أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2021, 07:18 AM
ham16 ham16 غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 71
افتراضي الرفق بالحيوان

خلق الرفق إنّ الرفق من الأخلاق الكريمة التي حثّ عليها الإسلام، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه)
كما أنّه من وسائل ضبط السلوك والانفعالات، إلّا أنّ الكثير من الناس يتغافلون عنه، ولا يتحلّون به، فالواجب على المسلم التحلي بخلق الرفق في أقواله وأفعاله، ومعاملته للناس، ولمختلف الكائنات الحيّة، ويعرّف الرفق: بأنه القدرة على التحكم بأهواء ورغبات النفس، والتجمّل بالصبر والحلم، وعدم اللجوء إلى العنف، وكظم الغضب، وعدم الانفعال عند تلقّي الإساءة بالقول، أو الفعل، أو السلوك، فالرفق يقصد به؛ اللين واللطف، واللجوء إلى الجنب الأسهل والأيسر في مختلف الأمور، والرفق يدل على كمال العقل، والقوة في الشخصية، والاعتدال في النظر إلى الأمور، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (المؤمنونَ هيِّنونَ ليِّنُونَ، كالجملِ الأَنِفِ، إِنَّ قِيدَ انقادَ، وإذا أُنِيخَ على صخرةٍ استناخَ)،[٢] فالرفق في الأمور يؤدي إلى تحقيق أفضل وأحسن النتائج، بخلاف العنف الذي قد يؤدي إلى أسوء النتائج وأشنعها.
كيفية الرفق بالحيوان في الإسلام بيّن الإسلام الآداب والسلوكات المتعلقة بالتعامل مع الحيوان، حيث دلّ ذلك في جوهره على شمولية الإسلام، وكماله، فالإسلام حرص على الرفق بالحيوانات قبل نشوء المؤسسات والهيئات التي تهتم بالحيوان، كما أنّ الأحكام المتعلقة بالحيوان التي بيّنتها الشريعة الإسلامية لم تخصّ حيواناً دون آخر، ولم تخصّ وقتاً من الأوقات برعايته، ومن مظاهر اعتناء الإسلام بالحيوان؛ وجوب القيام بما يصلحه، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (اتَّقوا اللهَ في البهائمِ الْمُعْجَمَةِ، فارْكبوها صالحةً، وكُلوها صالحةً).
ويدل الحديث على وجوب خوف المسلم من الله -تعالى- في تعامله مع الحيوان، حيث إنّ الحيوان لا يعلم حاله؛ إن كان محتاجاً للطعام، أو الشراب، أو إن كان يشعر بالتعب أو المشقّة، كما أنّ الإسلام أوجب نفقة الحيوان على من يملكه، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (عُذِّبَتِ امرأةٌ في هِرَّةٍ سجَنَتْها حتَّى ماتت، فدخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطعَمَتْها، ولا سَقَتْها، إذ حبَسَتْها، ولا هي ترَكَتْها تأكُلُ مِن خَشَاشِ الأرضِ).
حيث إنّ الإحسان إلى الحيوان وإطعامه وسقايته، من أسباب مغفرة الذنوب، ودليل ذلك ما رواه الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (أنَّ امرأةً بَغِيًّا رأت كلبًا في يومٍ حارٍّ يطيفُ ببئرٍ، قد أَدلعَ لسانَه من العطش، فنزعتْ له بمُوقِها فغُفِر لها)،[٦] كما أنّ الرفق مع الحيوان يجب أنّ يكون عند استخدامه، حيث روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ امرأة كانت تركب البعير، إلّا أنّ البعير كان فيها صعوبةٌ، فكانت المرأة تجعل البعير يمشي، ثمّ توقفه بشدةٍ، وكررت فعلها أكثر من مرةٍ، فأمرها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالرفق في التعامل مع الحيوان، كما أنّ الإسلام نهى عن التحريش بالحيوانات، والتحريش يُضاد الرفق، والمقصود بالتحريش: تهييج الحيوانات بعضها على بعضٍ، حيث إنّ في ذلك إلحاق الأوجاع والآلام بالحيوانات دون مبررٍ وسببٍ، وإنّما مجرّد لهوٌ ولعبٌ..
أهداف خلق الرفق إنّ المسلم بتحلّيه بالرفق يحقق العديد من الأهداف والغايات، وفيما يأتي بيان بعضها:[٨] الامتثال بأوامر الله تعالى، والاقتداء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبذلك فإنّ المسلم يحقق الأهداف في منافسة غيره في طاعة الله تعالى، وطاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام. بيان الصورة الحقيقة للإسلام، فالنصوص التي أمرت بالرفق واللين، تبيّن أنّ ذلك من المبادئ والغايات التي حثّ عليها الإسلام، وتجعل من الرفق علامةً مميزةً للإسلام، وصفةٌ بارزةٌ للمسلمين، ويظهر ذلك من تعامل المسلم مع غيره من الأفراد. نشر حبّ الإسلام وتكاليفه وأوامره بين الناس، حيث إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أوصى من كان يبعثهم بالرفق واللين، وعدم التشدد، وبتسهيل الأمور وتيسيرها، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وسَكِّنوا ولا تُنفِّروا)،
وفسّر الإمام ابن حجر الحديث السابق بأن الرفق والتيسيير ،وعدم الشدة وخاصة بمن أسلم في وقتٍ قريبٍ من التكليف بالأوامر الشرعية، يعدّ من أسباب تمكين الإيمان في القلوب، وكذلك فإنّ من واجب المسلم عدم الضغط على نفسه للقيام بالأعمال، وإنّما يجب التدرج بالنفس، والانتقال بها من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ أخرى، دون تكليف النفس بما لا تستطيع القيام به. تحقيق الأهداف والغايات، حيث إنّ الوصول إلى ما يطمح به العبد يحتاج إلى الرفق واللين واللطف، وبذلك يتحقق القبول والنجاح، فالرفق يعدّ من مفاتيح القلوب، ويعدّ الرفق أيضاً من أفضل الوسائل، وأكثرها نجاحاً في الوصول إلى الغاية. يؤدي الرفق إلى توطيد العلاقات وتقويتها وتحسينها، فقد تطرأ على حياة المسلم بعض الظروف والأحوال التي ليست ضمن حساباته، إلّا أنّ من واجب المسلم التصدّي لها؛ برفقٍ ولينٍ وحكمةٍ، ودليل ذلك وصية الله -تعالى- لنبيه محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، عندما قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)،
ومن المواقف التي تبين ذلك موقف النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الرجل الذي بال في المسجد، وقام عليه الناس، إلّا أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عامله بكلّ رفقٍ ولينٍ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.