أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-14-2015, 01:24 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
Said03 ملف شامل عن الرافضة....من هم الرافضة وما عفيدتهم

. المقدمة والهدف من الموضوع



. من هم الرافضة ؟


. شــهادة أئمة الشــيعة ضد الشــيعة ( من كتبهم )



. تلخيص عقيدة الرافضة



. وقفة صغيرة مع انتساب الرافضة للمجوس الفرس



. تاريخ الرافضة الأسود وتاريخ خياناتهم



. طقوس الرافضة



. نظرة الرافضة ومعتقدهم في أهل السنة والجماعة



. التكفير عند الشيعة الاثناعشرية


. الرد على من يحتج على إثارة المواضيع التي تفضح معتقد الرافضة


. موقف السلف من الرافضة

. معاقل أسود السنة ( مواقع مختصة بالحوار السني الشيعي )

. كتاب وجاء دور المجوس

. وقفة مع صور و تواقيع شيعية




•°• الهدف من الموضوع •°•

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين واما بعد ..

موضوعنا هذا لا يهدف الى التضخيم من شأن الرافضة الجبناء والتاريخ يشهد لهم بجبنهم وخوفهم وذلهم وأنهم ماقاموا يوما إلا بمساندة النصارى واليهود وبالخيانة والطعن في الأمة الاسلامية من الخلف .. انما هدفنا هو توضيح بعض ما غاب عن أخواننا السنة من عقائد الرافضة الضالة والتحذير من شرهم و شركهم وخبثهم .. يقول تعالى مبينا خطر اليهود و المشركين :

(( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ))

وانه من المحزن والمؤسف حقا هو رؤية عدد من اخواننا السنة ممن انخدع بالرافضة وتباكى عليهم وعلى الوحدة متناسيا ان العقيدة هي أساس الوحدة فكيف يا مسلم تطلب الوحدة مع من عقيدته تضاد عقيدتك ؟ بل انه حتى العلماء الذين شاركوا في مؤتمرات التقريب حينما عرفوا بحقيقة الرافضة وأيقنوا استحالة التقريب بيننا وبينهم قاموا بتحذير الأمة منهم وكشفوا أهدافهم وحقيقتهم فأين نحن من تحذيراتهم ؟ يقول الشيخ محب الدين الخطيب في "الخطوط العريضة"

"إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول، كما اعترف به وأعلنه النصير الطوسي، وأقره عليه نعمة الله الموسوي الخونساري ويقره كل شيعي، وإذا كان هذا في زمن النصير الطوسي فهو في زمن باقر المجلسي الآن أشد وأفظع" .


ويقول ناصر الدين الهاشمي في "موقف أهل السنة في إيران" :

"ليس أدل على خداع دعوى التقريب من سوء حال أهل السنة في إيران؛ فلو صدقوا في دعواهم لقاربوا بين صفوف الشعب الإيراني سنة وشيعة" .

ويقول الدكتور أحمد الأفغاني في "سراب في إيران"

"لقد عشت مع شيعة العراق وإيران والسعودية ولبنان ثماني سنوات محاورًا ومناقشًا، وقد اتضح لي على وجه اليقين أنهم صورة طبق الأصل من كتبهم السوداء المنحرفة".

ويقول الدكتور مصطفى السباعي في " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي"
"فُتَحتْ دار للتقريب بين السنة والشيعة في القاهرة منذ أربعة عقود، لكنهم رفضوا أن تُفتَح دور مماثلة في مراكزهم العلمية كالنجف وقُم وغيرها لأنهم إنما يريدون تقريبنا إلى دينهم".


انه مما يحزن هو الجهل و السذاجة التي تملكت البعض منا حتى نسوا أو تناسوا ماسجله التاريخ من خيانات الرافضة وصفعاتها وطعوناتها في صدر وقلب الأمة الاسلامية .. ابتلينا نحن أهل السنة بالسذج وبالعاطفيين الذين يرون الرافضة اخوانا لنا ويتباكون عليهم ويطالبون بالوحدة معهم ويهبون في وجه كل من يفضح عقائدهم ولا أعرف حقا كيف تكون الوحدة مع من خان الله ورسوله ! ..
و كيف هان عليهم دينهم ؟
نحن معكم في ان الوحدة مطلوبة .. نعم وحدة الصف مطلوبة لكن بيننا نحن أهل الاسلام أهل السنة والجماعة واما العقائد الضالة التي ألصقت نفسها بالإسلام فلا وحدة معها .. فدين الرافضة يضاد ديننا تماما .. ولا امل أبدا في التقريب معهم لسبب بسيط وهو ان عداوتهم لنا هي من صميم معتقدهم ودينهم .. فكيف يكون التقريب مع هؤلاء ؟

كل العداوات ترجى مودتها ----- إلا عداوة من عاداك في الدين


هدف هذه العقائد الضالة هو ليس إعلاء شأن الأمة الاسلامية ولا نشر الإسلام وانما ضرب أهل السنة والجماعة و الاطاحة بديننا ودولنا واقامة دولهم الشركية مكانها وهذا ماشهد لهم به التاريخ .. لتعلموا أن أعداء الله حريصون جدا عى ابادة هذا الدين وأهله واقامة دينهم مكانة ..
فلا ينبغي للمسلم أن يكون ساذجا لايعتبر بما يدور حوله من تاريخ وأحداث ودروس وعبر ..

وهذا هو الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام يقول :

" لايلدغ المؤمن من جحر مرتين "

لدغنا مئات المرات من الرافضة فهل اعتبرنا ؟! .. و في هذا أيضا يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :

" المؤمن كيس فطن "

.. فأين فطنتك يا من تطالب بالوحدة مع الرافضة الأفاعي؟ وهذا هو الفاروق رضي الله عنه يقول :

" لست بالخب ولا الخب يخدعني "

.. أي لست بالمخادع ولا يستطيع المخادع أن يخدعني .. نعم المسلم ليس بالخب فالمسلم حريص فطن حذر .. شجاع و قوي في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ولا يجامل في الدين أبدا ..

الرافضة خبثاء ومخادعون و هم العدو الخفي ومن المعلوم أن العدو الخفي هو أشد خطورة من العدو الظاهر .. فالظاهر يسهل الحذر منه .. أما الخفي فانه ينخر في جسد الأمة في الخفاء .. ويستمر في النخر في عظم الأمة حتى تسقط .. لهذا نقول أن شر هذا العدو الخفي هو أشد علينا من خطر العدو الظاهر .. والواجب على المسلم أن يعرف بدع الفرق الضالة ويحذرها ويحذر اخوته منها ويعرف السنة والعقيدة الحقة ويتمسك بها ويعض عليها بالنواجذ حتى يسلم من خبث وأخطار هذه العقائد الضالة المضلة ..

وأما من ستحركه العاطفة مخاصما لنا مدعي اننا نفرق الأمة و مشيرا لليهود والنصارى مطالبا بتأجيل النظر في أمر الرافضة فنقول من الحكمة بل من الواجب ان تسد جميع الثغرات ويكون كل على ثغرة يذود عنها ويصد .. وليس من الحكمة أبدا ولا من الذكاء أن نقف مثلا على ثغرة اليهود و ثغرة النصارى متناسين الثغرات الأخرى .. وقد سبق للأمة الإسلامية أن تعاملت مع مواقف شبيهة وتعرضت للهجوم على اكثر من جبهة فنجحت بحكمة المؤمن وفطنته وشجاعته وسدت كل الثغرات فنصرها العلي القدير ..

أسأل الله أن يكتب لي ولمن كتبت هذا الموضوع الذي تم نقله عنها ولكم الأجر بكل حرف تضعنه في هذا الملف .. من يدري قد تثقل ميزانك يوم الفصل مشاركة كتبناها هنا بقلب صادق ونية خالصة وتدخلك الجنة باذنه تعالى ..

ملاحظة : لتسهيل تصفح الملف أرجو أن يكون الرد مختصرا حتى يسهل تتبع الموضوع

-

هدفنا هو صنع ملف توعوي شامل عن الرافضة ورفعه على الانترنت لتسهيل وصوله لاخواننا الذي يجهلون عقيدة الرافضة .. وتذكروا ! لاعذر للجاهل أبدا .. هاهي الحقائق نسطرها أمامكم فانهلوا منها قبل أن تعترضوا أو تتجاهلوا ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين من الرافضة اليهود والنصارى الحاقدين



•°• من هم الرافضة ؟ •°•





الشيعة الإمامية الاثنا عشرية

التعريف:

الشيعة الإمامية الاثنا عشرية هم تلك الفرقة من المسلمين الذين زعموا أن عليًا هو الأحق في وراثة الخلافة دون الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين وقد أطلق عليهم الإمامية لأنهم جعلوا من الإمامة القضية الأساسية التي تشغلهم وسُمُّوا بالاثنى عشرية لأنهم قالوا باثني عشر إمامًا دخل آخرهم السرداب بسامراء على حد زعمهم. كما أنهم القسم المقابل لأهل السنة والجماعة في فكرهم وآرائهم المتميزة، وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعم العالم الإسلامي.




التأسيس وأبرز الشخصيات:


· الاثنا عشر إمامًا الذين يتخذهم الإمامية أئمة لهم يتسلسلون على النحو التالي:

ـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يلقبونه بالمرتضى ـ رابع الخلفاء الراشدين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مات غيلةً حينما أقدم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم على قتله في مسجد الكوفة في 17 رمضان سنة 40 هـ.

ـ الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويلقبونه بالمجبتى (3 ـ 50هـ).

ـ الحسين بن علي رضي الله عنهما ويلقبونه بالشهيد (4 ـ 61هـ).

ـ علي زين العابدين بن الحسين (38 ـ 95 هـ) ويلقبونه بالسَّجَّاد.

ـ محمد الباقر بن علي زين العابدين (57 ـ 114هـ) ويلقبونه بالباقر.

ـ جعفر الصادق بن محمد الباقر (83 ـ 148هـ) ويلقبونه بالصادق.

ـ موسى الكاظم بن جعفر الصادق (128 ـ 183هـ) ويلقبونه بالكاظم.

ـ علي الرضا بن موسى الكاظم (148 ـ 203هـ) ويلقبونه بالرضى.

ـ محمد الجواد بن علي الرضا (195 ـ 220هـ) ويلقبونه بالتقي.

ـ علي الهادي بن محمد الجواد (212 ـ 254هـ) ويلقبونه بالنقي.

ـ الحسن العسكري بن علي عبد الهادي (232 ـ 260هـ) ويلقبونه بالزكي.

ـ محمد المهدي بن الحسن العسكري (256هـ ـ ...) ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر.


يزعمون بأن الإمام الثاني عشر قد دخل سردابًا في دار أبيه بِسُرَّ مَنْ رأى ولم يعد، وقد اختلفوا في سِنّه وقت اختفائه فقيل أربع سنوات وقيل ثماني سنوات، غير أن معظم الباحثين يذهبون إلى أنه غير موجود أصلاً وأنه من اختراعات الشيعة ويطلقون عليه لقب (المعدوم أو الموهوم).

· من شخصياتهم البارزة تاريخيًّا عبد الله بن سبأ، وهو يهودي من اليمن. أظهر الإسلام ونقل ما وجده في الفكر اليهودي إلى التشيع كالقول بالرجعة ، وعدم الموت، وملك الأرض، والقدرة على أشياء لا يقدر عليها أحد من الخلق، والعلم بما لا يعلمه أحد، وإثبات البداء والنسيان على الله عزّ وجلّ ـ تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا. وقد كان يقول في يهوديته بأن يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام، فقال في الإسلام بأن عليًّا وصي محمد صلى الله عليه وسلم، تنقل من المدينة إلى مصر والكوفة والفسطاط والبصرة، وقال لعلي: "أنت أنت" أي أنت الله مما دفع عليًّا إلى أن يهم بقتله لكن عبد الله بن عباس نصحه بأن لا يفعل، فنفاه إلى المدائن.

· منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي المتوفى سنة 588هـ صاحب كتاب الاحتجاج طبع في إيران سنة 1302هـ.

· الكُلَيني صاحب كتاب الكافي المطبوع في إيران سنة 1278هـ وهو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة ويزعمون بأن فيه 16199 حديثًا.

· الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ والمدفون في المشهد المرتضوي بالنجف، وهو صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رَبِّ الأرباب ؛ يزعم فيه بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. ومن ذلك ادعاؤهم في سورة الانشراح نقص عبارة (وجعلنا عليًّا صهرك)، معاذ الله أن يكون ادعاؤهم هذا صحيحًا. وقد طبع هذا الكتاب في إيران سنة 1289هـ.

· آية الله المامقاني صاحب كتاب تنقيح المقال في أحوال الرجال وهو لديهم إمام الجرح والتعديل، وفيه يطلق على أبي بكر وعمر لقب الجبت والطاغوت، انظر 1/207 ـ طبع 1352 بالمطبعة المرتضوية بالنجف.

· أبو جعفر الطوسي صاحب كتاب تهذيب الأحكام، ومحمد بن مرتضى المدعو ملا محسن الكاشي صاحب كتاب الوافي ومحمد بن الحسن الحر العاملي صاحب كتاب وسائل الشيعة إلى أحاديث الشريعة ومحمد باقر بن الشيخ محمد تقي المعروف بالمجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار في أحاديث النبي والأئمة الأطهار وفتح الله الكاشاني صاحب كتاب منهج الصادقين وابن أبي الحديد صاحب شرح نهج البلاغة.


· آية الله الخميني: من رجالات الشيعة المعاصرين، قاد ثورة شيعية في إيران تسلمت زمام الحكم، وله كتاب كشف الأسرار وكتاب الحكومة الإسلامية. وقد قال بفكرة ولاية الفقيه. وبالرغم من أنه رفع شعارات إسلامية عامة في بداية الثورة ، إلا أنه ما لبث أن كشف عن نزعة شيعية متعصبة ضيقة ورغبة في تصدير ثورته إلى بقية العالم الإسلامي فقد اتخذ إجراءات أدى بعضها مع أسباب أخرى إلى قيام حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق.

الأفكار والمعتقدات:

· الإمامة: وتكون بالنص، إذ يجب أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق بالعين لا بالوصف، وأن الإمامة من الأمور الهامة التي لا يجوز أن يفارق النبي صلى الله عليه وسلم الأمة ويتركها هملاً يرى كل واحد منهم رأيًّا. بل يجب أن يعين شخصًا هو المرجوع إليه والمعوَّل عليه.

ـ يستدلون على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على إمامة علي من بعده نصًًّا ظاهرًا يوم غدير خم، وهي حادثة لا يثبتها محدثو أهل السنة ولا مؤرخوهم.

ـ ويزعمون أن عليًّا قد نص على ولديه الحسن والحسين.. وهكذا.. فكل إمام يعين الإمام الذي يليه بوصية منه. ويسمونهم الأوصياء.

· العصمة: كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان، وعن اقتراف الكبائر والصغائر.

· العلم اللدني: كل إمام من الأئمة أُودع العلم من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم، بما يكمل الشريعة، وهو يملك علمًا لدنيًّا ولا يوجد بينه وبين النبي من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم.

· خوارق العادات: يجوز أن تجري هذه الخوارق على يد الإمام، ويسمون ذلك معجزة ، وإذا لم يكن هناك نص على إمام من الإمام السابق عليه وجب أن يكون إثبات الإمامة في هذه الحالة بالخارقة.

· الغيبة: يرون أن الزمان لا يخلو من حجة لله عقلاً وشرعًا، ويترتب على ذلك أن الإمام الثاني عشر قد غاب في سردابه، كما زعموا، وأن له غيبة صغرى وغيبة كبرى، وهذا من أساطيرهم.

· الرجعة : يعتقدون أن الحسن العسكري سيعود في آخر الزمان عندما يأذن الله له بالخروج، وكان بعضهم يقف بعد صلاة المغرب بباب السرداب وقد قدموا مركبًا، فيهتفون باسمه، ويدعونه للخروج، حتى تشتبك النجوم، ثم ينصرفون ويرجئون الأمر إلى الليلة التالية. ويقولون بأنه حين عودته سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، وسيقتص من خصوم الشيعة على مدار التاريخ، ولقد قالت الإمامية قاطبة بالرجعة، وقالت بعض فرقهم الأخرى برجعة بعض الأموات.

· التقية : وهم يعدونها أصلاً من أصول الدين، ومن تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة، وهي واجبة لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية، كما يستدلون على ذلك بقوله تعالى: (إلا أن تتقوا منهم تقاة) وينسبون إلى أبي جعفر الإمام الخامس قوله: "التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له" وهم يتوسعون في مفهوم التقية إلى حد كبير.

· المتعة: يرون بأن متعة النساء خير العادات وأفضل القربات مستدلين على ذلك بقوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) وقد حرم الإسلام هذا الزواج الذي تشترط فيه مدة محدودة ، فيما يشترط معظم أهل السنة وجوب استحضار نية التأبيد، ولزواج المتعة آثار سلبية كثيرة على المجتمع تبرر تحريمه.

· يعتقدون بوجود مصحف لديهم اسمه مصحف فاطمة (1) : ويروي الكُليني في كتابه الكافي في صفحة 57 طبعة 1278هـ عن أبي بصير أي "جعفر الصادق": "وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه حرف واحد من قرآنكم".

· البراءة: يتبرؤون من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان وينعتونهم بأقبح الصفات لأنهم ـ كما يزعمون ـ اغتصبوا الخلافة دون علي الذي هو أحق منهم بها، كما يبدؤون بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال، وهم ينالون كذلك من كثير من الصحابة باللعن، ولا يتورعون عن النيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

· المغالاة: بعضهم غالى في شخصية علي رضي الله عنه والمغالون من الشيعة رفعوه إلى مرتبة الألوهية كالسبئية ، وبعضهم قالوا بأن جبريل قد أخطأ في الرسالة فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بدلاً من أن ينزل على علي لأن عليًّا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما يشبه الغرابُ الغرابَ ولذلك سموا بالغرابية.

· عيد غدير خم: وهو عيد لهم يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ويفضلونه على عيدي الأضحى والفطر ويسمونه بالعيد الأكبر، وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة، وهو اليوم الذي يدَّعون فيه بأن النبي قد أوصى فيه بالخلافة لعلي من بعده.

· يعظمون عيد النيروز وهو من أعياد الفرس، وبعضهم يقول: غسل يوم النيروز سُنة.

· لهم عيد يقيمونه في اليوم التاسع من ربيع الأول، وهو عيد أبيهم (بابا شجاع الدين) وهو لقب لَقَّبوا به (أبا لؤلؤة المجوسي) الذي أقدم على قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

· يقيمون حفلات العزاء والنياحة والجزع وتصوير الصور وضرب الصدور وكثير من الأفعال المحرمة التي تصدر عنهم في العشر الأول من شهر محرم معتقدين بأن ذلك قربة إلى الله تعالى وأن ذلك يكفر سيئاتهم وذنوبهم، ومن يزورهم في المشاهد المقدسة في كربلاء والنجف وقم.. فسيرَى من ذلك العجب العجاب.



----------------------
(1) ينكر بعض الشيعة المعاصرون مصحف فاطمة والبراءة من الخلفاء وبعض الأمور الأخرى التي وردت في هذا التعريف. لكن هذه موجودة في كتبهم ولم يتبرأ منها علماؤهم على رؤوس الأشهاد وبين الشيعة أنفسهم، مما يوحي أن هذا الإنكار هو من باب التقية التي يطبقونها مع الفرق الإسلامية الأخرى مثل التظاهر بأداء بعض العبادات علانية ومخالفتها سرًا.


الجذور الفكرية والعقائدية:

· انعكست في التشيع معتقدات الفرس الذين يدينون لهم بالملك والوراثة وقد ساهم الفرس فيه لينتقموا من الإسلام ـ الذي كسر شوكتهم ـ باسم الإسلام ذاته.

· اختلط الفكر الشيعي بالفكر الوافد من العقائد الآسيوية كالبوذية والمانوية والبرهمية ، وقالوا بالتناسخ وبالحلول .

· استمد التشيع أفكاره من اليهودية التي تحمل بصمات وثنية آشورية وبابلية.

· أقوالهم في علي بن أبي طالب وفي الأئمة من آل البيت تلتقي مع أقوال النصارى في عيسى عليه السلام ولقد شابهوهم في كثرة الأعياد وكثرة الصور واختلاق خوارق العادات وإسنادها إلى الأئمة.


الانتشار ومواقع النفوذ:

تنتشر فرقة الاثنا عشرية من الإمامية الشيعية الآن في إيران وتتركز فيها، ومنهم عدد كبير في العراق، ويمتد وجودهم إلى الباكستان كما أن لهم طائفة في لبنان. أما في سوريا فهناك طائفة قليلة منهم لكنهم على صلة وثيقة بالنُّصيْرية الذين هم من غلاة الشيعة.


ويتضح مما سبق:

أن التشيع الأول بدأ كحزب يرى أحقية علي بن أبي طالب في الخلافة، ثم تطوَّر حتى أصبح فرقة عقائدية وسياسية انضوى تحت لوائها كل من أراد الكيد للإسلام والدولة المسلمة، حتى أن المتتبع للتاريخ الإسلامي لا يكاد يرى ثورة أو انفصالاً عن الدولة الأم أو مشكلة عقائدية إلا وكان الشيعة بفرقها المتعددة وراءها أو لهم ضلعٌ فيها. ولهذا اصطبغ التاريخ الإسلامي بكثير من الثورات والتمزق ، ونظرًا لوجود عناصر مندسَّةً بين المسلمين يهمها استمرار هذا الخلاف فإن المشكلة لم تنته، بل استمر الخلاف وكاد التشيع أن يكون دينًا مختلفًا عن الإسلام تمامًا، وقد استغلت الدوائر الغربية والمستشرقون هذا الخلاف لتصوير المسلمين شيعًا وأحزابًا متناحرة. بل يقارنونه بالمسيحية التي بلغت فرقها المئات.


المصدر : الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة
يتبع إن شاء الله تعالى
فانتظروني

التعديل الأخير تم بواسطة اميرة عبد الدايم ; 09-14-2015 الساعة 01:29 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-14-2015, 01:28 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
Said03 •°• تلخيص عقيدة الرافضة •°•

نبذة تاريخية


عندما أشرق الإسلام على البشرية يهدى إلى الرشد آمنت به طائفة مختارة من الناس وعملوا مخلصين على نشره والدفاع عنه. فكانت ثمار ذلك أن انتشر الإسلام بسرعة متزايدة في أنحاء المعمورة مما أثار على الإسلام حسد الحاسدين وحقد الحاقدين من الشعوبيين ورجال الدين، ذوى الأفق الضيق خاصة من اليهود. فقد عملوا على التآمر ضد الإسلام بشتى الوسائل والطرق. حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وإثارة الفتن بين المسلمين، غير أن إيمان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كان من القوة بحيث لم تزعزعه تلك الفتن والمؤامرات. ولكن عندما مضى الجيل الأول من المؤمنين ودخل في الإسلام من كافة الشعوب والأديان أعداد هائلة واتسعت رقعة الأمة الإسلامية وجدت المؤامرات- اليهودية خاصة- فرصة للطفو على السطح متمثلة في شخص عبد الله بن سبأ الذي وجد لدعوته استجابة أولية في المناطق التي لم يتسلح أهلوها بعد بالتعاليم الإسلامية الكافية ثم انطلقت دعوته الخبيثة إلى الأقاليم الإسلامية الأخرى. في عهد الخليفتين الراشدين الأول والثاني كان عدد الصحابة ما يزال كبيرا وقد بايع ذوو الحل والعقد من المسلمين أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عمر بن الخطاب ثم بويع عثمان خليفة من بعد عمر بالإجماع ولم يدع أحد بأن عليا كان أحق بالخلافة من غيره وأنه هو الخليفة المعصوم ولكن عندما أخذ يسرى مفعول المؤامرات اليهودية والأحقاد القبلية والشعوبية و يتعاظم خطرها في أواخر خلافة عثمان ظهر من يقول بأن عليا وولديه الحسن والحسين، والبعض من نسل الحسين رضى الله عنهم أجمعين هم أولى بالخلافة الإسلامية من غيرهم وأن الخلافة فيهم إلى يوم الدين.

وقد وجدت هذه الدعوة تربة خصبة في المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية، خاصة وأن الحسين كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي أطاحت بعرشه جيوش الإسلام الظافرة. ولعل هذا كان سبباً في حصر أئمة الشيعة ابتداءا من الإمام الرابع في سلالة الحسين.

وقد بدأت دعوى أحقية علي ابن أبى طالب رضى الله عنه بالخلافة دون أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم في أول الأمر كدعوة سياسية وذلك لبث الفتنة في صفوف المسلمين. ولكنها ما لبثت أن تحولت إلى دعوة دينية انشقت عن التعاليم الإسلامية، هذه التعاليم التي ما يزال جمهور علماء المسلمين يتعهدونها بالرعاية والحماية.

وقد خطط لهذا الانشقاق بعض ذوى المصالح بتدبير خبيث منهم كما ذكرت ولكن ذهب ضحيتها الكثير من المسلمين، خاصة العامة منهم والذين اعتمدوا فقط على التقليد والمصادر الثانوية في ثقافتهم الدينية. كما ذهب ضحيتها بعض العلماء الذين لم يتمكنوا من تحرير أنفسهم وعقولهم مما نشأوا عليه من تحيزات خطيرة. فنشأ بذلك مذهب سمى المذهب الشيعي تشيعا لعلى بن أبى طالب و بعض من آله وهم ينقسمون إلى فرق متعددة، منهم الزيدية وهم أقل ابتعادا عن جمهور علماء المسلمين ثم الإسماعيلية والنصيرية العلوية والدروز وهؤلاء قد وصلوا درجة من الغلو حتى جعلوا عليا إلها وخالقا ثم الإمامية الجعفرية الاثنى عشرية.



°

°

°

°•


القرآن الكريم

يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب "الأصول من الكافي "ه وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث- "ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبى طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام).

ويرخص علماء الشيعة لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن الشيعة الكامل بزعمهم.

أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد.8 وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار الإسلامية 9 وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم.10 ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد...فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، و يقول جل وعلا: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه)12، و يقول أيضا: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).

لقد وعد الله بحفظه وصيانته ليكون نبراسا وهدى للمسلمين في كل مكان وزمان. هذا بالمقارنة إلى الكتب السماوية السابقة والتي لم تحظ بمثل هذا الوعد فرغم كون أصولها موجودة ومحفوظة لكن ما يتداوله الناس منها قد تعرض للتحريف معنى ومبنى.

و يرى علماء المسلمين بتكفير من يعتقد بتحريف القرآن كمن ينكر القرآن جملة.

فالله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عتا تعملون)،


دعنا نسأل أنفسنا، من نصدق علماء الجعفرية أم نصدق الله سبحانه وتعالى وقد وعد بحفظه.
وعلماء المسلمين وقد آمنوا بأن القرآن معصوم من التحريف وأن أي تحريف فيه يتم اكتشافه سريعا.
لعل بعض علماء الشيعة ينكرون الاعتقاد بتحريف القرآن تحت ستار عقيدة التقية للحفاظ على الفكر الشيعي فتحقق من المصادر الموثوقة لهم قبل إصدار أي حكم.




°

°

°

°•



السنة و الحديث

يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة الشيعة "المعصومون ". ولو ألقينا نظرة إلى الكافي - الذي يعتبره الطبطبائى "أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي"- لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا. وكثير منها لا إسناد لها.

وعندما نتمعن في مضمون تلك الأحاديث نجد كثيرا منها يتعارض مع القرآن الكريم.

و يبدو جليا أن الصفة البارزة للمقياس الذي بموجبه يتم تقو يم الأحاديث هو مدى تأييدها للفكر الشيعي أو على الأقل عدم تعارضها معه. و يؤكد الطبطبائى كغيره من علماء الشيعة أن أوثق الأحاديث النبوية ما تعاقب على روايته الأئمة المعصومون مع أن الإمام قد يتوفى عن وريث لا يتجاوز التاسعة أو الثامنة أو الخامسة من عمره.18 فمثلا الحديث الذي يرويه على بن أبى طالب ويجعله البخاري في صحيحه يلقى رفضا من علماء الجعفرية مادام الحديث يتعارض مع العقيدة الشيعية (مثل تحريم نكاح المتعة) و بالعكس، إذا كان الحديث يؤكد الفكر الشيعي فإنه سيلقى قبولا بصرف النظر عمن رواه ونقله وحققه.

أما علماء المسلمين فيعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو أقره وصفاته الخلقية.

و بصفة عامة فهناك طريقتان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة:

أولا: فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة. لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين.

ثانيا: فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أو لأحاديث أخرى قد تكون أقوى سندا

واستنادا إلى هذه المقاييس ومدى دقتها في اختيار الأحاديث أجمع علماء الحديث على أن صحيح البخاري ومسلم هما أوثق مصدرين للسنة النبوية.

وكما علمنا فقد تم جمع القرآن الكريم في مجلد واحد عقب وفاة الرسول بمدة وجيزة ولكن الجمع العلمي الجاد للحديث لم يبدأ إلا أواخر القرن الهجري الأول. وكان لهذا عدد من الأسباب من أهمها أن الحديث تناول التعاليم الإسلامية بالتفصيل و يضعها في صيغها التطبيقية التي يجب أن يتمثل بها المسلم في حياته اليومية الخاصة والعامة وفى علاقته مع الله والناس. وكان الصحابة- رضوان الله تعالى عليهم- لحرصهم الشديد على تطبيق السنة النبوية- في الواقع- مصادر حية متحركة للحديث ماثلة أمام الأعين. ولهذا فقد بدت الحاجة إلى جمعها في مجلدات غير ملحة في ذلك العهد.
يضاف إلى ذلك أن بعض كبار الصحابة كان يرى التركيز على تدريس القرآن الكريم أولا تجنبا لاختلاط القرآن بالحديث كما حصل بالنسبة للتوراة والإنجيل.


أيها الأخ وأيها الأخت: دعونا نسأل أنفسنا أي التعريفين اكثر صدقا خاصة ونحن

نعلم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء كما قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ، ولا ينبغي لأحد أن يتلقى وحيا من الله بعده. فالوحي الإلهي خاص بالأنبياء والرسل، وعندما يساوى العالم الشيعي بين أقوال الرسول وأئمة الشيعة فكأنما يقول بأن الأئمة أيضا يتلقون وحيا إلهيا كالرسل والأنبياء، وفى ذلك مخالفة صريحة للقرآن. أما إذا كان القول بأن أولئك الأئمة إنما كانوا يلهمون فإن الإلهام شيء والوحي شيء، فالوحي ملزم والإلهام يشترك فيه الناس ولا يلزم إتباعه. أما الإلهام للأنبياء والرسل فإنه جزء من الوحي.



°

°

°

°•


الإجماع


لعلماء الشيعة موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يؤلد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطبطبائى مثلا يستعمل كثيرا قول: "كلأ من الشيعة والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره".

أما من ناحية أخرى فإن علماء الشيعة يرفضون الإجماع فمثلا:

(1) يقولون بأن الصحابة- وهم عشرات الألوف- قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى

الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها- على الأغلبية الساحقة.

(2) يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة الإسلام والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان الإسلام والإيمان في اعتقاد الشيعة- وهو الإيمان بركن الإمامة- أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.

(3) يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة الإسلامية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية. فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا يتناقله عنهم مجموعة أخرى من التابعين. وأرفع درجات الاستنباط والفتاوى ما أجمع عليه العلماء. ، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
و يستنكر الله على أولئك الذين فرقوا دينهم شيعا فيقول مخاطبا نبيه(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كـانوا يفعلون).
وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم… عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة". ولا شك أن المقصود بجماعة المسلمين علماؤهم وليس عامة المسلمين الذين يعتمدون على التقليد فقط دون الرجوع إلى المصادر الأساسية للإسلام.


وفى حديث آخر قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تجتمع أمتي على خطأ"، وقال: "لم يكن الله ليجمع أمتي على الضلالة"، وقال: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ". وذلك لأن اتفاق جميع المجتهدين على حكم واحد مع اختلاف خلفياتهم و بيئاتهم لا يحصل إلا أن يجمعهم الحق.32 وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية، والباقي في النار، وعندما سئل عن الفرقة الناجية أجاب في رواية بأنها من كان على مثل ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفى رواية أخرى أن الفرقة الناجية هم الجماعة.

أيها الأخ وأيتها الأخت: ألا تعتقدون أن فعالية أي معيار يعتمد على ثبات استعماله واستخلاص النتائج به فلا يقبل مرة و يرفض مرة أخرى، ولهذا فهل يمكن الاعتماد على فقيه يستخدم الدليل ذاته ليحل لنفسه ما يحرمه على الآخرين؟ أو يرفض الاعتراف بالدليل نفسه إذا كان في غير صالحه؟ و يعتمد عليه إذا كان في صالحه؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: لنفرض أن مسلما يسأل عن الطريق إلى الجنة فأجابت عليه مجموعة لا تقل عن العشرة من الناس بأنهم يعرفون الطريق حق المعرفة، غير أن واحدا منهم أعطاه وصفا يتعارض مع بقية الأوصاف، فبماذا تنصح هذا المسلم؟ هل يتبع وصف المجموعة التي لا تقل عن العشرة أشخاص أم ذلك المنفرد برأيه وذلك مع افتراض أنه لا يعلم شيئا عن أي من هؤلاء وأن كلا الوصفين قد ظهر معقولا؟

ثم ماذا لو اتضح أن الشخص المنفرد برأيه له مصلحة شخصية في الوصف الذي تفرد به وليس للبقية مصلحة ذاتية؟

وماذا لو علمت أن الشخص المنفرد برأيه سوف يحقد على السائل إذا لم يتبع إرشاداته بينما البقية ترى أن من يخالفها لا يستحق الحقد أو الكراهية؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: فكروا في الموضوع وتذكروا أن الموضوعات التي يختلف فيها جمهور علماء المسلمين مع غيرهم تدخل في صنفين:

(1) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي يحتمل الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي يحتمل الصواب.

(2) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي لا يتطرق إليه الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي لا يحتمل وجها من الصحة مطلقا.

و يقع أغلب الأمور التي اختلف فيها علماء الشيعة مع جمهور علماء المسلمين ضمن الصنف الثاني وتذكروا- أخي المسلم وأختي المسلمة- أن هناك فرقأ بين (جمهور المسلمين) من جهة، (وجمهور علماء المسلمين) من جهة أخرى، فبينما لا يعتبر الأول دليلا ملزما، فإن الآخر يستوجب الإلزام، وهذا هو المقصود بالإجماع.

°

°

°

°•


أركان الإسلام و أركان الإيمان

يقول علماء الجعفرية الاثني عشرية بأن الإيمان بنظام وراثي لقيادة الأمة الإسلامية ركن من أركان الإيمان له مكانة الإيمان بالله كما يؤكد ذلك دستور الجمهورية الإسلامية لإيران في مادته الثانية. فالإمامة إذا- لدى علماء الجعفرية- ركن من أركان الإيمان التي لا يأتي من بينها الإيمان بالملائكة والقدر خيره وشره وهى أيضا ركن من أركان الإسلام مثل الشهادتين والصلاة والصوم والحج.

أما جمهور علماء المسلمين فيؤكدون انتفاء المفهوم الشيعي للإمامة في القرآن أو السنة والذي ينص على ضرورة النظام الوراثي الشامل في الإسلام في الحكم والخلافة وفهم الدين. بل و يؤكدون أن في القرآن والسنة ما يتعارض مع هذا النظام الوراثي الذي يشمل القيادة السياسية والدينية والروحية. فالقرآن الكريم يمدح المؤمنين فيقول عنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) ، كما يأمر الله تعالى نبيه الكريم فيقول:، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).

ويجمع علماء المسلمين على أن الإسلام بنى على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. 36، كما يجمع علماء المسلمين على أن أركان الإيمان الأساسية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

ولو قرأ المسلم القرآن من أوله إلى آخره لم يجد آية واحدة تؤيد ما يقوله علماء الشيعة من ضرورة هذا النظام الوراثي الشامل والذي يرثه الطفل في التاسعة أو الثامنة... ولو قرأ المسلم الصحيح من السنة لانتهى إلى النتيجة نفسها.

أيها المسلم وأيتها المسلمة: هل الأولى أن نصدق جمهور علماء المسلمين بأدلتهم الواضحة من القرآن الكريم والسنة المعتمدة أم نتبع علماء الشيعة بأقوالهم التي تتعارض مع القرآن الكريم والسنة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نتأكد من أن هدفنا الوحيد هو إرضاء الله تعالى وحده والبحث عن الحقيقة للنجاة في هذه الدنيا الفانية والفلاح في الحياة الآخرة الأبدية.

أيها الأخ وأيتها الأخت يجب أن لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا. يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا).


°

°

°

°•


المفهوم الشيعي للإمامة

يعتقد علماء الشيعة بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعنى الإمامة لدى علماء الشيعة أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة الإسلامية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما. وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش الإسلامية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.39 فدستور جمهورية إيران الإسلامية مثلا ينص عل أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد".

و يرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون41 ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم42، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية "لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام."43 و يقول الخميني في هذا المضمار: "الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين".

وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن "للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".45 و يندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم. لهذانجد دستور الجمهورية الإسلامية لإيران يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية "مؤمنا ومعتقدا بمبادئالجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة". كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم "أن أكون حارسا للمذهب الرسمي" كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.

ولضمان عدم اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه "لا يستطيع (مجلس الشورى الوطني) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة... "

ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا- حسب العقيدة الجعفرية- فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر، المهدى، قد اختفى وهو في الخامسة- عل أرجح أقوال علماء الشيعة- ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص الدستور في المادة الخامسة بوضوح على أن "تكون ولاية الأمر، والأمة في غيبة الإمام المهدى- عجل الله تعالى فرجه- في جمهورية إيران الإسلامية للفقيه العادل... ".

هذا ما يقوله علماء الشيعة، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف. فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية و يرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة. ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد. بل و يتعارض مع مبدأ الشورى الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم.

و يؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس. أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق- حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس.

أما فيما يخص علم الغيب فلو قرأ المسلم القرآن الكريم 49 لوجد العديد من الآيات التي تجعل هذا النوع من العلم من صفات الله التي تفرد بها، فمثلا في سورة الأعراف آية (188) يقول الله تعالى مخاطبا نبيه: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون).

و يكفر الطحاوي- وهو يمثل عقيدة أهل السنة- كل من يعتقد بأن أحدا من البشر أفضل من الأنبياء، فما بال حكم الذين يدعون بعض صفات الله التي تفرد بها- سبحانه- للبشر كعلم الغيب والعصمة الكاملة والطاعة لهم حتى لو أمروا بعدم ضرورة عبادة الله؟!

وفيما يخص الإمام الثاني عشر الذي يعتقد علماء الشيعة بأنه لا يزال على قيد الحياة لمدة تقارب أحد عثر قرنا فكثير من المؤرخين يؤكدون بأن إمام الشيعة الحادي عشر لم يعقب ولم يكن له نسل، وحتى الأحاديث التي رواها الترمذي وأبو داود ولم يروها أصحاب الصحاح عن المهدى وظهوره في آخر الزمان فإنها تقول بأن اسمه كاسم النبي (محمد)، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الله) بينما اسم الإمام الثاني عشر، محمد المهدى بن حسن، وتقول تلك الأحاديث أيضا إنه سيكون من عقب الحسن وليس من عقب الحسين.52 وليس هناك أي دليل بأن المهدى سيعيش حوالي اثني عشر قرنا.

أيها الأخ وأيتها الأخت: إن علماء الشيعة يعتبرون الإيمان "بالإمامة" ركنا من أركان الإيمان.
أي أن المسلم الذي لا يؤمن بذلك سيكون في حكم الكافر، ومن ناحية أخرى فإن الإيمان "بالإمامة" بأبعادها وملابساتها سيجعل المسلم كافرا- أعاذنا الله من الكفر والشرك- كما يجمع على ذلك جمهور علماء المسلمين استنادا إلى القرآن والسنة. يضاف إلى ذلك أن جمهور علماء المسلمين لا يعنيهم في هذا الحكم سوى مرضاة الله، ولا يتحيزون بذلك إلى أسرة معينة أو مجموعة من البشر.


تأكد أخي المسلم وتأكدي أختي المسلمة من اختيار النجاة من النار والفوز بالجنة قبل

أن يأتي اليوم الذي لا تنفع فيه القوميات والمخلوقات.

يتبع إن شاء الله تعالى
فانتظروني
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-14-2015, 01:30 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
Said03 أهل البيت

يميل علماء الشيعة إلى حصر أهل البيت النبوي في الابنة الصغرى للنبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة، وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين وتسعة من نسل الحسين الذي كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد على عهد عمر بن الخطاب، ويخصون هؤلاء بصفات سبق الإشارة إليها مثل الولاية الوراثية الشاملة والعصمة، وعلم الغيب.. إلخ

ثم يعمدون إلى إغفال خلفاء المسلمين وقضاتهم عبر العصور والتقليل من شأن منجزاتهم في نصرة الإسلام والمسلمين، وهذا يشمل مع من يشمل جيل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلا من ثبت لدى علماء الشيعة بالدليل القاطع بأنه قد ناصر عليا رضى الله عنه ولم يعارضه في شيء أبدأ.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون أهل البيت كل من حرمت الصدقة عليه من أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام و يشمل هؤلاء النبي وآله، وجعفرا وآله، وعقيلا وآله، والعباس وآله.

كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول من أهل البيت بنص الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله بقوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
هذا فضلا عن كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم... )

كما أن صالحي أهل البيت لهم مكانة سامية لدى علماء المسلمين وجمهورهم بدون استثناء ففي حديث رواه مسلم يروى زيد بن الأرقم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ماء يدعى خما قال: "... فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
فالرسول صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يوصى فيه بالتمسك بكتاب الله يوصي بحسن معاملة أهل بيته وهذا من كمال أخلاقه إذ يضرب المثل في صلة الرحم، و يرى علماء المسلمين أن هذا الاحترام لأهل البيت لا يمنع بل يدعو إلى احترام الصحابة وصالحي المؤمنين في كل زمان ومكان.

أيها الأخ وأيتها الأخت: نحن المسلمين هل نستطيع حقا إغفال بقية بنات النبي وأقاربه ونسلهم الصالح؟ هل نستطيع حقا حصر أهل البيت في عدد محدود يختارهم لنا علماء الشيعة؟ هل توجب علينا محبة واحترام صالحي أهل البيت كراهية ولعن آلاف الصحابة الكرام؟ وماذا عن عثمان الذي تزوج اثنتين من بنات النبي وله ابن من واحدة منهن؟ وماذا عن ذريتها؟ وماذا عن ذرية الحفيد الأول للنبي، الحسن؟ ألا تعتقدون أن عليا والصالحين من نسله أول من يستنكرون هذا الغلو الذي يقلب الحب إلى ضده؟ تخيل أنسانا يغالي في المدح لدرجة يمقتها السامعون، أليس ذلك أشبه بالاستهزاء من الثناء، وأقرب من القدح إلى المدح؟


°

°

°

°

الصحابة

يقول علماء الشيعة في إيران إن الخليفتين الراشدين الأولين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قد تآمرا على الإسلام في محاولة للقضاء على الأحاديث حتى يتم لهما تفسير القرآن الكريم حسب مصالحهما الشخصية، كما يقولون أيضا إن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول قد "خانوا عهدهم للرسول صلى الله عليه وسلم ".

وقد نشرت وزارة الإرشاد الإسلامي بجمهورية إيران كتيباً يصنف فيه جيل الصحابة الكرام إلى:

(1) المجموعة التي رضى عنهم علماء الشيعة ولا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليدين.

(2) المجموعة التي وصفها المؤلف بأنه "أسوأ العناصر وانتحرت تحت أقدام الطغاة"

ومن بينهم عبد الله بن عمر الذي روى نحوا من الأربعة آلاف حديث وكان له دور كبير في الحفاظ على السنة ونشر الإسلام.

(3) المجموعة التي وصفها المؤلف- على شريعتي- بأنه "التي باعت شرفها.. وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار". ومن بين هذه المجموعة أورد على شريعتي أسماء أبى هريرة وأبى الدرداء، وأبى موسى الأشعري الذين قاموا بدور عظيم في الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الإسلام.

وفى مصدر آخر من المصادر الحديثة وصفت جريدة (الجهاد) النبي صلى الله عليه وسلم بالتحيز لعلى في أدائه للرسالة ثم استطردت قائلة "بل إننا نلاحظ أن من ذلك أن الجيل المعاصر للرسول (ص) لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان النبي يمارسها مئات المرات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة". و يقول عالم جعفري "عبد الرحمن بن عوف عابد المال، وعثمان الأرستقراطي، وخالد بن الوليد عديم المبالاة، وسعد بن الوقاص عديم التقوى"

أما علماء المسلمين فيقولون بأن جميع الصحابة عدول وقد عصمهم الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يستحقون كل تبجيل . فالله سبحانه وتعالى قد أثنى عليهم وقال: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم ورضوا عنه وأعد هم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدأ ذلك الفوز العظيم). وقال أيضا: (لقد رض الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا) وفى الآية التاسعة والعشرين من السورة نفسها قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء عل الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرأ عظيما). واقرأ أيضا الآية الثامنة من سورة التحريم والآيات من الثامنة والتاسعة والعاشرة من سورة الحشر.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.. "

إن علماء الإسلام لا يشكون في أن الرسول صلىالله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة بدون تحيز لقريب أو صديق. وكان جيل الصحابة عموما أعلم بتعاليم الدين الإسلامي من الأجيال المتأخرة. ومن بينهم من قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم: "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " وطبعا يخرج من هذا الحب الحب المبالغ فيه، الحب المتحيز الأعمى فمثل هذا الحب يعتبر بغضا. وكان من بين الصحابة من كان أعلم من علي بن أبى طالب أو غيره من آل البيت. ومن الصحابة الذين شتمهم علماء الشيعة مبشرين بالجنة ومنهم من قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: "فداك أبي وأمي" أو قال لهم "أنتم منى وأنا منكم ". والأحاديث كثيرة في فضائل الصحابة.

أما إذا كان هناك خلاف بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فكان حسن النية والإخلاص دائما حاضرين، وإنما هو اختلاف في الاجتهاد يؤجرون عليه إن أصابوا أو أخطأوا وقد انتقلوا إلى جوار الله وهو أحكم الحاكمين. وماذا نجني من محاكمتهم ومن نكون حتى نحاكمهم وقد حذرنا الله من ذلك إذ يقول في موضعين من القرآن الكريم: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتهم ولاتسألون عما كانوا يعملون) ، و يكفى أن يقرأ المسلم فضائل الصحابة في صحيح البخاري ومسلم ليعرف ما ثبت من فضلهم وتقصيرنا في اتباع خطاهم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل الأولى أن نصدق الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث الواضحة الموثقة أو نصدق علماء الشيعة الذين يحترمون عددا صغيرا من الصحابة و ينالون من كرامة عشرات الآلاف منهم؟

دعونا نتأكد من الطريق الذي نسلكه في موقفنا من الصحابة هل يؤدى إلى الجنة حقا؟ دعونا نتجنب التصرف بغباء وكأننا عملاء لأعداء الإسلام الذين لا يزالون يعملون بكل الوسائل لهدم الإسلام بالتشكيك في أمانة مصادره ومعلميه الأوائل. دعونا نتذكر دائما أن أحمد بن حنبل قال: "إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام. وقال إسحاق بن راهويه: "من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس، وقال الإمام مالك: "من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ومن سب أصحابه أدب "، وقال القاضي أبو يعلى: "الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر وإن لم يكن مستحلا لذلك فسق "، وقال ابن تيمية: "من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فلا ريب في كفره ".

وقال أبو زرعة الرازي: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ". وقال على رضى الله عنه: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر رضى الله عنهما إلا جلدته جلد المفترى". قال ابن حجر الهيثمى: "من غاظه الصحابة فهو كافر.. " ووافقه الشافعي لأن الله قال: (ليغيظ بهم الكفار)
قال ابن عابدين: "من سب الشيخين- أبا بكر وعمر- أو طعن فيهما كفر ولا تقبل توبته "


°

°

°

°

التقية



يقول علماء الشيعة: "إن تسعة أعشار الدين في التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شىء إلا في النبيذ والمسح على الخفين ". وتعنى التقية التظاهر بالعمل والقول بخلاف ما يضمره الإنسان في قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الآخرين بينما يلعنهم في قلبه و بين خلصائه حتى في غياب الأسباب القاهرة. والسبب المحدد للتقية كما يقول الخميني في كتابه "هو الحفاظ على الإسلام والمذهب الشيعي، وأن الشيعة لو لم يلجئوا إليه لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض " بمعنى آخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير الشيعة بما في ذلك المسلمين وذلك للحفاظ على العقيدة الجعفرية.

و يقول أحد كبار علماء الشيعة، الطبطبائي: "إن عقيدة التقية في المذهب الشيعي تستمد جذورها من الآية الثامنة والعشرين من سورة آل عمران والتي تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير). ومن الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون إننا عندما نتدبر القرآن الكريم فإننا نجد أن إظهار الإنسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه وتعالى، فالآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة البقرة تقول: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).

و يقول الله تعالى: "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون).

و يقول الله تعالى: (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور)

لهذا أعد الله للمنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون أشد العقاب إذا يقول تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)

و يعتبرون التظاهر قولا وعملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاق وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ." وفى حديث آخر ذم النبي صلى الله عليه وسلم ذا الوجهين، فالقاعدة الإسلامية العامة أن الكذب على المسلمين محرم وممقوت.

أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة في الآية القرآنية في سورة آل عمران فهي محددة باستخدامها فقط مع الكافرين وفى حالات خاصة ضيقة.

أما الآية التي نزلت في عمار بن ياسر في سورة النحل فإنها تعطى رخصة لمثل عمار وفى الظرف الذي كان يعانيه، إذ كان مخيرا فقط بين أن يموت تحت تعذيب المشركين فيلقى مصير والديه أو يتفوه بالكفر لينجو وقلبه مطمئن بالإيمان.

فهذه حالات استثنائية لا يجوز أصلا تعميمها، نحيف بها مبررات لجعل تسعة أعشار الدين في الكذب والنفاق؟!

أيها الأخ وأيتها الأخت: أعطوا الموضوع شيئا من التفكير. ماذا سيحصل لو اعتقد المسلمون بالفعل أن تسعة أعشار الدين في التقية؟ أي أن التظاهر بما يخفيه المسلم يمثل تسعة أعشار دينه، هل يمكنك حينئذ أن تثق بأحد؟

أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة: هل نستطيع حقا تلقى تعاليم ديننا من علماء يعتقدون بذلك؟ بل هل نستطيع أن نثق بما يرونه من أخبار أو أحداث تاريخية؟ إذا كمان الإنسان يعتقد أن الكذب على الله وعلى الرسول والمسلمين لخدمة أغراضه المتحيزة يؤلف جزءا أساسيا من ديانته، فهل نستطيع الثقة به؟ فإذا كان هدفنا الأساسي هو النجاة في الآخرة، تلك الحياة الأ بدية، فلنكن حذرين مما نقرؤه لعلماء الشيعة من جدل مبنى على المشوه والمكذوب من النصوص والمراجع.

أيها الأخ والأخت: تذكروا أن رخصة الاتقاء ليس فقط استثناءً من القاعدة العامة بل استثناء مقيدا. فهي لا تعطى رخصة خداع غير المسلمين فحسب ولكن لا تجيز الكذب عليهم إلا في مثل حالة عمار. وما تعنيه الآية هي أن المسلم يستطيع أن يخفى حنقه وغيظه عن أعداء الإسلام بدون كذب إذا كان إظهار ذلك الغيظ يعرض الإسلام أو المجتمع الإسلامي إلى الخطر.


°

°

°

°


نكاح المتعة



يقول علماء الشيعة بإباحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته.77 والغرض من نكاح المتعة هو إشباع الرغبة الجنسية فقط، وليس في نكاح المتعة طلاق ولا ميراث بين الطرفين ولا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة.

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالي:

(1) لقد وضع القرآن الكريم قواعد العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة وحصرها في نوعين:

أولا: الزواج الذي يترتب عليه طلاق وميراث و يوجب فرض ليلة ونفقة للزوجة.

ثانيا: العلاقة بين الرجل وما ملكت يمينه من الجواري. فالله سبحانه وتعالى يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).

(2) وقد جاء تأكيد ذلك مفصلا في سورة النساء ابتداء من أول السورة وخاصة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين حيث يجعل د فع المهر لازما إذا دخل الرجل بزوجته.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج ومن هذا المعنى ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم قوله: "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت و بها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".

(3) وقد ثبت في الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل الجهاد في سبيل الله. وكان يحرمه بمجرد انتهاء تلك الحاجة، بل وعندما أبيح في المرة الأخيرة أتبعه بإعلان تحريم نكاح المتعة نهائيا. فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تاخذوا مما آتيتموهن شيئا".

فالإباحة كانت- في الواقع- إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، وقام بهذا الاستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملك الصلاحية لذلك فهولا ينطق عن الهوى، أما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على سد هذا الباب بإعلانه تحريم الله لمتعة النكاح إلى يوم القيامة.

أما عن قول علماء الجعفرية بأن التحريم كان من عمر فما قاله عمر بن الخطاب هو: "إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء. وإن القرآن قد نزل منازله. فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله وابتوا نكاح هذه النساء، فلن أوتى برجل نكح امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة."83 وعمر وقد علم بحادثة عمرو بن حريث يؤكد التحريم و يعيد إعلانه لمن لم يبلغه التحريم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل هناك حقا فرق بين المرأة تؤجر جسدها أو الرجل يستأجر جسد امرأة لبضع دقائق أو أيام أو أشهر.. مادام ذلك لمدة معلومة مسبقا؟ ألا يعتقد المسلم والمسلمة أن نكاح المتعة فيه إهانة كبيرة لأخواتنا المسلمات، وفرصة لكل من ينشد المتعة الجسدية دون تحمل أعباء الزواج؟ أليس فيه هدم لنظام الأسرة في الإسلام؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: يجب أن نتذكر أن الأشراف من علماء الشيعة لا يسمحون لقريباتهم بممارسة نكاح المتعة لأن فيه مهانة لهم مع أنهم يسمحون به لغيرهم. وشيء آخر أن نكاح المتعة الذي أباحه الرسول صلى الله عليه وسلم في مناسبات محدودة لم يكن يشترط أن تكون المرأة فيه مسلمة أو كتابية مما يميزه بوضوح عن الزواج الشرعي.

بعد كل هذا كيف يمكن للمسلم أن يشرع إباحة نكاح المتعة أو ممارسته بنفسه؟ خاصة وأنه لا فرق بين الزنا ونكاح المتعة من حيث الهدف، فكلاهما لا ينشد سوى إشباع الرغبة الجنسية؟!



°

°

°

°


غدير خم

يقول الطبطبائى- أحد كبار علماء الجعفرية في القرن العشرين- إن الحجة الجوهرية في أحقية على بن أبى طالب للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هي حادثة غدير خم. وعندما نرجع إلى كتيب لأحد علماء الشيعة أفرده لهذه الحادثة نجد ما يلي:84

1- أن الذين شهدوا خطبة غدير خم كثر من مائة ألف صحابي.

2- ألقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة عند غدير خم وهو عائد من حجة الوداع إلى المدينة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وأن سبب خطبته هذه هو نزول الآية التالية عليه في هذا المكان: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدى القوم الكافرين)

3- لهذا أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم التالي:

ا- أنه سيترك للمسلمين ثقلين: أحدهم كتاب الله. طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدي المسلمين وأن الآخر هو عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ربه أخبره بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.

ب- بعد أن رفع يد علي قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه."

ج- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاد"

د- وقال: "اللهم أدر معه الحق حيث دار".

هذا ما يقوله علماء الجعفرية من الشيعة عن حادثة غدير خم. لنتدبر ما يقوله جمهور علماء المسلمين.

(1) حسب دعوى علماء الشيعة لم يثبت على الإسلام الصحيح بعد وفاة النبي سوى بضعة من الصحابة لا يكاد يتجاوز عددهم البضعة عشر صحابيا. وقد حضر خطبة الغدير اكثر من مائة ألف صحابي يعني أن كل هؤلاء المائة ألف قد نقضوا عهدهم وتآمروا على حرمان علي بن أبى طالب من الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟ لو استعرضنا حتى كتابات علماء الشيعة لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!

(2) خطبة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وفى الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين بأن آية("يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..)، قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.

(3) و يؤكد ابن تيمية- رحمه الله- بأن الخطبة بالصيغة التي ذكرتها مصادر الشيعة كذب وبهتان جملة.

أما تفصيلا:

أ- فأصل حديث الثقلين كما رواه زيد بن أرقم: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر. ثم قال: "أما بعد. ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"

وكما سبقت الإشارة إليه فإن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في علي وآل علي إذ يشملون عقيلا وآل عقيل وجعفرا وآل جعفر والعباس وآل العباس وزوجات النبي، أمهات المؤمنين، ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم تمسكوا بأهل بيتي أو أنهم الهدى والنور، ولو كان الحديث يحتمل أي معنى يتضمن تخو يل سلطة خاصة لأهل بيته لكانت في جميع أهل بيته ولوجبت بها شرعية خلافة العباسيين الوراثية على أعناق الشيعة ووجب احترام الشيعة لحكم العباسيين بدلا مما في مصادر الشيعة من تسويد لصفحاتهم ظلما وافتراءً.

و يؤكد ابن تيمية أن ما روى من قول النبي "من كنت مولاه فعلى مولاه " قد طعن في صحته الكثير من علماء الحديث ولم يرد في الصحيحين. وحتى لو ثبتت صحة هذا الحديث في مناسبة غير هذه فإنها لا تعنى أكثر من قول الله تعالى مخاطبا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: (... فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) فهذا لا يعنى أن صالح المؤمنين أوصياء على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أصحابه وناصروه، ثم إن الرسول لم يقل من كنت وليه فعلي وليه ولم يقل من كنت وليه أو مولاه فعلي وليه أو مولاه عقب وفاتي فيحتمل أن تعنى أن الخلافة من بعده لعلي بن أبى طالب. والواقع أن جدل علماء الشيعة في هذه المسألة يظهر عقيما عندما نقرأ ما ورد في الصحيحين عن اقتراح النبي صلى الله عليه وسلم خلافة أبى بكر وعمر وعثمان بتلميحات صريحة أحيانا ولطيفة أحيانا أخرى.

ب- و بالنسبة إلى قول علماء الشيعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فيؤكد علماء الحديث كذب هذا الحديث وهو مع ذلك دعاء لا يميز عليا، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لخلق كثير أنواعا من الدعاء لا حصر لها.

ج- أما قول علماء الشيعة إن الرسول قال: اللهم أدر الحق مع على حيث دار، فإن ابن تيمية يؤكد كذب هذا الإدعاء. ونتساءل مع ابن تيمية أي حق هذا الذي يدور مع مخلوق حيث دار و يتلون حسب قراراته وآرائه وخلجات صدره؟ ولو أن الكذبة ادعت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من الله أن يجعل عليا مع الحق، لبدا ذلك معقولا.

ومع كل هذا نجد الطبطبائي يجادل عن ضرورة النظام الوراثي للخلافة فيقول: "إن أعداء الإسلام الذين عملوا كل ما في وسعهم لتحطيم الإسلام ظنوا أنه بموت النبي صلى الله عليه وسلم- حامي الإسلام- سوف يبقى الإسلام بدون قائد ولهذا فهو حتما سوف ينتهي. ولكن في غدير خم خابت آمالهم حيث قدم الرسول عليه الصلاة والسلام عليا كخليفة وقائد. من بعد علي فإن هذه المسئولية الثقيلة، مسئولية القيادة وقعت على أعناق آله.

وهنا يناقض الطبطبائي نفسه، فقد أشار في الصفحات الأولى من الكتاب ذاته أن الأئمة عاشوا حياة مظلومين لا يملكون دفع السوء عن أنفسهم بينما هو في هذه الصفحات يقول إن الله قد عينهم كحماة للإسلام وقادة للأمة الإسلامية جمعاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأن أعداء الإسلام قد خابت آمالهم بتعيين علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه خليفة لرسول الله. إذا عجز الأئمة عن الدفاع عن أنفسهم- حسب قول الطبطبائي - فكيف بالله سيدافعون عن الأمة الإسلامية؟ وكيف سيحمون الإسلام؟ لا سيما والعقيدة الشيعية تقول إن الأئمة هم ولاة الأمر في مجال السياسة والدين؟ أم أن هذه تهمة غير مباشرة لله سبحانه وتعالى بسوء الاختيار؟ أستغفر الله العظيم.

وفى الواقع أن علماء الشيعة في سبيل الدفاع عن غلوهم وتحيزهم لم يروا بأسا في تهمة النبي- جهلا- بالخيانة وأنه بدلا من تبليغ الرسالة للناس كافة خص ابن عمه بشيء منها إذ تقول جريدة الجهاد الرسمية: "كان يعد الإمام- عليا- إعدادا إرساليا خاصا كثيرة جدا. فقد كان النبي (ص) يخصه بكثير من مفاهيم الدعوة وحقائقها… ويختلي به الساعات الطوال في الليل والنهار.. "

وحتى أئمة الشيعة الجعفريين لم يسلموا من التهم المشينة.. مثل تهمتهم بأنهم قالوا بأن التقية تسعة أعشار الدين وأن من لا تقية له لا دين له.

وأسوأ من ذلك يقول أحد علماء الشيعة إن عليا رضي الله عنه قال: "إن الخلفاء من قبلي قد خالفوا عمدا تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. وخانوا عهدهم معه و بدلوا سنته. ولو ألزمت الناس الآن بالتخلي عما تعودوه والرجوع إلى ما كانت عليه الحال في عهد النبي (ص) فسيتفرق جيشي من حولي و يتركونى وحيدا.. و باختصار لو أمرت الناس باتباع شريعة الله وسنة نبيه فإنهم سوف يتخلون عنى ويتركونى".

أنظر كيف وصف علماء الشيعة علي بن أبى طالب الصحابي الجليل، البطل المغوار، الذي لا يخاف في الله لومة لائم وكأنه جبان، يعبد السلطة الدنيوية وعلى استعداد للتضحية في سبيلها بشريعة الله وسنة نبيه، وصحيح أن الغلو الأعمى والتحيز ينتجان اكثر من ذلك. فبدلا من الثناء على الأئمة نجد علماء الشيعة ينساقون إلى وصمهم بأشنع الأوصاف من حيث لا يعلمون، فينقلب حبهم إلى النقيض. ولعل ابن تيمية قد أصاب حيث يقول إن اكبر مصيبة حلت بأهل البيت أن كان أمثال هؤلاء من أتباعهم. إذ جعلوا لبعضهم مكانة أشبه ما تكون بمنزلة المسيح لدى المسيحيين اليوم.


°

°

°

°


وأخيرا

باختصار فإنه نظرا لعدم وجود أدلة في القرآن الكريم والسنة الموثقة تؤيد ما ذهب إليه علماء الشيعة من التحيز المبالغ والغلو الأعمى فإنهم اضطروا إلى الأساليب التالية للذود عن عقيدتهم لخداع العامة:

ا- الإدعاء بأن القرآن الكريم غير كامل وتعرض للتبديل، وهذا الإدعاء عادة لا يجهرون به لخطورته ولكن يدسونه في كتبهم المعتمدة و يهمسون به إلى من وثقوا من تبعيته.

2- اختلاق الكثير من الأحاديث أو تشويه خلفياتها التاريخية أو نصوصها وذلك لاستخدامها في تشو يه معاني الآيات القرآنية الجلية فضلا عن المتشابه منها أو تسخيرها مباشرة في تبرير دعاواهم المتحيزة.

3- اختلاق أو تشو يه أحداث التاريخ الإسلامي أو ظروفها وملابساتها لتأييد غلوهم والاستعانة بها في تشو يه معاني القرآن الكريم أو الأحاديث الصحيحة. كما أنهم قد استشهدوا بكتب غيرهم ممن تسربت قصصهم المختلقة إلى كتبهم، وقد يلجاؤون إلى الاستشهاد ببعض المصادر غير الجعفرية حتى لو أشار المؤلف إلى الرواية المكذوبة للرد عليها. فمثلا يذكرون في مصادرهم أن المرجع السني كذا وكذا يؤيد القضية أو أن علماء السنة يوافقون على كذا أو مائة من كتب السنة أشارت إلى الرواية المذكورة..

وعندما تعود إلى تلك المصادر المشار إليها تجد إما أن القصة الشيعية وردت للرد عليها من قبل المؤلف أو أن القصة لم ترد بتاتا أو تختلف عنها.

وخلاصة القول فإنه ينبغي على المسلم الذي يخشى على دينه ومصيره في الآخرة أن يحذر من الاعتماد على مصادر علماء يرون الكذب تسعة أعشار دينهم وعقيدتهم، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.


كتبه سعيد إسماعيل ( اللهم اجزه عنا خير الجزاء و اغفر له ولوالديه )


يتبع إن شاء الله تعالى
فانتظروني
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-14-2015, 01:33 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
Said03 •°•وقفة صغيرة مع انتساب الرافضة للمجوس الفرس•°•

العرب أوباش !

قال الإحقاقي :" إن الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران و الروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين و المعاملة التي تلقوها من الأعراب , البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة , أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب , و شريعة العرب , فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة، و ذلك الخراب و الدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة , و الأراضي العامرة , في الشرق و الغرب , و غارات عباد الشهوات العطاشى إلى عفة و ناموس الدولتين الملكية و الامبراطورية…الخ" انظر رسالة الإيمان ص 323 - ميرزا حسن الحائري الإحقاقي - مكتبة الصادق - الكويت ط 2 / 1412

هلا تمعنت أخي المسلم في كلام هذا الإحقاقي المعاصر و الذي يصف لنا الصحابة الفاتحين لبلاد فارس بأنهم أعراب بدائيون , و أنهم أوباش , و أنهم عُبّاد شهوات و عطاشى إلى عفة الفارسيات، و لا أدري أي عفة للفرس يبكي عليها و ههم يبيحون نكاح المحارم. أيقول هذا الكلام مسلم

و هذا هو السبب الرئيسي لبغض الشيعة لعمر، و هو تحطيمه دولة فارس، و في مدينة كاشان الفارسية في شارع الفيروزي هناك مزار مقام في ميدان فيروزي، هو مزار لقبر المجوسي أبو لؤلؤة قاتل سيدنا عمر رضي الله عنه. و يسمون هذا المجوسي بـ (بابا شجاع الدين) و يقيمون التعزيات و اللطميات بذكرى موته. و يدلنا تسميته ببابا شجاع الدين على أمرين: الأول أن هذا المجوسي الفارسي هو الأب الروحي للشيعة. الأمر الثاني أن تلقيبه بشجاع الدين يعني أن الديانة المجوسية هي الديانة الحقيقية لهم. و ما المذهب الرافضي إلا أحد مذاهب المجوسية!


و نجد السبب نفسه في تعظيمهم لأولاد الحسين دون أولاد الحسن، لأن أولاد الحسين أخوالهم الفرس من زوجته شهربانو بنت يزدجرد. انظر بحار الأنوار 329/45 - للمجلسي - مؤسسة الوفاء - بيروت ط2 - 1403.

و يعجب المرء لماذا يبكي الشيعة مقتل الحسين الشهيد ( ض ) ولا يبكون لمقتل أخيه أبي بكر ولا لإبنه أبو بكر رضي الله عنهم أجمعين , اللذان قتلا معه أليس هذان من أهل البيت أيضا , أم أنهما يحملان أسما لا يرغب الشيعة بأذاعتة بين عامة شيعهم حتى لا تنكشف حقيقة المحبة بين أهل البيت والصحابة, وعلى رأسهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهم .

أبوا بكر أثنان وعمر يقتلون مع الحسين في كربلاء, لقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبين في صفحة88, 142, 188 طبعه في بيروت , والأربلي في كشف القمة المجلد الثاني صفحه 64 , والمجلسي في جلاء العيون 582 أن ابا بكر بن علي بن أبي طالب كان ممن قتل في كربلاء , وهو أخو الحسين ومن قتل مع الحسين في كربلاْ أبنة أبي بكر بن الحسين بن علي. كل ذلك سطرة كتب الشيعة وأقرته علمائها أنظر كتاب التنبيه و الشراف صفحة 263 وكتاب كشف القمة المجلد الثاني صفحة 74.

لماذا لا يذكر اهل العمامات السود اثناء مجالس عزاء الحسين مقتل هؤلاء؟
عمر بن علي
ابو بكر بن علي بن ابي طالب
عثمان بن علي بن ابي طالب
ابو بكر بن الحسين بن علي
عمر بن الحسين بن علي
عثمان بن الحسين بن علي
ابو بكر بن الحسن بن علي
عمر بن الحسن بن علي
لماذا!

و قد ذكر محمد علي أمير معزي الباحث الشيعي الإيراني في فرنسا بفخر ((أن المفاهيم الأساسية من الزرادشتية دخلت إلى التشيع حتى في بعض الجزئيات الصغيرة! و أصبح زواج سيدنا حسين ببنت آخر ملوك آل ساسان رمزا لإيران القديمة ، بحيث أصبحت تلك الفتاة هي الأم الأولى لجميع أئمتهم و قد انعقد بها عقد الاخوة بين التشيع و إيران القديمة المجوسية)). هذه شهادة شاهد من أهلها فهل يتعظ دعاة التقريب أم يستمرون في تخريبهم؟

و كذا تعظيمهم لسلمان الفارسي من دون الصحابة حتى قالوا أنه يوحى إليه لا لشي إلا أنه فارسي . انظر رجال الكشي21.

و لهذا يروون في كتبهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال عن كسرى : إن الله خلصه من عذاب النار, و النار محرمة عليه . انظر بحار الأنوار 14/41.

إنه الحقد الفارسي القديم على العرب. معروف منذ قدم التاريخ و مسجل لنا في حوارات النعمان ملك الحيرة مع كسرى. و إن لله تعالى قد كفانا كيد هؤلاء الذين يرفضون أن يأتي رسول الهدى من بين العرب بقوله:

أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا {53} أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا {54} فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا {55} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا {56} سورة النساء


•°• تاريخ الرافضة الأسود وتاريخ خياناتهم •°•


- خيانات الشيعة لآل البيت

1- خيانتهم لعلي بن أبي طالب:

فقد كان أكثر شيعة( 1 ) علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أهل العراق وعلى وجه الخصوص أهل الكوفة والبصرة، وعندما عزم علي على الخروج بهم إلى أهل الشام بعد القضاء على فتنة الخوارج خذلوه، وكانوا وعدوه بنصرته والخروج معه، ولكنهم تخاذلوا عنه وقالوا:

"يا أمير المؤمنين لقد نفدت نبالنا وكلَّت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا فارجع بنا فلنستعد بأحسن عدتنا... فأدرك علي أن عزائمهم هي التي كلت ووهنت وليس سيوفهم، فقد بدأوا يتسللون من معسكره عائدين إلى بيوتهم دون علمه حتى أصبح المعسكر خاليًا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير"


-------------------

( 1 ) لا نستطيع أن نقول إن شيعة علي في هذا الوقت كانوا كلهم غلاة، بل كان فيهم أفاضل أخيار، ولكن لا ننسى أنه كان بينهم السبأية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غالى في علي حتى ألهه وعكف على إشعال الثورة والفتنة، واتخذ من حبه لآل البيت النبوي ستارًا ينفذ منه لبث سمومه اليهودية لعنه الله.

-------------------


"وأدرك الإمام علي أن هؤلاء القوم لا يمكن أن تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق فقال لهم: ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس وما أنتم لي بثقة... وما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون.."

والعجيب أن شيعة علي من أهل العراق لم يتقاعسوا عن المسير معه لحرب الشام فقط، وإنما جبنوا وتثاقلوا عن الدفاع عن بلادهم، فقد هاجمت جيوش معاوية عين التمر وغيرها من أطراف العراق، فلم يذعنوا لأمر علي بالنهوض للدفاع عنها حتى قال لهم أمير المؤمنين علي:


"يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر( المنسر هو قطعة من الجيوش ) من مناسر أهل الشام انجحر كل امرئ منكم في بيته وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وجارها، المغرور من عررنمون ولمن فازكم فاز بالسهم الأخيب، لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون"

°

°

°

°•


2 - خيانتهم للحسن بن علي:

ولما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبويع ابنه الحسن رضي الله عنه بالخلافة لم يكن يؤمن بجدوى حرب معاوية وخصوصًا أن شيعته خذلوا أباه من قبل، ولكن عاد شيعتهم من أهل العراق يطالبون الحسن بالخروج لقتال معاوية وأهل الشام فأظهر الحسن حنكة كبيرة دلت على سعة أفقه، فهو لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليم الأمر له حقنًا لدماء المسلمين، لأنه يعرف خفة أهل العراق وتهورهم، فأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه، فوافقهم على المسير لحرب معاوية وعبأ جيشه وبعث قيس بن عبادة في مقدمته على رأس اثني عشر ألفا، وسار هو خلفه فلما وصلت تلك الأخبار إلى معاوية وتحرك هو أيضًا بجيشه ونزل مسكن، وبينما الحسن في المدائن إذ نادى منادي من أهل العراق أن قيسًا قد قتل، فسرت الفوضى في الجيش وعات إلى أهل العراق طبيعتهم في عدم الثبات، فاعتدوا على سرادق الحسن ونهبوا متاعه حتى أنهم نازعوه بساطًا كان تحته، وطعنوه وجرحوه.. وهنا فكر أحد شيعة العراق وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي في أمر خطير وهو أن يُوثق الحسن بن علي ويسلمه طمعًا في الغنى والشرف، فقد جاء عمه سعد بن مسعود الثقفي وكان وليًّا على المدائن من قبل علي، فقال له: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية، فقال له عمه: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله فأوثقه بئس الرجل أنت.

بل إن الحسن رضي الله عنه كان يقول: "أرى معاوية خيرًا لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وأخذوا مالي والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي في أهلي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني؛ فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلما، والله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير"


°

°

°

°•


3 - خيانتهم للحسين بن علي:


بعد وفاة معاوية رضي الله عنه سنة 60هـ توالت رسائل ورسل أهل العراق على الحسين بن علي تفيض حماسة وعطفًا وقالوا له: إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا وتحت إلحاحهم قرر الحسين إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الموقف فخرج مسلم في شوال سنة 60هـ.

وما أن علم بوصوله أهل العراق حتى جاءوه فأخذ منهم البيعة للحسين، فقيل بايعه اثني عشر ألفا، ثم أرسل إلى الحسين ببيعة أهل الكوفة وأن الأمر على ما يرام

وللأسف خدع الحسين رضي الله عنه بهم، وسار إليهم بعد أن حذره كثير من المقربين إليه من الخروج لما يعرفون من خيانة شيعة العراق، حتى قال له ابن عباس رضي الله عنه : "أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم، فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر، وعماله تجبى بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب والقتال، ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك، ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونون أشد الناس عليك.."


وبالفعل ظهر غدر شيعة أهل الكوفة برغم مراسلاتهم للحسين حتى قبل أن يصل إليهم فإن الوالي الأموي عبيد الله بن زياد لما علم بأمر مسلم بن عقيل، وما يأخذ من البيعة للحسين جاء فقتله وقتل مضيفه هانئ بن عروة المرادي، كل ذلك وشيعة الكوفة لم يتحرك لهم ساكن، بل تنكروا لوعودهم للحسين رضي الله عنه واشترى بن زياد زممهم بالأموال

فلما خرج الحسين رضي الله عنه وكان في أهله وقلة من أصحابه عددهم نحو سبعين رجلاً، وبعد مراسلات وعروض تدخل ابن زياد في إفسادها دار القتال فقتل الحسينt وقتل سائر أصحابه، وكان آخر كلامه قبل أن يسلم الروح: "اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"

ملاحظة: (كان الحسين – رحمه الله – قد عرض عرضًا جيدًا قال فيه: " إما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، وإما تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني بالحق فالحق باثغور" ، وهذا عين الحكمة من الحسين رضي الله عنه لحقن الدماء، ولكن الشيطان عبيد الله بن زياد رفض إلا أن يسلم الحسين نفسه أسيرًا، فرأى الحسين الموت عنده أهون من ذلك، فكان ما كان ولا حول ولا قوة إلا بالله .)


بل دعاؤه عليهم مشهور حيث قال قبل استشهاده: "اللهم إن متعتهم ففرقهم فرقًا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضي الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا"

أرأيت سوء صنيع القوم، وكيف كان غدرهم وخيانتهم حتى بآل البيت الذين زعموا حبهم واتخذوه ذريعة في عداءهم لكل من عادوا.

وهل بعد خيانتهم لآل البيت يستبعد خيانتهم للأمة عامة، فهم منذ اللحظات الأولى يجبنون عن الحرب ويبيعون ذممهم بالأموال، ويفكرون في الخيانة في مقابل الغنى والشرف، ولو كان الثمن هو تسليم واحد من أكابر آل البيت كما فكر المختار الثقفي أن يسلم الحسن بن علي للأمويين.

علمًا بأننا للإنصاف لا بد أن نقرر أن شيعة الصدر الأول في أيام علي والحسن والحسين – رضوان الله عليهم – كان من بينهم فضلاء أخيار كبعض نفر من الصحابة – رضوان الله عليهم – وهؤلاء نربأ بهم عن الخيانة، ومعاذ الله أن نصف أحدًا منهم بها، وإنما مواقف هؤلاء الفضلاء كانت قائمة على الاجتهاد أخطأوا أو أصابوا.

وتشيَّع أكثر الناس يومئذ يدور في فلك الحب لعلي رضي الله عنه وآل بيته بناء على مرويات سمعها الناس في الوصاة بحب هذه العترة الطاهرة، ولكن لم تكن هناك مبادئ مقررة للتشيع كالتقية والرجعة وغير ذلك.. اللهم إلا أن يكون عند نفر من الغلاة الذين ترأسهم عبد الله بن سبأ وقالوا بألوهية علي رضي الله عنه لكن بعد ذلك جدَّت أمور شكلت فكر الشيعة وجعلت تقفز به في الانحراف من ميدان إلى ميدان، وتدخلت عناصر مغرضة مجوسية ويهودية وغير ذلك وتسترت بالإسلام ثم بالتشيع، وجعلت تسعى لنقض عرى الإسلام عروة بعد عروة.


- خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهد هارون الرشيد

وهذه واحدة من خيانات الشيعة للدولة العباسية التي أحسنت إليهم كثيرًا حتى وصل بعضهم إلى أعلى المناصب فيها كالوزارة، وصدق القائل :

إن أنت أكرمت الكريم ملكته -------- وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

وخيانة علي بن يقطين نقلها رواة الشيعة أنفسهم، كالعالم الشيعي الملقب بصدر الحكماء ورئيس العلماء نعمة الله الجزائري في كتابه المعروف (الأنوار النعمانية 2/308 طبع تبريز إيران)، ومحسن المعلم في كتابه "النصب والنواصب ص622 ط دار الهادي – بيروت" ونصها:


"وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير هارون الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، وكان من خواص الشيعة، فأمر غلمانه وهدموا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبًا، فأرادوا الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم فكتب عليه السلام إلى جواب كتابه، بأنك لو كنت تقدمت إلى قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث إنك لم تتقدم إليَّ فَكَفِر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير منه"

وقد ذكروا هذه الرواية يستدلون بها على جواز قتل النواصب (أهل السنة) أرأيت إلى هذه الدية القيمة "تيس من المعزي، والتيس خير من الناصب"، وما كان ليكلفه دية إلا أنه قتلهم دون استصدار فتوى منه بقتلهم!!.



°

°

°

°•


5 - خليفة عباسي يتشيع وتثبت خيانته

الخلافة ليس كلمة هينة وإنما هي بمثابة صمام الأمان للأمة، وهي بمثابة الخيط الذي تنتظم فيه حبات العقد، فإذا قطع هذا الخيط انفرط عقد الأمة، وللأسف فإن بعض الخلفاء العباسيين كان قد يتحول من مذهب أهل السنة إلى مذاهب أخرى فمثلاً الخليفة المأمون الذي اعتنق مذهب المعتزلة بفعل الشيطان أحمد بن أبي دؤاد وزيره، وفعل ما فعل في امتحان الناس بمحنة خلق القرآن.
وتشيع الخليفة الناصر لدين الله بفعل بعض وزرائه الروافض قال عنه ابن كثير رحمه الله:
"الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله أبي المظفر يوسف بن المقتفي لأمر الله .. العباسي .. كان قبيح السيرة في رعيته ظالمًا لهم، فخرب في أيام العراق وتفرق أهله في البلاد، وكان يفعل الشيء وضده.. وكان اعتنق المذهب الشيعي.. ويقال كان بينه وبين التتر مراسلات حتى أطمعهم في البلاد، وهذه طامة كبرى يصغر عندها كل ذنب عظيم"


°

°

°

°•


6 - الدولة الفاطمية وخياناتها في محو السنة نشر التشيع


لقد بذلت الدولة الفاطمية جهودًا خبيثة في محو السنة ونشر التشيع، وكانت خطتها المتبعة أنه في حال غياب الدولة توزع الدعاة سرًا ليقوموا بالدعوة إلى مذهب الإسماعيلية الشيعي، وفي حالة أن تكون لهم دولة فإنهم يجعلون الدين الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي.

وعندما بدأ الفاطميون دعوتهم في بلاد المغرب، وجدوا أن التشيع كان منتشرًا هناك، لأن دولة الأدارسة التي أقامها إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 172هـ هي في الأصل دولة علوية شيعية، فمن ثم أصبحت بلاد المغرب صالحة للدعوة الإسماعيلية، فانتشر التشيع واعتنقه كثير من البربر، حتى إن أكثر وزراء الأغالبة (في تونس) كانوا على المذهب الشيعي، وكان من أبرز الدعاة للفاطميين في تلك البلاد رجل يقال له أبو عبد الله الشيعي من بلاد اليمن، له من ضروب الحيل ما لا يحصى

ولم يكتف أبو عبد الله الشيعي بنشر الدعوة للفاطميين في بلاد المغرب، بل أخذ يعمل على بسط نفوذهم في شمال إفريقية فوقعت في يده عدة مدن، وأعلن الفاطميون قيام دولتهم سنة 296هـ إثر انتصارهم على الأغالبة في موقعة الأربس.

ورأى الفاطميون بعد أن أمتد نفوذهم في بلاد المغرب، أن هذه البلاد لا تصلح لتكون مركزًا لدولتهم، ففضلاً عن ضعف مواردها كان يسودها الاضطراب من حين لآخر، لذلك اتجهت أنظارهم إلى مصر لوفرة ثرواتها وقربها من بلاد المشرق الأمر الذي يجعلها صالحة لإقامة دولة مستقلة تنافس العباسيين.

وقد وجه الفاطميون أكثر من حملة للاستيلاء على مصر بدءًا من 301- وحتى 350هـ وفي سنة 358هـ عهد الخليفة الفاطمي إلى جوهر الصقلي كتابًا بالأمان وفيه:
"... أن يظل المصريون على مذهبهم أي لا يلزمون بالتحول إلى المذهب الشيعي، وأن يجري الأذان والصلاة وصيام شهر رمضان وفطره والزكاة والحج والجهاد على ما ورد في كتاب الله ورسوله"

ولم يكن كتاب جوهر لأهل مصر إلى مجرد مهادنة، وعندما وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة في سنة 362هـ ركز اهتمامه في تحويل المصريين إلى المذهب الشيعي، واتبعت الخلافة الفاطمية في ذاك عدة طرق منها: إسناد المناصب العليا وخاصة القضاء إلى الشيعيين، واتخاذ المساجد الكبيرة مراكز للدعاية الفاطمية، كالجامع الأزهر وجامع عمرو ومسجد أحمد بن طولون ، كذلك أمعن الشيعة الفاطميون في إظهارهم شعائرهم المخالفة لشعائر أهل السنة، الآذان بحي على خير العمل، والاحتفال بيوم العاشر من المحرم الذي قتل فيه الحسين بكربلاء .

"وفي العاشر من المحرم سنة 363هـ سار جماعة من المصريين الشيعيين والمغاربة في موكبهم ينوحون ويبكون على الحسين، وصاروا يعتدون على كل من لم يشاركهم في مظاهر الأسى والحزن مما أدى إلى تعطيل حركة الأسواق وقيام القلائل " .

ولما آلت الخلافة إلى العزيز سنة 365هـ عني كأبيه المعز بنشر المذهب الشيعي وحتم على القضاة أن يصدروا أحكامهم وفق المذهب الشيعي كما قصر المناصب الهامة على الشيعيين، وأصبح لزامًا على الموظفين السنيين الذين تقلدوا بعض المناصب الصغيرة أن يسيروا طبقًا لأحكام المذهب الإسماعيلي، وإذا ما ثبت على أحدهم التقصير في مراعاتها عزل عن وظيفته، وكان ذلك مما دفع الكثيرين من الموظفين السنيين إلى اعتناق المذهب الفاطمي.

ولما قبض الحاكم بأمر الله زمام الأمور عمد إلى إصدار كثير من الأوامر والقوانين المبنية على التعصب الشديد للمذهب الفاطمي، فأمر في سنة 395هـ بنقش سب الصحابة على جدران المساجد وفي الأسواق والشوارع والدروب وصدرت الأوامر إلى العمال في البلاد المصرية بمراعاة ذلك .

ومن الأسماء الشيعية الشهيرة في العصر الفاطمي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر الذي كان يسمى بدر الجمالي، وكان مغاليًا في مذهب الشيعة فأظهر روح العداء والكراهة إزاء أهل السنة فجدد ما كان من أوامر بلعن الصحابة وإضافة عبارة حي على خير العمل للآذان – وغير ذلك.

وبرغم ما فعلت الخلافة الفاطمية من محاولات للقضاء على أهل السنة ومذهبهم إلا أن المذهب السني ظل محتفظًا بقوته رغم تحول بعض المصريين إلى المذهب الفاطمي.
ولم يؤثر أن الخلافة الفاطمية قامت بغزو أو عمليات عسكرية ضد الفرنجة لتوطيد أركان الإسلام، بل الثابت تاريخيًّا أنهم كانوا حربًا على أهل الإسلام سلمًا على أعدائه، فهم يضيقون الخناق على أهل السنة ويجيشون الجيوش لإرغامهم على التشيع، بينما هم مع الفرنجة سلم لهم، بل يستنجدون بهم على أهل السنة وغير ذلك.


الفاطميون يمالئون الفرنجة ويكتبون إليهم:

ومن خيانات الفاطميين وتواطؤهم مع الفرنجة ما ذكره المقريزي في الخطط والآثار من أن صلاح الدين الأيوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي – وكان قد ولاه لصغر سنه وضعفه كما ظن به – قوى نفوذه في مصر وأخذت سلطة العاضد في الضعف، حتى ثقلت وطأة صلاح الدين على أهل القصر الفاطمي، وتجلى استبداده بأمر الدولة وإضعاف الخلافة الفاطمية، حنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد، وقد أتفق رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر فإذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من أصحابه بالقاهرة، وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه.

وفعلاً جاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط في سنة 565هـ، وضيقوا على أهلها وقتلوا أمما كثيرة، جاءوا إليها من البر والبحر رجاء أن يملكوا الديار المصرية وخوفًا من استيلاء المسلمين على القدس، وأرسل إلى عمه نور الدين محمود بدمشق، يستنجده فأمده، وبعث صلاح الدين جيشًا بقيادة ابن أخيه وخاله شهاب الدين وأمدهما بالسلاح والذخائر، واضطروهم للبقاء في القاهرة خشية أن يقوم رجال القصر الفاطمي وجند السودان الناقمين بتدبير المؤامرات ضده.

وكان من فضل الله أن رد كيد الفرنجة والشيعة الفاطميين الذين كاتبوهم ففشلت هذه الحملة، وانصرف الفرنجة عن دمياط، وذلك لما تسرب إليهم من قلق من جراء ما عانوه في سبيل تموين قواتهم، وكما وقع الخلاف بين قوادهم على الخطة التي يتبعونها في مهاجمة المدينة، فضلاً عن ذلك بلغهم أن نور الدين محمود قد غزا بلادهم وهاجم حصن الكرك وغيره من نواحيهم وقتل خلقًا من رجالهم، وسبي كثيرًا من نسائهم وأطفالهم وغنم من أموالهم.

وهكذا دائمًا في كل خيانة يحدثونها يجعلون الأمة الإسلامية بين شقي الرحى، بين عدو خارجي وعدو داخلي، فاللهم انتقم من الخونة ولو كانوا من أهل السنة.


°

°

°

°•



ومن خيانات الفاطميين:


أنه لما ضعفت دولتهم في أيام العاضد وصارت الأمور إلى الوزراء، وتنافس شاور وضرغام، فكر شاور في أن يثبت ملكه ويقوي نفوذه، فاستعان بنور الدين محمود؛ فأعانه ولما خلا له الجو لم يف له بما وعد، بل أرسل إلى أملريك ملك الفرنجة في بيت المقدس يستمده، ويخوفه من نور الدين محمود إن ملك الديار المصرية، فسارع إلى إجابة طلبه، وأرسل له حملة أرغمت نور الدين على العودة بجيشه إلى الشام، ولكن سرعان ما عاود نور الدين المحاولة في عام 562هـ، فاستنجد شاور بالفرنجة مرة ثانية وكاتبهم، وجاءت جيوشهم خشية أن يستولي نور الدين على مصر ويضمها إلى بلاد الشام فيهدد مركزهم في بيت المقدس.
ولما وصلت عساكر الفرنجة إلى مصر انضمت جيوش شاور والمصريين إليها والتقت بجيوش نور الدين بمكان يعرف بالبابين (قرب إلمنيا) فكان النصر حليف عسكر نور الدين محمود، ثم سار بعدها إلى الإسكندرية، وكانت الجيوش الصليبية تحاصرها من البحر وجيوش شارو وفرنجة بيت المقدس من البر، ولم يكن لدى صلاح الدين – القائد من قبل نور الدين – من الجند ما يمكنه من رفع الحصار عنها، فاستنجد بأسد الدين شيركوه فسارع إلى نجدته، ولم يلبث الفرنجة وشيعة شاور إلى أن طلبوا الصلح من صلاح الدين فأجابهم إليه شريطة ألا يقيم الفرنجة في البلاد المصرية.
غير أن الفرنجة لم تغادر مصر عملاً بهذا الصلح بل عقدت مع شاور معاهدة كان من أهم شروطها كما يقول ابن واصل:

"أن يكون لهم بالقاهرة شحنة صليبية – أي حامية – وتكون أبوابها بيد فرسانهم ليمتنع نور الدين محمود عن إنفاذ عسكره إليهم. وكما اتفق الطرفان على أن يكون للصليبيين مائة ألف دينار سنويًّا من دخل مصر"

وما أن ذهب الفرنجة في هذا العام حتى عادوا مرة أخرى عام 564هـ.

قال ابن كثير فيها: طغت الفرنج بالديار المصرية وذلك أنهم جعلوا شاور شحنة لهم بها، وتحكموا في أموالها ومساكنها أفواجًا أفواجًا، ولم يبق شيء من أن يستحوذوا عليها ويخرجوا منها أهلها من المسلمين وقد سكنها أكثر شجعانهم فلما سمع الفرنج بذلك أتوا من كل فج وناحية في صحبة ملك عسقلان في جحافل هائلة، فأول ما أخذوا مدينة بلبيس وقتلوا من أهلها خلقًا وأسروا آخرين ونزلوا بها وتركوا أثقالهم موئلاً لهم، ثم تحركوا نحو القاهرة.. فأمر الوزير شاور رجاله بإشعال النار فيها على أن يخرج منها أهلها؛ فهلكت للناس أموال كثيرة، وأنفس، وشاعت الفوضى، واستمرت النيران أربعة وخمسين يومًا، عندئذ بعث العاضد الفاطمي إلى نور الدين بشعور نسائه يقول: أدركني واستنقذ نسائي من الفرنج، والتزم له بثلث خراج مصر، فشرع نور الدين في تجهيز الجيوش لتسييرها إلى مصر، فلما أحس شاور بوصول جيوش نور الدين، أرسل إلى ملك الفرنج يقول: قد عرفت محبتي ومودتي لكم، ولكن العاضد لا يوافقني على تسليم البلد، فاعتذر لهم وصالحهم على ألف ألف دينار وعجل لهم من ذلك ثمانمائة ألف ليرجعوا؛ فانتشروا راجعين خوفًا من عساكر نور الدين وطمعًا في العودة إليها مرة أخرى، وشرع شاور في مطالبة الناس بالذهب الذي صالح به الفرنج وتحصيله وضيق على الناس.

أفرأيت كل هذه المحن التي جلبتها خيانات الرافضة الخبيثة، تستدعي الفرنجة وتقيم لها حاميات، وتنهب أموال البلاد وخيراتها، وتفتك بأعراضها، وتحرق وتدمر وتخرب، وتشترط لنفسها جزء من دخل البلاد.
أليس هذا يشبه إلى حد كبير خياناتهم في العراق، في المرة الأخيرة، كاتبوا الأمريكيين، قاتلوا في صفوفهم، أقاموا قواعدهم، قووا مراكزهم، ونهبوا خيرات البلاد، فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم انتقم من الخونة ولو كانوا من أهل السنة.

°

°

°

°•


ومن خيانات الفاطميين:


ما حدث في سنة 562هـ لما أقبلت جحافل الفرنج إلى الديار المصرية وبلغ ذلك أسد الدين شيركوه فاستأذن الملك نور الدين محمود في الذهاب إليها – وكان كثير الحنق على الوزير شاور الفاطمي – فأذن له فسار ومعه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب..
ولما بلغ الوزير شاور قدوم أسد الدين والجيش معه بعث إلى الفرنج فجاؤا من كل فج إليه، وبلغ أسد الدين ذلك من شأنهم وأن معهم ألف فارس، فاستشار من معه من الأمراء فكلهم أشار عليه بالرجوع إلى نور الدين إلا أميرًا واحدًا يقال له شرف الدين برغش فإنه قال من خاف القتل والأسر فليقعد في بيته عند زوجته، ومن أكل أموال الناس فلا يسلم بلادهم على العدو، وقال مثل ذلك ابن أخيه صلاح الدين، فعزم الله لهم فساروا نحو الفرنج فاقتتلوا قتالاً عظيمًا، فقتلوا من الفرنج مقتلة عظيمة وهزموهم.. ولله الحمد


°

°

°

°•


التعاون مع الفرنجة لانتزاع الإسكندرية من يد صلاح الدين:


إن أسد الدين شيركوه لما كان قد أظفره الله بالفرنجة في الوقعة السابقة بمصر برغم خيانة الخونة، رأى أن يفتح الإسكندرية، ففتحها واستناب عليها ابن أخيه صلاح الدين، ثم توجه إلى الصعيد فملكه، وعندئذ اتفق الفاطميون مع الفرنجة على حصار الإسكندرية لانتزاعها من يد صلاح الدين في أثناء غياب أسد الدين شيركوه، فامتنع فيها صلاح الدين أشد الامتناع، ولكن ضاقت عليهم الأقوات والحال جدًّا فسار إليهم أسد الدين شيركوه فصالحه الوزير شاور عن الإسكندرية بخمسين ألف دينار، فأجابه إلى ذلك وخرج منها وسلمها للمصريين ثم عاد إلى الشام، وقرر شاور للفرنجة على مصر في كل سنة مائة ألف دينار وأن يكون لهم شحنة بالقاهرة .


°

°

°

°•


خيانة الطواشي مؤتمن الخلافة الفاطمية بمصر:


لما كانت الفرنجة قد طغت بالديار المصرية عندما جعل لهم الوزير الفاطمي شاور شحنة بالقاهرة، وتحكموا في البلاد والعباد، حتى استنجد الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين محمود أن ينقذه ونساءه من أيدي الفرنجة – وكان الفاطميون هم الدين مكنوا لهم – وكاتب شاور الفرنجة وصالحهم على مال جزيل، ثم جاءت جيوش نور الدين بقيادة أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين واستقر لهم ملك الديار المصرية.

وهنا قام الطواشي مؤتمن الخلافة الفاطمية بالكتابة من دار الخلافة بمصر إلى الفرنجة ليقدموا إلى الديار المصرية ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية ولكن حامل الكتاب لقيه في الطريق من أنكر حاله، فحمله إلى صلاح الدين فقرره، فأخرج الكتاب وانكشفت المؤامرة، فأمر بقتل الطواشي، فثار له خدم القصر من السودان، فكانوا نحو خمسين ألفا، وقاتلوا جيش صلاح الدين بين القصرين فهزمهم صلاح الدين وأخرجهم من القاهرة وقتل منهم خلقا .


°

°

°

°•
يتبع بإذن الله تعالى
انتظروني
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-14-2015, 01:36 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
Said03 بين المعز الفاطمي والإمام أبو بكر النابلسي

إن الشيعة برغم ما يتظاهر به بعض ولاتهم وحكامهم من الورع والصلاح وإنصاف المظلوم...
إلا أنهم في كثير من الأحيان ما تنكشف الحقائق عن مخادع كاذب لا يرقب في المؤمنين إلا ولا ذمة.
وأشد ما تكون هذه النكاية بالعلماء من أهل السنة.
قال ابن كثير – رحمه الله – في ترجمة المعز الفاطمي:
".. كان يدعي إنصاف المظلوم من الظالم، ويفتخر بنسبه وأن الله رحم الأمة بهم، وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرًا وباطنًا، كما قال القاضي الباقلاني: إن مذهبهم الكفر المحض، واعتقادهم الرفض، وكذلك أهل دولته ومن أطاعه ونصره ووالاه قبحهم الله وإياه.
وقد أحضر بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبوبكر النابلسي، فقال له المعز بلغني عنك أنك قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين – أي الفاطميين – بسهم؟
فقال النابلسي: ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله، فقال له كيف قلت؟ قال قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر، قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضرب في الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا، ثم أمر بسلخه - وهو حي – وفي اليوم الثالث، فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات. رحمه الله فكان يقال له الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من نابلس إلى اليوم"

فما أكرم الثبات على الحق، وما أجمل العيش على السنة والموت عليها ولو أن يسلخ الجلد عن اللحم، ونحن لا نعجب مما فعل هذا الرافضي الخبيث قبحه الله، فمجرد أن يكون اسم النابلسي أبوبكر فهذا كاف في إثارة حفيظة هذا الرافضي الخبيث، فهو يكره أبوبكر ومن يحب أبا بكر رضي الله عنه .


°

°

°

°•


تأملات وعبر وتقريرات حول نهاية الدولة الفاطمية:


إن من سنة الله في الخلق دفع الناس بعضهم ببعض، ولولا ذلك لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين.
فالدولة الفاطمية ملكت 280سنة وكسرا، ولكنهم صاروا كأمس الذاهب كأن لم يغنوا فيها، وكان أول من ملك منهم المهدي، وكان من سلمية حدادًا اسمه عبيد وكان يهوديًّا فدخل بلاد المغرب وتسمى بعبد الله وادعى أنه شريف علوي فاطمي، وقال عن نفسه إنه المهدي...
وآخر خلفائهم العاضد بن يوسف بن المستنصر بن الحاكم، قال عنه ابن كثير: " كانت سيرته مذمومة، وكان شيعيًّا خبيثًا، لو أمكنه قتل كل من قدر عليه من أهل السنة.." .

ولما توفي وزال ملك الفاطميين استبشر الناس وانشد العماد الكاتب:

توفي العاضد الدعي فما -- يفتح ذو بدعة بمصر فما
وعصر فرعونها انقضى وغدا -- يوسفها في الأمور متحكما
قد طفئت جمرة الغواة وقد داخ -- من الشرك كل ما اضطرما
وصار شمل الصلاح ملتئما -- بها وعقد السداد منتظما
لما غدا مشعر شار بني الـ -- عباس حقا والباطل اكتتما
وبات داعي التوحيد منتظرا -- ومن دعاة الشرك منتقما
وارتكس الجاهلون في ظلم -- لما أضاءت منابر العلما
وعاد بالمستضيء معتليا -- بناء حق بعد ما كان منهدما
أعيدت الدولة التي اضطهدت -- وانتصر الدين بعدما اهتضما
واهتز عطف الإسلام من جلل -- وافتر ثغر الإسلام وابتسما
واستبشرت أوجه الهدى فرحا -- فليقرع الكفر سنته ندما


"وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية، وتغلب الفرنج على سواحل الشام بأكمله، حتى أخذوا القدس ونابلس، وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وأنطاكية، وجميع ما والي ذلك إلى بلاد إياس وسيس واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين... وبلاد شتى، وقتلوا من المسلمين خلقًا وأمما لا يحصيهم إلا الله، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان مما لا يحد ولا يوصف وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها، وصارت دار إسلام، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف...

وحين زالت أيامهم – يعني الفاطميين – وانتقض إبرامهم أعاد الله عز وجل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته"

وهكذا كل خائن لا يؤسف على هلاكه، ولا يحزن لفواته، بل هلاكه راحة للعباد وزواله أمان للبلاد.
وقد صنف غير واحد من الأئمة القدامى في الطعن في نسب الفاطميين وأنهم أدعياء كذبة، لا ينتمون إلى آل البيت، ولا بأدنى صلة، وإنما كانوا ينسبون إلى عبيد وكان اسمه سعيدًا، وكان يهوديًّا حدادا بسلمية بالمغرب.
وقد أفرد أبو شامة المؤرخ صاحب الروضتين كتابًا سماه "كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر والكذب والمكر والكيد" وكتب الإمام الباقلاني كتابًا سماه "كشف الأسرار وهتك الأستار"، بين فيه فضائحهم وقبائحهم، ومما قاله الباقلاني عنهم: "هم قوم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض"

وما أحسن ما قاله بعض الشعراء يمدح بني أيوب على ما فعلوه من إزالة الحكم الفاطمي من مصر:


أبدتم من بلى دولة الكفر من -- بني عبيد بمصر إن هذا هو الفضل
زنادقة شيعة باطنية مجوس يسرون -- وما في الصالحين لهم أصل
كفرا يظهرون تشيعا -- ليستروا سابور عمهم الجهل



فلله الحمد والمنة أن تحولت الديار المصرية من ديار الشيعة إلى ديار السنة، وأسكن الله صلاح الدين ورجاله بما مهدوا للسنة أعلى درجات الجنة،

وحفظ الله مصر من الرفض الخبيث، وجعلها مهدًا للسنة والحديث، وأزال عنها كل غمة، وقيض من رجالها لدينه أعلى الرجال همة.



7 - خيانة القرامطة

القرامطة تدعي النسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، وكانت بداية ظهورهم في عام 278هـ، في عهد الخليفة العباسي المعتضد أحمد بن الموفق طلحة .

وقد ملك القرامطة الإحساء والبحرين وعمان وبلاد الشام وحاولوا ملك مصر ففشلوا، واستمرت دولتهم حتى سنة 466هـ حيث قضى عليها عبيد الله بن علي محمد عبد القيسي بمساعدة ملك شاه السلجوقي .
وأخذت القرامطة تناوئ الدولة العباسية وتحاول الفتك بها، وخاضت ضدها حروبًا كثيرة، تارة وسعت بالخيانة، وتارة أخرى أحاطوا بالخلفاء العباسيين الذين كانوا قد بلغوا من الضعف مبلغًا، حتى لم تكن لهم سلطة فعلية، وتجرأت القرامطة على أشرف البقاع؛ الحرم المكي، وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة، وأخذوه إلى بلادهم، وأضعفوا الخلفاء، حتى إنه في خلافة الراضي بالله محمد ابن المقتدر العباسي استولى الروم على عامة الثغور، وقدمت عساكر المعز لدين الله أبي تميم الفاطمي إلى مصر، وانقطعت الدعوة العباسية من مصر والشام .

°

°

°

°•

ومن خيانات القرامطة:


ما فعلوه في سنة 294هـ، من تعرضهم للحجاج أثناء رجوعهم من مكة بعد أداء المناسك فلقوا القافلة الأولى فقاتلوهم قتالاً شديدًا، فلما رأى القرامطة شدة القافلة في القتال، قال: هل فيكم نائب السلطان؟ فقالوا: ما معنا أحد، فقالوا: فلسنا نريدكم، فاطمأنوا وساروا فلما ساروا، أوقعوا بهم وقتلوهم عن آخرهم.
وتعقبوا قوافل الحجيج قافلة قافلة يعملون فيهم السيف، فقتلوهم عن آخرهم، وجمعوا القتلى كالتل، وأرسلوا خلف الفارين من الحجيج من يبذل لهم الأمان فعندما رجعوا قتلوهم عن آخرهم، وكان نساء القرامطة يطفن بين القتلى يعرضن عليهم الماء، فمن كلمهن قتلنه، فقيل إن عدد القتلى بلغ في هذه الحادثة عشرين ألفا، وهم في كل ذلك يغورون الآبار، ويفسدون ماءها بالجيف والتراب والحجارة، وبلغ من ما نهبوه من الحجيج ألفي ألفي دينار .


°

°

°

°•


خيانة أخرى للقرامطة:

وفي سنة 312هـ سار أبو طاهر الشيعي القرمطي في عسكر عظيم ليلقى الحجيج في رجوعهم من مكة، فأوقع بقافلة تقدمت معظم الحجاج، وكان فيها خلق كثير من أهل بغداد، فنهبهم، واتصل الخبر إلى باقي الحجيج، ولكن دونما فائدة فقد باغتهم القرامطة أيضًا، فأوقعوا بهم وأخذوا دوابهم، وما أرادوا من الأمتعة والأموال والنساء والصبيان، وقتلوا من قتلوا وترك الباقون في أماكنهم منهكين فمات أكثرهم جوعًا وعطشا من حر الشمس، وانقلبت بغداد واجتمع حرم المنكوبين إلى حرم المأخذوين، وجعلنا ينادين القرمطي الصغير أبو طاهر قتل المسلمين في طريق مكة، والقرمطي الكبير ابن الفرات قتل المسلمين ببغداد، وكانت صورة فظيعة شنيعة وكسر العامة منابر الجوامع وسودوا المحاريب يوم الجمعة، وجاء بن الفرات الوزير الرافضي القرمطي إلى المقتدر الخليفة العباسي ليأخذ رأيه فيما يفعله، فانبسط لسان المقتدر على ابن الفرات، وقال له: الساعة تقول لي أي شيء نصنع، وما هو الرأي؟ بعد أن زعزعت أركان الدولة وعرضتها للزوال بالميل مع كل عدو يظهر ومكاتبته ومهادنته وإبعادك رجالي إلى الرقة وهم سيوف الدولة، فمن يدفع الآن؟ ومن الذي سلم الناس إلى القرمطي غيرك، لما يجمع بينكما من التشيع والرفض، ولما توجه الخليفة المقتدر إلى الكوفة ليلقى القرامطة قام المحسن ابن الوزير ابن الفرات الشيعي بقتل كل من كان محبوسًا عنده من المصادرين لأنه كان قد أخذ منهم أموالاً، ولما يوصلها إلى المقتدر، فخاف أن يقروا عليه.

وهكذا ترى الخيانة الرافضية الخبيثة، مع ضيوف الله وحجاج بيته الحرام، قتل وسلب ونهب واغتصاب، تجويع وتعطيش، ومثل هذا خيانة الإيرانيين في إحداث بعض التفجيرات في الحرم المكي أثناء أداء المناسك في عام.
وما هذا إلا لأن القوم لا يرون لمكة حرمة، ولا لكعبتها، وإنما عندهم أن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة والمشهد الحسيني أفضل من الكعبة.

وإليك بعض أقوالهم من كتبهم في هذا:

سئل آياتهم العظمى محمد الحسيني الشيرازي في كتابه الفقه والعقائد ص 370 توزيع مكتبة جنان القدير – الكويت:
" يقال إن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة، والسجدة على التربة الحسينية أفضل من السجدة على أرض الحرم فهل هذا صحيح؟
فأجاب الشيرازي: نعم.

وهذا أيضًا آياتهم وعلامتهم السيد العباسي الحسيني الكاشاني يعنون في كتابه مصابيح الجنان ص 360ط رقم 59 دار الفقه ، إيران عنوانًا باسم: "أفضيلة كربلاء على سائر البقاع"، فقال: وأما أفضلية كربلاء على سائر البقاع حتى الكعبة فلا شك في أن أرض كربلاء أقدس بقعة في الإسلام، وقد أعطيت حسب النصوص الواردة أكثر مما أعطيت أي أرض أو بقعة أخرى من المزية والشرف فكانت أرض الله المقدسة المباركة، وأرض الله الخاضعة المتواضعة وأرض الله التي في تربتها الشفاء، فإن هذه المزايا وأمثالها التي اجتمعت لكربلاء لم تجتمع لأي بقعة من بقاع الأرض حتى الكعبة .

كما أنهم يرون الذين يحجون البيت الحرام لا حرمة لهم لأنهم يفضلون زيارة قبر الحسين ويرونها تعدل حجة:

ففي كتاب كامل الزيارات لأبي القاسم جعفر ابن محمد الشيعي ط دار السرور – بيروت 1997 عقد أبوابًا كاملة بخصوص هذه المسألة:
الباب (63): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل عمرة.
الباب (64): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجة.
الباب (65): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجة وعمرة.
الباب (60): إن زيارة الحسين والأئمة تعدل زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
الباب (59): من زار الحسين عليه السلام كمن زار الله في عرشه .

°

°

°

°•

جولة سريعة في التاريخ مع خيانات الشيعة القرامطة:


سنقلب سريعًا في سجلات التاريخ من كتابي البداية والنهاية، والكامل في التاريخ، نشير إشارات إلى خيانات القرامطة وعياثهم بالفساد في الأرض وتعقب أهل السنة والخروج على دولتهم ممثلة في الخلافة العباسية.
"وفيها – 311هـ - قصد أبو طاهر القرمطي البصرة فوصلها ليلاً في ألف وسبعمائة رجل فوضع السيف في أهل البصرة وهرب الناس إلى الكلأ وحاربوا القرامطة عشرة أيام فظفر بهم القرامطة وقتلوا خلقًا كثيرًا، وطرح الناس أنفسهم في الماء فغرق أكثرهم وأقام أبو طاهر سبعة عشر يومًا يحمل من البصرة ما يقدر عليه من المال والأمتعة والنساء والصبيان ثم انصرف"

"وفي سنة 312هـ دخل أبو طاهر القرمطي الكوفة.. فخرج إليه واليها جعفر بن ورقاء الشيباني فقاتله واجتمع له أمداد من هنا وهناك، ولكن ظفر بهم القرامطة، وتبعوهم إلى باب الكوفة فانهزم عسكر الخليفة، وأقام أبو طاهر ستة أيام يدخل البلد نهارًا ثم يخرج فيبيت في عسكره، وحمل منها ما قدر على حمله من الأموال والثياب وغير ذلك"

"وفي سنة 315هـ خرج القرامطة نحو الكوفة أيضًا وكانوا ألفًا وخمسمائة، وقيل كانوا ألفين وسبعمائة، وسيَّر لهم الخليفة العباسي جيشًا كثيفًا نحو سنة آلاف سوى الغلمان، ودارت بينهم وقائع في واسط والأنبار.. وكانت سجالاً وقتل فيها من عسكر الخليفة عدد كثير وانهزموا..

وأصاب الناس الزعر من القرامطة فخرج ناس بأموالهم من بغداد لما سمعوا بتوجه القرامطة إليها"

" وفي سنة 316هـ عاث أبو طاهر القرمطي في الأرض فسادا، فدخل الرحبة وقتل من أهلها خلقًا، وطلب منه أهل قرقيسيا الأمان، فأمنهم وبعث سرياه إلى ما حولها من الأعراب فقتل منهم خلقًا حتى صار الناس إذا سمعوا بذكره يهربون من سماع اسمه، وفرض على العراب إتاوة يحملونها إلى هجر – مقر القرامطة – كل سنة؛ عن كل رأس دينارين وعاث في نواحي الموصل فسادًا وفي سنجار ونواحيها، وخرب تلك الديار وقتل وسلب ونهب.. ولما رأى الوزير علي بن عيسى ما يفعله القرامطة في بلاد الإسلام وليس له دافع استعفى من الوزارة لضعف الخليفة وجيشه وعزل نفسه.."

" وفي سنة 317هـ خرج القرامطة إلى مكة في يوم التروية فقاتلوا الحجيج في رحاب مكة وشعابها، وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تصرع حوله والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية،

الذي هو من أشرف الأيام.. وكان الحجيج يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم متعلقون بها.. ولما قضى القرمطي اللعين أبو طاهر أمره وفعل ما فعل بالحجيج؛ أمر بردم بئر زمزم بإلقاء القتلى فيها وهدم قبتها، وأمر بخلع الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه.. ثم أمر رجلاً من رجاله بأن يقلع الحجر الأسود، فجاء رجل فضربه بمثقل كان في يده وقال أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟

ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة، حتى ردوه في سنة 339هـ فإنا لله وإنا إليه راجعون"

بعد هذه الجولة السريعة في فترة زمنية لا تتجاوز الست سنوات بحثًا عن خيانات الشيعة القرامطة:
أرأيت كيف كانت خيانتهم وإفسادهم في الأرض في ديار المسلمين؟
أرأيت كيف كان ذكرهم يثير الزعر والهلع في قلوب الناس؟
أرأيت كيف كانت فعالهم في حجاج بيت الله الحرام.. فعالاً ما فعلها أهل الجاهلية الأولى، الذين كان الرجل منهم إذا رأى قاتل أبيه في الحرم ما اجترئ على أن يسل سيفه في غمده، فضلاً عن أن يقتل ما تعلق بأستار الكعبة ولاذ بالبيت.
إنها فعالاً ما تمكن من مثلها أبرهة النصراني، وما قبلت الحيوانات الأعجمية – الفيلة – أن ترتكبها، فكلما وجهت نحو البيت المشرف لتناله بسوء أعرضت ونأت، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن أجل أن تعرف خطر خيانة الشيعة أذكر لك حادثًا جللا عظيمًا يبين لك أن الشيعة لا يجاهدون الكفار بل نكايتهم في أهل السنة، يقاتلونهم ويمالؤن عليهم، ويترتب على هذا اجتراء أعداء الملة على أهل الإسلام ودياره ذلك الحدث هو:
" أنه في نفس العام الذي أفسد فيه القرامطة وقاموا بالخروج على الخلافة العباسية سنة 315هـ، والذي ذكرناه آنفًا حدث أن جاءت الروم إلى ديار المسلمين، ودخلوا بلدة يقال لها سميساط وقاتلوا أهلها وغنموا جميع ما فيها، وضربوا بالناقوس في الجوامع أوقات الصلاة"

فهل هؤلاء القوم يتصلون من قريب أو بعيد بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟

إنهم والله كفار زنادقة، تستروا بالإسلام ورفعوا دعاية حب آل البيت، وفعلوا بالإسلام والمسلمين ما فعلوا.

يتبع إن شاء الله تعالى
انتظروني
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-14-2015, 01:39 PM
اميرة عبد الدايم اميرة عبد الدايم غير متواجد حالياً
خبير
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 18,882
Said03 8 - خيانات البويهيين

والبويهيون ينتسبون إلى رجل من الديلم يقال له بويه، وكنيته أبو شجاع، كان له أولاد ثلاثة "أبو الحسن علي ولقب عماد الدولة" و "أبو علي الحسن ولقب بركن الدولة" و "أبو الحسين أحمد ولقب بمعز الدولة" وكان الثلاثة قوادًا في جيش ابن كالي صاحب إقليم الديلم في هذا الوقت عندما خرج على الخلافة العباسية؛ فاستولى على عدة أقاليم كأصبهان، وأرَّجان وشيراز.. وغيرها فعظم شأن بني بويه حتى صارت لهم أمور الديلم وما والاه من الأقاليم، وكان خليفة الوقت الراضي بالله محمد بن المقتدر العباسي له وزير شيعي يسمى أبو علي محمد بن علي بن مقلة، أخذ يخطط ويدبر لإزالة الخليفة العباسي والتمكين لبني بويه المتشيعين، فأخذ يكتب للبويهيين يطمعهم في بغداد دار الخلافة، ويصف لهم الحال الذي عليه الخليفة من الضعف، حتى قدم معز الدولة بن بويه إلى بغداد واستولى عليها سنة 334هـ، ويومها قال الوزير أبو علي محمد بن علي بن مقلة " إنني أزلت دولة بين العباس وأسلمتها إلى الديلم لأني كاتبت الديلم وقت إنفاذي إلى أصبهان، وأطمعتهم في سرير الملك ببغداد، فإني اجتنيت ثمرة ذلك في حياتي" ..


وكان لما ملك معز الدولة بغداد خلع الخليفة، ونهب الديلم دار الخلافة حتى لم يبق شيء، وأقام الفضل بن المقتدر العباسي خليفة، ولم يجعل له أمرًا ولا نهيًا ولا رأيا، ولا مكنه من إقامة وزير، بل صارت الوزارة إليه – أي لمعز الدولة بن بويه- يستوزر لنفسه وشنع على بني العباس بأنهم غصبوا الخلافة وأخذوها من مستحقيها وأراد معز الدولة إبطال دعوة بني العباس وإقامة دعوة المعز لدين الله الفاطمي.. وبعث نوابه فتسلموا العراق ولم يبق بيد الخليفة منه شيء البتة إلا ما أقطعه مما لا يقوم ببعض حاجته .

وفي سنة 352هـ أمر البويهيون بإغلاق الأسواق في اليوم العاشر من المحرم، وعطلوا البيع ونصبوا القباب في الأسواق، وعلقت عليها المسوح وخرج النساء منتشرات الشعور يلطمن في الأسواق، وأقيمت النائحة على الحسين بن عليّ، وتكرر ذلك طيلة حكم الديالمة ببغداد، والتي استمرت نحو مائة وثلاث سنين، وأصبحت هذه الفعلة تقليدًا دينيًا عند الجعفرية الإمامية الاثنى عشرية، ولم يمكن لأهل السنة منع ذلك لكثرة الشيعة وظهورهم وكون السلطان معهم، وكذلك ابتدع معز الدولة بن بويه الاحتفال بعيد يقال له عيد الغدير، فأمر في العاشر من ذي الحجة بإظهار الزينة في بغداد، وأن تفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد وأن تضرب الدبابات والبوقات وأن تشعل النيران في أبواب الأمراء وعند الشرط.. فكان وقتًا عجيبًا مشهودًا، وبدعة شنيعة ظاهرة ومنكرة .

وفي هذه الآونة التي كان يلهو فيها الشيعة البويهيون ويلعبون ويضعفون سلطان السُّنة كان الروم ينتهكون حرم الديار الإسلامية، قال ابن كثير – رحمه الله – وهو يتحدث عن أحد ملوك الروم في هذا العصر الذي فشت خيانات البويهيين فيه، واسمه نقفور، وجعل يصف الحال المزري الذي وصلت إليه الديار الإسلامية من الذلة والمهانة قال:

"كان هذا الملعون – أن نقفور الرومي – من أغلظ الملوك قلبًا وأشدهم كفرُا، وأقواهم بأسًا، وأحدَّهم شوكة، وأكثرهم قتلاً وقتالاً للمسلمين في زمانه، استحوذ في أيامه لعنه الله على كثير من السواحل، وأكثرها انتزعها من أيدي المسلمين قسرًا، واستمرت في يده قهرًا، وأضيفت إلى مملكة الروم قدرًا، وذلك لتقصير أهل ذلك الزمان، وظهور البدعة الشنيعة فيهم، وكثرة العصيان من الخاص والعام منهم، وفشوا البدع فيهم وكثرة الرفض والتشيع منهم، وقهر أهل السنة بينهم، فلهذا أديل عليهم أعداء الإسلام فانتزعوا ما بأيديهم من البلاد مع الخوف الشديد، ونكد العيش والفرار من بلاد إلى بلاد فلا يبيتون ليلة إلى في خوف من قوارع الأعداء، وطوارق الشرور المترادفة، فالله المستعان.


وقد ورد – نقفور – هذا حلب في مائتي ألف مقاتل بغتة في سنة 351هـ وجال فيها جولة ففر من بين يديه صاحبها سيف الدولة، ففتحها اللعين عنوة، وقتل من أهلها من الرجال والنساء ما لا يعلمه إلا الله.."
وبالغ في الاجتهاد في قتال الإسلام وأهله، وجد في التشمير. فالحكم لله العلي الكبير، وقد كان - لعنه الله - لا يدخل في بلد إلا قتل المقاتلة وبقية الرجال وسبي النساء والأطفال، وجعل جامعها اصطبلاً لخيوله وكسر منبرها، واستنكث مأذنتها بخيله ورجله وطبوله..

وكان هذا اللعين – أعني نقفور – قد أرسل قصيدة إلى الخليفة العباسي المطيع لله، نظمها له بعض كتابه مما كان خذله الله وأذله وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة وصرفه عن الإسلام وأصله، يفتخر فيها هذا اللعين، ويتعرض لسب الإسلام والمسلمين، ويتوعد فيها أهل حوزة الإسلام بأنه سيملكها كلها حتى الحرمين الشريفين عما قريب من الأعوام.. ويزعم أن ينتصر لدين المسيح عليه السلام، ويعرض فيها بجناب الرسول عليه من ربه التحية والإكرام ودوام الصلاة مدى الأيام"

" وفي سنة 353هـ عملت الرافضة عزاء الحسين كما تقدم فاقتتل الروافض وأهل السنة قتالاً شديدًا وانتهبت الأموال .. في نفس العام جاء ملك الروم نقفور إلى طرطوس وأذنة والمصيصة وقتل من أهلها نحو خمسة عشر ألفا وعاث فيها الفساد"

"وفي سنة 354هـ في عاشر المحرم منها عملت الشيعة مأتمهم وبدعتهم وغلقت الأسواق وخرجت النساء نائحات سافرات – كما تقدم – واقتتلوا مع أهل السنة قتالاً شديدًا .. وفي شهر رجب منها جاء ملك الروم بجيش كثيف إلى المصيصة فأخذها قسرًا وقتل من أهلها خلقًا، واستاق بقيتهم معه أسارى وكانوا قريبًا من مائتي ألف إنسان، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم جاء إلى طرسوس، فسأل أهلها منه الأمان فأمنهم بالجلاء عنها والانتقال منها واتخذ مسجدها الأعظم اصطبلا لخيوله وحرق المنبر ونقل قناديله إلى كنائس بلده، وتنصر بعض أهلها معه لعنه الله.."

" وفي عاشر المحرم من سنة 361هـ عملت الروافض بدعتهم، وفي المحرم منها – أي نفس الشهر – أغارت الروم على الجزيرة وديار بكر فقتلوا خلقًا من أهل الرها، وصاروا في البلاد كذلك يقتلون ويأسرون ويغنمون إلى أن وصلوا نصيبين ففعلوا ذلك ولم يغني عن تلك النواحي متوليها شيئًا، ولا دافع عنهم، ولا له قوة، فعند ذلك ذهب أهل الجزيرة إلى بغداد وأرادوا أن يدخلوا على الخليفة المطيع لله وغيره يستنصرونه ويستصرخونه، فرثى لهم أهل بغداد، وجاءوا معهم إلى الخليفة فلم يمكنهم ذلك، وكان بختيار بن معز الدولة البويهي – الشيعي الرافضي – مشغولاً بالصيد فذهبت الرسل إليه فبعث الحاجب يستنفر الناس، فتجهز خلق من العامة.. ولكن وقعت بينهم فتنة شديدة بين الروافض وأهل السنة، وأحرق أهل السنة دور الروافض في الكرخ وقالوا:

الشر كله منكم.. وأرسل بختيار البوهي إلى الخليفة يطلب منه أموالاً يستعين بها على هذا الغزوة فبعث إليه يقول: لو كان الخراج يجيء إلي لدفعت منه ما يحتاج المسلمون إليه – وذلك أن الخليفة كان في غاية الضعف – ولكن أن تصرف منه في وجوه ليس بالمسلمين إليها ضرورة، وأما أنا فليس عندي شيء أرسله إليك، فترددت الرسل بينهما وأغلظ بختيار للخليفة في الكلام وتهدده، فاحتاج الخليفة أن يحصل شيئًا فباع بعض ثياب بدنه وشيئًا من أثاث بيته ونقض بعض سقوف داره، وحصل له أربعمائة درهم فصرفها بختيار في مصالح نفسه وأبطل تلك الغزوة، فنقم الناس للخليفة، وساءهم ما فعل به ابن بويه الرافضي من أخذه مال الخليفة، وتركه الجهاد، فلا جزاه الله خيرًا.."




9 - خيانات الوزير مؤيد الدين أبا طالب محمد بن أحمد العلقمي الشيعي في دخول التتار بغداد


قال ابن كثير رحمه الله تعالى – في أحداث سنة 642هـ:
"وفيها استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي المشئوم على نفسه وعلى أهل بغداد الذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة؛ فإنه هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو قبحه الله وإياهم.

وقال ابن كثير أيضًا في أحداث 656هـ والتي جاء فيها الطوفان التتاري إلى بغداد دار الخلافة العباسية:
"استهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار هولاكو خان وجاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه، وكل ذلك خوفًا على نفسه من التتار، ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى.. وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب..

وكان قدوم هولاكو خان بجنوده كلها، وكانوا نحو مائتي ألف مقاتل.. وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب.. أن هولاكو خان لما كان أول بروزه من همدان متوجهًا إلى العراق أشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سَنِيَة ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم، فخذل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير أيبك، وقالوا: إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليه من الأموال، وأشاروا بأن يبعث بشيء يسير فأرسل شيئًا من الهدايا فاحتقرها هولاكو خان، وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دويداره المذكور وسليمان شاه، فلم يبعثهما إليه، ولا بالا به حتى أزف قدومه ووصل بغداد بجنوده الكثير الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة، ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية الضعف ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم بقية الجيش، فكلهم كانوا قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله، وذلك كله من آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة، حتى نهبت دور قرابات الوزير، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار – أي ابن العلقمي – فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع به السلطان هولاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسًا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت، وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة، فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هو ما رأى من الإهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد في صحبته خوجة نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئًا كثيرًا من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفسية، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة.


فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله، ويقال: إن الذي أشار بقتله هو الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي، وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته لما فتح قلاع الألموت وانتزعها من أيدي الإسماعيلية، وكان النصير وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك، فقتلوه رفسًا وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه..

فباؤا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده.. ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ، والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقني الوسخ وكمنوا كذلك أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة.. وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم، وعادت بغداد بعدما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش، وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبًا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر والأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبقى سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وطمعهم في البلاد وسهل عليهم ذلك وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعًا منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة، وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتين والله غالب على أمره"

وكان الوزير ابن العلقمي الرافضي الخائن شديد الحنق على العلماء من أهل السنة، حتى أنه كان يتشفى بقتلهم، ومن أبرزهم في ذلك الوقت الشيخ محي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي وهو وأولاده الثلاثة "عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم" وأكابر الدولة واحدًا واحدًا، وكان الرجل يستدعي به من دار الخلافة فيذهب به إلى مقبرة الغلال فيذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه، وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي بن النيار، وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم وعَلَمهم بها وعليها.


تقديرات ضحايا هذه الخيانة الشيعية:


قال ابن كثير رحمه الله: " وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الواقعة، فقيل ثمانمائة ألف وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فإنا لله وإنا إليه راجعون"

"القتلى في الطرقات كأنها التلال، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو، وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون"

بعد عرض تفاصيل هذه الخيانة الرافضية أحب أن أقرر أمرين:

الأول: لا نستطيع أن نقول إلا أن حال الخليفة العباسي في ذلك الوقت كان في غاية السوء، وفساد الرأي والتدبير، قال ابن كثير رحمه الله : "ولم تكن أيدي بني العباس حاكمة على جميع البلاد، وكما كانت بنو أمية قاهرة لجميع البلاد والأقطار والأمصار، فإنه خرج عن بني العباس.. دول حتى لم يبق مع الخليفة إلا بغداد وبعض بلاد العراق، وذلك لضعف خلافتهم واشتغالهم بالشهوات وجمع الأموال في أكثر الأوقات"

الثاني: العجب كل العجب من أمر هذا الوزير الرافضي كيف فعل ما فعل برغم تسامح الخليفة السني العباسي من استوزاره له في حين أن الشيعة متى صارت لهم دولة فإنهم لا يمكنون أهل السنة من الوصول إلى أي مناصب قيادية وهذا أمر مضطرد حتى الآن عندهم؛ ففي إيران المعاصرة يحكي الأستاذ ناصر الدين الهاشمي في بيان موقف أهل السنة في إيران، وهو يبين الأمور التي يمنع منها السنة هناك مثل بناء المساجد في المدن الكبيرة، ومنع طبع كتبهم، والإفتاء لهم بمذهبهم.

قال: "وأهل السنة ممنوعون من العمل في الإدارات الحكومية حيث لا يوظف منهم ولو من حملة شهادات الدكتوراه، لا بالوظائف المهمة ولا غير المهمة، ناهيك عن القلة القليلة الباقية من النظام السابق في الإدارات الحكومية وذلك بعد تطهير واسع بعد الثورة"

°

°

°

°•



كلام حول الدافع في خيانة ابن العلقمي:


قال ابن كثير رحمه الله في أحداث 655هـ: " وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة، فنهبت الكرخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير ابن العلقمي وكان ذلك من أقوى الأسباب في ممالأته للتتار"

وقد يكون هذا بعض الدافع، ولكن الحقيقي لخيانة هذا الرافضي الخبيث هو ما يكنه من عقائد، وقد بينا في البداية أنهم لا يرون إقامة الجهاد إلا بحضور المهدي "وهو إمامهم الثاني عشر" روي الكليني صاحب الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

"كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل" وذكر هذه الرواية أيضًا شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة.

وفي الصحيفة السجادية الكاملة: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلمًا أو ينعش حقًا إلا اصطلته البلية، وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشبعتنا".

وروى محدثهم النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل: " عن أبي جرف عليه السلام قال: مثل من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان"

فهل كان يرجى من هؤلاء أن يعلنوا الجهاد ضد التتار أو غيرهم وهم يروننا كفارًا، ومهديهم لم يخرج؟

°
يتبع ان شاء الله تعالى
انتظروني
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 AM.