المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسهال


امينة خالد
11-12-2015, 08:05 AM
الإسهال
Diarrhea




تعريفه:
هو تغير في طبيعة البراز إلى السيولة؛ وبتكرار يزيد عما اعتاده الإنسان المصاب، والإسهال عرض وليس مرضاً؛ لذا فعلاجه يكون بعلاج سببه.
أنواع الإسهال:
1- الإسهال الأسموزي (التناضحي): وهو فشل الأمعاء في امتصاص بعض المواد التي بها ذائبية في الماء، مما يؤدي إلى سحب المياه من جدار الأمعاء، وحصول إسهال مائي مع انتفاخ، ويلاحظ لدى بعض الناس عند شرب الحليب، حيث ينقصهم انزيم اللاكتيز Lactase enzyme المسؤول عن امتصاص سكر الحليب، فعلى هؤلاء تجنب شرب الحليب، والاستعاضة عنه بشرب اللبن الرائب والزبادي.
2- الإسهال الناتج عن فشل الأمعاء في امتصاص المواد التي لها ذائبية دهنية؛ نتيجة نقص في بعض أنزيمات البنكرياس والأمعاء الخاصة بامتصاص هذه المواد؛ مما يؤدي إلى إسهالات (دهنية)، وتكون كمية البراز كبيرة.
وعلاج ذلك يكون بعلاج السبب إن أمكن.
وحيث إن هذين السببين يشكلان نسبة بسيطة من أمراض الإسهال، فقد تم تقديمهما وشرح طريقة الوقاية منهما، أما السبب الثالث فهو ما سيدور عليه الحديث؛ من وقاية وعلاج، وهو الذي يسبب معظم حالات الإسهال.
أسبابها:
أ- فيروسات؛ وتكون عند الأطفال أكثر من غيرهم.
ب- بكتيريا؛ وتتميز بآلام في البطن مع إسهال فيه دم( الدوسنتاريا البكتيرية).
ج- طفيليات؛ وتأخذ عدة أنواع من الأعراض (وسيأتي ذكرها في باب الديدان والطفيليات).
د-إسهال التلبكات المعوية، والاضطرابات الهضمية.
الهدي النبوي في العلاج:
العسل: ورد في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رجلاً أتى إلى النبي (ص)، فقال: إن أخي يشتكي من بطنه: وفي رواية: استطلق بطنه، فقال: "اسقه عسلاً، فذهب ثم رجع، فقال: قد سقيته؛ فلم يغن عنه شيئاً، وفي لفظ: لم يزده إلا استطلاقاً، مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يقول له: اسقه عسلاً، فقال له في الثالثة أو الرابعة: صدق الله وكذب بطن أخيك".
والملاحظة أن للعسل تأثيرات واسعة ضد أمراض الأمعاء، ليس من ناحية تنظيم حركة الأمعاء، فإن أخذ بكمية قليلة، وبتكرار معيّن أدّى إلى وقف الإسهال، أما إذا أخذ بكميات كبيرة فإنه يعالج الإمساك.
في عام 1982م نشر (د.سالم نجم)، وآخرون في مؤتمر الطب الإسلامي الذي عقد في الكويت، أنه قد تم معالجة 53 شخصاً مصابين بالإسهال المزمن غير المعروف السبب؛ من بضعة أشهر إلى بضع سنين، حيث تم إعطاؤهم 3 ملاعق كبيرة من العسل الطازج في الصباح قبل الإفطار، وفي المساء قبل النوم، لمدة 3 أسابيع، مع تتبع حالات المرضى لمدة 4 شهور، فكانت نسبة النجاح 83%( ).
وقد أثبتت التجارب التي أجريت في روسيا أن العسل يقضي على جراثيم العصويات التيفية typhoid bacilli خلال 48 ساعة، والجراثيم الزحارية خلال 10 ساعات، وهذه الجراثيم من أسباب الإسهالات الجرثومية عند الإنسان.
وأكثر أنواع العسل فائدة للاضطرابات الهضمية هو عسل النعناع والمردقوش واكليل الجبل وعسل البرسيم (يكون معظم غذاء النحل على أزهار هذه النباتات)( ) .
أما إن توافر العسل الجبلي (وهو أفضل أنواع العسل؛ لاحتوائه على المواد الطبية النادرة)، فإن أثره يكون أسرع وأنفع.
العلاجات الشعبية لوقف الإسهال عند الكبار:
يمكن القول بشكل عام: إن الأغذية التي تحتوي على مواد حمضية، ومواد نشوية تساعد على وقف الإسهال، ومن ذلك:
1- اللبن المطبوخ وحده، أو مع الأرز المسلوق يوقف الإسهال.
2- مغلي أوراق العنب يشرب على جرعات حتى يتوقف الإسهال.
3- أكل السفرجل.
4- مغلي قشور الرمان، أو عصارة الرمان الحامض، تعطى ملعقة صغيرة واحدة عند اللزوم( ) .
5- مسحوق خشب البلوط، حيث تغلى حفنة من البلوط المرضوض في لترين من الماء؛ لمدة عشر دقائق، ثم يؤخذ منه حسب الضرورة.
6- مغلي النعناع المُحلّى بالعسل، مع بعض قطرات من زيت الحبة السوداء، يزيل الإسهال والنفخ وآلام البطن( ) .
7- مغلي الشاي الاسود الثقيل مع الميرمية.
إسهالات الأطفال:
تحدث الإسهالات عند الأطفال في فترة الرضاعة أكثر من غيرها من الفترات، وبخاصة عند الرضع؛ وذلك بسبب الحليب الصناعي، وقد وجد أن 70% من إسهالات الأطفال يكون سببها واحداً من اثنين: إما فيروس يدعى (روتا)، وإما دون سبب ظاهر. أما الثلاثون بالمئة الأخرى فأسبابها عديدة؛ كما ورد في فصل الإسهال السابق.
والحديث هنا عن نسبة السبعين بالمئة هذه، حيث تكون طبيعة البراز مائية، ليس فيها دم ولا مخاط، وفي معظم الحالات يعاني الأطفال من جفاف بسيط، ويمكن تدبر أمر هذا الإسهال في المنزل ببعض الإجراءات البسيطة التي سيأتي ذكرها. أما إذا اشتدت حالة الجفاف عند الطفل مصحوبة بقيء وتوتر نفسي شديد، فلابد من مراجعة الطبيب بأسرع وقت.
نصائح عامة لمنع حدوث الإسهال عند الأطفال( ) :
1- المحافظة على رضاعة الثدي قدر المستطاع، وملاحظة نظافة الحلمة قبل الرضاعة وبعدها.
2- في حالة الرضاعة الصناعية، يجب استعمال أكثر من قارورة؛ لغلي المستعمل منها، وإبقاء النظيف جاهزاً للاستعمال، والغلي يشمل القارورة وملحقاتها.
3- استعمال المياه النظيفة الخالية من الجراثيم والأملاح الزائدة.
4- عدم إطعام الطفل مأكولات بطيئة الهضم بعد سن 4 شهور من عمره، والبدء بمأكولات خفيفة؛ مثل: البسكويت، ومسحوق القمح والرز، ثم نبدأ بزيادة المأكولات بالتدريج، مع ملاحظة استجابة أمعاء الطفل لهذه المأكولات، فإن حصل له إسهال؛ فيجب حجب الطعام المشكوك فيه، ثم يعاد استعماله مرة أخرى بعد شهر، وهكذا.
5- الانتباه للتغيرات الجوية، وعدم تعريض الطفل للبرد، سواء كان الجزء المعرض هو بطنه، أو رجليه؛ فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث الإسهال عند كثير من الأطفال.
علاج الإسهال عند الأطفال:
1- المحافظة على رضاعة الثدي، وأما الإرضاع من الحليب الصناعي، فيجب أن يتوقف ويستعاض عنه باللبن الرائب المخفف، وفي حالة رفض الطفل اللبن الرائب، فيمكن إعطاء الحليب الصناعي مخففاً بالماء بنسبة 50% عن المعتاد حتى يتم شفاءه( ) .
2- تعويض الأملاح والسوائل المفقودة من الجسم: وذلك باستعمال أملاح الإرواء بالفم؛ حيث تم اكتشاف أن استعمال الملح مع سكر الجلوكوز بنسبة معينة (1: 8) في لتر ماء، وإعطاءَه للطفل المريض، فإن امتصاصه يتم بصورة سريعة تعادل إعطاء السوائل بالوريد، وهي طريقة سريعة وبسيطة وآمنة، وتوجد حالياً أكياس جاهزة بهذه الأملاح، وفي حالة تعذر الحصول عليه يمكن مزج ملعقة صغيرة من الملح، مع ثماني ملاعق من سكر الطعام، وإذابتها في لتر واحد من الماء، ثم إعطاؤها للطفل بالملعقة تدريجياً حسب حالته ووزنه. (ملعقة صغيرة واحدة كل دقيقة).
3- مغلي أوراق، أو ثمار توت العلّيق (التوت البرّي):
يؤخذ مقدار (15) غراماً من الأوراق أو الثمار، وتغلى في كوب ماء كبير (250 مللتراً) لبضع دقائق، ثم يترك حتى يبرد فيصفّى المحلول ويعطى للطفل ملعقة صغيرة مرتين يومياً فيوقف الإسهال فوراً.
وصفات شعيبة أخرى تساعد على وقف الإسهال:
1- غلي الأرز حتى يذوب، أويطحن، ويضاف إليه الماء المغلي لمدة عشر دقائق، ويملح ويعطى للطفل.
2- يبشر التفاح، أو الجزر، ويعطى للطفل بالملعقة حتى يشبَع منه.
3- مساج الطفل: وضع الطفل ووجهه للأعلى؛ ثم يتم تدليك بطن الطفل بطريقة دائرية حول السرة، باتجاه ضد عقارب الساعة، لمدة ثلاث دقائق، مرتين يومياً أو ثلاث، ويمكن استخدام البودرة لتقليل الاحتكاك.