكُبْرَى وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَرَاَيْتَ الَّذِي يَنْهَى، عَبْداً اِذَا صَلَّى، اَرَاَيْتَ اِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى اَوْ اَمَرَ بِالتَّقْوَى، اَرَاَيْتَ اِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى، اَلَمْ يَعْلَمْ بِاَنَّ اللهَ يَرَى( نَعَمْ اَخِي: هَؤُلَاءِ الْغَافِلُونَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَايَعْتَقِدُونَ بِاَنَّ اللهَ يُرَاقِبُهُمْ، وَلِذَلِكَ{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ(وَالْغَافِلُونَ اَمْثَالُهُ عَنْ هَذَا النَّهْيِ الْمَشْؤُومِ عَنِ الصَّلَاةِ{لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَة(نَعَمْ اَخِي: هَذِهِ الرَّاْسُ الْمُتَكَبِّرَةُ، سَنُذِلُّهَا، وَسَنُرْغِمُهَا، وَنُرْغِمُ اَنْفَهَا فِي التُّرَاب، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَبُو جَهْلٍ مَنِ الَّذِي قَتَلَه؟ اِنَّهُ رُوَيْعُ الْغَنَمِ كَمَا قَالَ هُوَ لَعَنَهُ اللهُ وَوَصَفَ بِذَلِكَ قَاتِلَه، نَعَمْ اَخِي: فَفِي غَزْوَةِ بَدْرٍ حِينَمَا كَانَ جَرِيحاً، فَاعْتَلَى عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ الَّذِي كَانَ يُذِيقُهُ شَرَّ الْعَذَاب، نَعَمْ كَانَ اَبُو جَهْلٍ يُذِيقُ ابْنَ مَسْعُودٍ شَرَّ الْعَذَابِ، فَفَتَحَ اَبُو جَهْلٍ عَيْنَيْهِ وَهُوَ بَيْنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ، فَرَاَى ابْنَ مَسْعُودٍ! فَقَالَ: رُوَيْعُ الْغَنَمِ عَلَى صَدْرِي! فَقَالَ: نَعَمْ خُذْهَا يَاعَدُوَّ الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَتَّخِذَ مِثَالاً لِلْعَنَادِ وَلِلتَّمَسُّكِ بِالْبَاطِلِ وَالْاِصْرَارِ عَلَيْهِ، فَنَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَّخِذَ مِنْ اَبُو جَهْلٍ خَيْرَ مِثَال، عَفْواً اَخِي اَقْصِدُ شَرَّ مِثَالٍ، حِينَمَا اَرْغَمَهُ اللهُ سَبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَجَعَلَ اَنْفَهُ فِي تُرَابِ الْجَحِيم، عَفْواً اَخِي اَقْصِدُ فِي رَمَادِ الْجَحِيم، نَعَمْ اَخِي: فَالَّذِينَ يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنِ الصَّلَاةِ وَيُثَبِّطُونَ الْهِمَمَ فِي الْاَمْرِ بِمَعْرُوفِهَا وَالنَّهْيِ عَنْ فَحْشَائِهَا وَمُنْكَرِهَا وَلَايَاْمُرُونَهُمْ بِهَا وَلَايَاْمُرُونَ اَوْلَادَهُمْ بِهَا وَهُمْ اَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِين وَلَايَضْرِبُونَهُمْ عَلَيْهَا ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَهُمْ اَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، فَهَؤُلَاءِ مَصِيرُهُمْ مَشْؤُومٌ وَمُرْعِبٌ وَمُفْزِعٌ وَمُخِيفٌ بِشَكْلٍ هَائِلٍ، وَلِذَلِكَ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام{رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، فَاجْعَلْ اَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي اِلَيْهِمْ( فَاِذَا اَقَامُوا الصَّلَاةَ، فَاِنَّهَا تَجْعَلُ الْقُلُوبَ تَهْوِي اِلَيْهِمْ(نَعَمْ اَخِي: وَيَقُولُ الْحُذَّاقُ مِنَ الْمُفَسِّرِين: لَوْ لَمْ يَقُلْ {فَاجْعَلْ اَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ، بَلْ قَالَ سُبْحَانَهُ: فَاجْعَلْ اَفْئِدَةَ النَّاسِ تَهْوِي اِلَيْهِمْ، لَانْكَبَّ اِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ اَهْلُ الْاَرْضِ جَمِيعاً زُرَافَاتٍ وَوِحْدَاناً عَلَى اخْتِلَافِ دِيَانَاتِهِمْ وَعَلَى اخْتِلَافِ مَذَاهِبِهِمْ وَنِحَلِهِمْ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهُ الْحَجُّ الَّذِي يُذَكِّرُنَا بِهَذِهِ الذِّكْرَيَاتِ الْعَظِيمَةِ، نَعَمْ: وَحِينَمَا تَهْفُو الْقُلُوبُ اِلَى الْحَبِيبِ، اِلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، هُنَالِكَ فِي الْمَدِينَةِ، فَيَالَهَا مِنْ مُنَاجَاةٍ لِهَذَا النَّبِي الْكَرِيم، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: يَامَنْ اَعْطَيْتَ كَثِيراً، وَلَمْ تَاْخُذْ شَيْئاً! نَعَمْ يَارَسُولَ الله: يَامَنْ قَدَّسْتَ الْاِنْسَان، وَيَامَنْ كَرَّمْتَهُ، وَيَامَنْ جَعَلْتَهُ سَيِّداً لَامَسُوداً، نَعَمْ: لَايَسِيدُهُ اِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ: وَلَوْ سَادَهُ اَحَدٌ غَيْرُ اللهِ، فَلَايَسُودُهُ اِلَّا بِكَرَامَتِهِ الْمَحْفُوظَةِ الَّتِي ضَمِنَهَا لَهُ شَرْعُنَا الْاِسْلَامِيّ، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: يَامُحَرِّرَ الْفِتْيَانِ الْعَبِيدِ وَالْفَتَيَاتِ الْاِمَاء، يَامَنْ اَعْتَقْتَ الْعَبِيد، يَامَنْ اَعْطَيْتَ لِلْاِنْسَانِ كَرَامَتَه، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: هَذَا وَفْدُ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيْك، يُنَاجِي رَبَّهُ، وَاَنْتَ تَسْمَعُ هَذِهِ الْمُنَاجَاة، نَعَمْ يَارَسُولَ الله: اِنَّكَ تَعْلَمُ مَاذَا حَلَّ بِاُمَّتِكَ يَارَسُولَ الله، ظَهَرَتِ الْفِتَنُ وَالْبَغْضَاءُ وَالْقِتَالُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَهَلَّا يَارَسُولَ اللهِ مِنْ تَاْمِينٍ تُؤَمِّنُ بِهِ عَلَى دُعَائِهِمْ؟ حَتَّى يَرْتَفِعَ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَالِصاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ؟ لِيَكْشِفَ الْبَلَاءَ عَنْ اُمَّةِ مُحَمَّد، نَعَمْ لِيَكْشِفَ الْبَلَاءَ عَنِ الْعَالَمِ كُلِّهِ، فَيَامَنْ اَرْسَلَكَ رَبُّكَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين، لَاتَبْخَلْ عَلَيْنَا بِهَذَا التَّاْمِينِ، وَلَابِمُشَارَكَتِكَ لِدُعَائِنَا، وَقُلْ يَارَبُّ ارْفِقْ بِاُمَّةِ مُحَمَّد، يَارَبُّ اَنْقِذْ اُمَّة مُحَمَّد، يَارَبِّ كُنْ مَعَ اُمَّةِ مُحَمَّد، نَعَمْ: كُلُّ ذَلِكَ نَاْمَلُهُ مِنْ رَبِّكَ ثُمَّ مِنْكَ يَاسَيِّدَ السَّادَاتِ، يَااَبَا الزَّهَرَاءِ، يَاجَدَّ الْحَسَنَيْن، يَامَنْ اَنْتَ بَطَلُ الْعَالَمِ وَالْاِنْسَانِيَّةِ جَمِيعاً، يَامَنْ اَعْطَى رَبُّكَ بِكَ لِلْاِنْسَانِيَّةِ قِيمَتَهَا وَقُدْسِيَّتَهَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ، وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلَا(نَعَمْ: اَلْكُلُّ يَتَهَاوَى اَمَامَ عَظَمَةِ اللهِ، وَتَبْقَى شَخْصِيَّتُكَ يَارَسُولَ اللهِ، رَمْزاً لِلْحَضَارَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ، رَمْزاً لِلْاَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ، رَمْزاً لِكُلِّ مَعَانِي الْخَيْرِ( فَاقْبَلْ مِنَّا يَارَبِّ هَذِهِ الْمُنَاجَاةِ الْمُتَوَاضِعَةِ لِوَحْدِكَ لَاشَرِيكَ لَك، وَاِلَّا فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ قَوْلِكَ فِي رَسُولِكَ الْكَرِيمِ{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ{وَمَااَرْسَلْنَاك� � اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين(اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ،
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM.