أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .
#1
|
|||
|
|||
لايسخر أحد الزوجين من هوايات الأخر
الحمد لله والصﻼة والسﻼم على رسول الله ، ثم أما بعد :-
ﻻشك أن كل إنسان له طريقة في تسلية نفسه ، وفي قضاء أوقات فراغه واستراحته .. فهناك من يهوى الشعر .. وهناك من يهوى الرياضة .. وآخر من يهوى القراءة .. الخ . وللناس فيما يعشقون مذاهب .. ومن حكمة الله سبحانه وتعالى هذا التنوع واﻻختﻼف ، حتى يثري الجميع الحياة ، ويعمروا الكون .. وفي يوم كنت أتصفح في كتاب بعنوان ( أخطاء شائعة تقع فيها الزوجات وطرق عﻼجها ) للكاتب المبدع اﻷستاذ : عادل فتحي عبد الله .. فاستوقفتني فقرة تحمل عنوان ( السخرية من هوايات الزوج ) قرأتها فوجدتها فقرة ممتازة ، لكن المؤلف أهمل ذكرها في كتابه اﻵخر ، و الذي يحمل عنوان ( أخطاء شائعة يقع فيها اﻷزواج وطرق عﻼجها ) ، ولو أنصفنا فإن للزوجة أيضاً حق في ممارسة هواياتها الخاصة بشرط أن ﻻ تكون على حساب الزوج والبيت واﻷوﻻد .. وبعد اﻻستعانة بالله قمت بإعادة صياغة ما كتبه اﻷستاذ بأسلوبي الخاص ، مع إضافات أخرى تناسب كﻼ الجانبين ( الزوج والزوجة ) والله الموفق .. قلت : ومن اﻷخطاء الجسيمة والغير ملتفت إليها ؛ أن يسخر أي إنسان من آخر ، فقط ﻷنه يعمل عمﻼً ﻻ يروق له .. أو يمارس هواية ﻻ تستهويه أو ﻻ يحبذها أو يستهين بها .. وهذه السخرية مما يبعث على الكراهية ﻷي شخص ، فما بالك بالزوجين اللذين يسخر كل منهما من هوايات اﻵخر أو اهتماماته ؟! مهما تكن هذه اﻻهتمامات تافهة بالنسبة لﻶخر .. فﻼ ينبغي ﻷحدهما أن يتحدث عنها لﻶخر بطريقة تضايقه ، هذا إن أرادا أن يكسب كل منهما قلب صاحبه .. يقول صاحب كتاب ( كيف تكسب اﻷصدقاء ) : أول ما ينبغي أن تتعلمه في فن معاملة الناس ، هو أﻻ تعترض الطريق التي يستمدون منها السعادة . وﻻشك أن الحياة اليوم متشعبة ومعقدة بدرجة كبيرة ، والرجل بخﻼف المرأة .. يعمل ويكد ويجتهد ، ويذهب هنا وهناك ، ويكون مثقﻼً بالهموم والمشاكل .. والمرأة أيضاً بخﻼف الرجل .. تعمل وتجتهد في المنزل .. تنظف البيت وتطبخ الطعام و تعتني باﻷوﻻد وتقوم بالكثير من اﻷعباء المنزلية .. فتكون مثقﻼً متعبة وجهدة أيضاً .. وحين يخلو كل منهما بنفسه .. ويحب أن يمارس الشيء الذي يسعدة من الهوايات ( قراءة .. رياضة .. رسم .. سماع اﻷشرطة النافعة .. الخ ) وطالما أن هذا الشيء في حدود ما أحل الله .. ودون أن يكون على حساب اﻵخرين .. فيجب أن يترك كل منهما اﻵخر لحاله – هذا إن كانت الهوايات مختلفة ، أما إن كانت الهوايات مشتركة ، وهذا غالباً ما يحدث بعد الزواج ؛ ﻷن الزوجة بطبيعة الحال تحرص على أن تسعد زوجها فتحاول أن تتأقلم مع اهتماماته وما يسعده ، ومع مرور الوقت ﻻ تشعر الزوجة إﻻ وقد اندمجت مع هوايات الزوج واهتماماته - يفعل ما يشاء في حدود الشرع ، وأما إن كان في ذلك إثم أو كان أحد الزوجين يرتكب ما حرم الله ، فإنه على أحدهما أن ينصح اﻵخر لله ، وينهاه عما يفعل بأسلوب حسن ، ويدعو الله له ، وﻻ يقره على هذه المعصية أبداً .. فإنه ( ﻻ طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ، والطاعة فيما أحل الله فقط بالمعروف ، أما الحرام فﻼ ، وﻻ يجوز ﻷحدهما بحال أن يرغم اﻵخر على الحرام – وغالباً ما يكون هذا اﻹرغام من قبل الزوج – وإن وصل اﻷمر للطﻼق .. والله أعلم ..
__________________
|
|
|