المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب العملات يطل بوجهه من جديد بيت العنكبوت يتهاوى... المأزق الامريكي


هاجر
08-16-2015, 10:25 AM
حرب العملات يطل بوجهه من جديد بيت العنكبوت يتهاوى... المأزق الامريكي

لم يكن انكشاف ليمن برذارز على البنوك الحدث الكبير الذي جر العالم بأسره الى كارثة مالية ضخمه لان هذه الشركة في الحقيقة لم تكن سوى شركة مالية حاول المنافسون اسقاطها مرارا وتكرارا حتى تحقق لهم ما ارادو غير ان سقوطها أشار الى العامل الاهم في عالم المال اليوم وهو مؤشر " الثقة " ذلك الرمز البسيط الذي اربك حاسابات اكبر العباقرة الماليين حول العالم الذين صنعوا فقاعة النمو الذي نشاهده اليوم والذي غير كل شيء طاله على وجه الأرض ، وكان غيابه سببا في تهاوي احجار الدمنو.

واليوم وبعد ان كافح هؤلاء العباقرة لعودة خجولة لهذه الثقة في تلك الاوراق التي يقومون بطبعها ليل نهار فإنهم وبكل اهتمام يتابعون خططهم خوفا من ان يتحول السحر الى حقيقة ويعيشون على ميزان اشبه بمشي رجل على شعره لا يعلم اتحمله او تسقط به بمجرد وضع قدمه عليها ، وما يجري دليل واضح وبقوة على مدى الخوف الشديد الذي ينتابهم عندما يرون عودة تلك الثقة الى ما حصل قبل الازمة المالية العالمية وخوفهم هذا ابرز اللعبة بشكل هزيل متخم برداءة الاداء وعدم كفاءة الاعمال ولا ادل على ذلك من دخول امريكا وتضحيتها ربما بأغلى ما تملكه وتعمدها تدمير الأراضي الواسعه والغابات مقابل الحصول على النفط لتقوم بعمل التوازن في اسعار النفط الذي يحقق لها المحافظة على سعر معتدل يتوافق وحجم الاقتصاد الامريكي ، وهو الامر الذي حقق للحلم الامريكي استمراره وعدم انكماشه فهاهم اليوم يتغنون بانخفاض معدلات البطالة وزيادة الناتج المحلي كثمرة لاعمال الجهد الذي قاموا به خلال سنوات الاصلاح .

وذلك ليس سيئا على المستوى المتوسط كون الامريكين اليوم ينعمون باسعار نفط رخيصة تساهم بشكل فاعل في انخفاض تكاليف التصنيع وغيره ليعكس ذلك اثرا ملحوظا على الناتج المحلي الامريكي ، لكن الملفت للنظر ان امريكا بتفوقها هذا لم تلتفت الى ان ذلك ليس علاجا نافعا كما ينبغي وليس سوى اختلاس للحصص السوقية من دول تتفوق على امريكا كثيرا اليوم في معدلات النمو والناتج القومي وان هذه الدول مثل الصين والهند والتي تصنفها امريكا على انها دول ناشئة سيكون من السهل عليها والسهل جدا استرجاع هذه الحصة وهو الامر الذي تخفيه امريكا عن العموم فالحقيقة ان عودة الثقة في الدولار الامريكي وانخفاض اسعار النفط لن يدوم طويلا حتى مع الوفرة في المعروض التي تزخر بها الاسواق اليوم لان الحقيقة التي لا يعلمها هؤلاء العباقرة ان النمو في تلك البلدان هو نمو حقيقي وما يجري في امريكا ليس سوى مرحلة تعافي لاقتصاد يكاد ان يكون هرما اما البلدان الناشئة ذات الساعد الفتي الذي يعيش اليوم في بداياته ليس سوى مرحلة نضج تسير باتجاه الانتعاش الاقتصادي فاليوم وفي الصين يتم بناء وحدة سكنيه كل ثانية بينما في امريكا فإن الطلب على المنازل في اقل معدلاته التي تكاد لا تتجاوز خانة العشرة وفي الوقت الذي يسجل الاقتصاد الامريكي عجزا شهريا بمقدار مائة وتسعة واربعين مليار دولار تسجل الصين فائضا ماليا شهريا قدره ثلاث مائة مليار دولار وفي حال تسجل امريكا معدل نمو سنوي اقل من نصف نقطه مئوية تسجل الصين معدل نمو سبعة ونصف في المائة وهذه فوارق طبيعيه سيكون لها اكبر الاثر على مستقبل " الثقة " في عملتها الورقية التي تعبت امريكا في بنائها عبر سنين الازمة الماضية .

الضرر الاكبر الذي لن تحتمله امريكا هو قيام الصين مؤخرا بخفض قيمة عملتها وهو عامل خطير جدا على الاقتصاد الامريكي لان ذلك يعني عودة وربما تكون سريعة جدا لتلك الحصة التي قام العباقرة بسرقتها لان الامريكين اليوم وهم مقبلون على رفع محتمل لاسعار الفائدة يعني لهم انهيار لكل المكتسبات التي حصلوا عليها سابقا.

هذا يعني عودة صعبة وكؤودة لحرب عملات جديد فليس امام امريكا الا خفض قيمة عملها مع كل خفض يقوم به الصينيون ، وهي الشرارة التي تعني انتقال متلازمة اليورو الى الدولار وسريعا فان الامريكين سيسعون الى رفع اسعار السلع مقابل رفع اسعار الفائدة وهو الامر الفاسد الذي سيفسد طبخة عباقرة الفدرالي الامريكي .

للحق فان الامريكيين اليوم في مأزق حقيقي وهم كعادتهم يجرون العالم معهم ايضا في كل مأزق يمرون به وكلي امل في ان نصحوا من غفلة ارتباط عملتنا بهذه العملة التي لا اشك ان العالم سيصحوا يوما ما وهي لاتساوي قيمة الحبر الذي يكسوها ، ولا أعتقد ان العالم سيسعد طويلا بأسعار منخفضة كما هي عليه اليوم .