أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-18-2015, 09:51 AM
الصورة الرمزية امينة خالد
امينة خالد امينة خالد غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 3,245
افتراضي حكم الموسيقى


سؤال
حكم الموسيقى

الجواب
الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} وكان عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل رضى الله عنه يقسم على أنه لهو الحديث هو الغناء وإذا كان مع الغناء آلة لهو كالربابة والعود والكمان والطبل صار التحريم أشد وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو محرم إجماعاً فالواجب الحذر من ذلك وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " و الحر هو الفرج الحرام يعني الزنا والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب وأوصيك وغيرك من النساء والرجال بالإكثار من قراءة القرآن ومن ذكر الله عز وجل كما أوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن ففيها فوائد عظيمة وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-18-2015, 09:53 AM
الصورة الرمزية امينة خالد
امينة خالد امينة خالد غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 3,245
افتراضي

اختي الكريمة
لقد اجاب الشيخ الشوكاني على من يستدلون بالآية باجاية قوية جداً لا ينبغي ان يجهلها احد حيث قال في
رسالته ابطال دعوى الاجماع على تحريم مطلق السماع
قال كلاماً مهماً للغاية بأن ذلك فيمن فعله ليضل عن سبيل الله كما يشهد لذلك السبب , ثم قال شيئاً مهماً قال وقد سمى الله الحياة الدنيا لعباً ولهواً ,فقال "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ"الانعام 32. ثم قال
فلو كان اللهو محرماً لكان جميع مافي الدنيا محرماً.

فالشيخ الشوكاني هنا كما تلاحظي ربط بين الآيتين الكريمتين , وهذا من التدبر الحقيقي لكتاب الله وأياته , من خلال الربط بينها. وهو ذكر سببان يجعلان من النص في الآية الكريمة لا يدل على التحريم .
ولا ننسى ان الآية تتكلم عن الكفاركما قال ابن حزم لأن من يهزؤ بسبيل الله وهو الاسلام كما فسرذلك كثير من المفسرين فهو كافر باجماع العلماء .


وقال الشيخ عبدالله الجديع في كتابه الموسيقى والغناء في ميزان الاسلام
قال وخلاصة القول بالنسبة في دلالة هذه الآية كل من اشترى لهو الحديث: من غناء ولو وشعر واقاصيص , وتمثيليات وافلام وكل ما يصح ان يسمى حديثاً مما يمكن التلهي به , يقصد بذلك الاشتراء الاضلال عن دين الله والصد عن تشريعه والسخرية به فالئك لهم عذاب مهين . اما ما تجرد من هذه القصد من الاحاديث الملهية مما تقدم ذكره وغيره فلا يلحق بهذه الآية ولا يصح ان تكون دليلا على منع شيء من تلك الملاهي , فمن ذهب الى التحريم في شيء منها فليطلب دليله في غير هذه الآية. انتهى قوله .


ثم ان الآية الكريمة لو تاملناها جيداً لوجدنا انها جاءت بصيغة تعليق لا صيغة مطلقية او تقرير . فصيغة ومن الناس من يفعل كذا تشير الى ان الاصل فيه خلاف ذلك لكنه قد يستخدم احياناً استخدام خاطئ كقولنا من الناس من يصلي رياءً لاتعني تلك العبارة ان الصلاة مذمومة بل اذا عملت للرياء وتعني العبارة ان الاصل في الصلاة ليس للرياء لكن قد تستخدم فيه احياناً . هذا وقد اتى في القرآن الكريم مثل هذا في اكثر من موضع مثل قوله تعالى "ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا سراج منير "الحج اية 3 واية 8 لاتعني ان الجدال بشكل كلي محرم ولكن اذا كان بغير علم وبغير هدى , وكذلك لهو الحديث الاصل فيه الترويح عن النفس لكن قد يستخدم للاضلال احياناً اذا استخدم وقت التنزيل او وقت تعليم النبي صحابته الاسلام ليشغل عن سماع القرآن وعن سماع الهدى . او كما قال الشيخ الجديع في كتابه اذا اريد به الاضلال والصد عن تشريعه والسخرية به .


والنص القراني لم ياتي بصيغة المطلقية والتقرير وهي الصيغة التي يكون فيها تقرير الإضلال والتعميم للهو الحديث فلم يقل تعالى " ان الذين يشترون لهو الحديث يضلون عن سبيل الله" كما قال تعالى " ان الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ اليم "34 التوية .

ثم ان عبارة لهو الحديث عبارة عامة ليست خاصة بالغناء وقد روى الطبري بطريقين او ثلاثة في تفسيره لقوله تعالى في سورة الفرقان "
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"
آية 5 روى رواية ومختصرها انه كان رجل اسمه النظر ابن الحارث يقول لمشركي مكة , اذا كان محمد يقص عليكم قصص فرعون انا اقص عليكم قصص ملوك فارس ورستم وأسفنديار،اي فيستحلون كلامه ويتركون سماع القران فأنزل الله تبارك وتعالى في النضر ثماني آيات من القرآن، قوله إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) وكل ما ذُكِر فيه الأساطير في القرآن..
وآية لهو الحديث جاءت في سورة لقمان والكلام ايضاَ يشير اليه أي الى من أشار اليه القرآن وبينت روايات الطبري انه النظر بن الحارث فيما بعدها حيث قال تعالى
"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . فيفهم من هذا ان لهو الحديث هو القصص الاسطوري المراد منه صد الناس عن سماع القرآن الكريم . ويعضد هذا قوله تعالى في الانفال " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
(31) .وفي سورة الجاثية قوله تعالى"
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) . الجاثية.


واما بالنسبة للشيخ ابن باز رحمه الله ورأيه في الغناء فقد توافرت النصوص الكثيرة على انه ليس بمحرم وهنا نذكر قول الامام مالك
كلٌ يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر واشار الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم
قَالَ أَبُو دَاوُد: قُلْت لِأَحْمَدَ: الْأَوْزَاعِيُّ هُوَ أَتْبَعُ مِنْ مَالِكٍ؟ قَالَ: لَا تُقَلِّدْ دِينَك أَحَدًا مِنْ هَؤُلَاءِ، مَا جَاءَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابِهِ فَخُذْ بِهِ، ثُمَّ التَّابِعِيُّ بَعْدَ الرَّجُلِ فِيهِ مُخَيَّرٌ.وَقَالَ أَيْضًا: لَا تُقَلِّدْنِي وَلَا تُقَلِّدْ مَالِكًا وَلَا الثَّوْرِيَّ وَلَا الْأَوْزَاعِيَّ، وَخُذْ مِنْ حَيْثُ أَخَذُوا.وقال الشافعي اجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد }.(الروح)واعلام الموقعين .وروي عنه ايضا رحمه الله
متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحاً فلم آخذ به, فأشهدكم أن عقلي قد ذهب - اعلام الموقعين- . فإذن

النصوص النبوية الدالة على ان الغناء ليس بمحرم وهي قرابة تسعة ادلة يجب ان تقدم على اقوال البشر
ورد في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ "وفي رواية لهما جاريتنان "تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ

فقوله عليه السلام وان عيدنا هذا اليوم لا يفهم منه خصوصية اباحة ذلك في الاعياد وتحريمه في غيرها بل يفهم منه خصوصية استحبابه وسماعه يوم العيد واباحته او كراهته في غيرذلك لا تحريمه لأنه ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه اباح الغناء وسماعه في غير العيد وفي غير الافراح وفي غير ما مناسبة وغناء غير الصغيرات من ذلك .

ما رواه الفاكهي في اخبار مكة بسند حسن الى ابن أبي مليكة ، يقول : قالت عائشة رضي الله عنها : بينا أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسان في البيت استأذنت علينا امرأة كانت تغني ، فلم تزل بها عائشة رضي الله عنها حتى غنت ، فلما غنت ، استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما استأذن عمر ، ألقت المغنية ما كان في يدها ، وخرجت ، واستأخرت عائشة رضي الله عنها عن مجلسها ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضحك ، فقال : بأبي وأمي مم تضحك ؟ فأخبره ما صنعت القينة ، وعائشة رضي الله عنها ، فقال عمر رضي الله عنه : وأما والله لا ، الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحق أن يخشى يا عائشة . قال الشيخ الجديع حديث صحيح . انظر الهامش 1

فالنبي اجاز للمغنية ان تغني في غير ما مناسبة .

وكذلك مارواه الترمذي واحمد الىعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَال سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي وَإِلَّا فَلَا فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَأَلْقَتْ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا ثُمَّ قَعَدَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتْ الدُّفَّ
حسنه الترمذي والشيخ الالباني وقال في الارواء وإسناده صحيح على شرط مسلم . وحسنه ومحققوا المسند بل قالوا اسناد قوي . والحديث يدل على الكراهة وليس التحريم للغناء للفرح في غير العيد والزواج .

ولو كان الغناء حرام لما اجازه النبي لانه قال لا نذر في معصية رواه البخاري ومالك واحمد وغيره , وقال عليه الصلاة والسلام من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصيه فلا يعصيه . رواه احمد . وفي رواية لا وفاء في نذر في معصية .

فلو كانت هذه المرأة نذرت محرما لما اذن لها النبي بالوفاء به . والذين يخصصون هذا الحديث بالقول بجواز الغناء في حالة النذر فقط فقد خالفوا قاعدة مهمة ذكرها النبي نفسه وهي قوله لا وفاء في نذر في معصية وقوله من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصيه .

وروى البخاري في صحيحه بسنده الى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي وَجُوَيْرِيَاتٌ
يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ
تَقُولِينَ .

وروى احمد والطبراني بسندهما الى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَتَعْرِفِينَ هَذِهِ قَالَتْ لَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَقَالَ هَذِهِ قَيْنَةُ بَنِي فُلَانٍ تُحِبِّينَ أَنْ تُغَنِّيَكِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَأَعْطَاهَا طَبَقًا فَغَنَّتْهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنْخِرَيْهَا . صححه محققوا المسند وقالوا اسناده صحيح على شرط الشيخين .

فهذا النبي عليه الصلاة والسلام لم يمنع غناء وضرب الطبق لهذه المرأة فهي كانت تضرب بالطبق . اما عبارة قد نفخ الشيطان في منخريها يقصد بها ان الغناء والموسيقى اقرب للباطل وهو الشيء الذي لا حسنات فيه وللشيطان حظ فيه ولو بسيط فهذا لا يعني التحريم بل الكراهة . ولا بد من التفريق بين المحرم وبين الباطل . ولو كان المقصود بهذه العبارة التحريم لما اجاز النبي لهذه المرأة ان تغني وفي غير يوم العيد ولما اجاز لعائشة ان تسمع منها . وهنا نتذكر الحديث الذي في مسلم وغيره وَلَكِنْ يا حَنظَلة سَاعَةً وسَاعَةً . في الحديث الذي تكلم عن الترويح عن النفس.

وروى الطبراني بسنده الى شريك بن عبد الله ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما فعلت فلانة ؟ » ، ليتيمة كانت عندها ، فقلت : أهديناها إلى زوجها قال : « فهل بعثتم معها بجارية تضرب بالدف ، وتغني ؟ » قالت : تقول ماذا ؟ قال : « تقول : أتيناكم ، أتيناكم فحيونا ، نحييكم لولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم ولولا الحبة السمراء ما سمنت عذاريكم . والرواية هذه ضعيفة فشريك ومن رووا عنه ضعفاء لكن له شاهدان قال الشيخ الالباني


وللحديث طريق أخرى يرويه الأجلح عن أبى الزبير عن جابر عنها به نحوه دون البيتين الأخرين . أخرجه ابن ماجه (1900) والبيهقي (7 / 289) وأحمد (3 / 391) . قلت : وهذا أسناد حسن لولا عنعنة أبى الزبير لكنه حسن بالذي قبله . والله سبحانه وتعالى أعلم . وأصل الحديث عند البخاري (3 / 435) من طريق إسرائيل عن هشام بن عروة عن عائشة مختصرا بلفظ : ((أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الانصار يعجبهم اللهو) . ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم (2 / 183 - 184) وعنه البيهقى (7 / 288) وقال الحاكم : (صحيح على شرط الشيخين) ! ووافقه الذهبي . فوهما في استدراكه على البخاري

وثبت في صحيح البخاري وغيره قال عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ يَعْنِي النِّسَاءَ. فلم ينكر النبي غناء ذلك الرجل .
ومرة ثانية اقول نلاحظ هنا ان المضيقون عندما ينقلون ادلة من يبيح الغناء لا ينقلون الا الحديث الاؤل و ويردونه بحجة ان القصة على غناء جاريتين صغيرتين مع انه توجد روايات اخرى عن غناء من هن تعدوا مرحلة الطفولة .

اما ما اثر عن الصحابة رضوان الله عليهم في سماع الغناء فهي كثيرة

روى البيهقي قال بسنده الى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.وهو غناء اهل المدينة .ورواه عبدالرزاق واحمد وابو نعيم في مجلس من امالية واخرجه الفاكهي قال الشيخ عبد الله الجديع هوباسناد صحيح نبذة عن الشيخ الجديع انظر الهامش رقم أ .

واخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَم رَافِعًا عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ مِمَّنْ رَأَيْتُ وَأَدْرَكْتُ أُرَاهُ قَالَ كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ.وروى البيهقي رواية ايضا فيها ان اسامة بن زيد كان يسمع الغناء فقد روى بسنده الى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا فِى الْمَجْلِسِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى رَافِعًا عَقِيرَتَهُ قَالَ حَسِبْتُهُ قَالَ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.ورواه عبد الرزاق كذلك .

و روى البيهقي في سننه بسنده وكذلك ابن ابي شيبة وغيره الى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ : سَمِعَ عُمَرُ رَجُلاً يَتَغَنَّى بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ : الْغِنَاءُ مِنْ زَادِ الرَّاكِبِ. واخرجه ابن عبد البر بسند لين , ورغم ان هذه الرواية جاءت بسند لين الا انه يشهد لها ما روي عن عمر بعض الروايات التي تعضده من ذلك قول عمر لرياح بن المغترف وهم في الطريق مع بعض المسافرين اسمعهم يا رياح وقصر عنهم المسير اي بالغناء .قال الشيخ عبدالله الجديع اسناده حسن اخرجه الثقة ابو العباس ابن الزفتي في حديث هشام بن عمارة والخطابي في غريب الحديث وله ايضا شاهد بمعناه ذكره الشيخ .واخرج البيهقي وابن ابي شيبة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.
واخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ : أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فِى خِلاَفَتِهِ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُفَتَرَنَّمَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَيْتٍفَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَيْسَ مَعَهُ عِرَاقِىٌّ غَيْرُهُ : غَيْرُكَ فَلْيَقُلْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَاسْتَحْيَا عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ وَضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى انْقَطَعَتْ مِنَ الْمَوْكِبِ .

ومن احاديث التابعين ما رواه ابن ابي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن عطاء بن ابي رباح وهو من كبار التابعين قوله
لا بأس بالغناء والحداء والشعر للمحرم ، ما لم يكن فحشا.


وفي السير للامام الذهبي عندما تكلم عن إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ وهو من اتباع التابعين قال عنه الامام الذهبي كَانَ مِمَّنْ يَتَرَخَّص فِي الغِنَاءِ عَلَى عَادَةِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ.

.....

اما بالنسبة لحديث البخاري ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ..الخ .
هناك قاعدة فقهية اصولية تفيد في فهم هذا النص وهي ان
السنة تخصص السنة جاء في كتاب
أصول الفقه الذي لا يسع الفقيهَ جهلُه تأليف أ. د. عياض بن نامي السلمي
مثاله: تخصيص قوله صلى الله عليه وسلم: «فيما سقت السماء والعيون العشر» (أخرجه البخاري) بقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» (متفق عليه)، فإن الحديث الأول عام في القليل والكثير، والثاني دل على إخراج القليل الذي لا يبلغ خمسة أوسق عن أن تجب فيه زكاة.


واذا رجعنا للحديث ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف نجد ان هناك نصوص دلت على ان الموسيقى ليست بمحرمة فيما لم يخالطها الخمور والفساد

اولاً
مارواه احمد عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: " سَمِعَ صَوْتَ، زَمَّارَةِ رَاعٍ فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ "، وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ ؟، فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَمْضِي حَتَّى، قُلْتُ: لَا فَوَضَعَ يَدَيْهِ، وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ، وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا". صححه الالباني والارنؤط . واحد روايات الحديث ان المسموع صوت طبل , وتفسير ذلك ان المسموع كان كلاهما المزمار والطبل .

قال الشيخ الجديع تعليقا عليه كلاماً مهماً

ولو كان صوت الزمارة وهي آله المزمار محرم سماعها لبين النبي للراعي الحكم الشرعي فيها ولم يكتفي بانه وضع اصبعيه في اذنيه فتبين ان ذلك محمول على الكراهة . يشير للقاعدة الفقهية لا يجوز تاخير البيان للحكم الشرعي . ويضاف لكلامه انه ايضالم يبين الحكم الشرعي لابن عمر .
ويعضد ذلك هذا الحديث الذي رواه الطبري في تفسيرة الى جابر مرفوعا كان الجواري إذا نُكِحُوا كانوا يَمُرُّونَ بِالْكَبَرِ وَالْمَزَامِيرِ, ويتركونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وسلَّمَ قائمًا على المنبرِ وينفُضُونَ فأنزلَ اللهُ : وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا . وحكم المعطوف هو حكم المعطوف عليه . هذا الحديث "حديث الطبري "قال الوادعي في صحيح اسباب النزول اسناد رجاله رجال الصحيح .

ثانيا
جاءت بعض الروايات التي تفسر حديث البخاري بما خالطت المعازف الخمر لا مطلقية تحريم المعازف
مارواه ابن حبان في صحيحه قوله عليه الصلاة والسلام "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها و يضرب على رءوسهم بالمعازف و القينات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم قردة و خنازير".
فهذه الرواية بينت ان المعازف المحرمة هي التي تكون في مواطن المنكركالخمور ورقص النساء لأنها حينئذ تعين عليها .و اخرج هذه الرواية البخاري في " التاريخ "وابن ماجة في سننه وهي ضعيفة لكن لها شاهد عند ابن ابي الدنيا في كتاب ذم الملاهي قال
عن أبى هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير » قالوا : يا رسول الله ، أليس يشهدون أن لا إله ألا الله ، وأن محمدا رسول الله ؟ قال : « بلى ، ويصومون ، ويصلون ، ويحجون » قالوا : فما بالهم ؟ قال : « اتخذوا المعازف والدفوف والقينات ، فباتوا على شربهم ولهوهم ، فأصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير ». .
ورواه ابن حزم في المحلى قال
وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا أَبُو دَاوُد هُوَ سُلَيْمُ بْنُ سَالِمٍ(الصواب سليمان) بَصْرِيٌّ أَنَا حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وذكر الحديث .


وله متابع آخرعن ابي نعيم في الحلية قال

: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُمْسَخُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَيَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَيَصُومُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قِيلَ: فَمَا بَالُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «يَتَّخِذُونَ الْمَعَازِفَ وَالْقَيْنَاتِ وَالدُّفُوفَ، وَيَشْرَبُونَ الْأَشْرِبَةَ، فَبَاتُوا عَلَى شُرْبِهِمْ وَلَهْوِهِمْ، فَأَصْبَحُوا قَدْ مُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ». قال ابو نعيم كَذَا رَوَاهُ حَسَّانُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلًا، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّصِلً

وله شاهد عند النسائي بسند صحيح قال اخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ خَالِدٍ وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَفْصٍ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا .


ثالثاً
توجد روايات عن الصحابي عبد الله بن جعفررضي الله عنه وهي ربما فيها شيء من الضعف لكن لكثرتها قد يشد بعضها بعضاً وفيها انه كان يسمع ويشتري الغناء والعود وقد ثبت ان النبي دعا له لأبيه وله فقال " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ "ابنه" فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ" وسوف انقل بعد قليل من روى هذه الرواية ومن صححها بعد قليل .

اما الروايات التي عن سماع عبد الله بن جعفر الغناء والموسيقى فقد روى ابن حزم في كتابيه المحلى والسماع بسنده الى ابن سيرين روى قصة فيها ان الصحابي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه كان يسمع الموسيقى والغناء قال ابن حزم في السماع ان رجلاً قدم المدينة بجوارٍ فنزل على عبد الله بن عمر وفيهن جاريةٍ تضرب , وجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئاً , قال انطلق الى رجل هو امثل لك بيعاً من هذا قال من هو ؟ قال عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه فامر جارية منهن فقال لها خذي العود فاخذته فغنت فبايعه ,

ثم جاء الى ابن عمر الى آخر القصة قال ابن حزم فهذا ابن عمر وابن جعفر قد سمعا الغناء بالعود وسعى ابن عمر بالبيع كما في اخر القصة .

والقصة ايضا في المحلى قال ابن حزم في المحلى َمِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَسَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ كُهَيْلٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، كُلِّهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ الْمَدِينَةَ الى اخر القصة .

فهذا السند رجاله رجال البخاري ومسلم وهم حماد بن زيد , وايوب السختياني , وهشام بن حسان , وسلمة بن كهيل , ومحمد بن سيرين . وعبد الله بن جعفر صحابي . ولكن ابن حزم لم يلتقي حماد بن زيد لكن قال ابن حزم في مقدمة كتابه المحلى لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند. ص 2من كتابه محلى الاثار. وقال ايضا عندما اتى بالروايات التي في الغناء والموسيقى هذه روايات صحيحة .ومع ذلك قال الشيخ الجديع لروايته تلك متابعات "روايات اخرى" تشهد لهذه الرواية مما اخرجه ابو طالب المفضل بن سلمة اللغوي في الملاهي واسماءها ص 10 الى 11 وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقين عن ابي سلمة موسى بن اسماعيل التبذوكي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران أن ابن عمر دخل على عبد الله بن جعفر ذي الجناحين فإذا عنده بربط فقال يا ابا عبد الرحمن إن دريت ما هذا فلك كذا وكذا فنظر إليه وقلبه ساعة ثم قال هذا ميزان رومي .
وعلي بن زيد سيء الحفظ لكن من رجال مسلم في متابعاته .

وهناك ايضاً رواية ايضا عن عبد الله بن جعفر لكن ذكر فيها سماعه للغناء ولم يذكر فيها الموسيقى أخرجها المعافى بن زكريا النهرواني في “الجليس الصالح” (3/272-237) ، ومن طريقه: ابن عساكر في “تاريخه “ (27/263). " تاريخ دمشق" . بسندهما الى سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، قال: وفد عبدالله بن جعفر على معاوية بن أبي سفيان، فأنزله في داره، فقالت له ابنة قرظة امرأته: إن جارك هذا يسمع الغناء، قال: فإذا كان ذلك فأعلميني، فاعلمته، فاطلع عليه، فإذا جارية له تغنيه، وهي تقول: إنك والله لذو ملة (ذو ملل) * يطرفك الأدنى عن الأبعد (أي تستطرف الجديد و تنسى القديم) وهو يقول: يا صدقكاه! قال: ثم قال: اسقيني، قالت: ما أسقيك؟ قال: ماء وعسلا، قال: فاتصرف معاوية وهو يقول: ما أرى بأسا، فلما كان بعد ذلك قالت له: إن جارك هذا لا يدعنا ننام الليل من قراءة القران، قال: هكذا قومي، رهبان بالليل، ملوك بالنهار . والسند في تاريخ دمشق لابن عساكر انظر الهامش رقم (2) .والرواية الاخيرة لم ينوه لها الشيخ الجديع .وابن عبد البرذكر قصة سماع عبد الله بن جعفر للغناء في الاستيعاب في الجزء 3 ص 880


وقال الشوكاني وروى صاحب العقد العلامة الاديب ابو عمر الاندلسي ان عبد الله بن عمر دخل على بن جعفر –عبد الله بن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود ثم قال ابن عمر هل ترى في ذلك بأسا ؟ قال لا باس بهذا . لكن الشيخ الشوكاني لم ينقل سند الرواية .

وعبد الله بن جعفر صحابي دعا له النبي فقال
" اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ "ابنه" فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ. صححه الهيثمي في مجمعه وقال رجاله رجال الصحيح وصححه ابن حجر في الاصابة وصححه الالباني في احكام الجنائز وصححه الوادعي في الصحيح المسند وفي صحيح دلائل النبوة وصححه شعيب الانرؤط وقال رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. .


رابعاً
ان النبي في حديث له لم يسمي استعمالها استحلالاً
فقد روى الطبراني وغيره وصححه الالباني قال عليه الصلاة والسلام "سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَسْفٌ، وَقَذْفٌ، وَمَسْخٌ"، قِيلَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:"إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ، وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ" .
فلم يسمي النبي استعمال المعازف بالاستحلال بل الخمور . والظهور لا يعني الاستحلال بل الشيوع . وقوله عن الخسف والقذف والمسخ يشير الى علامات الساعة الكبرى وقد لا يشترط ان ظهور المعازف واستحلال الخمور بسببها بل في وقتها اي جاء متزامناً معهاً .اويلمح الحديث الى امكانية ان تستعمل المعازف بشكل محضور ومخالطتها مع الخمور . وقد قال ابو حامد الغزالي في الاحياء

"أما القينة فالمراد بها الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشربوقد ذكرنا أن غناء الأجنبية للفساق ومن يخاف عليهم الفتنة حرام وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محظور
" .


خامساً
ان معنى الاستحلال في حديث البخاري يعني اذا اتخذ ذلك الشيء المذكور في الاتجاه المحرم اي بغير وجهه الشرعي وليس في كل الاحوال لأن لفظة استحلال تستخدم حتى في المباحات
كحديث النبي أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ رواه الشيخان . وروى مسلم في حجة الوداع قوله عليه الصلاة والسلام فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ .
اما اذا ذكر شيء اخر مع لفظ الاستحلال كالظهور فيراد بالاستحلال استحلال المحرم .
فاستحلال الأمة للحرير للنساء جائز انما الحرمة للحريرعلى الذكور كما ورد في احاديث كثيرة . وكذلك استحلال الفروج بالطريقة الشرعية جائز انما المراد في الحديث بغير الطريقة الشرعية وهي الزنا , وقد يدخل فيه الزواج فاقد حصول الاركان . وحتى الكحول استخدامها كمادة في تحريك المحركات مع اضافة الرصاص لها كمادة موازيةً كما يحصل للبنزين والديزل اذا اقتضت الحاجة اما استخدامها للشرب والسكر والسهر فمحرم . فالحديث ذكر بعض الاشياء الغير محرمة تحريما مطلقا ربما للتنبيه على خطرها اذا استخدمت فيما منعت فيه . ويعضد ذلك

سادساً
ان الزنا وردت فيه نصوص صحيحه مستقلة في تحريمه , وكذلك الحرير للرجال وردت فيه نصوص مستقلة تحرمه وكذلك الخمور , بينما المعازف لم يرد فيها نص مستقل يحرمها , وهذا يعزز من فسر حديث البخاري ان المراد بالمعازف فيه اي المخالطة للخمور والمنكر من رقص النساء والابتذال . وهذا ما نوه اليه الشيخ عادل الكلباني .


واخيرا اذكر
قصة الشاعر كعب بن زهير وقصيدته التي قالها للنبي صلى الله عليه وسلم التي فيها بيته الشهير
إن الرسول لسيف يستضاء به وصارم من سيوف الله مسلول في فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا « أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بكمه إلى الخلق ليسمعوا منه

فقد روى الحاكم بسنده الى إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثني الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خرج كعب وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف وفيه قال كعب هذه القصيدة للنبي صلى الله عليه وسلمهذه القصيدة :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ ظعنوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنها منهل بالكأس معلول الى قوله تنويل أمست سعاد بأرض ما يبلغها إلا العتاق النجيبات المراسيل ولن تبلغها إلا عذافرة فيها على الأين إرقال وتبغيل من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول يمشي القراد عليها ثم يزلقه منها لبان وأقراب زهاليل عيرانة قذفت بالنحض عن عرض ومرفقها عن ضلوع الزور مفتول كأنما قاب عينيها ومذبحها من خطمها ومن اللحيين برطيل تمر مثل عسيب ( النحل إذا خصل في غار زلم تخونه الأحاليل قنواء في حرتيها للبصير بها عتق مبين وفي الخدين تسهيل تخذى على يسرات وهي لاحقة ذا وبل مسهن الأرض تحليل حرف أبوها أخوها من مهجنة وعمها خالها قوداء شمليل سمر العجايات يتركن الحصازيما ما إن تقيهن حد الأكم تنعيل يوما تظل حداب الأرض يرفعها من اللوامع تخليط وترجيل كان أوب يديها بعدما نجدت وقد تلفع بالقور العساقيل يوما يظل به الحرباء مصطخدا كان ضاحية بالشمس مملول أوب بدا نأكل سمطاء معولة قامت تجاوبها سمط مثاكيل نواحة رخوة الضبعين ليس لها لما نعى بكرها الناعون معقول الى قوله
أنبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول فقد أتيت رسول الله معتذرا والعذر عند رسول الله مقبول مهلا رسول الذي أعطاك نافلة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أجرم ولو كثرت عني الأقاويل لقد أقوم مقاما لو يقوم له أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل لظل يرعد إلا أن يكون له عند الرسول بإذن الله تنويل حتى وضعت يميني لا أنازعه في كف ذي نقمات قوله القيل فكان أخوف عندي إذا كلمه إذ قيل إنك منسوب ومسئول من خادر شيك الأنياب طاع له ببطن عثر غيل دونه غيل يغد فيلحم ضرغامين عندهما لحم من القوم منثور خراديل منه تظل حمير الوحش ضامرة ولا تمشي بواديه الأراجيل ولا تزال بواديه أخا ثقة مطرح البز والدرسان مأكول إن الرسول لنور يستضاء به وصارم من سيوف الله مسلول في فتية من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا زالوا فما زال الكأس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل بيض سوابغ قد شكت لها حلق كأنها حلق القفعاء مجدول يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل لا يفرحون إذا زالت رماحهم قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا ما يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل
.
ثم روى الحاكم شواهد لهذه القصة منها الى محمد بن عبد الرحمن الأوقص ، عن ابن جدعان ومنها سنده الى إبراهيم بن المنذر ، حدثني محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ،.قال الحاكم فأما حديث محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة وحديث الحجاج بن ذي الرقيبة فإنهما صحيحين وقد ذكرهما محمد بن إسحاق القرشي في المغازي مختصرا



والمهم هنا في هذه القصيدة بعضاً من كلمات غزل ولم ياتي خبر انكار النبي لها .


ولا يمكن لأي عالم ان يجيز الغناء والموسيقى الذي يسمى الآن فديو كليب محرم لان فيه العري او ما يقترب من ذلك وفيها المحرمات من احتضان وغير ذلك ومثله ما يحصل في اماكن الرقص والغناء المختلطة سواء كان معها الخمور اولا لم تكن لأنها تحولت الى منكر .











.........................................
1-
سند الحديث حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، قال : ثنا أحمد بن محمد ، قال : ثنا عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة ، يقول : قالت عائشة رضي الله عنها
2-أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله فيما قرأ على إسناده وناولني إياه وقال اروه عني أنا محمد بن الحسن أنا المعافى بن زكريا أنا أحمد بن العباس العسكري نا عبد الله بن سعد حدثني محمد بن صالح التميمي حدثني عمر بن عبد الوهاب الرياحي نا عبد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص عن خالد بن سعيد عن سعيد بن عمرو قال وفد عبد الله بن جعفرالخ ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 PM.